صفحة 51 من 51 الأولىالأولى ... 41495051
النتائج 201 إلى 204 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7

العرض المتطور


  1. #1
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array


    العقد الفريد/الجزء الثالث/4

    خطبة زياد البتراء قال أبو الحسن المدائني عن مَسْلمة بن مُحارب بن أبي بَكْر الهُذليّ قال‏:‏ قَدِم زيادٌ البَصْرَة والياً لمُعاوية بن أبي سُفيان وضم إليه خراسان وسجستان والفِسْقُ بالبَصرة ظاهرٌ فاش فخَطب خُطبة بتراء لم يَحمد الله فيها‏.‏ وقال غيرُه بل قال‏:‏ الحمدُ للهّ على إفضاله وإحسانه ونَسأله المزيدَ مَن نِعَمه وإكْرامه اللهم كما زِدْتنا نِعماً فأَلْهمنا شُكراً أمّا بعد‏:‏ فإن الجهالة الجَهْلاء والضًلالة العَمْياء والعَمَى المُوفي بأَهله على النَار ما فيه سُفهاؤكم ويَشتمل عليه حُلماؤكم من الأمُور العِظام يَنبُت فيها الصغير ولا يَتحاشى عنها الكبير‏.‏ كأنكم لم تَقْرءوا كِتاب الله ولم تَسمعوا ما أَعدَّ الله من الثواب بالكريم لأهل طاعته والعذَاب العَظيم لأهل مَعْصيته في الزَمن السرمديّ الذي لا يزول أتكونون كمَن طَرفَتْ عَيْنَه الدنيا وسدت مسامَعه الشهوات واختار الفانيةَ على الباقية ولا تَذْكُرون أنكم أَحدثتم في الإسلام الحَدَث الذي لم تُسسبقوا إليه مَن تَرككم هذه المَواخير المنصوبة والضعيفة المَسْلوبة في النّهار المُبصر والعدَدُ غيرُ قليل‏.‏ ألم يكن منكم نُهاة تَمنع الغُواة عن دَلجَ الليل وغارة النهار‏!‏ قَربتم القرابة وباعدتم الذَين تَعتذرون بغير العُذر وتَغُضّون على المُخّتَلس كُلّ امرئ يَذُب عن سَفِيهه صَنِيعَ مَن لا يخاف عاقبةً ولا يرجو مَعاداً‏.‏ ما أنتم بالحُلماء ولقد اتبعتم السفهاء فلم يَزل بكم ما تَرَوْن من قيامكم دونهم حتى انتهكوا حُرم الإسلام ثمّ أَطْرقوا وراءكم كُنُوساً في مكانس الرِّيَب‏.‏ حرامٌ عليّ الطعامُ والشّراب حتى أُسويها بالأرض هَدْماً وإحراقاً‏.‏ إني رأيتُ آخرَ هذا الأمر لا يَصْلح إلّا بما صَلَح به أولُه لِينٌ يا غير ضَعْف وشِدّة في غير عُنْف وإني أُقسم بالله لآخُذنَ الوليّ بالمولى والمُقيم بالظّاعن والمُقْبل بالمُدبر والصحيحَ بالسَّقيم حتى يَلْقى الرحلُ منكم أخاه فيقول‏:‏ انْجُ سَعْد فَقد هلك سُعيد أو تَسْتقيم لي قَناتُكم‏.‏ إن كِذْبَة الأمير بلقاء مشهورة فإذا تعلقتم عليّ بكذْبة فقد حَلَّت لكم مَعْصيتي‏.‏ من نُقِب منكم عليه فأنا ضامن لما ذَهب منه فإيّاَيَ ودَلَجَ اللَّيل فإنّي لا أُوتيَ بمُدْلِج إلّا سَفكت دَمَه وقد أُجِّلتم في ذلك بقدر ما يأتي الخبر الكُوفةَ ويَرجعِ إليكم وإيّاي ودَعْوي الجاهليّة فإني لا أَجد أحداً دعا بها إلّا قطعتُ لسانه وقد أحْدثتم أحداثاً لم تكن وقد أَحدثنا لكُلّ ذَنب عُقوبةً فمَن غرق قوماً غرقناه ومَن أَحرق قوماً أحرقناه ومَن نَقَبَ بيتاً نَقَبنا عن قَلْبه ومَن نَبَش قَبْراً دفنّاه فيه