صفحة 64 من 69 الأولىالأولى ... 14546263646566 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 253 إلى 256 من 273

الموضوع: السيرة النبوية


  1. #253
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    الشمائل المحمدية



    عاش رسول الله ثلاثة وستين عاما وبدأ دعوته بعد سن الأربعين أي أنه ظل يكافح ويجاهد ثلاثا وعشرين سنة في القضاء على الوثنية ونشر تعاليم الإسلام والحضارة المؤسسة على التوحيد والفضيلة، فكانت ساعات عمره شهورا وشهوره أعواما وأعوامه أجيالا، كان يجاهد بلسانه وسيفه ويعلم أصحابه وأتباعه أمور الدين ويؤدبهم ويهذبهم بالفعال والأقوال والاقتداء بسيرته النقية الطاهرة ويرشدهم إلى صلاح الدنيا والآخرة ويحذرهم ارتكاب المعاصي ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وينطق في أحاديثه بالحكم وجوامع الكلم التي لم يسبق إليها أحد من البشر، ويقود أصحابه إلى ساحات الوغى وينظم الجيوش ويصدر الأوامر للقواد ويحثهم على الجهاد والصبر، ويدبر لهم الخطط الحربية ويحكم بين الناس بالعدل، فكان معلما ومربيا ومؤدبا وواعظا ومرشدا وبشيرا ونذيرا وخطيبا وإماما وأبا بارا وأخا صادقا وقائدا ومشرعا وقاضيا، وإذا دخل منزله علم نساءه وأحسن عشرتهن ووفّق بينهن، وإذا خلا إلى نفسه انقطع إلى عبادة ربه والتضرع إليه حتى لا يطيق أحد أن يجاريه في صلواته ودعواته مهما اجتهد، وإنا نرى أعظم الناس قوة واقتدارا إذا انصرف إلى أمور الدنيا أو النظر في الشؤون العامة، فرط في العبادة أو لم يستطع أداءها على الوجه الأكمل، ومن انصرف إلى العبادة، أهمل النظر في شؤون أهله وعشيرته ولفظ الدنيا، أما رسول الله فقد جمع بين الدين والدنيا وفاز بالسعادتين بدرجة فاقت القوة البشرية، لذلك تم على يديه في تلك السنوات القليلة ما عجزت عنه الأمم بأسرها في قرون.
    إن من يطالع سيرة رسول الله بإمعان ويفكر في أخلاقه وفي تلك الشخصية العظيمة ويتصور كيف أنه كان متصفا بمجموع تلك الأخلاق السامية ليعترف بأنه عليه السلام سيد الخلق حقيقة.
    كانت أخلاقه عليه السلام غير متكلفة لأن المتكلف لا يدوم أمره طويلا بل يرجع إلى الطبع وهذا ما أكسبها عظمة وجلالا.
    قالوا: إن الخلق ملكة نفسانية يسهل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الجميلة، والإتيان بالأفعال الجميلة شيء وسهولة الإتيان بها شيء آخر فالحالة التي باعتبارها تحصل تلك السهولة هي الخلق.
    فلم يك رسول الله يتكلف شيئا من الفضائل أصلا، ثم إن اجتماع الفضائل في شخص واحد مع عدم التكلف أمر خارق للعادة لأن الإنسان مخلوقة فيه شهوات لا يمكن أن يردها إلى حد الاعتدال من غير إفراط أو تفريط إلا إذا عوّد نفسه سنين عديدة واجتهد وقد لا يستطيع.
    والعاقل إذ شعر بنقيصة فيه وأراد محاربتها ومحوها بالتعود وقوة الإرادة كان لا بد من مرور زمن طويل حتى تزول وتنمحي، وهو في أثناء محاربتها عرضة لأن تظهر عليه تلك النقيصة أو آثارها من حين لآخر وبالرغم منه، وعند ذلك يلاحظها الناس فيه فإن كان رجلا عظيما أثبتوها عليه في تاريخ حياته فيقولون مثلا كان بخيلا ثم اعتاد السخاء أو جبانا فتشجع بمعاشرة الشجعان والاقتداء بهم.، الخ.
