إني أصادف مثل يوم بدالة ** ولقاء مثل غداة أمس بعيد البدائع: بالفتح وياء. موضع في. قول كثير:
بكى سائب لما رأى رمل عالج ** أتى دونه والهضب هضب متالع
بكى إنه سهل الدموع كما بكى ** عشية جاوزنا بحارا البدائع
بدبد: بالفتح والتكرير. ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي قال. كثير:
إذا أصبحت بالجلس في أهل قرية ** وأصبح أهلي بين شطب فبدبد وقال قيس بن زهير يخاطب عروة بن الورد:
أذنب علينا شتم عروة حاله ** بقرة أحساء يوما ببدبد
رأيتك الأفا بيوت معاشر ** تزال يد في فضل قعب ومرفد بدخكث: بالضم ثم الفتح وخاء معجمة ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة. من قرى اسفيجاب أو الشاش. منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة البدخكثي قتل شهيدا في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
بدر: بالفتح ثم السكون. قال الزجاج بدر أصله الامتلاء. يقال غلام: بدر إذا كان ممتلئا شابا لحما وعين بدرة: ويقال قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إليه إذا سبق وهو غير خارج عن الأصل لأن معناه استعمل غاية قوته وقدرته على السرعة أي استعمل ملء طاقته وسمي بيدر الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام، ويقال بدرت من فلان بادرة أي سبقت فعلة عند حدة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع وقوله تعالى: ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا النساء: 6، أي مسابقة لكبرهم وسس القمر ليلة الأربعة عشر بدرا لتمامه وعظمه. وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بكار: قريش بن الحارث بن يخلد، ويقال مخلد بن النضر بن كنانة به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قتل من قتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لاتفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يحب أن يبكي على بنيه. قال: فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل فقال: لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحيب وقد بكت قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق فلما رجع الغلام إليه قال: إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته. فقال حينئذ:
أتبكي أن يضل لها بعير ** ويمنعها من النوم السهود
فلا تبكي على بكر ولكن ** على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص ** ومخزوم ورهط أبي الوليد
وبكي إن بكيت على عقيل ** وبكي حارثا أسد الأسود
وبكيهم ولا تسمى جميعا ** وما لأبي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال ** ولولا يوم بدر لم يسودوا
وبين بدر والمدينة سبعة برد بريد بذات الجيش وبريد عبود وبريد المرغة وبريد المنصرف وبريد ذات أجذال وبريد المغلاة وبريد الأثيل ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام. ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها. وفي كتاب الفيصل أنه لم يشهد بدرأ، وقال ابن الكلبي شهد بدرا والعقبة وولاه علي الكوفة حين سار إلى صفين. وبدر جبل في بلاد باهلة بن أعصر وهناك أرمام الجبل المعروف وأحد جبلين يقال لهما بدران في أرض بين الحريش و اسم الحريش معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وبدر أيضا مخلاف باليمن وهو غير الأول.
بدس: بالفتح وتشديد ثانية وفتحه وبدس. من قرى اليمن.
بدلان: بوزن قطران ويقال بدلان. موضع في قول امرىء القيس:
لمن طلل أبصرته فشجاني ** كخط زبور أو عسيب يمان
ديار لهند والرباب وفرتنا ** ليالينا بالنعف من بدلان
ليالي يدعوني الهوى فأجيبه ** وأعين من أهوى إلي روان
بدليس: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة ولا أعلم نظيرا لهذا الوزن في كلام العرب غير وهبيل اسم بطن من النخع، وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز. بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة وتفاحها يضرب به المثل في الجودة والكثرة والرخص ويحمل إلى بلدان كثيرة وطولها خمس وستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى الى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص ومات بها سنة 26 للهجرة، وفي بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف.
بدليس قد جددت لي صبوة ** بعد التقى والنسك والسمت
هتكت ستري في هوى شادن ** وما تحرجت ولا خفت
وكنت مطويا على عفة ** مظنونة يمشي بها وقتي
وإن تحاسبنا فقولي لنا ** من أنت يا بدليس من أنت
وأين ذا الشخص النفيس الذي ** يزيد في الوصف على النعت
من طبعك الجافي ومن أهله ** قد صرت بغداد على بخت بدن: بالتحريك. لهيم البدن يذكر في اللام.
