صفحة 6 من 25 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 24 من 100

الموضوع: تجارب أمم المجلد الرابع


  1. #21
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « يا إبراهيم أما ترى طيب هذه الليلة وحسن هذا القمر وضوءه في الماء - ونحن حينئذ في شاطئ دجلة - فهل لك في الشرب؟ »
    قلت: « شأنك، جعلني الله فداءك. » قال: فدعا برطل فشربه، ثم أمر فسقيت مثله.
    قال: فابتدأت أغنّيه من غير أن يسألنى لعلمي بسوء خلقه، فغنّيت ما كنت أعلم أنّه يحبّه فقال لي:
    « ما تقول فيمن يضرب عليك؟ » فقلت: « ما أحوجنى إلى ذلك. » فدعا بجارية متقدّمة عنده يقال لها: ضعف، فتطيّرت من اسمها ونحن في تلك الحال التي هو عليها. فلمّا صارت بين يديه قال لها:
    « تغنّى. » فغنّت بشعر النابغة الجعدي:
    ليب لعمري كان أكثر ناصرا ** وأيسر جرما منك ضرّج بالدّم
    قال: فاشتدّ عليه ما غنّت به وتطيّر منه فقال لها:
    « غنّى غير هذا. » فغنّت:
    أبكى فراقهم عيني فأرّقها ** إنّ التّفرّق للأحباب بكّاء
    ما زال بعدو عليهم ريب دهرهم ** حتى تناءوا وريب الدّهر عدّاء
    فقال لها:
    « لعنك الله، أما تعرفين من الغناء شيئا سوى هذا الفنّ؟ » فقالت: « يا سيّدي ما تغنّيت إلّا بما ظننت أنّك تحبّه، وما أردت ما تكرهه، وما هو إلّا شيء جاءني. » ثم أخذت تغنّى:
    أما وربّ الّسكون والحرك ** إنّ المنايا كثيرة الشّرك
    ما اختلف الليل والنّهار ولا ** دارت نجوم السّماء في الفلك
    إلّا لنقل السّلطان من ملك ** عات بسلطانه إلى ملك
    وملك ذي العرش دائم أبدا ** ليس بفان ولا بمشترك
    فقال لها:
    « قومي، غضب الله عليك ولعنك. » فقامت.
    وكان له قدح من بلّور حسن الصنعة، وكان محمد يسمّيه: زبّ رباح، وكان موضوعا بين يديه فقامت الجارية منصرفة، فسحبت عليه رداؤها فكسرته وقالت:
    « تعس وانتكس الشيطان. » فقال إبراهيم: فقال لي:
    « ويحك يا إبراهيم أما ترى ما جاءت به هذه الجارية، ثم ما كان من كسر القدح؟ والله ما أظنّ أمري إلّا وقد قرب. » فقلت: « يطيل الله بقاءك ويعزّ ملكك ويديم نعمتك ويكبت عدوّك. » فما استتم الكلام حتى سمعنا صوتا عن دجلة:
    « قضى الأمر الّذى فيه تستفتيان. » فقال لي:
    « يا إبراهيم أما سمعت؟ » قلت: « لا والله ما سمعت شيئا. وقد كنت سمعت. » قال: « تسمّع حسّنا. » قال: فدنوت من الشطّ فلم أر شيئا، ثم عاودنا الحديث فعاد الصوت:
    « قضى الأمر الذي فيه تستفتيان. » فوثب من مجلسه ذلك مغتمّا، ثم ركب ورجع إلى موضعه بالمدينة، فما كان بعد هذا إلّا ليلة أو ليلتان، حتى حدث ما حدث من قتله. وفي هذه السنة قتل محمد بن هارون الأمين.
