صفحة 6 من 20 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 24 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث


  1. #21
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « أتحلفون أنّ خالدا ما أودعكم ما لا ولا له قبلكم حقّ فقال زيد:
    « أنّى يودعنى هذا مالا وهو يشتم آبائي على منبره؟ » وسكت القوم. ثم التفتوا بأجمعهم إلى خالد وقالوا:
    « ما دعاك إلى ما صنعت؟ » قال:
    « إنّه أغلظ عليّ في العذاب، فادّعيت ما ادّعيت، وأمّلت أن يأتى الله بفرج قبل قدومكم. » فأطلقهم يوسف، فمضوا، وتخلّف بالكوفة زيد بن عليّ وداود.
    إقبال الشيعة إليه

    وأقبلت الشّيعة تختلف إلى زيد ويوسف يأمره بالخروج، وهو يعتلّ عليه.
    وبلغ ذلك هشاما. فكتب إلى يوسف:
    « إنّه بلغني أنّ زيدا يحتجّ عليك في مقامه بخصومة بينه وبين بعض آل طلحة في مال بينه وبينهم بالمدينة، فليقم جريّا يقوم مقامه. » وأزعجه، وقد كان بايعه سلمة بن كهل، ونصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وناس من وجوه أهل الكوفة. فلمّا رأى ذلك داود بن عليّ قال:
    « يا ابن عمّ، لا يغرّنك هؤلاء من نفسك. ففي أهل بيتك لك عبرة. » وذكّره بأيّام عليّ وأيّام الحسن والحسين، ولم يزل به حتى أخرجه معه، فشخصا حتى بلغا القادسيّة. فاتبعه شيعته حتى بلغوا الثعلبية، وقالوا له:
    نحن أربعون ألفا، وإن رجعت إلى الكوفة لم يتخلّف عنك أحد. » فجعل يقول:
    « إني أخاف أن تخذلوني وتسلّمونى كما فعلتم بأبي وجدّى. »
    فيحلفون له ويعطونه المواثيق والأيمان المغلّظة، ويقول له داود:
    « يا بن عمّ، هكذا قالوا لأبيك وجدّك، ثم لم يفوا. » فقال لزيد:
    « إنّ هذا لا يحبّ أن تظهر أنت، ويزعم أنّه وأهل بيته أحقّ بهذا الأمر منكم. »
    رجوع زيد إلى المدينة

    ولم يزالوا عليه بهذا الكلام ونحوه حتى انصرف معهم إلى الكوفة. فأتاه سلمة بن كهل، فاستأذن عليه، فأذن له. فذكر قرابته برسول الله وحقّه، فأحسن. ثم تكلّم زيد فأحسن.
    فقال سلمة:
    « اجعل لي الأمان حتى أقول. » قال:
    « سبحان الله! ومثلك يسأل مثلي الأمان؟ » وإنّما أراد سلمة أن يسمع ذلك أصحابه.
    ذكر رأي أشار به سلمة على زيد فلم يقبله

    فقال:
    « نشدتك الله، كم بايعك؟ » قال:
    « أربعون ألفا. » قال:
    « فكم بايع جدّك؟ » قال:
    « ثمانون ألفا. » قال:
    « فكم حصل معه؟ » قال:
    « ثلاثمائة. » قال:
    « نشدتك الله، أأنت خير أم جدّك؟ » قال:
    « بل جدّى. » قال:
    « أفقرنك الّذين خرجت فيهم خير، أم القرن الّذين خرج فيهم جدّك؟ » قال:
    « بل القرن الّذين خرج فيهم جدّى. » قال:
    « أفتطمع أن يفي لك هؤلاء، وقد غدر أولئك بجدّك؟ » قال:
    « إنّهم بايعوني، ووثّقوا لي. » قال:
    « فتأذن لي أن أخرج من البلد؟ » قال:
    « ولم؟ » قال:
    « آمن أن يحدث في أمرك حدث، فلا أملك نفسي. » قال:
    « وقد أذنت لك. » فخرج إلى اليمامة.
    كتاب عبد الله بن الحسن إلى زيد

    وكتب عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب إلى زيد:
    « يا بن عمّ، إنّ أهل الكوفة نفج العلانية، خوز السّريرة، تقدّمهم ألسنتهم، ولا تشايعهم قلوبهم. ولقد تواترت إليّ كتبهم، فصممت عن ندائهم، وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم، يأسا منهم، واطّراحا لهم، وما لهم مثل إلّا ما قال علي بن أبي طالب»
    وذكّره بأشياء قالها في أهل العراق.