بدن: بالضم. موضع في أشعار بني فزارة عن نصر.
ب***ان: بفتح الواو وتاء فوقها نقطتان وألف ونون بلفظ التثنية. دارة ب***ين لبني ربيعة بن عقيل وهما هضبتان بينهما ماء.
بدوة: واحدة الذي قبله. جبل بنجد لبني العجلان. قال عامر بن الطفيل: يرثي ابن أخيه عبد عمرو بن حنظلة بن طفيل:
وهل داع فيسمع عبد عمرو ** لأخرى الخيل تصرعها الرماح
فلا وأبيك لا أنسى خليلي ** ببدوة ما تحركت الرياح
وكنت صفي نفسي دون قومي ** وودي دون حامله السلاح
وقال تميم بن أبي بن مقبل:
هل أنت محيي الربع أم أنت سائله ** بحيث أفاضت في الركاء مسائله
وكيف تحيي الربع قد بان أهله ** فلم يبق إلا أسه وجنادله
وقد قلت من فرط الأسى إذ رأيته ** وأسبل دمعي مستهلا أوائله
ألا يا لقومي للديار ببدوة ** وأني مراح المرء والشيب شامله بدهة: ناحية بالسند وقد كتبت بالنون مشروحة وأنا شاك فيها فليحقق.
بديانا: بعد الدال ياء وألف ونون. من قرى نسف. ينسب إليها بديانوى. منها أبو سلمة البديانوي الزاهد له كلام في الرقائق.
بديع: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة. قال الحازمي: بديع. اسم بناء عظيم للمتوكل بسر من رأى، وقال السكوني: بديع ماء عليه نخل وعيون جارية بقرب وادي القرى، وقال الحازمي: أوله ياء وسنذكره في موضعه.
البديعة: بزيادة هاء. ماءة بحسمي وحسمي جبل بالشام.
بدين: تصغير بدن. اسم ماء.
البدية: بالفتح ثم الكسر وياء مشددة. ماء على مرحلتين من حلب بينها ويين سلمية. قال أبو الطيب.
وأمست بالبدية شفرتاه ** وأمسى خلف قائمه الحيار البدي: قال أبو زياد كل ما كان في الجاهلية من الركي ينسب عاديا وأما ما حفر منذ كان الإسلام محدثا جديد الأرض فإنه ينسب إسلاميا واحدته البدي وجماعته البديان. واد لبني عامر بنجد. والبدي أيضا قرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضى. قال لبيد:
غلب تشذر بالذحول كأنها ** جن البدي رواسيا أقدامها وقيل البدي في هذا البيت البادية. وقد ذكر لبيد البدي في شعر آخر له. فقال:
جعلن جراح القرنتين وعالجا ** يمينا ونكبن البدي شمائلا فهذا موضع بعينه. ويقويه قول امرىء القيس:
أصاب قطاتين فسال لواهما ** فوادي البدي فانتحي للاريض باب الباء والذال وما يليهما
بذان: بالكسر والنون. ناحية من أعمال الأهواز.
البذان: بالفتح وتشديد الذال تثنية البذ المذكور بعد هذا، وقد يجيء في الشعر هكذا. قال أبو تمام:
كأن بابك بالبذين بعدهم ** نؤي أقام خلاف الحي أو وتد بذخشان: بفتحتين والخاء معجمة ساكنة وشين معجمة محركة وألف ونون والعامة يسمونها بلخشان باللام وهو الموضع الذي فيه معدن البلخش المقاوم للياقوت وهو فيما حدثني من شاهده عروق في جبلهم يكثر لكن الجيد منه قليل رأيت مع هذا المخبر منه مخلاة ملأى لا ينتفع به وفي جبلهم هذا أيضا معدن اللازورد الذي يزوق ويعمل منه فصوص الخواتم ومن هذا الموضع يدخل التجار أرض التبت. وبذخشان بلدة في أعلا طخارستان متاخمة لبلاد الترك بينها وبين بلخ ما حكاه البشاري والأصطخري ثلاث عشرة مرحلة ومثلها بينها وبين ترمذ وبها رباط بنته زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين زوجة الرشيد وبها حصن عجيب من بنائها قل مارأى الناس مثله وفيها أيضا معدن البجادي حجر كالياقوت غير البلخش والبلور الخالص كل ذلك عروق في جبالها وفيها أيضا حجر الفتيلة وهو شيء يشبه البردي والعامة تظنه ريش طائر يقال له الطلق لا تحرقه بالنار يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما تقد الفتيلة فإذا اشتعل الدهن بقي على ما كان لم يتغير شيء من صفته وكذلك أبدا كلما وضع في الدهن واشتعل وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه وينسج منه مناديل غلاظ للجوان فإذا اتسخت وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن لم يكن بها درن قط وهناك حجر يجعل في البيت المظلم فيضيء شيئا يسيرا كل ذلك ذكره البشاري.