    مقتل محمد بن هارون الأمين ذكر ما أشير به على محمد فلم يقبله وما تأدى إليه الأمر

    لمّا صار محمد إلى المدينة وقرّ فيها وعلم قوّاده أنّه ليس لهم ولا له فيها عدّة للحصار. وخافوا أن يظفر بهم دخل على محمد حاتم بن الصقر ومحمد بن إبراهيم بن الأغلب الأفريقى وقوّاده فقالوا له:
    « قد آلت حالك وحالنا إلى ما ترى، وقد رأينا رأيا نعرضه عليك، فانظر فيه واعتزم عليه، فإنّا نرجو أن يكون صوابا، إن شاء الله. » قال: « وما هو؟ » قالوا: « قد تفرّق جندك عنك وأحاط عدوّك بك من كلّ جانب وقد بقي من خيلك سبعة آلاف فرس من خيارها وجيادها سوى مراكبك، فنرى أن تختار ممّن عرفناه بمحبّتك من الأبناء سبعة آلاف رجل، فتحملهم على هذه الخيل وتخرج ليلا على باب من هذه الأبواب، فإنّ الليل لأهله، فنخرج ولن يثبت لنا أحد وتسير حتى تلحق بالشام والجزيرة فنفرض الفروض ونجبى الخراج وتصير في مملكة واسعة وملك جديد، فيسارع إليك الناس من كلّ أوب وينقطع الجنود في طلبك وإلى ذاك ما قد أحدث الله في مكّر الليل والنهار أمورا. » فقال لهم:
    « نعمّا رأيتم. » واعتزم على ذلك وخرج الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر والى محمد بن عيسى بن نهيك والى السندي بن شاهك:
    « قد بلغني عزيمة محمد وو الله لئن لم تردّوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعة إلّا قبضتها، ثم لا تكون لي همّة إلّا نفوسكم. فإنّ هؤلاء الذين يسيرون معه صعاليك لا يخلّفون شيئا يشفقون عليه. فاعملوا على ما رسمته تسلموا، إن شاء الله. » فدخلوا على محمد وقالوا:
    « نذكّرك الله في نفسك فإنّ هؤلاء صعاليك، وقد ضاق عليهم الحصار وهم يرون أن لا أمان لهم على أنفسهم وأموالهم عند أخيك وعند طاهر، لما قد انتشر عنهم من مباشرة الحرب والجدّ، فيها ولسنا نأمن إذا برزوا وحصلت في أيديهم أن يأخذوك أسيرا أو يأخذوا رأس عدوّك فيتقرّبوا بك ويجعلوك سبب أمانهم. »
    وضربوا له في ذلك الأمثال حتى فزع وغيّر عزمه ورأيه.
    وكان أصحابه الذين أشاروا بما أشاروا أولا جلوسا في رواق البيت، فسمعوا جميع ما قاله سليمان وأصحابه، فهمّوا جميعا بقتل سليمان وأصحابه. ثم قالوا:
    « حرب من خارج وحرب من داخل. » فأمسكوا.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #22
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ثم أشار عليه هؤلاء وقالوا:
    « قد بذل لك الأمان فاقبله، فإنّما غايتك اليوم السلامة واللهو، وليس يمنعك أخوك من ذلك وسينزلك حيث تحبّ ويفردك مع من تحبّ وتهوى، وليس عليك منه بأس ولا مكروه. » فركن إلى ذلك وأجابهم إلى الخروج إلى هرثمة دون طاهر، وكان استشعر خوفا من طاهر. وكان جماعة من أصحابه يكرهون هرثمة، لأنّهم كانوا من أصحابه وقد عرفهم وعرفوه وخافوا أن يجفوهم ولا يجعل لهم مراتب.
