انا آسفة كتير عنجد صار بعض الأخطاء وما كملت الحلقة 29
هي التتمة
متابعة ممتعة
.....
تتمه
" أنا تعيسة جدا "
كان هذا جوابي على سؤال دانة التي أتتني بقلق لتطمئن علي..
دانة جلست إلى جواري على السرير و أخذت تواسيني.. إلا أن شيئا لا يمكنه مواساتي في الصاعقة التي أحلّت بي...
" أرجوك يا رغد.. كفى عزيزتي.. ألن تودّعينني ؟ إنني راحلة عنك للأبد ! "
و جاءت جملتها قاصمة لظهري...
" لا ! لا تذهبي و تتركيني ! سأكون وحيدة ! أريد أمي .. أريد أمي..."
و بكيت بتهيج..
" يكفي يا رغد ستجعلينني أبكي و أنا عروس في ليلة زفافي التعسة ! "
انتبهت لنفسي أخيرا.. كيف سمحت لنفسي بإتعاس أختي العروس في أهم ليالي عمرها؟ ألا يكفي أنها حرمت من حفل الزفاف الضخم الذي كانت تعد له منذ شهور... و خسرت كل ملابسها و حليها و أغراض زفافها.. و احترق فستان العرس تحت أنقاب المدينة المدمّرة !؟
طردت بسرعة الدموع المتطفلة على وجهي، و أظهرت ابتسامة مفتعلة لا أساس لها من الصحة و قلت :
" عزيزتي سأفتقدك ! ألف مبروك دانة "
تعانقنا عناقا طويلا.. عناق الفراق.. فبعد أكثر من 15 عاما من الملازمة المستمرة 30 يوما في الشهر، نفترق..و دموعنا مختلطة مع القبل...
قدم سامر.. و قال :
" هيا دانة .. "
صافحتها و قبلتها للمرة الأخيرة... ثم جاء دور سامر، و من ثمّ الرجل الضخم الذي كان يقف في الخارج عند الباب مباشرة...
لم استطع أن ألقي عليه و لا نظرة واحدة.. لم أشأ أن أنهار من جديد.. اضطجعت على سريري، و سحبت الغطاء حتى أخفيت وجهي أسفل منه...
سمعت سامر يقول :
" سآخذهما للفندق و أعود مباشرة.. وليد و خطيبته سيبقيان معك "
و لم تهز في ّ هذه الجملة شعرة واحدة ، بل أغمضت عيني و أنا أقول :
" سأنام.."
أحسست بالجميع يغادرون الغرفة و يغلقون الباب، ثم اختفت الأصوات و الحركات.. لقد غادر جميع الضيوف.. و في الشقة لم يبق إلا أنا.. و وليد.. و الأجنبية الدخيلة...
دخلت في نوم عميق أشبه بالغيبوبة.. إلا أنني في لحظة ما..أحسست بدخول شخص ما إلى الغرفة.. و اقترابه مني.. ثم شعرت بيد تمتد إلى لحافي فتضبطه فوقي، ثم تمسح على رأسي من فوق حجابي الذي لم أنزعه، ثم توهمت سماع همس في أذني ...
" أحلام سعيدة يا حبيبتي"
و ابتعد المجهول.. و سمعت صوت انغلاق الباب..
فتحت عيني الآن فوجدت الغرفة غارقة في السكون و الظلام.. هل كان ذلك وهما؟؟ هل كان تهيؤا ؟؟ حلما؟؟
لست أكيدة..
و إن كان حقيقة ، فالشيء الذي سأكون أكيدة منه ، هو أن الشخص كان سامر...
~ ~ ~ ~ ~ ~
ومن القطب الجنوبي ....إلى افريقيا الاستوائية ....
" رائعة "
والله شيء بحير طيب ؛
لنشوف آخرتها مع هالجوز......
تقبلي مروري
متابع
استخدمت غرفتي السابقة بينما جعلت أروى تستعمل غرفة العروس، للمبيت تلك الليلة...
لقد كنت شديد القلق على صغيرتي .. و لم أنم كما يجب..
كنا قد قررنا البقاء ليومين قبل معاودة الرحيل، و كان هذان اليومان من أسوأ أيام حياتي !