بذخش: هي التي قبلها بعينها، وقد نسب إليها بهذا اللفظ أبو إسحاق إبراهيم بن هارون البذخشي البنخي حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير روى عنه علي بن سعيد بن سنان قاله يحيى بن مندة.
بذ: بتشديد الذال المعجمة. كورة بين أذربيجان وأران بها كان مخرج بابك الخرمي في أيام المعتصم. قال الحسين بن الضحاك:
لم يدع بالبذ من ساكنه ** غير أمثال كأمثال إرم وقال أبو تمام:
فالبذ أغبر دارس الأطلال ** ليد الردى أكل من الآكال وقال أيضا:
وكم خيل بالبذ منهم هددته ** وغاو غوى حلمته لو تحلما وقال البحتري:
لله درك يوم بابك فارسا ** بطلا لأبواب الحتوف قروعا
حتى ظفرت ببذهم فتركته ** للذل جانبه وكان منيعا وقال مسعر الشاعر بالبذ موضع تكسيره ثلانة أجربة يقال: إن فيه موقف رجل لا يقوم فيه أحد يدعوا الله إلا استجيب له وفيه تعقد أعلام المحمرة المعروفين بالخرمية، ومنه خرج بابك وفيه يتوقعون المهدي وتحته نهر عظيم إن اغتسل فيه صاحب الحميات العتيقة قلعها وإلى جانبه نهر الرس وبها رمان عجيب ليس في جميع الدنيا مثله وبها تين عجيب وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا شمس عندهم لكثرة الضباب ولم تصح السماء عندهم قط وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على الماء ويسمن النساء إذا شربنه مع الفتيت.
بذر: بفتح الذال وراء بوزن فئل وهو وزن عزيز لم تستعمل العرب منه في الأسماء إلا عشرة ألفاظ وهي بذر موضع وبقم للخشب الذي يصبغ به وشلم اسم للبيت المقدس وعثر موضع باليمن وخضم اسم موضع واسم العنبر بن عمرو بن تميم وخود اسم موضع وشمر اسم فرس واسم قبيلة من طيء ونطح اسم موضع أيضا. فأما بذر فهو من التبذير وهو التفريق وهو اسم بئر فلعل ماءها قد كان يخرج متفرقا من غير مكان وهي. بئر بمكة لبني عبد الدار قال الشاعر:
سقى الله أمواها عرفت مكانها ** جرابا وملكوما وبذر والغمر
وذكر أبو عبيدة في كتاب الآبار: وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي البئر التي عند خطم الخندمه جبل على فم شعب أبي طالب، وقال حين حفرها.
أنبطت بذرا بماء قلاس ** جعلت ماءها بلاغا للناس
البذرمان: الذال ساكنة والراء مفتوحة قرية كبيرة في غربي نيل الصعيد.
بذش: بالتحريك وشين معجمة. قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس منها الامام أبو محمد نوح بن حبيب البذشي يروي عن أبي بكر بن عياش مات في رجب سنة 242. وعلي بن محمد بن حاتم البذشي روى عن أبي زرعة الرازي سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري.
بذقون: بالتحريك وضم القاف. كورة بمصر لها ذكر في الفتوح وهي من كورة الجوف الغربي.
بذندون: بفتحتين وسكون النون ودال مهملة وواو ساكنة ونون قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس ودفن بها ولطرسوس باب يقال له باب بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هارون كان خرج غازيا فأدركته وفاته هناك وذلك في سنة 218.
بذيحون: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وخاء معجمة. من قرى بخارى ينسب إليها أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المكتب البذيخوني.