    فدخلوا على محمد فقالوا:
    « أمّا إذ أبيت ما أشرنا به وهو الصواب وقبلت رأى هؤلاء وهو الخطأ، فالخروج إلى طاهر خير لك من الخروج إلى هرثمة. » فقال لهم محمد:
    « ويحكم إني أكره طاهرا وذلك أنّى رأيت في منامي كأنّى قائم على حائط من آجر شاهق في السماء عريض الأساس وثيق لم أر حائطا يشبهه في الطول والعرض والوثاقة وعليّ سوادي ومنطقتي وسيفي وقلنسوتي وخفّى، وكان طاهر في أصل ذلك الحائط، بيده بيل يضرب به أصل الحائط فما زال يضرب أصله حتى سقط الحائط وسقطت وندرت قلنسوتي عن رأسى وأنا أتطيّر منه وأكره الخروج إليه، وهرثمة مولانا وبمنزلة الوالد وأنا به أشدّ ثقة. » فلمّا همّ محمد بالخروج إلى هرثمة وسعى له بذلك وأجابه هرثمة إلى ما أراد، اشتدّ ذلك على طاهر وأبي أن يرفّه عنه ويدعه يخرج وقال:
    « هو في حيّزى والجانب الذي أنا فيه وأنا أخرجته بالحرب والحصار حتى طلب الأمان فلا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني فيكون الفتح له. » فلمّا رأى هرثمة والقوّاد ذلك اجتمعوا في منزل خزيمة بن خازم، فصار إليهم طاهر في خاصّة قوّاده وحضر محمد بن عيسى بن نهيك والسندي بن شاهك وأداروا الرأي بينهم. فأخبروا طاهرا أنّه لا يخرج إليه أبدا وأنّه إن لم يجب إلى ما سأل لم يؤمن أن يجرى في أمره ما جرى مثله أيّام الحسين بن عليّ بن عيسى بن ماهان وقالوا له:
    « يخرج ببدنه إلى هرثمة إذ كان يأنس به ويثق بناحيته ويدفع الخاتم والقضيب والبردة وذلك هو الخلافة إليك، فلا تفسد هذا الأمر واغتنمه. » فأجاب طاهر إلى ذلك ورضى.
    ولمّا تهيّأ محمد للخروج خرج إلى صحن القصر فقعد على كرسيّ وقام خدمه بين يديه بالأعمدة. وجاءه خادم فقال:
    « يا سيّدي، أبو حاتم يقرأ عليك السلام - يعنى هرثمة - ويقول لك: يا سيّدي وافيت للميعاد لحملك، ولكني رأيت ألّا تخرج الليلة فإني قد رأيت - وفي دجلة وعلى الشطّ - أمر قد رابنى وأخاف أن أغلب فتؤخذ من يدي أو تذهب نفسك ونفسي، ولكن أقم بمكانك حتى أرجع فاستعدّ، ثم آتيك القابلة، فأخرجك، فإن حوربت دونك حاربت ومعي عدّتى. » قال: فقال له محمد:
    « إرجع إليه فقال له: لا تبرح، فإني خارج إليك الساعة لا محالة. » قال: وقلق:
    « إنّه قد تفرّق عني الناس ومن على بابى من الموالي والحرس ولا آمن إن أصبحت وانتهى خبري إلى طاهر أن يدخل عليّ فيأخذنى. » ثم دعا بفرس له أدهم أغرّ محجّل كان يسمّيه: الزهيرى، ودعا بابنيه فضمّهما إليه وشمّهما وقال:
    « أستودعكما الله. » ودمعت عيناه، فجعل يمسح دموعه بكمّه، ثم قام فوثب على الفرس وخرجنا بين يديه إلى باب القصر حتى ركبنا دوابّنا وبين يديه شمعة واحدة حتى خرجنا إلى المشرعة، فإذا حرّاقة هرثمة، فنزل في الحرّاقة.
    ورجعنا إلى المدينة فدخلناها وأمرنا بالباب فأغلق وسمعنا الواعية فصعدنا القبّة التي على الباب نتسمّع الصوت.
