أغثت أهل البت إذ أهلكوا ** بناظر ليس له ناظر
وإليها ينسب أبوالحسن أحمد بن علي الكاتب البتي أديب كيس له نوادر حسنة مات سنة 405، وكان قد كتب للقادر بالله مدة، والبت أيضا قرية بين بعقوبا وبوهرز كبيرة وبتة بالهاء قرية من أعمال بلنسية، منها أبو جعفر البتي له أدب وشعر.
بنخذان: بالضم ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وذال معجمة وألف ونون من قرى نسف، منها أبو علي الحسن بن عبد الله محمد بن الحسن البتخذاني المقري النسفي توفي بعد سنة 551.
البتراء: كأنه تأنيث الأبتر، موضع ذكره في غزوة النبي لبني حيان، قال ابن هشام سلك النبي على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء، وذكر ابن إسحاق في مساجد النبي في طريقه إلى تبوك فقال ومسجد بطرف البتراء من ذنب الكواكب.
بتران: بالضم، موضع، في بلاد بني عامر، قال المجنون أنشده أبو زياد:
وأشرفت من بتران أنظر هل أرى ** خيالا لليلى راية وترانيا
فلم يترك الأشراف في كل مرقب ** ولا الدمع من عينيك إلا المآقيا
المآقيا: جمع ماق بتر: أجبل من الشقيق مطلات على زبالة، قال الشاعر:
رعين بين لينة والقهر ** فالنجفات فأميل البتر
فغرفتي صارة بعد العصر وقال مالك بن الصمصامة الجعدي واجتازت به صاحبته التي يهواها وأخوها حاضر فأغمي عليه فلما أفاق، قال:
ألمت وما حيت وعاجت فأسرعت ** إلى جرعة بين المخارم فالنحر
خليلي إن حانت وفاتي فأحفروا ** برابية بين المحاصر فالبتر
لكيما تقول العندلية كلما ** رأت جدثي حييت يا قبر من قبر
وقيل البتر أكثر من سبعة فراسخ عرضا وطولا أكثر من عشرين فرسخا من بلاد بني عمرو بن كلاب، قال القتال الكلابي.
عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر ** فبرق نعاج من أميمة فالحجر
إلى صفرات المنح ليس بجوها ** أنيس ولا ممن يحل بها شفر
شفر: أي إنسان يقال ما بها شفر ولا كتيع ولا دبيج، والبتر أيضا موضع بالأندلس، ينسب إليه أبو محمد مسلمة بن محمد البتري الأندلسي روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي الإمام.
بترير: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء أخرى. حصن من أعمال مرسية بالأندلس.
بتسابور: بالضم والسين مهملة، صقع من سواد واسط الحجاج بالعراق.
بتعة: قال الأصمعي، وبجلدان موضع قرب الطائف هضبة سوداء يقال لها بتعة وفيها نقب كل نقب قدر ساعة كان يلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن فيها قبورا لعاد وكانوا يعظمون ذلك الجبل.
بتمار: بالفتح ثم التشديد والكسر، قرية من قرى بغداد، ينسب إليها أبو إبراهيم نصر الله بن أبي غالب بن أبي الحسن البتماري ذكره أبو سعد في شيوخة وقال سمعت منه سنة 537، ومحمد بن مرجا بن أبي العز بن مرجا البتماري أبو الوليد روى شيئا من الحديث عن أبي علي الحسن بن إسحاق الباقرحي البتم: بالضم ثم الفتح والتشديد، اسم حصن ببلاد فرغانة، وفيه قال الكميت:
أباحت حمى الصين والبتم وقيل البتم حصن منيع جدا وفيه معدن الذهب والفضة والزاج والنوشاذر الذي يحمل إلى الافاق وهو جبل فيه مثل الغارقد بني عليه بيت يستوثق من بابه وكوائه يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه بالنهار الدخان وبالليل النار فإذا تلبد هذا البخار كان منه مثل النوشاذر فلا يتهيأ لأحد أن يدخل هذا البيت لشدة حره إلا أن يلبس لبودا يرطبها بالماء ثم يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر من ذلك ويسرع الخروج، وهذا البخار ينتقل من مكان إلى مكان فيحفر عليه حتى يظهر وإذا لم يكن عليه بخار يمنع البخار من التفرق لم يضر من قاربه حتى إذا احتمن ومنع من التفرق أحرق من يدخله من شدة الحر، والبتم جبال يقال لها البتم الأول والبتم الأوسط والبتم الداخل ومياه بخارى وسمرقند وجميع الصغد من البتم الأوسط يجري هذا الماء إلى برغر ثم إلى منجيكث ثم إلى سمرقند ونهر الصغانيان أيضا منه.