    ولم نرَ إنسانا له نقيصة واحدة فقط مع كثرة تجاربنا ومعاشرتنا الناس، نعم قد يتوهم كل إنسان أنه كامل لا عيب فيه ولا نقص، لأن العين لا ترى نفسها إلا بطريق المرآة ومرآة الإنسان أصدقاؤه وخلانه ومعاشروه، ثم إن اعتقاد المرء بكماله وتنزهه عن القبائح والرذائل يمنعه من الاطلاع على عيوبه وهفواته وسقطاته وإن كانت كثيرة، ولو أنه سمع رأي الناس فيه وإن كانوا أقل منه منزلة لتبين له كثير من المساوىء التي كانت خافية عليه بسبب اعتقاده الكمال في نفسه.
    نقول ذلك إذ قد يعترض علينا أحد فيقول إنك لم تر إنسانا له نقيصة واحدة فقط مع أني لا أذكر لنفسي عيوبا تؤخذ عليَّ وكل الناس يمدحونني ويوقرونني، فهذا القول إنما هو ادعاء رجل محجوب أعمى، فالأولى أن يسأل عن عيوبه حتى يهتدي إليها فيصلحها، قال أبو بكر الصديق وهو ممن لايخفى على أحد علمه وفضله وصدقه وإخلاصه وتقواه: «رحم الله امرأ أهدى إليَّ عيوبي» يعني أن له عيوبا يريد الاهتداء إليها، والناس الآن قد بلغ بهم الغرور والكبر والزهو ما جرأهم على القول بتنزههم عن المعايب، لذلك حرموا من إصلاح أنفسهم.
    الخلو من المعايب واجتماع الفضائل في شخص فرد من المستحيلات إلا إذا خُلق الإنسان معتدل المزاج، معتدل الشهوات، صحيح الجسم، صحيح العقل، قوي الأعصاب من نسل سليم، ليس له وراثة مرضية، خاليا من مطامع المادة، ومثل هذا الشخص لم يوجد.
    أما اعتقاد الإنسان الكمال في نفسه فهذا من حبه لذاته، ومن أحب ذاته أحب كمال ذاته وأحب أن يوصف بصفات الكمال، وهذه غريزة تظهر في الأطفال،فإنك إذا مدحت طفلا صغيرا بما يفهم ظهرت على ملامحه سيماء السرور، فإن كان قبيح المنظر ووصفته بالجمال أمَّن على كلامك وابتسم.
    وقد سأل شاعر عن رجل خال من كل عيب لأنه لم يجد إنسانا كاملا فقال:
    من ذا الذي ما ساء قط ** ومن له الحسنى فقطْ
    فسمع هاتفا يقول:
    محمدُ الهادي الذي ** عليه جبريلُ هبطْ
    وقال حسان بن ثابت يصف رسول الله بقوله:
    خُلقت مُبَرَّأ من كل عيب ** كأنك قد خُلقت كما تشاء
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #254
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فالذي خُلق مبرّأ من كل عيب إنما هو رسول الله كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه، أما أولو الفضل من الناس فكفى أن تعد معايبهم على حد قول الشاعر:
    ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها ** كفى المرء نبلا أن تُعد معايبُه
    اجتمعت الفضائل في رسول الله وتنزه عن المعايب لأن الله سبحانه وتعالى اصطفاه من بين خلقه لتبليغ رسالته وطهره من الأرجاس وحفظه من كل سوء وعلّمه وهذبه وأدّبه ليكون قدوة يقتدي الناس به في دينهم ودنياهم، قال عليه الصلاة والسلام: «أدّبني ربي فأحسن تأديبي» فأين نحن ممن أدبه ربه فأحسن تأديبه ثم أثنى عليه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
    قال رسول الله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وبديهيّ أن الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق لا بد أن يكون أتم الناس خلقا، فإن من كان به نقص أو عيب لم يصلح للقيام بمهمة إتمام مكارم الأخلاق.
    عن قتادة: سألت عائشة عن خلق رسول الله فقالت: «كان خلقه القرآن»، يعني التأدب بآدابه والتخلق بمحاسنه والالتزام بأوامره وزواجره.
    لقد جمعت عائشة رضي الله عنها أخلاق رسول الله في هذه الجملة الوجيزة، لأنها لو أرادت أن تذكر أخلاقه وصفاته بالتفصيل لما استطاعت، فأحالت السائل إلى القرآن وما فيه من آداب وخلق وفضل ومعاملات.، الخ.
    وقال تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} (النساء: 113)، وقال: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيما} (النساء: 113).