    فذكر أحمد بن سلام صاحب المظالم أنّه قال: كنت مع هرثمة مع قوّاده في الحرّاقة. فلمّا دخل محمد الحرّاقة قمنا على أرجلنا إعظاما له وجثا هرثمة على ركبتيه وقال:
    « يا سيّدي لا أقدر على القيام لمكان النقرس الذي بي. » ثم احتضنه وصيّره في حجره وجعل يقبّل يديه ورجليه وعينيه ويقول:
    « سيّدي ومولاي وابن سيّدي ومولاي. » وجعل محمد يتصفّح وجوهنا ونظر إلى عبيد الله بن الوضّاح فقال:
    « أيّهم أنت؟ » قال: « أنا عبيد الله بن الوضّاح. »
    قال: « نعم جزاك الله خيرا فما أشكرنى لما كان منك في أمر الثلج ولو قد لقيت أخي - أبقاه الله - لم أدع شكرك عنده. » قال: فبينا نحن كذلك، وقد أمر هرثمة بالحرّاقة أن تدفع، إذ شدّ علينا أصحاب طاهر في الزواريق وعطعطوا وتعلّقوا بالسكّان وبعض يقطع السكّان وبعض ينقب الحرّاقة وبعض يرمى بالنشّاب فنقبت الحرّاقة سريعا ودخلها الماء وغرقت وسقط هرثمة إلى الماء وسقطنا كلّنا فتعلّق الملّاح بشعر هرثمة فأخرجه وخرج كلّ واحد منّا على حياله لقربنا من الشطّ ورأيت محمدا في تلك الحال وقد شقّ عنه ثيابه ورمى بنفسه إلى الماء. فأمّا أنا فتعلّق بي رجل من أصحاب طاهر ومضى بي إلى رجل قاعد على كرسيّ على شطّ دجلة وبين يديه نار توقد. فقال له بالفارسية:
    « هذا رجل أخرج من الماء ممّن غرق من أهل الحرّاقة. » فقال لي:
    « ممّن أنت؟ » قلت: « من أصحاب هرثمة أنا أحمد بن سلام صاحب المظالم مولى أمير المؤمنين. » قال: « كذبت فاصدقني. » قلت: « قد صدقتك. » قال: « فما فعل المخلوع؟ » قلت: « رأيته حين شقّ عنه ثيابه وقذف بنفسه في الماء. » قال: « قدّموا دابّتى. » فقدّموا دابّته فركب وأمر بي أن أجنب، فجعل في عنقي حبل وجنبت وأخذ في درب الزبيدية. ولمّا ع*** ساعة انبهرت فلم أقدر على العدو فقمت. فقال الذي خلفي:
    « قد قام هذا الرجل وليس يعدو. » قال: « انزل فخذ رأسه. » قلت: « جعلت فداك، ولم تقتلني وأنا رجل لله عليّ نعمة ولا أقدر على العدو وأنا أفدى نفسي بعشرة آلاف درهم. » فلمّا سمع ذكر العشرة آلاف قال للرجل الذي أمره بقتلى:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #23
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « أمسك. » ثم قال:
    « وكيف لي بالعشرة آلاف؟ » قلت: « تحبسني عندك حتى نصبح، ثم تدفع إليّ رسولا أرسله إلى وكيلي في منزلي في عسكر المهدي، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاضرب عنقي. » قال: « قد أنصفت. » وأمر بحملي فحملت ردفا، فمضى بي إلى دار صاحبه دار أبي صالح الكاتب وأمر غلمانه أن يحتفظوا بي، وتفهّم مني خبر محمد ووقوعه إلى الماء ومضى إلى طاهر ليخبره وإذا هو إبراهيم البلخي. قال: فصيرني غلمانه في بيت من بيوت الدار فيه بواري ووسادتان وفي زاوية من زواياه حصر مدرّجة قال: فقعدت في البيت وصيّروا فيه سراجا وتوثّقوا من الباب وقعدوا يتحدّثون. فلمّا ذهب من الليل ساعة إذا نحن بحركة الخيل، فدقّوا الباب ففتح لهم وهم يقولون:
