ومن لم يكتف بما اكتفوا به ويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم وكل آخذ منهم فهو من حزب الشيطان و إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير.
ومن لم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم ومن سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه.
ومن مال عن السنة فقد انحرف عن طريق الجنة.
فاتقوا الله تعالى وخافوا على أنفسكم فإن الأمر صعب.
وما بعد الجنة إلا النار وما بعد الحق إلا الضلال ولا بعد السنة إلا البدعة.
وقد علمتم أن «كل محدثة بدعة» فلا تتكلموا في محدثة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثبتنا الله على السنة وأعاذنا من البدع والفتنة برحمته وطوله.
واتقوا رحمكم الله المراءَ في القرآن والبحث عن أمور لم يكلفكم الله تعالى إياها ولا عمل فيها. فقد روي عن النبي أنه قال: «والمراء في القرآن كفر».
ونهى السلف رضي الله عنهم عن الجدال في الله جل ثناؤه وفي صفاته وأسمائه.
وقد نهينا عن التفكير في الله تعالى.
وقال مالك رحمه الله ورضي عنه: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الدين وفي الله تعالى فالسكوت أحب إلى لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا ما تحته عمل.
والذي قاله مالك رحمه الله تعالى عليه جماعة العلماء والفقهاء قديما وحديثا من أهل الحديث والفتوى.
وإنما خالف ذلك أهل البدع. فأما الجماعة فعلى ما قال مالك.
فإذا أردتم الكلام والتوسع في العلم فابحثوا في الفقه ومسائله وأحكامه والفرائض ومسائلها والمناسخات وقسم التركات ومسائل الإقرار والولاء ودوره وجوه ثم الوصايا ومسائلها ثم المسائل التي تعمل بالجبر والمقابلة والحساب والمساحة.
فلكم في هذا سعة عما قد نهيتم عن الخوض فيه مما لم يتكلم فيه سلفكم وكرهه إمامكم ولا يفضي بكم إلى خير ولا تخلون فيه من إحداث بدعة إمامكم فيها إبليس يمقتكم الله بها ويتبرأ منكم نبيكم من أجلها ويفارقكم إخوانكم من أهل السنة لمفارقتكم سنة نبيكم عليه أفضل الصلاة والسلام. وتردّون عن حوض نبيكم كما قد جاء أنه: يأتي يوم القيامة قوم إلى الحوض فيختلجون دون النبي قال: فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول بعدا وسحقا. أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
ولكن إن لزمتم سنة نبيكم وقبلتم وصيته وسلكتم طريق سلفكم وتركتم الفضول فكونوا على يقين من السلامة وأبشروا بالفضل والكرامة والخلود في دار المقامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وفقنا الله تعالى وإياكم لما يرضيه برحمته آمين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد ونبينا محمد نبي الخير وقائد الخير ورسول الرحمة وسلم.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)