حيّاً فكُفُّوا عني ألسنَتكم وأيدَيكم أكف عنكم يدي ولساني ولا يَظهرنّ من أحد منكم ريبةٌ بخلاف ما عليه عامَّتكم إلّا ضربتُ عُنقه وقد كانت بيني وبين قومِ إحَنٌ فجعلتُ ذلك دَبْر أُذني وتحت قدمي فمَن كان مُحسِناً فَلْيَزْدد في إحسانه ومن كان مُسِيئاً فَلْيَنزع عن إساءته إنيِ لو علمتُ أنَّ أَحدَكم قد قَتله السُّلّ من بُغضي لم أَكْشف له قناعاً ولم أَهْتك له سِتْراً حتى يُبدِي لي صَفْحته فإنْ فعل ذلك لم أنظره‏.‏ فاستأنفوا أموركم واستعينوا على أَنفسكم فرب مُبتئس بقُدومنا سيُسر ومَسرور بقَدومنا سيَبْتَئس‏.‏ أيها الناس إنّا أصبحنا لكم ساسةً وعنكم ذادة نَسُوسكم بسُلطان الله الذي أَعطانا ونَذُود عنكم بفَيء الله الذي خوَلنا فَلَنا عليكم السَّمع والطاعة فما أَحببنا ولكم علينا العدلُ فما وَلينا فاستوجبوا عَدْلَنا وفَيْئنا بمُناصحتكم لنا‏.‏ واعلموا أني مهما أُقصّر فلن أُقصر عن ثلاث‏:‏ لستُ مُحْتجباً عن طالب حاجة ولو أَتاني طارقاً بليل ولا حابساً عَطاءً ولا رزْقاً عن إبانه ولا مُجَمِّراً لكم بَعْثاً‏.‏ فادعوا الله بالصَّلاح لأئمتكم فإنهم ساسُتكم المؤدِّبون وكَهْفُكم الذي إليه تَأْوون ومتى يَصْلحوا تَصْلحوا‏.‏ ولا تُشربوا قلوبَكم بُغْضهُم فَيَشْتَد لذلك أسَفكُم ويطول له حزنكم ولا تُدْرِكوا له حاجتكم مع أنَّه لو اسْتُجيب لكمٍ فيهم لكان شرِّاً لكم‏:‏ أسأل اللهّ أن يُعين كُلأ على كُلّ‏.‏ وإذا رأيتُموني أُنَفِّذ فيكم أمرا فأَنْفِدُوه على أذلاله وايم لله إن لي فيكم لصَرْعى كثيرة فَلْيحذر كل امرئ منكم أن يكون مِنْ صَرعاي ثم نزل‏.‏ فقام إليه عبدُ اللهّ بن الأهتم فقال‏:‏ أَشهد أيها الأمير لقد أُوتيت الحِكمة وفَصْل الخِطاب‏.‏ فقال له كذَبْتَ ذاك داودُ ‏.‏ فقام الأحنف بن قيس فقال‏:‏ إنما الثّناء بعد البَلاء والحمدُ بعد العَطاء وإنا لن نُئْنى حتى نَبْتلي‏.‏ قال له زياد‏:‏ صَدَلْت‏.‏ فقام أبو بلال وهو يَهْمس ويقول‏:‏ أنبأنا الله تعالى بخلاف ما قلتَ قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ وإبراهيمَ الذي وَفَى‏.‏ أَلّا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى‏.‏ وأنْ ليس للإنسان إلّا ما سَعى ‏"‏ وأَنت تزعم أنك تأخذ الصحيح بالسَّقيم والمطيع بالعاصي والمقبل بالمدبر فَسَمِعَها زياد فقال‏:‏ إنّا لا نبلغ ما نرِيد فيك وفي أصحابك حتى نَخُوض إليكم الباطل خَوْضاً‏.‏ خطبة لزياد استوصوا بثلاث منكم خيراً‏:‏ الشريف والعالم والشَّيخ فوالله لا يأتيني شيخٌ بحدَث استَخَفَّ به إلّا أَوْجَعته ولا يأتينِي عالمٌ بجاهل استخف به إلاّ نَكَلْتُ به ولا يأتيني شريف بوَضيع استخف به إلاضربته‏.‏ خطبة لزياد خَطب زياد على المِنبر فقال‏:‏ أيها الناس لا يَمنعكم سُوء ما تَعْلَمون عنّا أنْ تَنْتفعوا بأَحْسن ما تَستمعون منّا فإن الشاعر يقول‏:‏ وخطبة لزياد العُتبيّ قال‏:‏ لما شهدتْ الشُّهود لزياد قام في