    « بسّر زبيدة. » قال: « فأدخل إليّ رجل عريان عليه سراويل وعمامة متلثّم بها وعلى كتفيه خرقة خلقة. فصيّروه معي وتقدّموا إلى من في الدار بحفظه وخلّفوا معهم قوما آخرين منهم أيضا. قال: فلمّا استقرّ في البيت حسر العمامة عن وجهه، فإذا هو محمد، فاستعبرت واسترجعت فيما بيني وبين نفسي، وجعل ينظر إليّ. ثم قال:
    « أيّهم أنت؟ » قلت: « أنا مولاك يا سيّدي. » قال: « وأيّ الموالي؟ » قلت: « أحمد بن سلام صاحب المظالم. » قال: « أعرفك بغير هذا، كنت تأتينى وتلطفنى كثيرا، لست مولاي، ولكنّك أخي. » ثم قال: « يا أحمد. » قلت: « لبّيك يا سيّدي. » قال: « أدن مني وضمّنى إليك، فإني أجد وحشة شديدة. » قال: « فضممته إليّ، فإذا قلبه يخفق حتى يكاد يخرج من صدره، فلم أزل أضمّه إليّ وأسكّنه. » قال: ثم قال لي:
    « يا أحمد ما فعل أخي؟ » قلت: « هو حيّ. » قال: « قبّح الله صاحب بريدهم ما أكذبه! كان يقول: قد مات، شبه المعتذر من محاربته. » قال: قلت: « يا سبحان الله! ففي أيّ شيء دفعنا إذا، بل قبّح الله وزراءك. » قال: « لا تقل لوزرائى إلّا خيرا، فما لهم ذنب ولست بأوّل من طلب أمرا فلم يقدر عليه. »
    ثم قال لي: « يا أحمد ما تراهم يصنعون بي، تراهم يقتلوني أو يفون لي بأمانهم؟ » قال: قلت: « بل يفون لك يا سيّدي. » قال: وجعل يضمّ على نفسه الخرقة التي على كتفيه ويضمّها ويمسكها بعضديه يمنة ويسرة. قال: ونزعت مبطّنة كانت عليّ وقلت يا سيّدي:
    « ألق هذه عليك. » قال: « ويحك دعني، فهذا من الله لي في هذا الموضع خير. » قال: وبينا نحن كذلك إذ دقّ باب الدار ففتح فدخل علينا رجل عليه سلاحه فتطلّع في وجهه مستثبتا له، فلمّا أثبته معرفة انصرف وأغلق الباب وإذا هو محمد بن حميد الطاهري. قال: فعلمت أنّ الرجل مقتول. قال:
    وكان بقي عليّ من صلاتي الوتر فخفت أن أقتل معه ولم أوتر. قال: فقمت أوتر. فقال لي:
    « يا أحمد لا تباعدني وصلّ إلى جانبي فإني أجد وحشة شديدة. » قال: فاقتربت منه. فلمّا انتصف الليل أو قارب سمعت حركة الخيل، ودقّ الباب ففتح فدخل الدار قوم من العجم بأيديهم السيوف مسلّلة، فلمّا رآهم قام قائما وجعل يقول:
    « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، ذهبت والله نفسي في سبيل الله، أما من حيلة أما من مغيث، أما من أحد من الأبناء؟ » قال: وجاءوا حتى قاموا على باب البيت الذي نحن فيه، فأحجموا عن الدخول وجعل بعضهم يقول لبعض « تقدّم » ويدفع بعضهم بعضا. قال: فقمت فصرت خلف الحصر المدرّجة في زاوية البيت، وقام محمد فأخذ بيده وسادة وجعل يقول:
    « ويحكم إني ابن عمّ رسول الله أنا ابن هارون، أنا أخو المأمون الله الله في دمى. » قال: فدخل عليه رجل منهم يقال له: حميرويه غلام لقريش الدندانى مولى طاهر، فضربه على مقدم رأسه وضرب محمد وجهه بالوسادة التي كانت في يده واتكأ عليه ليأخذ السيف من يده، فصاح بالفارسية:
    « قتلني، قتلني. » قال: فدخل منهم جماعة فنخسه واحد منهم بالسيف في خاصرته، وركبوه فذبحوه ذبحا من قفاه، وأخذوا رأسه فمضوا به إلى طاهر، فتركوا جثّته. ولما كان في وقت السحر جاءوا إلى جثّته فأدرجوها في جلّ وحملوها. قال: فأصبحت فقيل:
    « هات العشرة آلاف درهم. » قال: فبعثت إلى وكيلي فأتانى فأمرته فأتانى بها فدفعتها إليه.