    [ كيف كانت بيعة زيد ]

    واستخفى زيد بالكوفة وبثّ دعاته، وأخذ يتنقّل من موضع إلى موضع ويبايع من استجاب له. وكانت بيعته:
    « إني أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه وجهاد الظّالمين، والدّفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، وقسم هذا الفيء بين أهله بالسّواء، وردّ المظالم، وإقفال المجمّر، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا. أتبايعون على ذلك؟ » فإذا قالوا: نعم، وضع يده على يده، ثم يقول:
    « عليك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله لتفينّ ببيعتي، ولتقاتلنّ معي عدوّى، ولتنصحنّ لي في السّر والعلانية. » فإذا قال: نعم، مسح يده على يده، ثم قال:
    « اللهمّ اشهد. » فمكث بذلك عشر شهرا، وبلغ هشاما خبر رجوعه إلى الكوفة بعد خروجه منها. ولم يبلغ ذلك يوسف بن عمر، وظنّ أنّه استمرّ في خروجه إلى المدينة.
    كتاب هشام إلى يوسف بن عمر في أمر زيد بن علي

    فكتب هشام إلى يوسف بن عمر في أمر زيد كتابا نسخته:
    « أمّا بعد، فقد علمت حال الكوفة في حبّهم أهل هذا البيت، ووضعهم إيّاهم في غير مواضعهم، لأنّهم افترضوا طاعتهم على أنفسهم، وضيّقوا عليهم شرائع دينهم، ونحلوهم علم ما هو كائن، حتى حملوهم من تفريق الجماعة على حال استخفّوهم فيها إلى الخروج، وقد كان قدم زيد بن عليّ على أمير المؤمنين في خصومة له، فرأى رجلا جدلا لسنا خليقا بتمويه الكلام وصوغه واجترار الرّجال بحلاوة لسانه وكثرة مخارجه في حججه، وما يدلى به عند لدد الخصام من السّطوة على الخصم بالقوّة الحادّة لنيل الفلج. فعجّل إشخاصه إلى الحجاز، ولا تخلّه والمقام قبلك، فإنّه إن أعاره القوم أسماعهم فحشّاها من لين لفظه وحلاوة منطقه مع ما يدلى به من القرابة برسول الله وجدّهم [ غير متئدة قلوبهم، ولا ساكنة أحلامهم، ولا مصونة عندهم أديانهم ]، ميّلا إليه، وبعض التحامل عليه في أذى له [ وإخراجه وتركه ] مع السّلامة للجميع، والحقن للدماء، والأمن للفرقة، أحبّ إليّ من أمر فيه سفك دمائهم، وانتشار كلمتهم، وقطع سبلهم، والجماعة حبل الله المتين، ودين الله القويم، وعروته الوثقى. فادع إليك اشراف أهل المصر، فأوعدهم العقوبة في الأبشار، واستصفاء الأموال. فإنّ من له عقد أو عهد منهم سيبطئ عنه، ولا يخفّ معه إلّا الرّعاع وأهل السّواد ومن تنهضه الحاجة استلذاذا للفتنة، [ وأولئك ممّن يستعبد إبليس وهو يستعبدهم ] فبادهم بالوعيد، واعضضهم بسوطك، وجرّد منهم سيفك، وأخف الأشراف قبل الأوساط، والأوساط قبل السّفلة. واعلم أنّك قائم على باب ألفة، وداع إلى طاعة، وحاضّ على جماعة، ومشمّر لدين الله، فلا تستوحش لكثرتهم، واجعل معقلك الّذى تأوى إليه، وصغوك الّذى تخرج به، الثّقة بربّك والغضب لدينك والمحاماة على الجماعة ومناصبة من أراد كسر هذا الباب الّذى أمرهم الله، عز وجل، بالدّخول فيه، والتشاحّ، عليه، فإنّ أمير المؤمنين قد أعذر إليه، وقضى من ذمامه، فليس له منزى إلى ادّعاء حقّ هو له، ظلمه من نصبه في فيء أوصله لذي قربى، إلّا ما خاف أمير المؤمنين من حمل مدرة السّوء له، على الّذى عسى أن يكونوا به أشقى وبه أضلّ، ولهم أمرّ، ولأمير المؤمنين أعزّ وأسهل، إلى حياطة الدّين والذبّ عنه، فإنّه لا يحبّ أن يرى في أمّته حالا متفاوتا، نكالا لهم مفتنا. فهو يستديم النّظر، ويتأتّى للرّشاد، ويجتبيهم، على المخاوف، ويستجرّهم إلى المراشد، ويعدل بهم عن المهالك، فعل الوالد المشفق على ولده، والرّاعى الحدب على رعيّته. واعلم أنّ من حجّتك عليهم، واستحقاق نصر الله لك عند معاندتهم، توفيتك أطماعهم وأعطية ذرّيّتهم، ونهيك جندك أن ينزلوا حريمهم ودورهم. فانتهز رضا الله في ما أنت بسبيله، فإنّه ليس ذنب أسرع تعجيل عقوبة من بغى، وقد أوقعهم الشّيطان، ودلّاهم فيه، ودلّهم عليه، والعصمة بتارك البغي أولى. فأمير المؤمنين يستعين الله عليهم وعلى غيرهم من رعيّته ويسأل إليه ومولاه ووليّه أن يصلح منهم ما كان فاسدا، وأن يسرع بهم إلى النّجاة والفوز، إنّه سميع قريب. » فبعث يوسف في طلب زيد، فأرشد إلى من يعرف خبره، وجاءه سليمان بن سراقة البارقي، فأخبره أنّه يختلف إلى ابن أخت له، فطلبه يوسف هناك، فلم يوجد عنده، وجاء بالرّجل. فلمّا كلّمه استبان له أمر زيد وأصحابه، وتخوّف زيد أن يؤخذ، فأخذ في التّعجيل.