    وقد ذكرت في القرآن الكريم أسماؤه وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال، فمنها «محمّد» وهو أشهرها وهو اسم مفعول من حُمِّد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها، وأحمد مشتق من الحمد أيضا، ومعناه أحمد الحامدين لربه، وقال بعضهم: أحق الناس وأولاهم بأن يحمد فيكون كمحمد في المعنى، وهذان الاسمان اشتقا من أخلاقه وخصاله المحمودة التي لأجلها استحق أن يسمى محمدا وأحمد هو الذي يحمده أهل السماء وأهل الأرض وأهل الدنيا والآخرة لكثرة خصاله المحمودة التي تفوق عد العادين وإحصاء المحصين.
    ومن أسمائه البشير فهو المبشّر لمن أطاعه بالثواب، والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب، وقد ثبت عنه في الصحيح: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» أي ولا فخر أعظم من ذلك وسماه الله سراجا منيرا، وسمى الشمس سراجا وهّاجا، والمنير هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهَّاج فإن فيه نوع إحراق.
    قال أنس رضي الله عنه: كان أحسن الناس خلقا وكان عليه الصلاة والسلام أرجح الناس حلما، وقال أيضا: خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أفّ قط، وما قال لشيء صنعتُه لِمَ صنعته ولا لشيء تركته لِمَ تركته.
    هذا ما قاله أنس رضي الله عنه خادم رسول الله فهل يستطيع إنسان عنده خادم أن يعامله بمثل هذه المعاملة؟ مَن ذا الذي لا يقول لخادمه أفّ وهي أقل ما يعبّر عن الاستياء وعدم الرضا والسخط؟ ومَن ذا الذي لا يعارض ولا ينهر ولا يشتم الخادم؟ وهؤلاء الأدباء والعلماء والفلاسفة والأمراء والوجهاء، نراهم يسيئون معاملة خدمهم بل معاملة أصدقائهم وأقاربهم، إذن هذه صفة كمالٍ لا يمكننا بلوغها.
    (عفوه وحلمه)

    ورُوِي أنه لما كسرت رباعيته ص وشج وجهه يوم أُحد شق ذلك على أصحابه وقالوا لو دعوت عليهم، فقال: «إني لم أُبعث لَعَّانا ولكني بُعِثتُ داعيا ورحمة، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون» فبدلا من أن يدعو عليهم لاعتدائهم عليه، دعا لهم بالهداية، وهذا منتهى الحكمة وحُسن الخلق.
    والذي نعلمه من خلق الناس حتى أكابر القوم أن الواحد منهم لا يتحمل أن يوجه إليه أحد كلمة تخدش إحساسه ولو عفوا، بل يغضب ويحقد وينتقم ويدبر الخيل للكيد وينتهز الفرص للإيقاع به، فأين هذا الخلق ممن كسرت رباعيته فقابل الإساءة بالإحسان.
    وقد عفا رسول الله ص عمن شهر السيف عليه يريد قتله، وعن اليهودية التي سمته في الشاة بعد اعترافها ولم يؤاخذ اليهودي الذي سحره، كل ذلك وهو قادر على توقيع أقسى العقوبة عليهم، فهل بعد ذلك حلم وعفو؟ إنه ص ما كان يغضب لنفسه ولا ينتصر لها وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله.
    (كرمه)

    وكان ص أسخى الناس كفا ما سئل شيئا فقال لا، وعن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله ص يوم حنين وإنه لأبغض الناس إليّ، فما زال يعطيني حتى أنه لأحبّ الناس إليّ، ولما رأى صفوان كثرة ما أعطاه رسول الله، قال: والله ما طابت بهذا إلا نفس نبيّ، فأسلم، وكان الذي أعطاه رسول الله لصفوان غنما ملأت واديا بين جبلين وأعطى العباس من الذهب ما لم يطق حمله، وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها وقسَّم الأموال في غزوة حنين فأعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس فأعطى أبا سفيان بن حرب 40 أوقية من الفضة و 100 من الإبل وكذا بنيه يزيد ومعاوية، وأعطى حكيم بن حزام 100 من الإبل ثم سأله أخرى فأعطاه إيَّاها، وأعطى النضر بن الحارث بن كلدة 100 من الإبل وكذا أسيد بن جارية الثقفي والحارث بن هشام وصفوان بن أمية وقيس بن عدي وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى والأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن مالك بن عوف، وأعطى العباس بن مرداس 40 من الإبل، فقال في ذلك شعرا فأعطاه 100 من الإبل، وأعطى مخرمة بن نوفل 50 بعيرا وكذا العلاء بن حارثة وسعيد بن يربوع وعثمان بن وهب وهشام بن عمرو العامري، فبلغ ما أعطاه (14850) من الإبل.