    ولمّا أصبح طاهر نصب رأس محمد على البرج برج حائط البستان الذي يلي باب الأنبار، وفتح باب الأنبار وخرج من أهل بغداد للنظر إليه ما لا يحصى عددهم. وأقبل طاهر يقول:
    « هذا رأس المخلوع. » وذكر محمد بن عيسى أنّه قال: رأى المخلوع على ثوبه قمّلة، فقال:
    « ما هذا؟ » قالوا: « شيء يكون في ثياب الناس. » فقال: « أعوذ بالله من زوال النعمة. » فقتل من يومه.
    وبعث طاهر برأس محمد إلى المأمون مع الرداء والقضيب والمصلّى وهو من سعف مبطّن مع محمد بن مصعب ابن عمّه فأمر له المأمون بألف ألف درهم. قال: فرأيت ذا الرئاستين وقد أدخل رأس محمد على ترس بيده إلى المأمون. قال: فلمّا رآه سجد.
    وكتب طاهر إلى إبراهيم بن المهدي بعد قتل المخلوع:
    « أمّا بعد، فإنّه عزيز عليّ أن أكتب إلى رجل من أهل بيت الخلافة بغير التأمير ولكنّه بلغني أنّك تميل بالرأي وتصغى بالهوى إلى الناكث المخلوع.
    فإن كان كذلك فكثير ما كتبت به إليك، وإن كان غير ذلك فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته. »
    وثوب الجند بطاهر بعد مقتل الأمين

    وفي هذه السنة وثب الجند بعد مقتل محمد بطاهر، فهرب منهم وتغيّب أيّاما حتى أصلح أمرهم.
    ذكر الخبر عن ذلك وسببه وما استعمله طاهر من الحزم قبله

    إنّ أصحاب طاهر بعد مقتل محمد بخمسة أيّام طلبوا أرزاقهم ووثبوا به ولم يكن في يده مال فضاق به أمره، وظنّ أنّ ذلك بمواطأة أهل الأرباض إيّاهم وأنّهم معهم عليه ولم يكن تحرّك في ذلك من أهل الأرباض أحد، فاشتدّت شوكتهم وخشي طاهر على نفسه فهرب من البستان وانتهبوا بعض متاعه، ومضى إلى عاقرقوف.
    وكان ممّا قدّم الحزم فيه أن حفظ أبواب المدينة وباب القصر لمّا فرغ من قتل محمد وحوّل زبيدة وموسى وعبد الله ابني محمد إلى قصر الخلد ليلا ثم حملهم في حرّاقة همينيا على الغربي من الزاب الأعلى، ثم أمر بحمل موسى وعبد الله إلى عمّهما بخراسان على طريق الأهواز وفارس.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #24
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فلمّا وثب الجند بطاهر وطلبوا الأرزاق أحرقوا باب الأنبار الذي على الخندق وباب البستان، وشهروا السلاح ونادوا:
    « موسى يا منصور. » وبقوا كذلك يومهم ومن الغد، فتبيّن صواب رأى طاهر في إخراج موسى وعبد الله. وكان طاهر انحاز ومن معه من القوّاد وتعبّأ لقتالهم ومحاربتهم.
    فلمّا بلغ ذلك الوجوه والقوّاد ممّن شغّب صاروا إليه واعتذروا وأحالوا على سفهاء الجند وأحداثهم وسألوه الصفح عنهم وقبول عذرهم والرضى وضمنوا له ألّا يعودوا لمكروهه ما أقام معهم.