بتنين: بالضم ثم الفتح وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى. من قرى صغد سمرقند من ناحية دبوسية، منها جعفر بن محمد بن بحر البتنيني روى عنه ابنه القاسم قاله أبو سعد ثم قال، بتيتن بتاءين مثناتين من فوق من قرى دبوسية ونسب إليها القاسم بن جعفر بن محمد، ولا أدري ما الصواب منهما.
بتيل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام، جبل بنجد منقطع عن الجبال وقيل جبل يناوح دمخا، وقال الحارثي بتيل واد لبني ذبيان وجبل أحمر يناوح دمخا من ورائه في ديار كلاب وهناك قليب يقال له البتيلة، وبتيل حجر بناء هناك عادي مرتفع مربع الأسفل محدد الأعلى يرتفع نحو ثمانين ذراعا. وقيل بتيل اليمامة جبل فارد في فضاء سمي بذلك لانقطاعه عن غيره، وقال موهوب بن رشيد:
مقيم ما أقام ذرى سواج ** وما بقي الأخارج والبتيل وقال سلمة بن الخرشب الأنماري:
إذا ما غ***م عامدين لأرضنا ** بني عامر فاستظهروا بالمرائر
فإن بني ذبيان حيث عهدتم ** بجزع البتيل بين باد وحاضر
يسدون أبواب القباب بضمر ** إلى عنن مستوثقات الموائر
وقال أبو زياد الكلابي، وفي دماخ وهي بلاد بني عمرو بن كلاب بتيل وأنشد:
لعمري لقد هام الفؤاد لجاجة ** بقطاعة الأعناق أم خليل
فمن أجلها أحببت عونا وجابرا ** وأحببت ورد الماء دون بتيل بتيلة: مثل الذي قبله وزيادة هاء،ماء: لبني عمرو بن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السر وهو إلى جنب بتيل المذكور قبله، وفي كتاب نصر بتيلة قليب عند بتيل في ديار بني كلاب، وقال ابن دريد البتيلة ماء لهم رواء ببطن السر إلى جنب بتيل وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه، وقال أبو زياد خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي بكر في ماء لهم يقال له بتيل فأطالوا لهم الخصومة وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد واستعمل خالد رجلا يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون لعثمان مالا على أني يقضي لهم على عبيد الله فلما تخوف عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة. فقال:
إلى الله أشكو إن عثمان جائر ** علي ولم يعلم بذلك خالد
أبيت كأني من حذار قضائه ** بحرة عباد سليم الأساود
تكلفت أجواز الفيافي وبعدها ** إليك وعظمي خشية الظلم بارد
وبيضاء إمليس إذا بت ليلة ** بها زارني عاري الذراعين مارد
عوى عند نضوي يستغيث أليفة ** بمنزلة لا تعتفيها العوائد
فلما رآني قد خنست لقتله ** مبارزة واشتد بالسيف ساعد
فولى فتى شاكي السلاح لو أنه ** أخي لم أبعه من معد بواحد
فتى يكسب المعدوم حتى رقيقه ** مدل بشدات الكمي المناجد
إلى خالد إما أموت فهين ** وإما طريد مستجير بخالد
فهل أنت من أهل البتيلة منقذي ** فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد
أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها ** أبي وإمام الناس والدين واحد
أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي ** ضربت برومي حديد الحدائد
فأمكنتها من منحر غير قاطع ** له نفيان طيب الطعم بارد
فإنكما يا بني علية كنتما ** يدا وأخي يرجى قليل الفوائد
وقال ذروة بن جحفة الكلابي:
شهد البتيل على البتيلة أنها ** زوراء فانية على الأوراد
منع البتيلة لا يجوز بمائها ** قمر تثور جحاشها بسراد
قبح الإله وخصهم بملامة ** نفرا قال لهم بنو رواد
نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم ** والمخزيات كما يقيم نضاد
بتنيق: بالفتح ثم التشديد والكسر وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف. مدينة في ساحل جزيرة صقلية.