    نكث بيعة زيد
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #22
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ولمّا رأى أصحاب زيد أنّ يوسف بن عمر قد بلغه أمر زيد وأصحابه، وأنّه يستبحث عن أمره، اجتمعت إليه جماعة من رؤساء من بايعه، فقالوا:
    « رحمك الله، ما قولك في أبي بكر وعمر؟ » قال زيد: « رحمهما الله وغفر لهما، ما سمعت من أهل بيتي أحدا يتبرّأ منهما، ولا يقول فيهما إلّا خيرا. » قالوا: « فلم تطلب إذا بدم أهل هذا البيت، إلّا أنّ هذين وثبا على سلطانكم.
    فنزعاه من أيديكم؟ » فقال زيد:
    « إنّ أشدّ ما نقول في ما ذكرتم أنّا كنّا أحقّ بسلطان رسول الله من النّاس أجمعين، وأنّ القوم استأثروا علينا ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك بهم عندنا كفرا. قد ولوا فعدلوا، وعملوا بالكتاب واتّبعوا السّنّة. » قالوا له:
    « فلم يظلمك إذا هؤلاء، فلم تدعونا إلى قتال قوم ليسوا لك بظالمين؟ » فقال لهم:
    « إنّهم ليسوا كأولئك. لأنّ هؤلاء ظالمون لأنفسهم، وإنّما ندعوهم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، وإلى السّنن أن تحيا، وإلى البدع أن تطفأ. فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، وإن أنتم أبيتم، فلست عليكم بوكيل. » ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا:
    « سبق الإمام. » وقد كان هلك محمد بن عليّ بن الحسين يومئذ، وكان ابنه جعفر حيّا، فقالوا:
    « جعفر إمامنا وهو أحقّ بالأمر بعد أبيه وليس زيد بإمام. » فسمّاهم زيد الرّافضة. وهم اليوم يزعمون أنّ الّذى سمّاهم الرّافضة المغيرة، وذلك أنّهم فارقوه بالكوفة وتركوه حتى قتل، وقد حكينا أمره.
    استتباب الخروج لزيد

    واستتبّ لزيد الخروج. فواعد أصحابه ليلة الأربعاء، وهي اوّل ليلة من صفر. يقال سنة اثنتين وعشرين، ويقال سنة احدى وعشرين.
    وبلغ يوسف بن عمر أنّ زيدا قد أزمع الخروج. فبعث حكم بن أبي الصّلت، وأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم، ثم يحصرهم فيه.
    فبعث الحكم إلى العرفاء، وإلى الشّرطة، والمناكب، والمقاتلة، فأدخلهم المسجد. ثم نادى مناديه أنّ الأمير يقول:
    « من أدركناه في رحله فقد برئت منه الذمّة. ادخلوا المسجد الأعظم. » فأتى النّاس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد بيوم، وطلبوا زيدا في المواضع الّتى كان يتنقّل فيها. فخرج ليلة الأربعاء وكانت ليلة شديدة البرد - من دار معاوية بن إسحاق، وكان قد طلب فيها. فرفعوا هراديّ النّيران من القصب ونادوا بشعارهم:
    « يا منصور أمت » وكلّما أكلت النّار هرديا رفعوا آخر. فما زالوا بذلك حتى طلع الفجر. فلمّا أصبحوا، بعث زيد القاسم التّبعى ورجلا آخر من أصحابه يناديان بشعارهم.
    فلقيهما جعفر بن العبّاس الكندي في أصحابه. فشدّوا عليهما وقتل الرّجل الّذى كان مع القاسم التّبعى، وارتثّ القاسم، فأتى به الحكم بن أبي الصّلت، فكلّمه، فلم يرد عليه شيئا، فضربت عنقه على باب القصر. فكان هذان أوّل من قتل من أصحاب زيد.