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #2
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    شرف الكتّاب وفضلهم

    فمن فضلهم قولُ الله تعالى على لسان نبيه (ص)‏:‏ ‏"‏ علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ‏"‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ كِرَاماً كاتبين ‏"‏‏.‏ وقولُه‏:‏ ‏"‏ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ‏"‏ وللكُتاب أحكام بينة كأحكام القُضاة يُعرفون بها ويُنسبون إليها ويتقلدًون التدبير وسيارة المُلك بها دون غيرهم وبهم يُقام أوَد الدين وأمور العالمين‏.‏ فمن أهل هذه الصناعة‏:‏ عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه وكان مع شرفه ونُبله وقَرابته من رسول اللهّ (ص) يكتب الوحي ثم أفضت إليه الخلافة بعد الكتابة وعثمان بن عفان كانا يكتبان الوحي فإن غابا كتب ابن بن كعب وزيد بن ثابت فإن لم يَشهد واحد منهما كَتب غيرُهما‏.‏ وكان خالد بن سعيد بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يكتبان بين يديه في حَوائجه وكان المُغيرة بن شُعبة والحُصين بن نمير يكتبان ما بين الناس وكانا ينوبان عن خالد ومُعاوية إذا لم يحضرا وكان عبد الله بن الأرقم ابن عبد يغوث والعلاء بن عُقبة يكتبان وبين القوم في قبائلهم ومِياههم وفي دور الأنصار بين الرجال والنساء وكان ربما كتب عبدُ الله بن الأرقم إلى الملوك عن النبي وعلى آله وكان حُذيفة بن اليمان يكتب خَرْص ثمار الحجاز وكان زيدُ بن ثابت يكتب إلى الملوك مع ما كان يكتبه من الوحي وقيل‏:‏ إنه تعلّم بالفارسية من رسول كِسْرى وبالرومية من حاجب النبيّ (ص) وبالحبشية من خادم النبي وبالقِبْطية من خادمه عليه الصلاة والسلام‏.‏ ورُوي عن زيد بن ثابت قال‏:‏ كنت أكتب بين يدي رسول الله يوماً فقام لحاجة فقال لي‏:‏ ضَع القلم على أذنك فإنه أذكر للمُملي وأقضى للحاجة‏.‏ وكان مُعَيْقيب بن أبي فاطمة يكتب مغانم النبيّ ‏.‏ وكان حَنْظلة بن الربيع بن المُرقَّع بن صَيفيّ ابن أخي أكثم بن صيْفيّ الأسيديّ خليفة كُل كاتب من كُتَاب النبيّ إذا غاب عن عمله فغلب عليه اسم الكاتب وكان يضع عنده خاتمه وقال له‏:‏ الزمني وأذكر في بكل شيء أنا فيه وكان لا يأتي على مالك ولا طعام ثلاثة أيام إِلا أذكره فلا يَبيت وعنده منه شيء‏.‏ ومَرّ رسول الله يوماً بامرأة مقتولة يوم فتْح مكة فقال لحنظلة‏:‏ الحق خالداً وقل له‏:‏ لا تقتلن ذُرْية ولا عَسِيفا‏.‏ ومات حَنظلة بمدينة الرها فقالت فيه امرأته وحُكي أنه من قول الجِن وهذا محال‏:‏ يا عَجَبَ الدَّهْرِ لمَحْزونة تَبْكي على ذي شَيْبَةٍ شاحِبِ إن تسألنّي اليومَ ما شَفّني أخبرْك قِيلا ليس بالكاذب أن سَوادَ الرأس أوْدَى به وَجْدي على حَنْظلةَ الكاتب ولما وَجّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعداً إلى العراق وكتب إليه أن يسبع القبائل أسباعاً ويَجعل على كل سُبع رجلاً فَفعل سعد ذلك وجعل السبع الثالثِ تميماً وأسداً وغطفان وهوازن وأميرَهم حنظلَة بن الربيع الكاتب وكان أحدَ من سُيَر إلى يَزْدجرد يدعوه إلى الإسلام‏.‏ وكان الحْصين بن نُمير من بني عبد مناة شَهد بَيْعة الرِّضوان ودعاه رسولُ الله يكتب صُلْح الحّديبية فأبى ذلك سهَيْل بن عمرو وقال‏:‏ لا يكْتب إلا رجل منّا فكتب عليّ بن أبي طالب‏.‏ ورُوي عنه عليه السلام أنه قال‏:‏ لما جاء سُهَيل بن عمرو ونحن مع رسول الله بالحُدَيبية حين صالَح قُريشاً كان عبدُ الله بن سعد بن أبي سرح يكتب له ثم ارتد ولَحِق بالمُشركين وقال‏:‏ إن محمداً يكتب بما شِئْتُ‏.‏ فَسمع ذلك رجل من الأنصار فَحَلف بالله إن أمكنه الله منه ليضربنِّه ضَرْباً بالسَّيف فلما كان يوم فَتح مكة جاء به عثمانُ وكان بينهما رَضاع فقال‏:‏ يا رسولَ اللهّ هذا عبدُ الله قد أقبل تائباً فأعْرضَ عنه والأنصاريُّ مُطيفٌ به ومعه سَيفُه فمدّ رسولُ اللهّ (ص) جمعه يدَه وبايعه وقال للأنصاري‏:‏ لقد تَلَوَّمتُك أنْ تُوفِي بنَذرك‏.‏ فقال‏:‏ هلَّا أومضت إليّ‏.‏ فقال (ص)‏:‏ لا يَنْبغي لي أن أومض‏.‏
    أيام أبي بكر رضي اللهّ عنه