[عدل] باب الباء والثاء وما يليهما
البثاء: بالفتح والمد، موضع في بلاد بني سليم، قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت:
رفعت لها طرفي وقد حال دونها ** رجال وخيل بالبثاء تغبر وقال أبو بكر: البثاء: الأرض السهلة واحدتها بثاءة، وأنشد:
بميث بثاء تبطنته ** دميث به الرفث والحيهل قال الأزهري، ولعل بثاء لماء في ديار بني سعد أخذ من هذا قال وهو عين ماء عذب تسقي نخلا قال ورأيتها في ديار بني سعد بالستارين فتوهمت أنه سمي بذلك لأنه قليل ترشح فكأنه عرق يسيل، وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا الماء على بني سعد فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه، فقال:
قلت لهم والشنؤ منى باد ** ما غركم بسابق جواد
يا رب أنت العون في الجهاد ** إذ غاب عني ناصر الأرفاد
واجتمعت معاشر الأعادي ** على بثاء باهظ الأوراد البثراء: بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدوة. اسم جبل وقيل شجر ذكر في غزوة الرجيع.
البثر: قال الأزهري البثر القليل والبثر الكثير، وأنشد لأبي ذؤيب:
فافتنهن من الشواء وماؤه ** بثر وعانده طريق مهيع وجعله السكري موضحا بعينه فإنه قال، بثر هو ماء معروف بذات عرق وقال ذلك غيره، وأنشد لأبي جندب الهذلي:
فأبلغ معقلا عني رسولا ** مغلغلة وواثلة بن عمرو
إلى أي نساق وقد بلغنا ** ظماء عن سميحة ماء بثر بثرون: بالتحريك والراء، حصن بين جبيل وأنفة على ساحل بحر الشام.
البثنون: بالتحريك وبين النونين واو ساكنة، بليدة س نواحي مصر في كورة الغربية.
البثنة: بفتح ثم السكون ونون، قال ثعلب البثنة الزبدة والبثنة النعمة والبثنة الرملة اللينة والبثنة المرأة الحسناء الغضة الناعمة، وهو اسم ناحية من نواحي دمشق وهي البثنية، وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات الأزهري، وكان أيوب النبي عليه السلام منها.
البثنية: بالتحريك وكسر النون وياء مشددة، وهي التي قبلها بعينها يقال بثنة وبثنية، وفي حديث خالد بن الوليد أنه خطب فقال: إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري، يقال إن البثنية حنطة منسوبة إلى بلدة معروفة بالشام يقال لها البثنية، ويقال أن البثنية اللينة وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة، قال الغنوي بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة، قال ابن رويد الهذلي:
فأدخلتها لا حنطة بثنية ** يقابل أطراف البيوت ولا خرفا
وقد نسب إليها قوم منهم النضر بن محرز بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من نواحي دمشق حدث عن محمد بن المنكدر وأبي الزعيزعة وثام بن عروة روى عنه الوليد بن سلمة الطبراني وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد العزيز ويقال ابن عبد الله الفارسي وأبو العباس الوليد بن المهلب الأزدي وسهيل بن عبد الرحمن العكي وأحمد بن سليمان، قال ابن حيان هو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به.
بثينة: مصغرا بلفظ صاحبة جميل وقد تقدم اشتقاقه، هضبة على طريق السفر بين البحرين والبصرة.
[عدل] باب الباء والجيم وما يليهما
البجادة: بالكسر، من مياه أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن عبد بن أبي بكر وفيها، قال السري بن حاتم:
دعاني الهوى يوم البجادة قادني ** وقد كان يدعوني الهوى فأجيب في أبيات ذكرت في العوقبين بجان: بالفتح ثم التشديد وآخره نون، موضع بين فارس وأصبهان واللفظ بجيمه على مذهب الفرس بين الجيم والشين.