    وأمر الحكم به أبي الصّلت بدروب السّوق، فغلّقت، وغلّقت أبواب المسجد الأعظم على أهل الكوفة، وأمر أصحاب الأرباع بالكوفة أن يصيروا إليه، وبعث إلى يوسف بن عمر، فأخبره الخبر، فبعث يوسف جعفر بن العبّاس الكندي فركب في خمسين فارسا، ثم قال:
    « اذهب فأتنى بخبرهم. » فلمّا استقبل الرّجلين وكان ما كان من أمرهما، رجع إلى يوسف، فأخبره.
    فلمّا أصبح خرج إلى تلّ قريب من الحيرة، فنزل عليه ومعه قريش وأشراف النّاس، وعلى شرطته العبّاس بن سعيد المرّى. فبعث زياد بن سلمة في ألفين وثلاثمائة من الرّجال معهم النشّاب وأصبح زيد، فكان جميع من وافاه تلك اللّيلة مائتي رجل وثمانية عشر رجلا فقال زيد:
    « سبحان الله! أين النّاس؟ » فقيل:
    « هم في المسجد الأعظم محصورون. » فقال:
    « لا والله، ما هذا بعذر لمن بايعنا. » وسمع نصر بن خزيمة النّداء، فأقبل إليه، فلقى عمرو بن عبد الرّحمن صاحب شرطة الحكم بن أبي الصّلت في أصحابه. فقال نصر بن خزيمة:
    « يا منصور أمت. » فشدّ عليه نصر وأصحابه، فقتل عبد الرّحمن، وانهزم من كان معه.
    وأقبل زيد الى جبّانة الصّيّادين، وبها خمسمائة من أهل الشّام، فحمل عليهم زيد في من معه، فهزمهم. وكان تحت زيد يومئذ برذون أدهم بهيم، وسار حتى انتهى إلى دار رجل من الأزد يقال له: أنس بن عمرو، وكان في من بايعه، فنودي وهو في داره، فلم يجب. فناداه زيد:
    « يا أنس، اخرج. فقد جاء الحقّ وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقا. » فلم يخرج إليه. فقال زيد:
    « قد فعلتموها، الله حسيبكم. » ثم مضى زيد إلى الكناسة، فحمل على جماعة بها من أهل الشّام، فهزمهم.
    ثم خرج حتى ظهر إلى الجبّانة، ويوسف بن عمر على التّلّ ينظر إليه هو وأصحابه، وبين يديه نحو من مائتي رجل، وناس من الأشراف لا يبلغ عشرة.
    فلو أقبل على يوسف لقتله وتمّم أمره.
    ثم إن زيد أخذ ذات اليمين على مصلّى خالد بن عبد الله حتى دخل الكوفة، فأقبل على نصر بن خزيمة وقال:
    « أما ترى خذلان النّاس إيّانا قد جعلوها حسينيّة. » فقال له:
    « جعلني الله فداءك. أمّا أنا، فو الله لأضربنّ معك بسيفي هذا حتى أموت. » ثم إنّ نصرا قال لزيد:
    « جعلني الله فداءك. إنّ النّاس في المسجد الأعظم محصورون، فاذهب بنا نحوهم. » فخرج بهم زيد نحو المسجد، فمرّ على دار خالد بن عرفطة، وبلغ عبيد الله بن العبّاس الكندي إقباله، فخرج في أهل الشّام، وأقبل زيد، فالتقوا على باب عمرو بن سعد بن أبي وقّاص، فكعّ صاحب لواء عبيد الله فقال له:
    « احمل يا ابن الخبيثة. » فحمل حتى خضب لواءه بالدّم.
    ثم إنّ عبيد الله برز، فخرج إليه واصل الحنّاط، فاضطربا بسيفيهما فقال واصل:
    « خذها مني وأنا الغلام الحنّاط. » فقال:
    « قطع الله يدي إن كلت بقفيز أبدا. » ثم ضربه، فلم يصنع شيئا، وانهزم عبيد الله وأصحابه، وبلغ زيد وأصحابه باب المسجد، وجعلوا يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ويقولون:
    « يا أهل المسجد، اخرجوا. » وجعل نصر بن خزيمة يناديهم ويقول:
    « يا أهل الكوفة اخرجوا من الذّلّ والصّغار إلى العزّ، اخرجوا الى الدّين والدّنيا. » فأشرف عليهم أهل الشّام، فجعلوا يرمونهم بالحجارة. وانصرف عنهم زيد بن عليّ، فنزل دار الرزق، وخرج اليه ناس من أهل الكوفة، فأتاه ريّان بن سلمه، فقاتله عند دار الرزق قتالا شديدا، فخرج أهل الشّام وقتل منهم وانهزموا، وتبعهم أصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا الى المسجد، فرجع أهل الشّام مساء يوم الأربعاء أسوأ شيء ظنّا. فلمّا كان من الغد يوم الخميس دعا يوسف الرّيّان بن سلمه وليس عليه سلاحه فأفّف به وقال:
    « أفّ لك من صاحب خيل، اجلس. » ودعا العبّاس بن سعد المرّى صاحب شرطته، فبعثه في أهل الشّام، فسار حتى انتهى الى زيد في دار الرّزق، وخرج زيد في أصحابه، وعلى مجنّبته نصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري. فلمّا رءاهم العبّاس ولم يكن معه رجّالة، نادى أهل الشّام:
    « الأرض، الأرض. » فنزل معه ناس كثير، فاقتتلوا قتالا شديدا في المعركة، فقتل نصر بن خزيمة.
