ما نزل من القرآن بالمدينة
نزل على رسول الله بالمدينة من القرآن اثنتان وثلاثون سورة، أول ما نزل ويل للمطففين، ثم سورة البقرة، ثم سورة الأنفال، ثم سورة آل عمران، ثم الحشر، ثم سورة الأحزاب، ثم سورة النور، ثم الممتحنة، ثم إنا فتحنا لك، ثم سورة النساء، ثم سورة الحج، ثم سورة الحديد، ثم سورة محمد، ثم هل أتى على الإنسان، ثم سورة الطلاق، ثم سورة لم يكن، ثم سورة الجمعة، ثم تنزيل السجدة، ثم المؤمن، ثم إذا جاءك المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم التغابن، ثم الصف، ثم المائدة، ثم براءة، ثم إذا جاء نصر الله والفتح، ثم إذا وقعت الواقعة، ثم والعاديات ثم المعوذتان، وكان آخر ما نزل: {لَقَدْ جَآءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (التوبة: 128) إلى آخر السورة، وقد قيل إن آخر ما نزل عليه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِينا} (المائدة: 3)، وهي الرواية الصحيحة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
مراتب الوحي والرد على المستشرقين
نذكر في هذا الفصل مراتب الوحي ثم نرد على المستشرقين الذين زعموا أن رسول الله كانت تعتريه نوبات صرعية إنكارا لنزول الوحي.
ولنبدأ بمراتب الوحي وهي سبعة:
1 - الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
2 - ما كان يلقيه الملك في قلبه من غير أن يراه ويخلق الله فيه علما ضروريا يعلم به أنه وحي لا إلهام.
3 - خطاب الملك حين كان يتمثل له رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول.
4 - كان يأتيه مخاطبا له بصوت مثل صلصلة الجرس وكان هذا النوع أشده عليه، وفي حديث لابن عباس: كان يعالج من التنزيل شدة.
5 - رؤية جبريل في صورته التي خلقه الله عليها فيوحى إليه.
6 - ما أوحاه الله إليه وهو فوق السموات من فرض الصلوات وغيرها بسماع الكلام الأزلي الذي ليس بحرف ولا صوت من غير واسطة مع الرؤية للذات المقدسة.
7 - ما أوحاه إليه بلا واسطة أيضا، بل بسماع الكلام الأزلي لكن بلا رؤية كما وقع لموسى عليه السلام.
هذه هي مراتب الوحي وقد كان رسول الله يعاني من الوحي شدة فظن المستشرقون أن هذه الشدة التي كانت ترى عليه إنما هي نوبة صرعية، لكن أعراض الصرع المدروسة طبيّا تخالف ما كان يشاهد عليه عند نزول الوحي.
فالمصروع تعتريه النوبة فجأة فيقطع كلامه ويسقط من يده ما قد يكون قابضا عليه وتثبت حدقة عينه ويصفر وجهه وقد يصيح صيحة عالية ويقع مغشيا عليه كمن أطلق عليه عيار ناري ولا يبذل أي مجهود للخلاص من حالته، ولهذا كثيرا ما يصاب بجروح وقد يصاب بحروق خطرة إذا سقط بالقرب من نار وتتقلص عضلات الوجه في النوبة الصرعية ومنها عضلات الفك، فيعض المصروع لسانه ويمتزج لعابه بالدم ويسيل من فمه وإذا ترك وشأنه نام ساعات فإذا ترك وشأنه نام ساعات فإذا أفاق شكا صداعا وارتباكا في العقل، ثم إن الجروح التي تصيب رأس المصروع من السقوط فجأة تسبب له تهيجا في الدماغ.
هذه هي أعراض الصرع الطبية، فكيف يقال: إن رسول الله كانت تعتريه نوبات صرعية ولم يرو لنا أنه سقط مغشيا عليه أو أصيب بجروح في رأسه أو عضّ لسانه أو شفتيه أو سال الدم منه أو أصيب بحروق أو فقد ذاكرته أو حاد عن مبدئه؛ بل لم يقل أحد من الرواة إنه صاح صياحا عاليا، أليس في مخالفة حالاته للأعراض الصرعية التي يعرفها كل طبيب رد كاف على هؤلاء المستشرقين؟.