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #3
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    موضعها فإن حاولت صَنعة رسالة فزِن اللَّفظة قبل أن تُخرجها بميزانِ التِّصريف إذا عَرضت وعاير الكلمة بمعيارها إذا سنَحت فإنه ربما مَرّ بك موضعٌ يكون مخرج الكلام إذا كتبتَ‏:‏ أنا فاعل أحسنَ من أن تكتب‏:‏ أنا أفعل وموضع آخرً يكون فيه‏:‏ استفعلت أحلى من‏:‏ فعلت‏.‏ فأدِر الكلام على أماكنه وقلِّبه على جميع وُجوهه فأيّ لَفظة رأيتَها أخف في المكان الذي ندبتها إليه وأنزعَ إلى اٍلموضع الذي راودتًها عليه فأوْقعها فيه ولا تجعل اللَفظة قَلِقة في موضعها نافرةً عن مكانها فإنك متى فعلت هجّنت الموضع الذي حاولت تَحسينه وأفسدتَ المكان الذيِ أردت إصلاحه فإنَ وضع الألفاظ في غير أماكنها وقَصْدَك بها إلى غير مًصابها وإنما هو كتَرْقيع الثوب الذي لم تتشابه رقاعه ولم تتقارب أجزاؤه فخرج من حَدّ الجدّة وتغيّر حُسْنه كما قال الشاعر‏:‏ إنّ الجديدَ إذا ما زيد في خَلَقٍ تَبَن الناسُ أنّ الثوبَ مَرْقوعُ وكذلك كلما احلولى الكلامُ وعَذُب وراق وسَهُلت مخارجه كان أسهلَ وُلوجاً في الأسماع وأشدّ اتصالاً بالقُلوب وأخفّ على الأفواه لا سيّما إذا كان المعنى البديع مُترجَما بلفظ مِونِق شريف ومُعايَراً بكلامٍ عَذْب لم يَسِمْه التكليف بميسمه ولم يُفسده التّعقيد باستغلاقه‏.‏ وكتب عيسى بن لَهيعة إلى أخيه أبي الحسن وزَوَر كلامه وجاوز المِقدار في التنطّع فوقع في أسفل كتابه‏:‏ أنيَّ يكون بليغاً من اسمه كان عِيْا وثالثُ الحرف منه أذًى كفيت ميسًّا قال‏:‏ وبلغني أن بعض الكتَّاب عاد بعضَ الملوك فوجده يئن مَن علّة فخرج عنه ومرّ بباب الطاق فإذا بطيْر يدعى الشَفانين فاشتراه وبعث به إليه وكتب كتابَاً وتنطّع في بلاغته‏:‏ وتذكرْ أنه يقال له شَفانين أرجو أن يكون شفاءً من أنين‏.‏ فرفع في أسفل الكتاب‏:‏ والله لو عطستَ ضَبًّا ما كنت عندنا إلا نبطيا فاقصر عن تنًطّعك وسَهِّل كلامك‏.‏ قوله‏:‏ لو عَطست ضبّا يريد أن الضباب من طعام الأعراب وفي بلدهم فقال‏:‏ لو عَطستَ فنثرت ضباً من عُطاسك لم تُلحَق بالأعراب ولم تكن إلا نَبطيّاً‏.‏ وقد جاء في بعض الحديث‏:‏ إن القِطّ من نثرة عَطْسة الأسد وإن الفأر من نثرة عَطسة الْخِنزير‏.‏ فقال هذا‏:‏ لو أن الضبّ من نَثرتك لم تكن إلا نبطياً‏.