    ثم اشتدّ القتال، فهزمهم زيد وقتل من أهل الشام نحوا من سبعين رجلا، فانصرفوا وهم بشرّ حال. فلمّا كان العشيّ عبّاهم يوسف بن عمر ثم وجّههم.
    فأقبلوا حتى التقوا مع زيد وأصحابه، فحمل عليهم زيد وأصحابه، فكشفهم. ثم تبعهم حتى أخرجهم إلى بنى سليم، ثم تبعهم حتى أخذوا على المسنّاة. ثم ظهر لهم زيد في ما بين بارق ورؤاس، فقاتلهم هناك قتالا شديدا، فجعلت خيلهم لا تثبت لخيله ولا رجالهم لرجاله. فبعث العبّاس إلى يوسف يعلمه ذلك وقال له:
    « ابعث اليّ النّاشبة. » فبعث إليهم القيقانيّة والبخاريّة، وهم ناشبة، فرموا زيدا وأصحابه، وحرص زيد على أن يصرف أصحابه، فأبوا عليه. فقاتل إسحاق بن معاوية بن إسحاق الأنصاري بين يديه قتالا شديدا حتى قتل بين يدي زيد وثبت زيد ومن معه، حتى جنح الليل، فرمى حينئذ بسهم أصاب جبهته اليسرى، فثبت في الدّماغ، فرجع ورجع أصحابه، ولا يظنّ أهل الشّام أنّهم رجعوا إلّا للمساء والليل. وحمل زيد حتى أدخل بعض دور أرحب وشاكر، وجاءوه بطبيب يقال له: شقّر، فانتزع السّهم، وجعل يضجّ، ولم يلبث أن قضى رحمه الله.
    ما ذا فعلوا برأسه وجثته
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #23
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فتشاور أصحابه: أين يوارى؟ فقال بعضهم:
    « نحتزّ رأسه ونطرحه بين القتلى، فهو أجدر أن لا يعرف، وندفن رأسه حيث يخفى. » فقال ابنه:
    « لا والله، لا تأكل لحم أبي الكلاب. » فقال بعضهم:
    « فننطلق به إلى الحفرة الّتى يؤخذ منها الطّين. » فانطلقوا به. فحفروا له ودفنوه، ثم أجروا عليه الماء وتصدّع عنه النّاس، وخرج ابنه نحو النّهرين يعنى نهري كربلاء.
    ثم بعث يوسف بن عمر لمّا علم بقتل زيد. فأمر أن يطلبوه في الجرحى في دور أهل الكوفة. فكانوا يخرجون النّساء إلى صحن الدار ويدخلون جوف البيوت، يلتمسون الجرحى، حتى دلّهم غلام سنديّ كان لزيد حضر دفنه.
    وقيل: بل أبصرهم قصّار كان هناك، فدلّ عليه، فاستخرج.
    فأمر يوسف بن عمر بحزّ رأسه، وبعث به إلى هشام، وصلب جثّته بالكناسة مع جثّة نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وزياد النّهدى. فبقى زمانا طويلا يحرس بالكناسة لئلّا ينزل. وأمّا رأسه فإنّ هشاما أمر بنصبه على باب مدينة دمشق. ثم أرسل به إلى المدينة. ولم يزل بدنه منصوبا حتى مات هشام، فأمر به الوليد، فأنزل وأحرق.
    كلام يوسف بن عمر بعد قتل زيد بن علي

    ولمّا قتل زيد بن علي أقبل يوسف بن عمر حتى دخل الكوفة، وجاء إلى المسجد، فصعد المنبر، وقال:
    « يا أهل الكوفة، يا أهل المدرة الخبيثة، إني والله ما تقرّن بي الصّعبة، ولا تقعقع لي بالسّنان، ولا أخشى بالذئب. هيهات، [ حبيت ] بالسّاعد الأشدّ. أبشروا يا أهل الكوفة بالصّغار والهوان فلا عطاء لكم عندنا ولا رزق. لأخربنّ بلادكم، ولأحربنّكم أموالكم. أما والله، ما أطلت منبري إلّا لأسمعكم عليه ما تكرهون، فإنّكم أهل بغى وخلاف، ما منكم إلّا من حارب الله ورسوله. ولقد سألت أمير المؤمنين فيكم. ولو أذن لي لقتلت مقاتلتكم، وسبيت ذراريّكم. »
    ما كان من غزوات نصر بن سيار

    وفي هذه السّنة قتل البطّال بن الحسين، واسمه عبد الله، في جماعة من المسلمين بأرض الرّوم. وقد حكينا ما جرى في سنة اثنتين ومائة إلّا ما كان من غزوات نصر بن سيّار، فإنى كرهت أن أقطع حديث زيد بحديثه.