    وأتاه مشايخ الأرباض فحلفوا له بالمغلّظة من الأيمان أنّه لم يتحرّك في هذه الأيّام أحد من أبناء الأرباض، ولا كان ذلك عن رأيهم ولا أرادوه.
    وضمنوا له أن يقوم له كلّ إنسان منهم في ناحيته بما يجب عليه حتى لا يأتيه من ناحيته أمر يكرهه.
    وأتاه عميرة أبو شيخ بن عميرة الأسدى في مشيخة من الأبناء، فلقوه بمثل ذلك وأعلموه حسن رأى من خلفهم من الأبناء فطابت نفسه إلّا أنّه قال:
    « والله ما اعتزلت عنهم إلّا لوضع السيف فيهم. وأقسم بالله لئن عدتم لمثلها لأعودنّ إلى رأيي فيكم ولأخرجنّ إلى مكروهكم. » فكسرهم بذلك وأمر لهم برزق أربعة أشهر وانصرف إلى معسكره بالبستان ودعا بوجوه أصحابه وفيهم سعيد بن مالك وقال:
    « أنّه لا مال عندي وقد أطلقت للقوم أرزاقهم، فما الوجه؟ » فقال سعيد:
    « أنا أحمل عشرين ألف دينار. » فطابت نفسه وحمل غيره حتى أرضى أصحابه وقال لسعيد:
    « إني أقبلها على أن تكون دينا عليّ. » فقال: « بل هي هدية وقليله لغلامك وفيما أوجب الله من حقّك. » وسكن الجند.
    وكانت خلافة محمد المخلوع نحو خمس سنين ينقص شهرين، وكان عمره كلّه ثمانيا وعشرين سنة، وكان سبطا أنزع أبيض أقنى جميلا طويلا أبعد ما بين المنكبين صغير العينين.
    وذكر الموصلي أنّ طاهرا لمّا بعث برأس محمد إلى المأمون بكى ذو الرئاستين وقال:
    « سلّ عليها سيوف الناس وألسنتهم أمرناه أن يبعث به أسيرا فبعث به عقيرا. » فقال له المأمون:
    « أنّه قد مضى ما مضى فاحتل في الاعتذار منه. » وكتب الناس فأطالوا وجاء أحمد بن يوسف بشبر قرطاس فيه:
    « أمّا بعد فإنّ المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة، فقد فرّق الله بينه وبينه في الولاية والحرمة بمفارقته عصم الدين وخروجه من الأمر الجامع للمسلمين. يقول الله عز وجل حين اقتصّ نبأ ابن نوح: إِنَّهُ لَيْسَ من أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ولا طاعة لأحد في معصية الله ولا قطيعة إذا كانت القطيعة في جنب الله وكتابي هذا إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع وردّاه رداء نكثه وأحصد لأمير المؤمنين أمره وأنجز له وعده وما ينتظر من صادق أمره حين ردّ به الألفة بعد فرقتها وجمع الأمّة بعد شتاتها وأحيى به الأعلام من الإسلام بعد دروسها. »
    خلافة المأمون

    وفي هذه السنة ولّى المأمون كلّ ما كان طاهر بن الحسين افتتحه من كور الجبال وفارس والأهواز والبصرة والكوفة واليمن الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل، وذلك بعد مقتل محمد المخلوع ودخول الناس في طاعة المأمون.
    وفيها كتب المأمون إلى طاهر بن الحسين وهو مقيم ببغداد بتسليم جميع ما في يده من الأعمال في البلدان كلّها إلى خلفاء الحسن بن سهل وأن يشخص عن ذلك إلى الرقّة وجعل إليه حرب نصر بن شبث وولّاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب، وقدم عليّ بن أبي سعيد العراق خليفة الحسن بن سهل على خراجها. فدافع طاهر عليّا بتسليم الخراج إليه حتى وفّى الجند أرزاقهم. فلمّا وفّاهم سلّم إليه العمل.
    وكتب المأمون إلى هرثمة يأمره بالشخوص إلى خراسان.