بجانة: بالفتح ثم التشديد وألف ونون، مدينة بالأندلس من أعمال كورة البيرة خربت وقد انتقل أهلها إلى المرية وبينها وبين المرية فرسخان وبينها وبين غرناطة مائة ميل وهي ثلاثة وثلاثون فرسخا، منها أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل البجاني روى عن أبي القاسم أحمد بن عبيدة، وأبو الحسن علي بن معاذ بن سمعان بن موسى الرعيني البجاني سمع ببجانة من سعيد بن قحلون وعلي بن الحسن المري ومسعود بن علي سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ بن أبي دليم محمد بن عيسى الفلأس ومحمد بن معاوية القرشي وغيرهم وكان فصيحا شاعرا عالما بالنسب طويل اللسان مفوها كثير الأذكار سمع منه الناس ببجانة وقرطبة، قال ابن الفرضي وسمعت منه وكان يكذب وقفت على ذلك وعلمته قال لي ولدت سنة 307.
بجاوة: بفتح الواو، قال الزمخشري بجاوة، أرض بالنوبة بها إبل فرهة واليها تنسب الإبل البجاوية منسوبة إلى البجاء وهم أمم عظيمة بين العرب والحبش والنوبة مر ذكرهم قبل هذا.
بجاية: بالكسر وتخفيف الجيم وألف وياء وهاء، مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب، كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد بن بلكين في حدود سنة 457 بينها وبين جزيرة بني مزغناي أربعة أيام كانت قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة وهي لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت. قاعدة ملك بني حماد وتسمى الناصرية أيضا باسم بانيها وهي مفترقة إلى جميع البلاد لا يخصها من المنافع شيء إنما هي دار مملكة تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين ميلة ثلاثة أيام، وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية أنفذ إلى ابن عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع رسولا لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة فمر ابن البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة فتأملها حق التأمل فلما قدم على الناصر غدر بصاحبه واستخلا الناصر ودله على عورة تميم وقرر بينه وبين الناصر الهرب من تميم والرجوع إليه وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة في ذلك والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد العدو فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها ونزلها بعسكره ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع العيون فلما أراد الهرب قبض عليه وقتله وألحق به عاقبة الغدر.
بج حوران: الجيم مشددة، من أعمال دمشق، قال الحافظ أبو القاسم العساكري، محمد بن عبد الله أبو عبد الله البجي من بج حوران قرية كانت على باب دمشق حكى عن الأوزاعي روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد، ومنها أبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن عبد الله بن عبد الغفار وقيل ابن شعيب بن ذكوان بن أبي أمية العبدري مولى بني عبد الدار، قال الحافظ أبو القاسم من أهل بج حوران من إقليم باناس حدث عن الفضل بن العباس وأبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي المعروف بابن البطناني وأبي محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأبي عبد الملك بن البسري وزكرياء بن يحيى السجزي وأحمد بن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي روى عنه أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران وأبو العباس محمد بن موسى السمسار وأحمد بن عبد الله البرامي وإبراهيم بن محمد بن سنان وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد وأبو الحسين الكلابي مات في ربيع الأول سنة 329، وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الحوراني ويقال البج حوراني من بج حوران روى عن أبيه والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب ومروان الفزاري روى عنه القاسم بن عيسى العطار وأبو الحسن بن حوصا وأحمد بن عامر البرقعيدي وأبو بشر الدولابي وجماعة غير هؤلاء.
بجدان: بالضم ثم السكون، اسم جبل في طريق مكة من المدينة روي عن النبي أنه كان على بجدان فقال. هذا بجدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كذا رواه الأزهري، بالضم ثم السكون والدال مهملة وأكثر الناس يرويه جمدان وقد ذكر في موضعه.
البجرات: بالتحريك وقيل البجيرات بالتصغير، مياه كثيرة، من مياه. السماء في جبل شوران المطل على عقيق المدينة يجوز أن يكون جمع بجرة وهو عظم البطن.