رغد كانت مريضة جدا و ملازمة للفراش، و سامر كان يمنعني من الدخول إلى غرفتها أغلب المرات، و في المرات القليلة التي سمح لي بإلقاء نظرة، كنت أرى رغد شاحبة جدا و مكتئبة للغاية ، ترفض الحديث معي و تطلب منا تركها بمفردها
ضاق صدري للحالة التي كانت عليها و سألت سامر:
" ماذا حدث لها ؟ هل حدث شيء تخفونه عني؟ لم هي كئيبة هكذا؟؟ هل آذاها أحد بشيء ؟؟ "
قال سامر :
" إنها كئيبة لفراق دانة ، فكما تعرف كانت تلازمها كالظل... "
" لكن ليس لهذا الحد.. أنا أشعر بأن في الأمر سر ما.. "
نظر إلي شقيقي نظرة ارتياب و قال :
" أي سر؟؟ "
قلت :
" ليتني أعرف... "
كنا خلال هذين اليومين نتناول وجباتنا أنا و أروى في المطاعم، و في الليلة الأخيرة، عندما عدنا من المطعم ، وجدنا رغد و سامر في غرفة المائدة يتناولان العشاء...
فرحت كثيرا، فهي علامة جيدة مشيرة إلى تحسّن الصغيرة..
قلت :
" صغيرتي.. حمدا لله على سلامتك، أتشعرين بتحسّن ؟؟ "
رغد نظرت نحوي بجمود ، ثم نحو أروى ، ثم وقفت ، و غادرت الغرفة ذاهبة إلى غرفة نومها...
وقف سامر الآن و نظر إلي بعصبية :
" أ هذا جيّد؟ ما كدت أصدق أنها قبلت أخيرا تناول وجبة.. "
قلت ُ بانزعاج :
" هذه حال لا يصبر عليها، لسوف آخذها إلى الطبيب.. "
و سرت ُ مسرعا نحو غرفتها ، فأقبل شقيقي من بعدي مسرعا :
" هيه أنت.. إلي أين ؟؟ "
التفت ُ إليه و قلت :
"سآخذ الفتاة للمستشفى "
قال بغيظ :
" من تظن نفسك؟ ألا تراني أمامك؟؟ خطيبتك هي تلك و ليست هذه "
قلت مزمجرا :
" قبل أن تكون خطيبتك هي ابنة عمّي ، و إن كنت نسيت فأذكرك بأنها ستنفصل عنك، و لتعلم إن كنت جاهلا بأن أمورها كلها تهمني و أنا مسؤول عنها كليا ، مثل والدي تماما "
و هممت بمد يدي لطرق الباب و من ثم فتحه ، إلا أن سامر ثار... و أمسك بيدي و أبعدها بقوة..
تحررت من مسكته و هممت بفتح الباب ألا أنه صرخ :
" ابتعد "
و قرن الصرخة بانقضاض على ذراعي، و سحب لي بقوة...
دفعت به بعيدا عني فارتطم بالجدار، ثم ارتد إلي و لكمني بقبضته في بطني لكمة عنيفة...
اشتعلت المعركة فيما بيننا و دخلنا في دوامة جنونية من الضرب و الركل و اللطم و الرفس.. أتت في غير أوانها !
أروى واقفة تنظر إلينا بذهول.. و باب غرفة رغد انفتح .. و ظهرت منه رغد مفزوعة تنظر إلينا باستنكار و توتّر
" سامر... وليد... يكفي ... "
إلا أن أحدنا لم يتوقّف...
في العراك السابق كان سامر يستسلم لضرباتي .. أما الآن ، فأجده شانا الهجوم علي و يضربني بغيظ و بغض.. كأن بداخله ثأرا يود اقتصاصه مني...
بعد لحظات من العراك، و يد الغلبة لي، و أنا ممسك بذراع أخي ألويها للوراء و أؤلمه ، جاءت رغد تركض نحوي صارخة :
" أترك خطيبي أيها المتوحّش "
و رأيت يديها تمتدان إلي ، تحاولان تخليص سامر من بين يدي...
أمسكت بذراعي و شدّتني بقوة، فحررت أخي من قبضتي و استدرت لأواجهها...
صرخت بوجهي :
" وحش.. مجرم.. قاتل.. أكرهك.. أكرهك.. أكرهك "
و بقبضتيها كلتيهما راحت تضربني على صدري بانفعال ضربة بعد ضربة بعد ضربة... و أنا واقف كالجبل بلا حراك.. أشاهد.. و اسمع.. و أحس.. و أتألم..
و أحترق... و أتزلزل ... و أموت..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 9 (0 من الأعضاء و 9 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)