    ودخلت سنة تسع وتسعين ومائة

    وفيها قدم الحسن بن سهل العراق من عند المأمون واليه الحرب والخراج، وفرّق عمّاله في الكور والبلدان.
    خروج ابن طباطبا في الكوفة دعوة إلى الرضا من آل محمد (ص) والعمل بالكتاب والسنة

    وفيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنّة وهو الذي يقال له: ابن طباطبا، وكان القيّم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبو السرايا واسمه السرى بن منصور.
    ذكر السبب في خروجه

    كان سبب خروجه صرف المأمون طاهر بن الحسين عمّا كان إليه من أعمال البلدان التي افتتحها وتوجيهه إلى ذلك الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل. وذلك أنّ الناس بالعراق تحدّثوا بينهم أنّ الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأنّه قد أنزله قصرا حجبه فيه عن أهل بيته ووجوه قوّاده ومن الخاصّة والعامّة، وأنّه يبرم الأمور على هواه ويستبدّ بالرأي دونه. فغضب لذلك من بالعراق من بنى هاشم ووجوه الناس وأنفوا من غلبة الفضل بن سهل على المأمون واجترأوا على الحسن بن سهل بذلك، وهاجت الفتن في الأمصار. فكان أوّل من خرج بالكوفة ابن طباطبا الذي ذكرت.
    وكان سبب خروجه أنّ أبا السرايا كان من رجال هرثمة، فمطله بأرزاقه وأخّره بها. فغضب أبو السرايا ومضى إلى الكوفة فبايع ابن طباطبا واجتمع إلى ابن طباطبا الناس. فوجّه الحسن بن سهل زهير بن المسيّب في أصحابه إلى الكوفة في عشرة آلاف فارس وراجل، فتهيأوا للخروج إليه، فلم تكن بهم قوّة على الخروج. فأقاموا حتى بلغ زهير قرية شاهي، ثم واقعهم ابن طباطبا فهزمهم واستباح عسكرهم وأخذوا ما كان معه من مال وسلاح ودوابّ وغير ذلك.
    فلمّا كان من غد ظفره بزهير واستباحته عسكره، مات فجأة، فتحدّث الناس أنّ أبا السرايا سمّه وأنّه إنّما فعل ذلك لأنّ ابن طباطبا لمّا أحرز ما في عسكر زهير بن المسيّب من المال والسلاح والكراع، منعه أبا السرايا وحظره عليه، وكان الناس له مطيعين فعلم أبو السرايا أنّه لا أمر له فسمّه.
    فلمّا مات ابن طباطبا أقام أبو السرايا مكانه غلاما أمرد حدثا وهو محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عليهم السلام. فكان أبو السرايا هو الذي ينفّذ الأمور.
    وكان الحسن بن سهل قد وجّه عبدوس بن محمد بن أبي خالد المروروذيّ إلى النّيل حين وجّه زهيرا إلى الكوفة. فلمّا هزم أبو السرايا زهيرا خرج عبدوس يريد الكوفة بأمر الحسن بن سهل حتى بلغ الجامع وزهير مقيم بالقصر، فتوجّه أبو السرايا إلى عبدوس فواقعه بالجامع فقتله وأسر هارون بن أبي خالد واستباح عسكره وكان في أربعة آلاف، فلم يفلت منهم أحد كانوا بين قتيل وأسير.
    وانتشر الطالبيّون وانحاز زهير إلى نهر الملك وأقبل أبو السرايا حتى نزل قصر ابن هبيرة بأصحابه وكانت طلائعه تأتى كوثى. ثم وجّه أبو السرايا جيوشه إلى البصرة وواسط فدخلوها، وكان بواسط وأعمالها عبد الله بن سعيد الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل، فواقعه جيش أبي السرايا قريبا من واسط فهزموه فانصرف راجعا إلى بغداد وقتل أصحابه وأسروا.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 6 من 25 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثالث
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 79
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:44 PM
    2. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    3. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    4. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    5. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1