    تدبروا في هذه العطايا الطائلة التي يبذلها رسول الله ص عن طيب نفس وهو لا يملك شيئا ولا يحمل منها إلى بيته درهما ولا يقتني شيئا وقد يبيت طاويا هو وأهله، لا يجد ما يأكل ويعطي العباس من الذهب ما لا يطيق ويهب المؤلفة قلوبهم من الإبل ما يذهل ألبابهم ويسلب عقولهم ولما رأى صفوان كثرة ما أعطاه رسول الله ص انبهر وأسلم.
    سائلوا أنفسكم واسألوا أكرم إنسان تعرفونه أو تسمعون عنه، هل تسمح له نفسه بمثل هذه العطايا العظيمة الجزيلة مع حرمان شخصه منها كل الحرمان؟ ليس أحد من البشر يبذل مثل هذا البذل ويحرم نفسه، نعم إن في الناس أصحاب الملايين كما في أمريكا، لكنهم إن بذلوا شيئا من الأموال في سبيل الخير أبقوا لأنفسهم أضعاف أضعافه، وتمتعوا بجميع أنواع اللذات التي قد لا تخطر لنا ببال، هذا شأن من اتصفوا بالكرم وعرفوا بالبذل من سائر الخلق، أما الأغنياء الذين يكنزون المال ويعضون عليه بالنواجذ، ولا يجودون بشيء منه إلا مضطرين مرغمين فلا نُعنَى بالتكلم عنهم لأنهم خارجون عن دائرة بحثنا فلا نفكر فيهم، بل هم أقل شأنا من أن نذكرهم فهل أدركتم بعد ذلك أن كرم رسول الله ص لا يعادله كرم ولا يصل إليه أحد؟.
    (شجاعته)

    قال عليُّ بن أبي طالب وهو من عُرف بالشجاعة: «كنا إذا حمي الوطيس أو اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله ص فما يكون أحد أقرب من العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله ص يومئذ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا، وقيل: كان الشجاع هو الذي يقرب منه ص لقربه من العدو، وفي غزوة أُحد لما انهزم المسلمون ثبت رسول الله ص إلى النهاية.
    أي شجاعة أعظم من شجاعة رسول الله ص لندع الغزوات والانتصار فيها، فقد فتح جزيرة العرب وقاد الجيوش، واحتمل الجوع والبرد والحر وقطع الطرق الوعرة والمسافات الشاسعة ولم ترهبه كثرة عدد العدو وسلاحه، لندع كل ذلك فإن هناك مواطن ومواقف تستلزم من الشجاعة ورباطة الجأش ما هو أعظم من مواطن القتال والنزال، ذلك أنه ص قام يدعو إلى الإسلام وحده، وينشر الدين وحده وبقي متمسكا بمبدئه لا يحيد عنه قيد أنملة متبعا الأوامر الإلهية مجتنبا النواهي بكل دقة، مجاهدا في سبيل الله ونصرة المبدأ، متحملا الإهانات والأذى والاضطهاد والهجرة وقتل الأصدقاء والأقارب والتمثيل بهم ولك ما يتصوره العقل البشري من ضروب الآلام والمشقات والمتاعب والمصاعب إلى أن فاز بالنصر المبين، فهل هناك شجاعة تعدل شجاعة رسول الله ص يقولون: إن الشجاعة صبر ساعة، وحياته ص من مبدأ رسالته إلى أن توفاه الله تعالى صبر متوال يستنفد شجاعة الشجعان وصبر الصابرين ولا يطيقه أحد من خلق الله، ومن ذا الذي يطيق أن يشغل عقله وجسمه وجميع مواهبه ليل نهار طول هذه السنين وأن يكون دائم الحركة دائم الفكر في تعليم الناس وتهذيبهم والقضاء بينهم وسياسة أمورهم وقيادة جيوشهم ووضع الخطط الحربية، وتوزيع الغنائم والنظر في شؤونهم الدينية من عبادات ومعاملات ومقابلة الوفود والتحدث إليهم إلى غير ذلك مما يطول بنا ذكره؟.
    إن هذا السفر مهما كثرت صفحاته لا يتّسع لذكرشمائل رسول الله ص بالتفصيل ويكفينا هذا القدر فإن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #255
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    معجزات رسول الله





    المعجزة هي الأمر الخالق للعادة المقرون بالتحدي، وسُميت معجزة لعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهي تدل على صدق من ظهرت على يديه، وشرط تسميتها معجزة أن تظهر على يد مدعي الرسالة على طبق دعواه.