‏ وفي هذا المعنى قال مخلد الموصليّ يهجو حَبيبا‏:‏ أنت عندي عربيّ ليس في ذاك كلامْ شَعْر ساقيك وفَخْذي ك خُزامَى وثُمام وضُلوع الصدر من شل وكَ نَبْع وبَشَام لو تحرّكت كذا ان جَفلت منك نَعَام وظباءٌ راتعا ت وَيرابيع عِظام وحَمام يتغنّى حبذا ذاك الْحَمام أنا ما ذنبي لأنْ كذِّبني فيك الأنام وفتًى يحلف ما إن عَرَّقتْ فيه الكرام ثمِ قالوا جاسميّ من بني الأنباط حام كَذبوا ما أنت إلا عربيّ والسّلام وقد رأيتُهم شبّهوا المعنى الخفيّ بالروح الخفي واللفظ الظاهر بالجًثمان الظاهر وإذا لم ينهضِ بالمعنى الشريف الْجَزْل لفظٌ شريف جزل لم تكن العبارة واضحة ولا النظام مُتّسقاً وتضاؤُل المعنى الحَسن تحت اللفظ القبيح كتضاؤل الْحَسناء في الأطمار الرثة‏.‏ وإنما يدل على المعنِى أربعة أصناف‏:‏ لفظ وإشارة وعَقد وخط‏.‏ وقد ذكر له أرسطا طاليس صِنفاً خامساَ في كتاب المنطق وهو الذي يسمى النَصيبة‏.‏ والنَّصيبة‏:‏ الحال الدالّة التي تقوم مقام تلك الأصناف الأربعة وهي الناطقة بغير لفظ ومُشير إليك بغير يد‏.‏ وذلك ظاهر في خَلْق السموات والأرض وكل صامت وناطق‏.‏ وجميع هذه الأصناف الخمسة كاشفة عن أعيان المَعاني وسافرة عن وُجوهها‏.‏ وأوضح هذه الدلائل وأفصح هذه الأصناف صِنْفان هما‏:‏ القلم واللسان وكلاهما للقلب تَرجمان‏.‏ فأما اللسان فهو الآلة التي يخرج الإنسان بها عن حدّ الاستبهام إلى حدّ الِإنسانية بالكلام ولذلك قال صاحب المنطق‏:‏ حدُ الإنسان الحيّ الناطق‏.‏ وقالت هشام بن عبد الملك‏:‏ إن الله رفع درجة اللَّسان فانطقه بين الجوارح‏.‏ وقال عليّ بن عبيده‏:‏ إنما يُبين عن الإنسان اللسان وعن المودّة العينان‏.‏ وقال آخرً‏:‏ الرجل مخبوء تحت لسانه‏.‏ وقالوا‏:‏ المرء بأصغريه‏:‏ قلبه ولسانه‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ وما المرء إلا الأصغران لسانُه ومَعْقولُه والجسمُ خَلْق مُصَوَّرُ فإنْ طُرّة راقتْك يوماً فربما أمر مَذاقُ العُود والعُود أخضر وللخط صورة معروفة وحِلْية موصوفة وفضيلة بارعة ليست لهذه الأصناف لأنه يقوم مَقامها الإيضاح عند المَشهد ويَفْضُلها في المَغيب لأن الكتب تُقرأ في الأماكن المُتباينة والبُلدان المتفرّقة وتُدرس في كل عصر وزمان وبكل لسان والّلسان وإن كان ذَلْقا فَصيحاً لا يعدو سامعَه ولا يُجاوزه إلى غيره‏.‏
    البلاغة