بذيس: السين مهملة. من قرى مرو. منها أبو عبد الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد البذيسي إمام مسجد الصاغة بمرو وتوفي في شعبان سنة 533.
[عدل] باب الباء والراء وما يليهما
بران: بالفتح وألف وهمزة وألف أخرى ونون قرية من نواحي أصبهان منها أبو بكر ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البرآاني والجار أيضا من قرى أصبهان.
البرابي: بالفتح وبعد الألف باء أخرى. وهو جمع بربا كلمة قبطتة وأظنه إسما لموضع العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر قيل لما فرغت دلوكة ملكة مصر بعد فرعون من بناء حائطها كما ذكرته في حائط العجوز كانت بمصر عجوز يقال لها تدورة ساحرة وكان السحرة يقدمونها في العلم والسحر فبعثت إليها دلوكة الملكة وقالت إنا قد احتجنا إلى سحرك وفزعنا إليك في شيء تصنعيه يكون حرزا لبلدنا ممن يرومه من الملوك إذ كنا بغير رجال فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت البربا بنته بحجارة في وسط مدينة منف وجعلت له أربعة أبواب إلى أربع جهات وصورت فيه الخيل والبغال والحمير والسفن والرجال وقالت قد عملت شيئا يهلك به كل من أراد البلد بسوء وهو يغنيكم عن الحصون والسلاح ويقطع عنكم مؤونة من أتاكم من أي جهة كان فإنهم إن كانوا من البر راكبين خيلا أو بغالا أو حميرا أو إبلا أو كانوا رجالة أو كانوا في السفن تحركت الصور التي تشاكلهم وأومأت إلى الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم مثل ذلك في أنفسهم على ما تفعلونه بالصور، ولما بلغ الملوك الذين حولهم أن أمرهم قد صار إلى النساء طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم فلما قربوا منهم تحركت تلك الصور التي في البرابي وأومأت إلى الجهات التي كان منها من يريدهم فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون رؤوس الدواب وسوقها وأقفاءها وعيونها وبقروا بطونها وفعلوا بالرجال أيضا ذلك فلم يفعلوا بتلك الصور شيئا إلا نال مثله القاصدين لهم فلما تسامعت الأمم بذلك تركوا قصدهم والتعرض لهم. قلت وبيوت هذه البرابي في عدة مواضع من صعيد مصر في إخميم وأنصنا وغيرهما باقية إلى الآن والصور الثابتة في الحجارة موجودة وهذه القصة المذكورة قل أن يخلو منها كتاب في أخبار مصر فلذلك ذكرت وإن كانت بالخرافة أشبه وقد ذكر في إخميم ما فيها من ذلك و الله أعلم.
براثا: بالثاء المثلثة والقصر. محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره وكذلك المحلة لم يبق لها أثر فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده وحبسهم وهدمه حتى سوى به الأرض وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه وكتب في صدره اسم الراضي ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن، وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية وقيل بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا، وينسب إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه فمرت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربيت في القصور فنظرت الى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فجاءت إلى أبي شعيب وقالت أريد أن أكون لك خادمة فقال لها إن أردت ذلك فتعري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت فتجردت عن كل ماتملكه ولبست لبسة النساك وحضرته فتزوجها. فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك لأني سمعتك تقول أن الأرض تقول: يا ابن آدم تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني فرماها أبو شعيب ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة وتوفيا على ذلك، وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله وهو ما قال حليم بن جحفر كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد وكان يسكن براثا وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبة في بيت واحد قال فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تجلى عليها فقال: إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت أليس يقال في الحديث أن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيي وبينك سترا وأنت غدا في بطني قال قلت نعم قالت فاخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها فقمت والله وأخرجتها. قلت وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه، ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير وكان صديقا لبشر بن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته قال أبو محمد الزهري سمعت إبراهيم الحربي يقول والك يقع على أحد شيء من السماء ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصلة ونحوها روى الحديث عن هاشم بن بشير روى عنه ابنه أبو العباس، وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي سمع علي بن الجعد وعبد الله بن عون الخراز وكامل بن طلحة ويحيى الحماني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد وسجادة وأبا محمد بن خالد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم وهو ثقة مأمون قاله الدارقطني، وقال ابن قانع مات في سنة 300 وقيل سنة 302، وجعفر بن محمد بن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي مروزى الأصل حدث عن أبي عمر حفص الربالي ومحمد بن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي الحارث وزيد بن إسماعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم بن هانىء النيسابوري. روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافا بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النوشري وعبد الله بن عثمان الصفار وكان ثقة مات في سلخ جمادى الاخرة سنة 325 قاله ابن قانع، وبراثا أيضا قال أبو بكر الحافظ. قرية من سواد نهر الملك. منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو بكر البراثي براثا نهر الملك يعرف بأبي الرجال سمع بالبصرة من علي بن محمد بن موسى التمار البصري سمع منه أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير التعبد ومات سنة 430.