    وكان من حديث نصر بن سيّار أنّه غزا من بلخ ما وراء النّهر، ثم قفل فخطب النّاس وقال:
    « ألا إنّ فلانا كان مانح المجوس، وفلان مانح اليهود، وفلان مانح النّصارى يحملون أثقال المشركين على المسلمين. ألا، إني مانح المسلمين أحمل أثقالهم على المشركين. ألا إنّه لا يقبل مني إلّا توفير الخراج على ما كتب ورفع، وقد استعملت عليكم منصور بن عمار بن أبي الحرّ، وأمرته بالعدل عليكم. فأيّما رجل منكم من المسلمين كان يؤخذ منه جزية من رأسه، أو ثقّل عليه في خراجه وخفّف مثل ذلك عن المشركين، فليرفع ذلك إلى منصور بن عمر يحوّله عن المسلم إلى المشرك. » قال: فما كانت الجمعة الثّانية حتى أتاه ثلاثون ألفا من المسلمين كانوا يؤدّون الجزية عن رؤوسهم، وثلاثون ألف رجل من المشركين قد ألقيت عنهم جزيتهم فحوّل، ذلك إليهم وألقاه عن المسلمين.
    ثم غزا من مرو الشّاش، فحال بينه وبين قطوع النّهر كورصول في خمسة عشر ألفا استأجر كلّ رجل منهم كلّ شهر بشقّه حرير، والشّقة يومئذ بخمسة وعشرين درهما. فكانت بينهم مراماة، فمنع نصرا من القطوع إلى الشّاش. وكان الحارث بن سريج يومئذ بأرض التّرك، فأقبل معهم، وكان بإزاء نصر، فرمى نصرا وهو على سريره على شاطئ النّهر بحسبان، فوقع السّهم في شدق وصيف لنصر يوضّئه، فتحوّل نصر عن سريره ورمى فرس لرجل من أهل الشّام، فنفق وعبر كورصول في أربعين رجلا، فبيّت أهل العسكر، وساق شاء أهل بخارى وكانوا في السّاقة، وأطاف بالعسكر في ليلة مظلمة، ومع نصر أهل بخارى وسمرقند وكسّ وسروشنة وهم عشرون ألفا.
    فنادى نصر في الأخماس:
    « لا يخرجنّ أحد من بنائه، واثبتوا على مواضعكم. » فخرج عاصم بن عميرة وهو على جند سمرقند، حتى مرّت خيل كورصول، فحمل على آخرهم، فأسر رجلا. فإذا هو ملك من ملوكهم صاحب أربعة آلاف قبّة. فجاؤوا به إلى نصر، فإذا هو شيخ يسحب درعه شبرا، وعليه رانا ديباج فيهما حلق وقباء فرند مكفّف بالدّيباج.
    فقال له نصر:
    « من أنت؟ » قال:
    « كورصول. فما ترجو من قتل شيخ؟ وأنا أعطيك ألف بعير من إبل التّرك، وألف برذون تقوّى به جندك وخلّ سبيلي. » فقال نصر لمن حوله من أهل الشام وأهل خراسان:
    « ما تقولون؟ » قالوا:
    « خلّ سبيله. » فسأله عن سنّة. قال:
    « لا أدري. » قال:
    « كم غزوة غزوت؟ » قال:
    « اثنتين وسبعين غزوة. » قال:
    « أشهدت يوم العطش؟ » قال:
    « نعم. » قال:
    « لو أعطيتني ما طلعت عليه الشمس ما انفلت من يدي بعد ما ذكرت من مشاهدك. » وقالوا لعاصم بن عمير السّعدى:
    « قم إلى سلبه فخذه. »
    فلمّا أيقن بالقتل قال:
    « من أسرنى؟ » فقال نصر وهو يضحك:
    « يزيد بن قرّان الحنظلي. » وأشار إليه. قال:
    « هذا لا يقدر أن يغسل استه، فكيف يأسرنى؟ فأخبرني من أسرنى؟
    فإني أهل أن أقتل سبع قتلات. » قيل له:
    « عاصم بن عمير. » قال:
    « الآن لست أجد مسّ القتل إذ كان أسرنى فارس من فرسان العرب. » فقتله وصلبه على شاطئ النّهر.
    وعاصم بن عمير هذا هو الهزارمرد الّذى قتل بنهاوند أيّام قحطبة.
