الخليل بن موسى الباهلي
الخليل بن موسى الباهلي شيخ بصري من العلماء حدث عن سليمان التيمي وحميد ويونس والجريري وهشام ابن عروة وابن عون روى عنه هشام بن عمار وسليمان بن بنت شرحبيل ومحمد بن أبي السري وسويد بن سعيد قال أبوحاتم محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به قلت سكن دمشق وأخذ عنه أهلها
الرشيد الخليفة أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي استخلف بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي في سنة سبعين ومئة بعد الهادي روى عن أبيه وجده ومبارك بن فضالة روى عنه ابنه المأمون وغيره وكان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي وأمه أم ولد اسمها خيزران وكان أبيض طويلا جميلا وسيما إلى السمن ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة وله نظر جيد في الأدب والفقه قد وخطه الشيب أغزاه أبوه بلاد الروم وهو حدث في خلافته وكان مولده بالري في سنة ثمان وأربعين ومئة قيل إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة إلى أن مات ويتصدق بألف وكان يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام ويبكى على نفسه ولهوه وذنوبه لا سيما إذا وعظ وكان يحب المديح ويجيز الشعراء ويقول الشعر وقد دخل عليه مرة ابن السماك الواعظ فبالغ في إجلاله فقال تواضعك في شرفك أشرف من شرفك ثم وعظه فأبكاه ووعظه الفضيل مرة حتى شهق في بكائه ولما بلغه موت ابن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر وكان يقتفي آثار جده إلا في الحرص قال أبو معاوية الضرير ما ذكرت النبي بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي ورويت له حديثه وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل فبكى حتى أنتحب وعن خرزاذ العابد قال حدث أبو معاوية الرشيد بحديث احتج آدم وموسى فقال رجل شريف فأين لقيه فغضب الرشيد وقال النطع والسيف زنديق يطعن في الحديث فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول بادرة منه يا أمير المؤمنين حتى سكن وعن أبي معاوية الضرير قال صب على يدي بعد الأكل شخص لا أعرفه فقال الرشيد تدري من يصب عليك قلت لا قال أنا إجلالا للعلم وعن الأصمعي قال لي الرشيد وأمر لي بخمسة آلاف دينار وقرنا في الملأ وعلمنا في الخلاء سمعها أبو حاتم من الأصمعي قال الثعالبي في اللطائف قال الصولي خلف الرشيد مئة ألف ألف دينار وقال المسعودي في مروجه رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما فقال له يحيى البرمكي كان يختطف الروم الناس من الحرم وتدخل مراكبهم إلى الحجاز وعن إسحاق الموصلي أن الرشيد أجازه مرة بمئتي ألف درهم قال عبد الرزاق كنت مع الفضيل بمكة فمر هارون فقال الفضيل الناس يكرهون هذا وما في الأرض أعز علي منه لو مات لرأيت أمورا عظاما يحيى بن أبي طالب حدثنا عمار بن ليث الواسطي سمعت الفضيل بن عياض يقول ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره قال فكبر ذلك علينا فلما مات هارون وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم قال الجاحظ اجتمع للرشيد مالم يجتمع لغيره وزراؤه البرامكة وقاضيه القاضي أبو يوسف وشاعره مروان بن أبي حفصة ونديمه العباس بن محمد عم والده وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس ومغنيه إبراهيم الموصلي وزوجته زبيدة قيل إن هارون أعطى ابن عيينة مئة ألف درهم وأعطى مرة أبا بكر بن عياش ستة آلاف دينار ومحاسنه كثيرة وله أخبار شائعة في اللهو واللذات والغناء الله يسمح له قال ابن حزم أراه كان يشرب النبيذ المختلف فيه لا الخمر المتفق على حرمتها قال ثم جاهر جهارا قبيحا قلت حج غير مرة وله فتوحات ومواقف مشهودة ومنها فتح مدينة هرقلة ومات غازيا بخراسان وقبره بمدينة طوس عاش خمسا وأربعين سنة وصلى عليه ولده صالح توفي في ثالث جمادي الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومئة وزر له يحيى بن خالد مدة وأحسن إلى العلوية وحج سنة 173 وعزل عن خراسان جعفر بن أشعث بولده العباس بن جعفر وحج أيضا في العام الآتي وعقد بولاية العهد لولده الأمين صغيرا فكان أقبح وهن تم في