بجستان: بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة وتاء - فوقها نقطتان وألف ونون، من قرى نيسابور، منها أبو القاسم موفق بن محمد بن أحمد البجستاني الميداني من أهل نيسابور من أصحاب محمد بن كرام كان له قبول عند العامة سمع من أبي القاسم بن الحصين نحو سنة. 0520 البجسة: بالكسر، موضع باليمامة.
بجمزى: بالفتح ثم الكسر وسكون الميم والزاي وألف مقصورة، قرية من طريق خراسان، كانت بها وقعة بين المقتفي لأمر الله وكون خر ومسعود البلال أصحاب السلطان محمد بن محمود في سنة 549ويقال لهذه القرية بكمزا وقد ذكرت.
بجوار: بالفتح محلة كبيرة بمرو بأسفل البلد وإنما قيل لها بجوار لأن على رأس السكة بجورا للماء أي مقسما للماء نسبت السكة إليها، منها أبو علي الحسن بن محمد بن سهلان الخياط البجواري الشيخ الصالح.
البجوم: بالضم بلد يضاف إليه كورة من كور أسفل الأرض بمصر فيقال كورة الأوسية والبجوم.
بجة: بالفتح والتشديد. مدينة بين فارس وأصبهان و الله الموفق.
[عدل] باب الباء والحاء وما يليهما
بحار: بكسر أوله كأنه جمع بحر، قال الأصمعي، البحار كل أرض سهلة تحفها جبال، وأنشد للنمر بن تولب:
كأنها دقرى تخيل نبتها ** أنف يغم الضال نبت بحارها الدقرى: الروضة الكثيرة الماء والندى، وذو بحار جبلان في ظهر حرة بني سليم قاله إسماعيل بن حماد، وقال نصر، ذو بحار ماء لغني في شرقي النير وقيل في بلاد اليمن، وأنشد غيره للنابغة الجعدي في يوم شعب جبلة.
ونحن حبسنا الحي عبسا وعامرأ ** بحسان وأبي الجون إذ قيل أقبلا
وقد صعدت عن ذي بحار نساؤهم ** كأصعاد نسر لا يرومون منزلا
عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا ** من الهضبة الحمراء عزا ومعقلا وقال أبو زياد: ذو بحار واد بأعلى التسرير يصب في التسرير لعمرو بن كلاب، وأنشد.
عفا ذو بحار من أميمة فالهضب ** وأقفر إلا أن يلم به ركب ورواه الغوري بفتح الباء، وأنشد لبشر بن أبي خازم.
لليلى على بعد المزار تذكر ** ومن دون ليلى ذو بحار فمنور بحار: بالضم، كذا رواه السكري في قول البريق الهذلي:
ومر على القرائن من بحار ** فكاد الوبل لا يبقي بحارا وقال بشامة بن الغدير:
لمن الديار عفون بالجزع ** بالدوم بين بحار فالشرع
درست وقد بقيت على حجج ** بعد الأنيس عفونها سبع
إلا بقايا خيمة درست ** دارت قواعدها على الربع بحت: بالضم ثم السكون والتاء مثناة، وادي البحت قريب من العذيب يطؤه الطريق بين الكوفة والبصرة، قال الحازمي:ولا أحقه.
بحتر: بالضم، روضة في وسط أجإ أحد جبلي طيء قرب جو كأنها مسماة بالقبيلة وهو بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طييء.
بحران: بالضم، موضع بناحية الفرع، قال الواقدي: بين الفرع والمدينة ثمانية برد، وقال ابن إسحاق: هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزي، قال ابن إسحاق: في سيرة عبد الله بن جحش فسلك على طريق الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له: بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه وذكر القصة، كذا قيده ابن الفرات بفتح الباء ههنا وقد قيده في مواضع بضمها وهو المشهور وذكره العمراني والزمخشري وضبطاه بالفتح والله أعلم.
بحثر: بلد باليمن كانت لسبأ بن سليمان الخولاني، سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق سماه المصباح وهو من مخلاف جعفر.