    ولمّا قتل كورصول تجرّدت التّرك، وجاءوا بأبنية له، فحرّقوها، وقطعوا آذانهم، وخدّدوا وجوههم، وتعرّوا يبكون عليه. فلمّا أمسى نصر وأراد الرّحلة بعث إليه بقارورة نفط فصبّها عليه، ثم أشعل فيه النّار لئلّا يحملوا عظامه. فكان ذلك أشدّ عليهم من قتله.
    فارتفع نصر إلى فرغانة، فسبى منها ثلاثين ألف رأس.
    مسير نصر إلى الشاش

    ثم إنّ يوسف بن عمر كتب إلى نصر أن:
    « سر إلى هذا الغارز ذنبه بالشّاش. يعنى الحارث بن سريج فإن أظفرك الله به وبأهل الشّاش، فخرّب بلادهم واسب ذراريّهم، وإيّاك وورطة المسلمين. »
    فدعا نصر النّاس، فقرأ عليهم الكتاب، وقال:
    « ما ترون؟ » فقال يحيى بن حضين:
    « امض لأمر الأمير. » فقال نصر:
    « يا يحيى، تكلمت ليالي عاصم بكلمة فبلغت الخليفة فحظيت بها، وزيد في عطائك، وفرض لأهل بيتك وبلغت الدّرجة الرّفيعة. فقلت أقول مثلها. سرّ يا يحيى، فقد ولّيتك مقدّمتى. » فأقبل النّاس على يحيى يلومونه. فسار إلى الشّاش، فأتاه الحارث بن سريج، فنصب عرّادتين تلقاء بنى تميم. فقيل له:
    « هؤلاء بنو تميم. » فنقلها ونصبها على الأزد وأغار عليهم الأخرم، وهو فارس الترّك، فقتله المسلمون وأسروا سبعة من أصحابه. فأمر نصر برأس الأخرم، فرمى به إلى عسكرهم في منجنيق. فلمّا رأوه ضجّوا ضجّة ثم ارتحلوا منهزمين. ورجع نصر وأراد أن يعبر، فحيل بينه وبين ذلك. فأقبل نصر حتى نزل سمرقند. ثم سار إلى الشّاش. فلمّا وافاها تلقّاه نذر ملكها بالصّلح والفدية والرّهن، واشترط عليه إخراج الحارث بن سريج من بلدانه. فأخرجه إلى فاراب واستعمل على الشّاش نيزك بن صالح مولى عمرو بن العاص.
    وكان نصر بعث سليمان بن صول إلى صاحب فرغانة بكتاب الصّلح بينهما يعنى ملك الشّاش.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #24
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قال سليمان: فقدمت عليه، فقال لي:
    « من أنت؟ » قلت:
    « شاكري خليفة كاتب الأمير. » فقال:
    « أدخلوه الخزائن ليرى ما أعددناه. » قال: فأدخلت خزائنه، فقلت في نفسي يا سليمان، شمت بك حسّادك، ليس هذا إلّا لكراهية الصّلح، وسأنصرف بخفّى حنين. قال: فرجعت إليه فقال لي:
    « كيف رأيت الطّرق في ما بيننا وبينكم؟ » قلت:
    « سهلا كثير الماء والرّعى. » فقال:
    « ما علمك؟ » قلت:
    « غزوت غرشستان، والختّل وطبرستان. فكيف لا اعلم؟ » قال:
    « فكيف رأيت ما أعددنا؟ » قلت:
    « رأيت عدّة حسنة ولكني أعلم أنّ صاحب الحصار لا يسلم من خصال. » قال:
    « وما هنّ؟ » قلت:
    « لا يأمن أقرب النّاس إليه وأحبّهم له وأوثقهم في نفسه أن يثب عليه، ويتقرّب به، أو يفنى ما جمع بطول المدّة، فيسلّم، برمّته، أو تصيبه الأدواء الّتى لا يجد أدويتها ومعالجها فيموت. » فقطب وقال لي:
    « انصرف إلى منزلك. » فانصرفت وأنا لا أشكّ في تركه الصّلح.