كان رسول الله بعد شدة الوحي يملي القرآن بوضوح وحضور ذهن، ويقرر الأطباء أن المصروع لا يمكن أن يكون حاضر الذهن بعد النوبة، ومحال أن يعيش صحيح الجسم قويا طول حياته، كذلك لا يمكن أن يكون المصروع نبيا أو مشرعا حافظا لقواه العقلية والجسمية وهذا ما صرح به أحد مؤلفي السيرة وهو مستر بودلي في كتابه عن حياة الرسول طبعة سنة 1946 صفحة 55 - 56، وقال أيضا: «إن المعجزات ترجع إلى ألفي عام قبل المسيح وعلى ذلك فالذين يسخرون من محمد على جبل حراء فليسخروا من موسى على جبل سينا ومن المسيح على جبل الجليل»، فالحالة التي كانت تعتريه ليست نوبة صرعية قطعا، ومن شاء فليراجع الكتب الطبية في هذا الموضوع ليتأكد من أعراض الصرع التي ذكرناها، إنما كانت تنتابه شدة من الوحي، لا تلبث أن تزول، ومن أهم أعراض الصرع، اضمحلال القوى العقلية فضلا عن الجسمية، وهذا يخالف حالة رسول الله فإنه لبث محافظا على قواه طول حياته ولم يحد عن مبدئه وعن تبليغ الرسالة حتى آخر يوم من حياته فدعا إلى الله وحارب عبادة الأصنام والشرك وبقي متصفا بجليل صفاته وكرم أخلاقه حتى قبضه الله تعالى.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج رسول الله خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة وجمع بين إحدى عشرة، وتوفي عن تسع، أولاهن (خديجة) بنت خويلد ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
ثم تزوج (سَوْدة) بنت زَمْعَة وكانت تحت ابن عمها السكران ابن عمرو وهو من مهاجرة الحبشة ثم قدما مكة فمات بها ولم يعقب فتزوجها النبي بعده في رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة، توفيت (سودة) في شوال سنة 54 هـ في خلافة معاوية بالمدينة.
ثم تزوج (عائشة) بنت أبي بكر سنة اثنتين ولم يتزوج بكرا غيرها، عقد عليها بمكة وهي ابنة ست سنين وبنى عليها بالمدينة وهي ابنة تسع، وتزوج (حفصة) بنت عمر بن الخطاب وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمي وكان رسول الله أرسله إلى كسرى ولما مات خنيس بن حذافة وتأيمت حفصة ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرد عليه أبو بكر كلمة فغضب عمر من ذلك فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم، فانطلق عمر إلى رسول الله فشكا إليه عثمان فقال رسول الله: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة» ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله بعد غزوة أُحد سنة ثلاث وكان سنها عشرين سنة وتوفيت سنة 45 في خلافة مروان بن الحكم وكان عمرها ستين سنة، ثم تزوج (زينب) بنت خزيمة بن الحارث سنة ثلاث، يُقال لها أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين وصدقتها عليهم وكانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم أُحد ولم تلبث عند رسول الله إلا يسيرا شهرين أو ثلاثة حتى توفيت في حياته.
ثم تزوج (زينب) بنت جحش وهي بنت عمته سنة خمس وهي أول من مات من أزواجه في خلافة عمر وتُكنى أم الحكم وكانت قديمة الإسلام وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة مولى رسول الله ليعلمها كتاب الله وسنّة رسوله وكان اسمها برّة فسماها زينب وبسببها نزل الحجاب.
ثم تزوج (أم حبيبة) واسمها (رملة) بنت أبي سفيان صخر بن حرب وأمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان بن عفان، أسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبد الله بن جحش فتنصر بالحبشة ومات بها وأبت هي أن تتنصر وثبتت على إسلامها فتزوجها رسول الله وهي بالحبشة سنة ست، روى مسلم بن الحجّاج في صحيحه: أن أبا سفيان طلب من النبي أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك وهذا مما يعد من أوهام مسلم لأن رسول الله قد تزوجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سفيان ولم يختلف أهل السير في ذلك وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار وكان وليَّها عثمان بن عفان.
ثم تزوج (أم سلمة) بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومي واسمها هند، سنة أربع وكانت قبل النبي عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي فولدت له سلمة وعمر ودرة وزينب وتوفي فخلفه عليها رسول الله بعده، وكانت من المهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وكانت سنها حين تزوجها رسول الله ثلاثين سنة، وتزوج (ميمونة) بنت الحارث وهي خالة خالد بن الوليد وكانت قبل رسول الله عند أبي رهم العامري، تزوجها رسول الله سنة سبع في عمرة القضاء في ذي القعدة.
وتزوج (صفية) بنت حُيَيّ بن أخطب سنة سبع ولم تبلغ 17 سنة وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي ثم خلفه عليها كنانة بن أبي الحقيق وهما شاعران فقتل عنها كنانة يوم خيبر ثم تزوجها رسول الله وتوفيت سنة 52 هـ، وتزوج (جويرية) بنت الحارث بن أبي ضرار سنة خمس سباها رسول الله يوم المريسيع وهي غزوة بني المصطلق وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ذي الشفرين، وعن عائشة قالت: لما قسم رسول الله سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها.، الخ.
ولما بلغ الناس أنه تزوجها قالوا: أصهار رسول الله فأطلقوا جميع الأسرى الذين بأيديهم.
وتزوج (خولة) بنت حكيم وهي التي وهبت نفسها للنبي
وتزوج امرأة يُقال لها(عمرة) فطلقها ولم يبْن بها وذلك أن أباها قال له وأزيدك أنها لم تمرض قط، فقال: ما لهذه عند الله من خير فطلقها، تزوج امرأة يقال لها (أميمة) بنت النعمان فطلقها قبل أن يدخل بها، وخطب امرأة من بني مرة بن عوف فردها أبوها وقال: إن بها برصا فلما رجع إليها وجدها برصاء.