    إن أكثر معجزات رسول الله متواترة رواها جمع وكانت تظهر في مواطن اجتماعهم وفي محافل المسلمين ومجتمع العساكر والجند ولم ينقل عن أحد من الصحابة مخالفته ولا إنكار من روى ذلك.
    معجزة القرآن

    من أعظم دلائل نبوته القرآن الكريم، فقد تحدى العرب بما فيه من الإعجاز ودعاهم إلى معارضته والإتيان بسورة من مثله فعجزوا عن الإتيان بشيء مثله مع أنه كان أميا وكانت قريش أهل البلاغة والفصاحة والشعر وكانوا يرتجلون الكلام البليغ في المحافل ارتجالا قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (الإسراء: 88)، ولم يقتصر إعجاز القرآن على نظمه وبلاغته بل تعداه إلى ما حواه من حكم وأخلاق ودين وتشريع وعلوم عقلية وأخبار عن الأمم الماضية وأخبار بالغيوب مع ما كان معروفا من حال النبي ص من أنه كان أميا لا يكتب ولا يقرأ، وقد اعترف أهل الفصاحة والبلاغة بأن القرآن ليس من كلام البشر ولم يقدر أحد على معارضته ومنهم عتبة بن ربيعة فإنه لما سمع القرآن من رسول الله رجع إلى قريش وقال: «والله لقد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ»، ومنهم الوليد بن المغيرة وكان المقدم في قريش بلاغة وفصاحة فإنه لما قرأ عليه رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90)، قال له: أعده فأعاده ذلك فقال: «والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر وإنه ليعلو ولا يُعلى»، فقالت قريش: قد صبأ الوليد والله لتصبأن قريش كلها، أما أنيس أخو أبي ذر الذي ناقض اثني عشر شاعرا في الجاهلية فإنه رجع بعدما سمع القرآن من رسول الله وقال: رأيت رجلا بمكة يزعم أن الله أرسله، فقال له أبو ذر: فما يقول الناس فيه؟ قال: يقولون شاعر، كاهن، ساحر، لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، وقد وضعت قوله على أنواع الشعر فلم يلتئم ولا يلتئم على لسان أحد، وإنه لصادق وإنهم لكاذبون، وقد أسلم ضماد بن ثعلبة الأسدي عندما سمع رسول الله يقول:
    «الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له»، وأسلم عمر بن الخطاب الذي كان من أشد الناس على رسول الله بعد أن قرأ القرآن في بيت أخته فاطمة بنت الخطاب، وقد تقدمت قصته، وأسلم كذلك الطفيل بن عمرو الدوسي وهو شاعر مشهور بعد أن تلا عليه رسول الله آيات من القرآن وقال: «والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه» وقد أوردنا قصة إسلامه فلتراجع في موضعها.
    ولما كان العرب أهل الفصاحة والبلاغة فقد كان المنصفون منهم يسلمون عند سماعهم القرآن من غير معارضة ولا مكابرة لأن الحق أحق أن يتبع، أما الذين في قلوبهم مرض فقد كانوا يبذلون كل جهد لمنع الناس من سماع رسول الله يتلو القرآن خشية أن يؤثر فيهم ويسلموا، وحكى أبو عبيدة أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (الحجر: 94)، فسجد وقال: «سجدت لفصاحة هذا الكلام»، وسمع أعرابي آخر رجلا يقرأ: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّا} (يوسف: 80)، فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام، هذا ومعجزة القرآن باقية ما بقيت الدنيا وسائر معجزات الأنبياء ذهبت للحين ولم يشاهدها إلا الحاضرون.
    وحكى الأصمعي أنه رأى جارية صغيرة السن بلغت خمس سنين أو ستا وهي تقول: أستغفر الله من ذنوبي كلها، قال الأصمعي: فقلت لها: ممّ تستغفرين وأنت صغيرة لم يجر عليك قلم؟ فقالت:
    أستغفر الله لذنبي كله ** قتلت إنسانا لغير حله
    مثل غزال ناعم في دَلِّه ** انتصف الليل ولم أصله
    فقلت لها: قاتلك الله ما أفصحك فقالت: أتعد هذا فصاحة بعد قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليَمّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص: 7).
    فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين: فالأمران: أن أرضعيه وألقيه، والنهيان: ولا تخافي ولا تحزني، والخبران: وأوحينا فإذا خفت وقيل الخبران والبشارتان، إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين فهو خبر من جهة وبشارة من جهة أخرى.