    فدعاني بعد يومين، فحملت كتاب الصّلح ومعي غلامي، وقلت له:
    « إن أتاك رسولي فطلب الكتاب فقل: إني خلّفته في منزلي. »
    فدخلت إليه. فسألنى عن الكتاب، فقلت:
    « خلّفته في منزلي. » فبعثت إلى الغلام أن اذهب فجئنى بالكتاب، وقبل الصّلح وأحسن جائزتي، وسرّح معي أمّه وكانت صاحبة أمره ومدبّرته. فلمّا قدمت على نصر قال:
    « مثلك ما قال الأوّل: أرسل حكيما ولا توصه. »
    ودخلت سنة ثلاث وعشرين ومائة

    وفي هذه السنة سعى يوسف بن عمر للحكم بن أبي الصّلت في ضمّ خراسان إلى عمله وعزل نصر بن سيّار
    وذلك أنّ أيّام نصر طالت بخراسان ودانت له، فحسده يوسف فكتب إلى هشام يسأله أن يضمّها إلى العراق، ليعمرها ويستغرز دخلها. وأنفذ إليه الحكم بن أبي الصّلت وقال:
    « هو لبيب وله نصيحة ومودّة لأمير لمؤمنين، وقد كان مع الجنيد، وولى جسام أعمالها. وقد سرّحته إلى باب أمير المؤمنين ليراه. » فلمّا أتاه وقرأ كتاب يوسف بعث إلى دار الضّيافة، فوجد فيها مقاتل بن علي السّغدى، فأتوه به، فقال:
    « ابن خراسان أنت؟ » قال:
    « نعم، وأنا صاحب الترّك. » وكان قدم على هشام بخمسين ومائة من التّرك. فقال:
    « هل تعرف الحكم بن أبي الصّلت؟ » قال:
    « نعم. » قال:
    « فما ولى بخراسان؟ » قال:
    « ولى قرية يقال لها: الفاراب، خراجها سبعون ألفا، فأسره الحارث بن سريج. » قال:
    « ويحك! فكيف أفلت من يده؟ » قال:
    « عرك أذنه وقفده وخلّى سبيله. » فلمّا قدم الحكم عليه وشاهده رأى جمالا وبيانا. فكتب إلى يوسف:
    « إنّ الحكم قدم، وهو على ما وصفت وفي ما قبلك سعة، فخلّ الكنانيّ وعمله. » ثم أوفد نصر بن سيّار مغراء بن أحمر إلى العراق لمّا غزا فرغانة غزوته الثّانية.
    فقال له يوسف بن عمر:
    « يا مغراء، أيغلبكم ابن الأقطع على سلطانكم معشر قيس! » فقال:
    « قد كان ذلك أصلح الله الأمير. » قال:
    « فإذا قدمت على أمير المؤمنين فابقر بطنه. » فلمّا قدموا على هشام وسألهم عن أمور خراسان، تكلّم مغراء، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر يوسف بن عمر بخير. فقال:
    « ويحك، أخبرني عن خراسان. » فقال:
    « يا أمير المؤمنين، ليس لك جند أعدّت ولا أحدّ منهم، من سرادق في السّماء وقراسية مثل الفيل، وعدة وعدد من قوم ليس لهم قائد. » قال:
    « ويحك، فما فعل الكناني؟ » قال:
    « لا يعرف ولده من الكبر. » فردّ هشام عليه مقالته، وبعث إلى دار الضيافة، فأتى بشبيل بن عبد الرّحمن المازني.
    فقال له هشام:
    « أخبرني عن نصر. » قال:
    « ليس بالشيخ يخشى خرفه ولا الشابّ يخشى سفهه، المحرب المجرّب، قد ولى عامّة ثغور خراسان وحروبها قبل ولايته. » فكتب إلى يوسف بذلك. فوضع يوسف الأرصاد. فلمّا انتهوا إلى الموصل تركوا طريق البريد، وقد بلغ نصرا قول شبيل، وكان إبراهيم بن يسّار في الوفد، فمكر به يوسف ونعى إليه نصرا، وأخبره أنّه قد ولّى الحكم بن أبي الصلت خراسان. ففسّر له أمر خراسان كلّه، حتى قدم إبراهيم بن زياد رسول نصر، فعرف أنّ يوسف قد مكر به، وقال:
    « أهلكنى يوسف، أهلكه الله. » وكان بعد ذلك إذا ذكر انسان نصرا بين يدي هشام، قال:
    « معلّم وهذا من جهة يوسف. » ويقال: إنّ مغراء لمّا كلّفه يوسف الوقيعة في نصر، قال له مغراء:
    « كيف أعيب نصرا مع بلائه وآثاره الجميلة عندي وعند قومي. » فلم يزل به حتى قال:
    « فبأيّ شيء أعيبه؟ أعيبه تجربته، أو طاعته، أمّ يمن نقيبته، أم حسن سياسته؟ » قال:
    « بواحدة من هذه. عبه بالكبر. » فلمّا قدم مغراء وكان منه ما كان، قال ليوسف:
    « قد علمت بلاء نصر عندي، وقد صنعت به ما قد علمت. فليس لي في صحبته خير، ولا لي بخراسان مقام. » فأمره بالمقام. وكتب إلى نصر:
    « إني قد حوّلت اسمه، فأشخص إليّ من كان قبلك من أهله. »
    ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومائة

    ولم يجر على ما بلغنا، فيها ما تستفاد منه تجربة.
    ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائة

    وفاة هشام بن عبد الملك
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 6 من 20 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1