برارجان: بالفتح وبعد الألف راء أخرى وجيم وألف ونون. معناه بالفارسية روح الأخ وربما قيل برارقان بالقاف. وهي سكة كبيرة بأعلى الماجان من مرو كان فيها جماعة من العلماء. منهم أبومحمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة البرارجاني كان إماما حافظا عارفا بالحديث وأبوه أيضا من مشاهير المحدثين توفي القاسم سنة 292.
براز الروز: بالراء ثم ألف ولام وراء مضمومة وواو ساكنة وزاي. من طساسيج السواد ببغداد من الجانب الشرقي من أستان شاذقباذ وكان للمعتضد به أبنية جليلة.
براش: الشين معجمة. حصن باليمن من نواحي أبين لابن العليم. وبراش أيضا حصن مطل على مدينة صنعاءعلى جبل نقم..
براعيم: جمع برعوم وهو الزهر قبل أن ينفتح وكذلك البرعم. قال أبو بكر براعيم الجبال شماريخها قيل: هو جبل في شعر ابن مقبل، وقيل: هو أعلام صغار قريبة من أبان الأسود في شعر ذي الرمة حيث. قال:
بئس المناخ رفيغ عند أخبية ** مثل الكلى عند أطراف البراعيم برافيل: أمواه تقرب من البحر الواحدة برغيل.
براقش: بالقاف والشين المعجمة، والبرقشة اختلاف اللون والبرقشة التفرق تركت البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كل لون وتبرقش الرجل أي تزين بألوان مختلفة. قال الأصمعي: عن أبي عمرو بن العلاء في قول عمرو بن معدي كرب:
ينادي من براقش أو معين ** فأسمع فاتلألب بنا مليع براقش ومعين حصنان باليمن كان بعض التبابعة أمر ببناء سلحين فبيني في ثمانين عاما بني براقش ومعين بغسالة أيدي صناع سلحين. قال: ولا ترى لسلحين أثرا وهاتان قائمتان، وقال الجعدي:
تستن بالضرو من براقش أو ** هيلان أو يانع من العتم يصف بقرا تستن بالشوك- والضرو- شجر يستاك به - والعتم- شجر الزيتون، وقال فروة بن مسيك المرادي:
أحل بحاجر جدي غطيف ** معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلى ** وأنعم إخوتي وبني أبينا وفيهما يقول علقمة:
وهل أسوى براقش حين أسوى ** ببلقعة ومنبسط أنيق
وحلوا من معين يوم حلوا ** لعزهم لدى الفج العميق ذكر البراق البراق جمع برقة وقد مر ذكره في أبراق براق بدر: ذكرها كثير. فقال:
فقلت وقد جعلن براق بدر ** يمينا والعنابة عن شمال براق جبابراق: موضع بالجزيرة قتل عنده عمير بن ا الحباب السلمي. وجبابراق أيضأ موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر.