    وقد حاول بعضهم معارضة القرآن فجاء كلامه سخيفا مضحكا، فمن ذلك قول مسيلمة الكذاب وهو عربي صميم «يا ضفدع كم تنقّين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الماء تكدرين ولا الشرب تمنعين» ولما سمع قوله تعالى: {وَالنَّزِعَتِ غَرْقا} (النازعات: 1) قال: «والزارعات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والحافرات حفرا والثاردات ثردا واللاقمات لقما، لقد فضلت على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر.. الخ»، ومن كلامه: «ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج من بطنها نسمة تسعى من بين شراسيف وأحشا»، وقال بعضهم: «الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وثيل ومشفر طويل وإن ذلك من خلق ربنا لقليل»، وهذا كلام لا طعم له ولا حلاوة فيه، خال من المعنى، يمجه كل ذوق ولا يتمالك سامعه من الضحك، وقد أراد بعضهم معارضة سورة الإخلاص فأخفق واعترته رقة في قلبه فتاب، وحاول ابن المقفع المعارضة فلم يستطع واعترف بإعجاز القرآن، والقرآن كله قليله وكثيره معجز.
    وقد ورد في القرآن الإخبار بالمغيبات مما سبق ومما كان في وقت نزوله ومما سيقع بعد ذلك كقوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآء اللَّهُ ءامِنِينَ} (الفتح: 27)، وذلك قبل عام الحديبية وقوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الأرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الاْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} (الروم: 2 - 4)، وقال تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ} (التوبة: 33)، وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ} (الحجر: 9)، وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأرْضِ } (النور: 55) الآية، وقوله: {إِذَا جَآء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (النصر: 1) إلى آخرها، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة: 67)، فلما نزلت هذه الآية منع رسول الله أصحابه من حراسته، هذه الآية تدل على صحة نبوة رسول الله إذ كانت من أخبار الغيوب لأنه لم يصل إليه أحد بقتل ولا قهر ولا أسر على كثرة أعدائه، وقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (القمر: 45).
    نزلت هذه الآية بمكة والمسلمون مستضعفون فلم يدروا ما هذا الجمع الذي سيهزم ولا المراد من الآية فلما كان يوم بدر وكان بعد سبع سنين من نزولها، لبس رسول الله درعه وهو يقول: «سيُهزم الجميع ويولون الدبر»، قال عمر رضي الله عنه: فعلمت المراد منها حينئذ.
    وإني أنتهز هذه الفرصة فأنشر إلى العالم الإسلامي رأي عالم إنجليزي في رسول الله وهو مستر بوسورث سميث مؤلف كتاب (محمد والإسلام) آملا أن يتدبره القارىء بإمعان مع العلم أنه رجل مسيحيٌّ ولكنه منصف أبت عليه نفسه إلا تقرير الحقيقة بغض النظر عن أي اعتبار آخر، قال ما ترجمته:
    (إن المعجزة الخالدة التي ادعاها هي القرآن، والحقيقة أنها لذلك، وإذا قدرنا ظروف العصر الذي عاش فيه واحترام أتباعه له احتراما لا حدّ له، ووازنّاه بآباء الكنيسة أو بقديسي القرون الوسطى لتبين لنا أن أعظم ما هو معجز في محمد - رسول الله - أنه لم يدَّع القدرة على الإتيان بالمعجزات، وما قال شيئا إلا فعله وشاهده منه في الحال أتباعه، ولم ينسب إليه الصحابة معجزات لم يأتها أو أنكر صدورها منه، فأي برهان على إخلاصه أقطع من ذلك؟.
    وقد كان محمد يدعي إلى آخر حياته كما ادعى من مبدأ أمره أنه رسول الله حقا، وإني أعتقد أن الفلسفة العالية والمسيحية الصادقة ستعترف له بذلك يوما من الأيام».
    انشقاق القمر

    ومن معجزاته ص انشقاق القمر، وقد نطق به القرآن قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} (القمر: 1، 2).
    وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك منه في زمنه عليه الصلاة والسلام وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع.
    قال الفخر الرازي في «تفسيره»:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #256
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    والمفسرون بأسرهم على أن المراد أن القمر انشق وحصل فيه الانشقاق ودلت الأخبار على حديث الانشقاق.
    وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة، قالوا: سئل رسول الله ص آية الانشقاق بعينها معجزة فسأل ربه فشقه، وقال بعض المفسرين: المراد سينشق وهو بعيد ولا معنى له، لأن من منع ذلك وهو الفلسفي يمنعه في الماضي والمستقبل ومن يجوّزه لا حاجة به إلى التأويل، وإنما ذهب إليه الذاهب لأن الانشقاق أمر هائل، فلو وقع لعم وجه الأرض فكان ينبغي أن يبلغ حد التواتر، نقول: النبي ص لما كان يتحدى بالقرآن وكانوا يقولون إنا نأتي بأفصح ما يكون من الكلام وعجزوا عنه، فكان القرآن معجزة باقية إلى قيام القيامة لا يتمسك بمعجزة أخرى، فلم ينقله العلماء بحيث يبلغ حد التواتر، وأما المؤرخون فقد تركوه لأن التواريخ في أكثر الأمر يستعملها المنجم وهو لما وقع الأمر قالوا بأنه مثل خسوف القمر وظهور شيء في الجو على شكل نصف القمر في موضع آخر فتركوا حكايته في تواريخهم، والقرآن أدل دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشك فيه، وقد أخبر عنه الصادق الأمين فيجب اعتقاد وقوعه، وحديث امتناع الخرق والالتئام حديث اللئام وقد ثبت جواز الخرق والتخريب على السموات وذكرناه مرارا فلا نعيده.
    وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق على عهد نبيّكم.
    وقال الزمخشري في «تفسيره»:
    انشقاق القمر من آيات رسول الله ص ومعجزاته النيِّرة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الكفار سألوا رسول الله ص آية فانشق القمر مرتين، وكذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما، قال ابن عباس: انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت، وقال ابن مسعود: رأيت حراء بين فلقتي القمر، وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة، وقوله: {وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}، يرده وكفى به رادّا، وفي قراءة حذيفة: وقد انشق القمر، أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق، كما تقول أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه.
    وفي «تفسير الطبري»: وقوله: وانشق القمر يقول جل ثناؤه وانفلق القمر، وكان ذلك فيما ذكر على عهد رسول الله ص وهو بمكة قبل هجرته إلى المدينة وذلك أن كفار أهل مكة سألوه آية فأراهم ص انشقاق القمر حجة على صدق قوله وحقيقة نبوته فلما أراهم أعرضوا وكذبوا وقالوا: هذا سحر مستمر، سحرنا محمد فقال الله جل ثناؤه: {وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار وقال به أهل التأويل.
    وحدث أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله ص أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين، وعن عبد الله قال: انشق القمر ونحن مع رسول الله ص بمنى حتى ذهبت منه فرقة خلف الجبل، فقال رسول الله ص «اشهدوا»، وعن عبد الله أيضا قال: انشق القمر على عهد رسول الله ص فصار فرقتين فقال رسول الله ص لأبي بكر: «اشهد يا أبا بكر»، فقال المشركون: سحر القمر حتى انشق، قال القسطلاني شارح البخاري: وهذه معجزة من أمهات المعجزات الفائقة على معجزات سائر الأنبياء لأن معجزاتهم عليهم السلام لم تتجاوز الأرضيات.
    وكان انشقاق القمر قبل الهجرة بخمس سنين.
    فانشقاق القمر ثابت بنص القرآن، أما من قال بأن المراد أنه سينشق، فهو إما منكر للمعجزات حتى المذكورة في القرآن، وإما أنه لا يفهم اللغة العربية فقد قال تعالى: {وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُواْ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} (القمر: 2، 3)، لأن الكفار لما رأوا انشقاق القمر بعد أن سألوا رسول الله كابروا وقالوا: إنه سحر مستمر، ولو كانت الآية تدل على أن القمر سينشق لما كان هناك معنى قوله: وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر، والآية هي معجزة الانشقاق والذين أنكروها بعد رؤيتها هم كفار قريش، وكان ذلك دأبهم، وقد روى أحاديث الانشقاق أهلُ السنن كالبخاري ومسلم والإمام وأحمد والبيهقي وبقية أهل السنن وقد ذكرنا تفسير كبار المفسرين.