ذكر البحار أما اشتقاق البحر فقال صاحب كتاب العين: سمي البحر بحرا لاستبحاره وهو سعته وانبساطه ويقال: استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعي كثير وتبحر في المال إذا كثر ماله، والماء البحر هو الملح وقد أبحر الماء إذا صار ملحا، قال نصيب:
وقد عاد ماء البحر ملحا فزادني ** إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب وأما ماء البحر فذكر مقاتل أنه فضلة ماء السماء المنهمر منها في الطوفان واحتج بقوله تعالى: وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغبض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى هود 440، فلما بلعت الأرض ماءها بقي ماء السماء على وجهها وهو ماء البحر قال: وإنما كان ملحا لأنه ماء سخط كذا نزل ولم يذكر أحد عن المفسرين في هذا شيئا وهو قول حسن يتقبله القلب وكذا قيل في الماء الذي تبديه الأرض إلينا وهو نبع من ماء السماء أيضا واحتج بقوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض المؤمنون: 18، وقوله تعالى: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض الزمر: 21، واذكر ما يضاف إليه على حروف المعجم.
بحر بنطس: كذا وجدته بخط أبي الريحان بالباء الموحدة ثم النون الساكنة وضم الطاء والسين مهملة، قال: وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة والروس، بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين ويرف عندنا ببحر طرابزندة لأنها فرضة عليه يخرج منه خليج يمز بسور القسطنطينية ولا يزال مضايقا حتى يقع في بحر الشام الذي في ساحله الجنوبي بلاد الشام ومصر والاسكندرية لإفريقية.
بحر تولية: من البحار العظام وأظنه يستمد من المحيط، قال الكندي: في طرف العمارة من ناحية الشمال، بحر عظيم تحت قطب الشمالي وبقربها مدينة يقال لها: تولية ليس بعدها عمارة وأهلها أشقى خلق الله ولم تقرب منها سفينة.
بخر الخزر: بالتحريك، وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد، وهو بحر واسع عظيم لا اتصال له بغيره ويسمى أيضا الخراساني والجيلي وربما سماه بعضهم الدوارة الخرسانية، وقال حمزة: اسمه بالفارسية زراه أكفودة ويسمى أيضا أكفودة درياو وسماه أرسطاطاليس أرقانيا وربما سماه بعضهم الخوارزمي وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا تذكر في موضعها إن شاء الله وعليه باب الأبواب وهو الدربند كما وصفناه في موضعه وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان ويمتد إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر وتصب إليه أنهار كثيرة عظام منها الكر والرس وإتل، وقال: الإصطخري وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم وفي غربيه اللان من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض المفازة الغزية وشماليه مفازة الغزية وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه، وجنوبيه الجيل وبعض الديلم، قال: وبحر الخزر ليس له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع الذي ابتدأ منه لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب فيه، وهو بحر ملح لا مد فيه ولا جزر وهو بحر مظلم قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض ولا يرتفع من هذا البحر شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى السمك ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أران والجيل وجرجان وطبرستان وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس والروم و غيرهما بل فيه جزائر فيها غياض ومياه وأشجار وليس بها أنيس، منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت وبحذاء نهر الكر جزيرة أخرى بها غياض وأشجار ومياه يرتفع منها الفوه. ويحملون إليها في السفن دواب فتسرح فيها حتى تسمن وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه على شاطىء البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي فيقيمون به للصيد وبه مياه ولا أعلم غير ذلك، فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة أيام ومن سمندر إلى نهر أتل سبعة أيام مفاوز ولهذا البحر من ناحية سياه كوه رنقة يخاف على المراكب إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحيلون بين صاحبه وبينه ويقال: إن دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ وقطره مائة فرسخ والله أعلم.