براق التين: بلفظ التين من الفواكه. جبل.قال أبو محمد الخدامي:
ترعى إلى جد لها مكين ** أكناف خؤ فبراق التين براق ثخر: قرب وادي القرى. قال عبد الله بن سلمة:
ولم أر مثل بنت أبي وفاء ** غداة براق ثخر أو أجوب براق حورة: بفتح الحاء المهملة والراء. موضع من ناحية القبلية. قال الأحوص:
فذو السرح أقوى فالبراق كأنها ** بحورة لم يحلل بهن عريب براق خبت: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء وتاء فوقها نقطتان. وخبت صحراء بين مكة والمدينة وقيل خبت ماء: لبني كلب. قال بشر:
فأودية الفوى فبراق خبت ** عفتها العاصفات من الرياح وقال أيضا:
أتعرف من هنيدة رسم دار ** بأعلى ذروة وإلى لواها
ومنها منزل ببراق خبت ** عفت حقبا وغيرها بلاها براق الخيل: بلفظ الخيل التي تركب. اسم موضع قرب راكس. قال ضبعان بن عباد النميري:
أل حبذا البرق اليماني وحبذا ** جنوب أتانا بالغبيط نسيمها
أتتنا بريح من خزامى غريبة ** تمتع بيتا فاسمكبن عميمها
هي المسك أوأشهى من المسك نشوة ** إذا هي شمت لو ينال شميمها
بدور براق الخيل أو بطن راكس ** سقاها بجود بعد عقر غيومها براق سلمى: قال المفضل النكري:
صبحنا عامرا ببراق سلمى ** طعانا مثل أفواه المزاد براق غضور: بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المعجمة. موضع كان فيه يوم من أيام العرب.
براق غول: بفتح الغين وسكون الواو ولام. قال بعضهم:
فربا السلو طح فالكثيب فعاقل ** فبراق غول فاللوى المتحلل براق اللوى: اللوى منقطع الرمل وقد ذكر في موضعه.
غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت ** براق اللوى من أهلها قد تخلت براق لوى سعيد: قال الطرماخ:
بأبرق من براق لوى سعيد ** تأزر وارتدى بالأقحوان براق النعاف: بكسر النون. قال المرقش الأكبر:
لمن الظغن بالضحى طافيات ** شبهها الدوم أو خلايا سفين
جاعلات بطن الضباع شمالا ** وبراق النعاف ذات اليمين البراق: مضاف إليها ذات. في بلاد كلاب. قال حكيم بن عياش:
فهل تبلغنيها على نأي دارها ** بذات البراق اليغملات العرامس البراق: يضاف إليها ذو. قال حميد:
أربت رياح الأخرجين عليهما ** ومستجلب من ذي البراق غريب براق: بالضم. من قرى حلب بينهما نحو فرسخ. حدثني غير واحد من أهل حلب أن بها معبدا يقصده المرضى والزمنى فيبيتون فيه فيرى المريض من يقول له شفاؤك في كذا وكذا أو يرى شخصا كمسح بيده على مرضه فيبرأ وهذا مستفاض في أهل حلب و الله أعلم، ولعل الاخطل إياه عنى بقوله:
وماء تصبح القلصات منه ** كخمر براق قد فرط الأجونا براق: بالفتح وتشديد الراء. جبل بين سميراء والحاجر وعنده المشرق كذا قالوا: براقة: قرية عن يمين بلاد من أرض اليمامة.
براكد: بالفتح والتخفيف وفتح الكاف. من قرى بخارى. منها أبو العباس الفضل بن محمد بن سون البراكدي يروي عن بحير بن النضر.
برام: يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر. قال نصر. جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من ناحية البقيع. وقيل هو على عشرين فرسخا من المدينة وذكر الزبير أودية العقيق فقال ثم قلعة برام. وفيها يقول المحرق المزني وهو ابن أخت معن بن أوس المزني:
وإني لأهوى من هوى بعض أهله ** براما وأجزاعا بهن برام وكان أوس بن حارثة بن لام الطائي قد أغار على هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا فقصده أبو براء عامربن مالك فيهم فأطلقهم له وكساهم. فقال أبو براء.