    قال الشيخ حمزة فتح الله رحمه الله في كتابه «باكورة الكلام في حقوق النساء في الإسلام»: - ومن ذلك يعلم أنه لا محذور في انشقاق القمر لسيدنا رسول الله ص وأن تأويل آيته بوضع المستقبل موضع الماضي لتحققه لا داعي إليه فضلا عن كونه خلاف الصحيح، وقد ذكرت الجرائد الأجنبية مقالة عربتها جريدة الإنسان العربية التي كانت تطبع بالآستانة العلية حاصلها: أنه عثر في ممالك الصين على بناء قديم مكتوب عليه أنه بني عام كذا، الذي وقع فيه حادث سماوي عظيم وهو انشقاق القمر نصفين فحرر الحساب فوافق سنة انشقاقه لسيدنا ومولانا رسول الله ص ـ اهـ.
    ومن المعجزات نبع الماء من بين الأصابع روى حديث نبع الماء من بين أصابعه جماعة من الصحابة منهم أنس وجابر وابن مسعود، وحدث ذلك يوم الحديبية وفي غزوة بواط أمام الجموع الكثيرة ولم ينكر هذا الحديث أحد من الصحابة.
    في «صحيح البخاري» عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «أتى النبي ص بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم»، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله ص وحانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله ص بوضوء، فوضع رسول الله ص يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم.(تكثير الطعام)
    ومن معجزاته تكثير الطعام ببركته ودعائه وقد حدث ذلك مرارا.
    [] (حنين الجذع)

    كان مسجد النبي مسقوفا على جذوع نخل فكان رسول الله إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر سمع لذلك الجذع صوت كصوت العشار، سمعه أهل المسجد حتى ارتج المسجد وكثر بكاء الناس لذلك، ما زال يحن حتى تصدع وانشق فنزل ص فالتزمه وحضنه فسكن، وحديث الجذع مشهور رواه من الصحابة بضعة عشر، منهم: أُبيّ بن كعب، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وسهل بن سعيد، وأبو سعيد الخدري، وبريرة، وأم سلمة، والمطلب بن أبي وداعة؛ كلهم حدَّث بمعنى هذا الحديث.
    وروى حديث الجذع البخاري عن جابر بن عبد الله.
    (إبراء المرضى وذوي العاهات)

    وقد ذكرنا أنه ردّ عين قتادة وتفل في عين عليّ يوم خيبر، وكان أرمدا فبرأ، الإسراء والمعراج، نسج العنكبوت في الغار، وما وقع لسراقة، ودعاؤه لعبد الرحمن بن عوف بالبركة فصار أغنى العرب، وكذا دعاؤه لثعلبة بالغنى، ودعاؤه لمعاوية بالتمكن في البلاد فنال الخلافة، ولسعد بن أبي وقاص أن يجيب الله دعوته فما دعا على أحد إلا استجيب له، وقال للنابغة: «لا يقضض الله فاك» فما سقطت له سن وعاش 120 سنة، وتسبيح الحصى في يده، وكان رجل يقال له بسر بن راعي العير يأكل بشماله، فقال له رسول الله ص «كُلْ بيمينك» قال: لا أستطيع، قال: «لا استطعت»، فما وصلت شماله بعد إلى فيه هذا قليل من كثير من معجزاته ص
    وفي ترجمة رافع بن عميرة أنه كان لصا في الجاهلية فدعاه الذئب إلى اللحوق برسول الله ص وهو في ضأن له، وقال رافع في ذلك:
    رعيت الضأن أحميها بكلبي ** من اللصت الخفي وكل ذيب
    ولما أن سمعت الذئب نادى ** يبشرني بأحمد من قريب
    سعيت إليه قد شمرت ثوبي ** على الساقين قاصده الركيب
    فألفيت النبي يقول قولا ** صدوقا ليس بالقول الكذوب
    فبشرني بقول الحق حتى ** تبينت الشريعة للمنيب
    وأبصرت الضياء يضيء حولي ** أمامي إن سعيت ومن جنوبي
    اللصت وهو اللص، وشهد رافع غزوة ذات السلاسل وصحب أبا بكر الصدّيق فيها وخبره مشهور.
    ومن معجزاته دعاؤه لعلي رضي الله عنه بذهاب الحر والبرد فلم يحس فيهما بعد، ولابن عباس بالفقه في الدين وعلم التأويل فصار بحرا، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فرزق مائة ولد، وعاش مائة عام، وصارت نخله تحمل في العام مرتين، وقال في عثمان: تصيبه بلوى عظيمة، فكان ما كان.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 64 من 69 الأولىالأولى ... 14546263646566 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. كيف تقدم السيرة الذاتية
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 05-27-2010, 06:33 AM
    2. t3lm: يدعى الجزء الأعلى من الشجرة بالتاج
      بواسطة هل تعلم في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 04:09 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1