الإسلام وأرضى الأمراء بأموال عظيمة وتحرك عليه بأرض الديلم يحيى بن عبد الله بن حسن الحسيني وعظم أمره وبادر إليه الرافضة فتنكد عيش الرشيد واغتنم وجهز له الفضل بن وزيره في خمسين ألفا فخارت قوى يحيى وطلب الأمان فأجابه ولاطفه ثم ظفر به وحبسه ثم تعلل ومات ويقال ناله من الرشيد أربع مئة ألف دينار وثار بالشام أبو الهندام المري واصطدمت قيس ويمن وقتل خلق فولى موسى بن يحيى البرمكي فجاء وأصلح بينهم وفي سنة 175 ولى خراسان الغطريف بن عطاء وولى مصر جعفرا البرمكي واشتد الحرب بين القيسية واليمانية بالشام ونشأ بينهم أحقاد وإحن إلى اليوم وافتتح العكسر مدينة دبسة وفي سنة 77 عزل جعفر عن مصر وولى أخوه الفضل خراسان مع سجستان والري وحج الرشيد وفي سنة ثمان هاجت الحوف بمصر فحاربهم نائب مصر إسحاق وأمده الرشيد بهرثمة بن أعين ثم وليها هرثمة ثم عزل بعبد الملك بن صالح العباسي وهاجت المغاربة فقتلوا أميرهم الفضل بن روح المهلبي فسار إليهم هزثمة فهذبهم وثار بالجزيرة الوليد بن طريف الخارجي وعظم وكثرت جيوشه وقتل إبراهيم بن خازم الأمير وأخذ إرمينية وعدل عن الخبر وغزا الفضل بجيش عظيم ما وراء النهر ومهد الممالك وكان بطلا شجاعا جوادا ربما وصل الواحد بألف ألف وولي بعده خراسان منصور الحميري وعظم الخطب بابن طريف ثم سار لحربه يزيد بن مزيد الشيباني وتحيل عليه حتى بيته وقتله ومزق جموعه وفي سنة 79 اعتمر الرشيد في رمضان واستمر على إحرامه إلى أن حج ماشيا من بطن مكة وتفاقم الأمر بين قيس ويمن بالشام وسالت الدماء واستوطن الرشيد في سنة ثمانية الرقة وعمر بها دار الخلافة وجاءت الزلزلة التي رمت رأس منارة الاسكندرية وخرجت المحمرة بجرجان وغزا الرشيد ووغل في أرض الروم فافتتح الصفصاف وبلغ جيشه أنقرة واستعفى يحيى وزيره وجاور سنة ووثبت الروم فسلموا ملكهم قسطنطين وملكوا أمه وفي 183 خرجت الخزر وكانت بنت ملكهم قد تزوج بها الفضل البرمكي فماتت ببرذعة فقيل قتلت غيلة فخرج الخاقان من باب الأبواب وأوقع بالأمة وسبوا أزيد من مئة ألف وتم على الإسلام أمر لم يسمع بمثله ثم سارت جيوش هارون فدفعوا الخزر وأغلقوا باب أرمينية الذي في الدربند وفي سنة 185 ظهر بعبادان أحمد بن عيسى بن زيد بن علي العلوي وبناحية البصرة وبويع ثم عجز وهرب وطال اختفاؤه أزيد من ستين عاما وثار بخراسان أبو الخصيب وتمكن فسار لحربه علي بن عيسى ابن ماهان فالتقوا بنسا فقتل أبو الخصيب وتمزقت عساكره وحج سنة ست وثمانين الرشيد بولديه الأمين والمأمون وأغنى أهل الحرمين وفي سنة سبع قتل الرشيد جعفر بن يحيى البرمكي وسجن أباه وأقاربه بعد أن كانوا قد بلغوا رتبة لا مزيد عليها وفيها أنتقض الصلح مع الروم وملكوا عليهم نقفور فيقال إنه من ذرية جفنة الغساني وبعث يتهدد الرشيد فاستشاط غضبا وسار في جيوشه حتى نازله هرقلة وذلت الروم وكانت غزوة مشهودة وفي سنة ثمان كانت الملحمة العظمى وقتل من الروم عدد كثير وجرح النقفور ثلاث جراحات وتم الفداء حتى لم يبق في أيدي الروم أسير وفي سنة تسعين خلع الطاعة رافع بن الليث وغلب على سمرقند وهزم عسكر الرشيد وفيها غزا الروم في مئة ألف فارس وافتتح هرقلة وبعث إليه نقفور بالجزية ثلاث مئة ألف دينار وفي سنة 191 عزل والي خراسان ابن ماهان بهرثمة بن أعين وصادر الرشيد ابن ماهان فأدى ثمانين ألف ألف درهم وكان عاتيا متمردا عسوفا وفيها أول ظهور الخرمية بأذربيجان وسار الرشيد في سنة اثنتين إلى جرجان ليهذب خراسان فنزل به الموت في سنة ثلاث
وخلف عدة أولاد فمنهم تسعة بنين اسمهم محمد أجلهم الأمين والمعتصم وأبو عيسى الذي كان مليح زمانه ببغداد وله نظم حسن مات سنة تسع ومئتين وأبو أيوب وله نظم رائق وأبو أحمد كان ظريفا نديما شاعرا طال عمره إلى أن مات في رمضان سنة أربع وخمسين ومئتين وأبو علي توفي سنة 231 وأبو العباس وكان بليدا مغفلا دمنوه مدة في قول أعظم الله أجركم فذهب ليعزي فأرتج عليه وقال ما فعل فلان قالوا مات قال جيد وإيش فعلتم به قالوا دفناه قال جيد وأبو يعقوب وتوفي سنة 223 وتاسعهم أبو سليمان ذكره ابن جرير الطبري
السفياني