    قال سهل بن هارون‏:‏ سياسةُ البلاغة أشدُّ من البلاغة‏.‏ وقيل لجعفر بن يحيى بن خالد‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ التقرُب من المَعنى البعيد والدَلالة بالقليل على الكثير‏.‏ وقيل لابن المُقفَّع‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ قِلة الْحَصَر والْجُرأة على البَشر قيل له‏:‏ فما العِي قال‏:‏ الإطْراق من غير فِكْرة والتًنحنح من غير غلة‏.‏ وقيل لآخرً‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ تَطْوِيلُ القَصِير وتَقْصير الطويل‏.‏ وقيل لأعرابي‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ حَذْف الفُضول وتَقْريب البعيد‏.‏ وقيل لأرسطاطاليس‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ حُسْن الاستعارة‏.‏ قيل لجالينوس‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ إيضاح المُعْضِل وفَك المُشكل‏.‏ وقيل للخليل بن أحمد‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ ما قَرُب طَرَفاه وبعُدَ مُنتهاه‏.‏ وقيل لخالد بن صَفْوان‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ إِصابةُ المعنى والقَصْد للحُجًة‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #4
    الحالة : En.Khaled Alfaiomi غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Feb 2010
    رقم العضوية: 2
    الدولة: Europe
    الإهتمامات: مساعدة الأخرين
    السيرة الذاتية: www.ourtech.net
    العمل: كبار استشاري أمن المعلومات في شركة مايكروسوفت
    المشاركات: 7,004
    الحالة الإجتماعية: متزوج
    معدل تقييم المستوى : 678
    Array

    السلام عليكم أخي الصقر..

    نتمنى من حضرتك .. التوقف عن اضافة المواضيع .. هذا يشكل ضغط رهيب على سيرفر الموقع

    نتمنى من حضرتك أضافة مواضيع جديدة بدل أضافة موضوع واحد وفيه 400 رد ... هذا مخالف لقوانين الموقع..

    تم أغلاق الموضوع ..

    لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
    https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
    نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
    كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت

  • صفحة 51 من 51 الأولىالأولى ... 41495051

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1