بحر الزنج: هو بحر الهند بعينه وبلاد الزنج منه في نحو الجنوب تحت سهيل وله بر وجزائر كثيرة كبار واسعة فيها غياض كثيرة وأشجار لكنها غير ذات أثمار وإنما هي نحو شجر الابنوس والصندل والساج والقنا ومن سواحلهم يلتقط العنبر ولا يوجد في غير سواحلهم،وهم أضيق الناس عيشا وحدثني غير واحد ممن شاهد تلك البلاد أنهم يرون القطب الجنوبي عاليا يقارب أن يتوسط السماء وسهيل كذلك ولا يرون الجدي قط ولا القطب الشمالي أبدا ولا بنات نعش وإنهم يرون في السماء شينا في مقدار جرم القمر كأنه طاقة في السماء أو شبه قطعة غيم بيضاء لايغيب قط ولا يبرح مكانه وسألت عنه غير واحد فاتفقوا على ما حكيته بلفظه ومعناه وله عندهم اسم لم يحضرني الآن وأنهم لا يدرون إيش هو ولهم هناك مدن أجلها مقدشو وسكانها غرباء واستوطنوا تلك البلاد وهم مسلمون طوائف لا سلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له وهي على بر البربر وهم طائفة من العربان غير الذين هم في المغرب بلادهم بين الحبشة والزنج وسنذكرهم بعد إن شاء الله تعالى ثم يمتد بر البربر على ساحل بحر الزنج إلى قرابة عدن وأقصى هذا البحر يتصل بالبحر المحيط.
بحر فارس هو شعبة من بحر الهند الأعظم واسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان وهو فوه دجلة التي تصب فيه، وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان أنك تنحدر في دجلة من البصرة إلى بليدة تسمى المحرزة في طرف جريرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين إحداهما تأخذ ذات اليمين فتصب في هذا البحر عند سواحل أرض البحرين وفيه تسافر المراكب إلى البحرين وبر العرب وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضرموت إلى عدن وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال وتصب في البحر من جهة بر فارس وتصير عبادان لانصباب هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما وعلى سواحل بحر فارس من جهة عبادان من مشهورات المدن مهروبان، قال حمزة: وههنا يسمى هذا البحر بالفارسية زراه أفرنك قال: وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجها من جهة الجنوب صعدا إلى جهة الشمال حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة آخر كلامه، ثم يمر من مهروبان نحو الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة ومقابلها في وسط البحر جزيرة خارك ثم يمر في سواحل فارس بسينيز وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة هزو ومقابلها في البحر جزيرة قيس بن عميرة تظهر من بر فارس وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر فارس وبها مقام سلطان البحر والملك المستولي على تلك النواحي ثم هرموز في بر فارس ومقابلها في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز مكران على الساحل فبحر فارس وبحر البحرين وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس وعلى ساحله الغربي بلاد العرب وطوله من الشمال إلى الجنوب.
بحر القلزم وهو أيضا شعبة من بحر الهند أوله من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا في بحر الزنج وعدن ثم يمتد مغربا وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر وبذلك سمي بحر القلزم ويسمى في كل موضع يمر به باسم ذلك الموضع فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر والحبش وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزيلع ثم الحبشة ومنتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذي قدمنا ذكرهم وعلى يمينه عدن ثم المندب وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر وامتداده في أرض اليمن فيقال: إن بعض الملوك القدماء قد ذلك الجبل بالمعاول ليدخل منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه فقد من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاث ثم أطلق البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يكن تداركه فأهلك أمما كثيرة واستولى على بلدان لا تحصى وصار بحرا عظيما فهو يمر بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدة والجار وينبع ومدين مدينة شعيب النبي وأيلة إلى القلزم في منتهاه وهو الموضع الذي غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا. وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام، ثم يدور تلقاء الجنوب إلى القصير وهو مرسى للمراكب مقابل قوص بينهما خمسة أيام ثم يدور في شبه الدائرة إلى عيذاب وأرض البجاء ثم يتصل ببلاد الحبش، فإذا تخيل الخليج الضارب إلى البصرة والخليج الداخل إلى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد العرب.
البحر المحيط ومنها مادة سائر البحور المذكورة ها هنا غير بحر الخزر وقد سماه أرسطاطاليس في رسالته الموسومة ببيت الذهب، أوقيانوس وسماه آخرون البحر الأخضر وهو محيط بالدنيا جميعها كإحاطة الهالة بالقمر ويخرج منه شعبتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق فأما التي بالشرق فهي بحر الهند والصين وفارس واليمن والزنج وقد مر ذكر ذلك. والشعبة الأخرى في المغرب تخرج من عند سلا فيمر بالزقاق الذي بين البر الأعظم من بلاد بربر المغرب وجزيرة الأندلس ويمر بإفريقية إلى أرض مصر والشام إلى القسطنطينية كما نذكره، وهذا البحر المحيط لا يسلك شرقا ولا غربا إنما المسلك في خليجيه فقط، واختلفوا هل الخليجان ينصبان في المحيط أم يستمدان منه فالأكثر أن الخليجين يستمدان من المحيط وليس في الأرض نهر إلا وفضلته تصب إما في الشرقي أو في الغربي إلا في مواضع تصب في بحيرات منقطعة نحو جيحون وسيحون فإنهما يصبان في بحرية تخصهما والأردن يصب في البحيرة المنتنة كما نذكره إن شاء الله تعالى.