إن رسول الله تزوج هؤلاء قبل تحريم ما زاد على الأربع وهن: عائشة وميمونة وصفية وحفصة وهند وزينب وجويرية ورملة وسودة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
تعدد زوجات رسول الله
اعترض بعض الذين كتبوا سيرة الرسول من المسيحيين على كثرة أزواجه وزعموا أنه كان شهوانيا، والحقيقة أن كثرة أزواجه لم تكن بدافع شهواني فإنه أراد بذلك أن يوجد بينه وبين أصحابه وكبار قومه صلة قوية ورابطة متينة بواسطة المصاهرة لأن ذلك مما يساعده ويشد أزره للدفاع عن مبدئه السامي ونشر الدعوة إلى الإسلام.
أما أنه لم يكن شهوانيا فأمر لا بنكر، وظاهر من حياته وأطواره لأنه تزوج خديجة وكانت في الأربعين من عمرها وهو في عنفوان شبابه في سن الخامسة والعشرين ولم يتزوج غيرها إلى أن توفيت وكان عمره إذ ذاك خمسين سنة فإذا لم يكن إلى هذا العمر رجل شهوة بل كان رجلا قانعا بزوجة واحدة فهل من العدل أن نقول إنه كان شهوانيا بعد ذلك؟.
لم يكن رسول الله يعرف الفراغ بل كان في جهاد مستمر فلم يذق للراحة طعما من مبدأ الرسالة إلى أن مات فكان يقضي أوقاته في نشر الدعوة ومحاربة الوثنية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن المسلمين وجمع شملهم وتعليمهم أمور دينهم وتثبيت دعائم المدنية الصحيحة الخالية من الشوائب، ومكافحة الأعداء باللسان والسيف، وكان مع ذلك يتعبد آناء الليل وأطراف النهار، وعلى العموم فقد تحمل من الأعباء ما تنوء به الجبال ولم تشغله كثرة نسائه عن عبادة ربه وعن القيام بواجبات الرسالة.
وأما أنه كان يقصد من تعدد زوجاته إيجاد روابط المصاهرة وتأليف القلوب لنشر الدعوة فهذا واضح أيضا فإن زوجته (عائشة) هي بنت أبي بكر الصديق و (حفصة) بنت عمر بن الخطاب وقد كان عرضها عمر بعد موت زوجها على أبي بكر وعثمان فأبيا زواجها فتزوجها رسول الله و (أم حبيبة) هي بنت أبي سفيان وقد كان من أكبر أعداء رسول الله ومن أشراف قريش، وعدا ذلك قد كانت أم حبيبة كما تقدم أسلمت قديما وهاجرت إلى الحبشة وتنصر زوجها هنالك وأبت أن تتنصر معه فأكرمهما النبي بزواجها وزوجته (ميمونة) هي خالة خالد بن الوليد الذي صار من أعظم أبطال المسلمين وقوادهم الذين اكتسبوا شهرة خالدة، وأما زوجته (صفية بنت حيي) فإنما تزوجها لأنها بنت ملك من ملوك اليهود فلا تصلح إلا له وقد تنافس المسلمين فيها لما وقعت في نصيب دحية بن خليفة الكلبي.
وقد كان رسول الله قويا صحيح الجسم كما أنه كان ذا إرادة تفل الحديد، وكان بشرا يأكل ويشرب ويشتهي، وقد عصمه الله تعالى عن الذنوب وتزوج (زينب بنت جحش) وكانت عند مولاه زيد بن حارثة وطلقها زيد بعد أن كرهها، وتزوجها رسول الله لإبطال عادة التبني ونسخ تحريم الزواج بامرأة المتبنّى، هذا ملخص العلة في تعدد زوجاته بعد أن بلغ من العمر الخمسين وبعد أن انقضى زمن شبابه: زمن حدة الشهوة، هذا ولا يخفى أن تعدد الزوجات كان عادة مألوفة عند العرب.
على أن عقلاء الإفرنج أدركوا حقيقة هذه المسألة فردوا على ما افتراه بعضهم من قصار النظر، فقال الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل:
«وما كان محمد أخا شهوات برغم ما اتهم به ظلما وعدوانا، وشد ما نجور ونخطىء إذا حسبناه رجلا شهويا لا هم له إلا قضاء مآربه من الملاذ، كلاّ فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ أية كانت، لقد كان زاهدا متقشفا في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله وكان طعامه عادة الخبز والماء وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار.
وإنهم ليذكرون - ونعم ما يذكرون - أنه كان يصلح ويرفؤ ثوبه بيده، فهل بعد ذلك مكرمة ومعجزة؟.
فحبذا محمد من رجل خشن اللباس، خشن الطعام، مجتهد في الله قائم النهار، ساهر الليل، دائبا في نشر دين الله الخ.
هذا وقد كان لسليمان ثلاثمائة امرأة وثلاثمائة سرية وقد كان لداود عليه السلام على زهده وأكله من عمل يده تسع وتسعين امرأة وتمت بزواج أورياء مائة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)