السفياني الأمير أبو الحسن علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي ويعرف بأبي العميطر كان سيد قومه وشيخهم في زمانه بويع بالخلافة بدمشق زمن الأمين وغلب على دمشق في أول سنة ست وتسعين وكان من أبناء الثمانين وداره غربي الرحبة كانت حكى عن المهدي وابن علاثة روى عنه أبو مسهر قال الهيثم بن مروان سمعت أبا مسهر يقول سمعت شيخا من قريش أثق به يقول سأل المهدي ابن علاثة لم رددت شهادة ابن إسحاق قال لأنه كان لا يرى جمعة ولا جماعة فسألت أبا مسهر من الشيخ قال علي بن عبد الله وقال الزبير كانت أم أبي العميطر هي نفيسة بنت عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب فقيل كان يفتخر ويقول أنا ابن شيخي صفين وقيل إنه سألهم مرة ما كنية الحرذون قلنا لا ندري قال أبو العميطر فلقبناه به فكان يغضب وروى أبو زرعة النصري عن أبيه قال كان أبو العميطر يفتخر يقول أنا ابن العير وابن النفير وأنا ابن شيخي صفين ثم ينتسب وقيل كان يسكن المزة فخرج بها وهو ابن تسعين سنة ابن جوصا حدثنا موسى بن عامر سمعت الوليد بن مسلم غير مرة لو لم يبق من سنة خمس وتسعين ومئة إلا يوم لخرج السفياني قال موسى فخرج أبو العميطر فيها وروى هشام بن عمار نحوه عن الوليد قال الميموني قال أحمد بن حنبل للهيثم بن خارجة كيف كان مخرج السفياني بدمشق أيام ابن زبيدة بعد سليمان بن أبي جعفر فوصفه بهيئة جميلة وعزلة للشر ثم ظلم وأرادوه على الخروج مرارا فأبى فحفر له خطاب بن وجه الفلس سربا ثم دخلوه في الليل ونادوه اخرج فقد آن لك قال هذا شيطان ثم في ثاني ليلة وقع في نفسه وخرج فقال أحمد أفسدوه وقيل ولي سليمان بن أبي جعفر دمشق عقيب فتنة وعصبية بين العرب وكانوا بنو أمية يروون في أبي العميطر الروايات وأن فيه العلامات وأن كلبا أنصاره فمالوا إليه وتوددهم وخافوا محمد بن صالح بن بيهس فاندسوا إلى سليمان وكثروا على ابن بيهس فحبسه فتمكنوا ووثبوا وأحاطوا بسليمان وهو في قصر الحجاج فبعث إلى ابن بيهس وهو في حبسه بالقصر فخرج به وهربا على البرية ولما خرج علي في اليمانية تتبعوا القيسية وحرقوا دورهم وقتلوا في بني سليم وتابعه أهل الغوطة وحمص وحلب والسواحل وهربت قيس وكان الحرس ينادون على السور يا علي يا مختار يا من اختاره الجبار على بني العباس الأشرار وجرت له أمور ثم هرب وخلع نفسه واختفى ومات
السيناني
السيناني ع هو الأمام الحافظ الثبت أبو عبد الله الفضل بن موسى المروزي وسينان قرية من أعمال مرو مولده في سنة خمس عشرة ومئة فهو أسن من ابن المبارك وعاش بعده مدة رحل وسمع من هشام بن عروة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبيد الله بن عمر وخثيم بن عراك ومحمد بن عمرو بن علقمة وحسين المعلم ومعمر بن راشد وطبقتهم حدث عنه علي بن حجر وإسحاق بن راهويه ويحيى بن أكثم وأبو عمار الحسين بن حريث وعلي بن خشرم ومحمود بن غيلان ومحمود بن آدم وآخرون قال أبو نعيم الملائي هو أثبت من عبد الله بن المبارك وقال وكيع ثقة صاحب سنة أعرفه أحمد بن علي الأبار حدثنا علي بن خشرم حدثنا الفضل بن موسى قال كان علينا عامل بمرو وكان نساء فقال اشتروا لي غلاما وسموه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه ثم قال ما سميتموه قالوا واقد قال فهلا أسما لا أنساه أبدا أو قال فهذا اسم ما أنساه أبدا وقال قم يا فرقد قال الحسين بن حريث سمعت السيناني يقول طلب الحديث حرفة المفاليس ما رأيت أذل من أصحاب الحديث وقال إسحاق بن راهويه كتبت العالم فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من هذين الرجلين الفضل بن موسى ويحيى بن يحيى التميمي قال محمد بن حمدويه المروزي مات الفضل السيناني ليلة دخل هرثمة بن أعين واليا على خراسان في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومئة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى السيناني أخبرنا الجعيد عن عائشة بنت سعد قالت سمعت سعدا يقول قال رسول الله لا يكيد أهل المدينة أحد بسوء إلا انماع كما ينماع الملح في الماء هذا حديث صحيح غريب ولم يخرجه أحد من أرباب الكتب الستة سوى البخاري فرواه عن الثقة عن السيناني فوقع لنا بدلا عاليا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)