بحر المغرب وهو بحر الشام والقسطنطينية مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمر من شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الأفرنج إلى القسطنطينية فيمر ببنطس المذكور آنفا ويمتد من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة وطنجة وبجاية ومهدية وتونس وطرابلس والإسكندرية ثم سواحل الشام إلى أنطاكية حتى يتصل بالقسطنطينية وفيه من الجزائر المذكورة الأندلس وميورقة وصقلية وأقريطش وقبرص ورودس وغير ذلك كثيرة، وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك بني دلوكة. منهم دركون بن ملوطس وزمطرة وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر وهذا هو البحر الذي وصفناه قبل، وعلى هذا فبحر الأندلس وبحر المغرب وبحر الاسكندرية وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر الأفرنج وبحر الروم جميعه واحد ليس لهذا اتصال ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط وأقرب موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند الفرما وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم وهو على ساحل بحر اليمن سوى أربعة أيام، ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقية ثم سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى طرابزندة ويقطع جبل القبق ويدير من أطراف بلاد الترك إلى القسطنطينة فيصير البحر على جهته الجنوبية بعد أن كان من جهته الشمالية ويمر بسواحل الأفرنج حتى يدخل الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن يقطع بحرا أو يركب مركبا ويمكنه ذلك إلا أن المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة ولمروره بين أمم مختلفة الأديان والألسنة وجبال مشقة وبواد موحشة.
بحر الهند وهو أعظم هذه البحار وأوسعها وأكثرها جزائر وأبسطها على سواحله مدن ولا علم لأحد بموضع اتصاله المحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته وامتزاجه به وليس كالمغربي لأن اتصال المغربي من المحيط ظاهر في موضع يقال له: الزقاق بين ساحله الجنوبي الذي عليه بلاد البربر وساحله الشمالي الذي هو بلاد الأندلس أربعة فراسخ بين كل ساحل من الآخر وليس كذلك الهندي ويتشعب من الهندي خلجان كثيرة إلا أن أكبرها وأعظمها بحر فارس والقلزم اللذين تقدم ذكرهما، وقد كنا ذكرنا أن أول بحر فارس التيز آخذا نحو الشمال فأما أخذه نحو الجنوب في بلاد الزنج وينعطف من تيز الساحل مشرقا متسعا فتمر سواحله بالديبل والقس وسومنات وهو أعظم بيوت العبادات التي بالهند جميعه وهو عندهم بمنزلة مكة عند المسلين ثم كنباية ثم خور تدخل منه إلى بروص وهي من أعظم مدنهم ثم ينعطف أشد من ذلك حتى يمر ببلاد مليبار التي يجلب منها الفلفل، ومن أشهر مدنهم منجرور وفاكنور ثم خور فوفل ثم المعبر وهو آخر بلاد الهند ثم بلاد الصين فأولها الجاوة يركب إليها من بحر صعب المسلك سريع المهلك ثم إلى صريح بلاد الصين، وقد أكثر الناس في وصف هذا البحر وطوله وعرضه وقالوا فيه أقوالا مفاوتة يقدح في عقل ذاكرها، وفيه من الجزائر العظام مالا يحصيه إلا الله، ومن أعظمها وأشهرها جزيرة سيلان وفيها مدن كثيرة وجزيرة الزانج كذلك وجزيرة سرنديب كذلك وجزيرة سقطرى، وجزيرة كولم وغير ذلك وإنما أرسم لك صورة المحيط وكيف تشعب البحار منه في الصورة السادسة المقابلة لتعرفه إن شاء الله تعالى.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)