ألم ترني رحلت العيس يوما ** الى أوس بن حارثة بن لام
إلى ضخم الدسيعة مذحجي ** نماه من جديلة خير نام
وفي أسرى هوازن أدركتهم ** فوارس طيىء بلوى برام
تقرب ما استطاع أبو بجير ** وفك القوم من قبل الكلام
فما أوس بن حارثة بن لام ** بغمر في الحروب ولا كهام وكان عبد الله بن الزبير قد نفا من المدينة من كان بها من بني أمية وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن ضبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحن إلى أوطانه. فقال أشعارا بتشوقه. منها:
ليت شعري وأين مني ليت ** أعلى العهد يلبن فبرام
أم كعهدي العقيق أم غيرته ** بعدي الحادثات والأيام
وبقومي بدلت لخما وعكا ** وجذاما وأين مني جذام
وتبدلت من مساكن قومي ** والقصور التي بها الآطام
كل قصرمشيد ذي أواسي ** يتغنى عن ذراه الحمام
أقرمني السلام إن جئت قومي ** وقليل لهم لدي السلام
أقطع الليل كله باكتئاب ** وزفير فما أكاد أنام
نحو قومي إذ فرقت بيننا الدا ** ر وحادت عن قصدها الأحلام
خشية أن يصيبهم عنت الده وحرب يشيب فيها الغلام
ولقد حان أن يكون لهذا ال ** بعد عنا تباعد وانصرام فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبير فقال حن أبو قطيفة ألا من رآه فليبلغه عني أني قد أمنته فليرجع فرجع فمات قبل أن يبلغ المدينة.
البرامكة: كأنه نسبة إلى ال برمك الوزراء كالمهالبة والمرازبة. اسم محلة ببغداد وقرية قال أبو سعد. منها أبوحفص عمربن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي سمع أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وإسماعيل الخطبي وغيرهما روى عنه ابنه علي وكان ثقة صالحا مات في جمادى الأولى سنة 389، وأبو إسحاق إبراهيم بن عصر بن أحمد البرمكي البغدادي. قال أبو سعد كان أسلافه يسكنون محلة ببغداد تعرف بالبرامكة وقيل بل كانوا يسكنون قرية يقال لها البرمكية وكان صدوقا أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل وله حلقة للفتوى بجامع المنصور روى عنه القاضي أبوبكر محمدبن عبدالباقي قاضي البيمارستان وأبو بكر الخطيب وغيرهما ومات في سنة 441 وقيل: سنة 445 ومولده سنة 361، وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي وهو الأصغر سنا سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس والمعافا بن زكرياء الجريري وكان ثقة درس فقه الشافعي على أبي حامد الاسفرايني روى عنه الخطيب ومن بعده وكان مولده سنة 373 ومات في ذي الحجة سنة 450، وأخوهما أبو العباس أحمد بن عمر البرمكي سمع أبا حفص بن شاهين وغيره روى عنه الخطيب، وقال كان صدوقا ومات في سنة 441، وأحمد بن إبراهيم بن عمرو أبو الحسين بن أبي إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيره روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره.
بران: بتشديد الراء وآخره نون. من قرى بخارى ويقال لها فوران على خمسة فراسخ من بخارى. منها أبو بكر محمد بن اسماعيل البراني الفقيه وابنه أبو سهل محمود وابنه أبو المعالي سهل بن محمود بن محمد البراني كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم وحصل منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة القرآن وسمع أباه أبا سهل البراني وأبا الفرج المظفر بن إسماعيل الجرجاني وغيرهما روى عنه ابنه وحمزة بن إبراهيم الخداباذي وغيرهما ومات ببخارى في جمادى الأولى سنة 524كله عن أبي سعد.
براوستان: من قرى قم. منها الوزير مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد البراوستاني وزير السلطان بركيارق بن ملكشاه كان غالبا عليه واتهمه عسكره بفساد حالهم وشغبوا حتى سلمه إليهم بشرط أن يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه وذلك في سنة 472.
براهان: بتخفيف الراء. قلعة من نواحي همذان ويقال لها فزدجان أيضا.
البراهق: بالضم والهاء مكسورة وقاف. جبل حوله رمل من جبال عبد الله بن كلاب في مجتاف الرمل - المجتاف- الداخل في الأرض. قاله أبو زياد. وأنشد لامرىء القيس:
تخطف حزان البراهق بالضحى ** وقد جحرت منه ثعالب أورال برباط: بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة وألف وطاء مهملة. واد بالأندلس من أعمال شذونة. قال ابن حوقل وفي المغرب في أقصاه إذا عطفت على البحر المحيط مدن كثيرة منها مدينة يقال: لها برباط على شاطىء نهرسبة من شماليه: بربخ: الخاء معجمة. موضع في قول الشاعر حيث. قال:
وقبر بأعلى مسحلان مكانه ** وقبرا سقى صوب السحاب ببربخا البربر: هو اسم يشمل قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم أمم وقبائل لا تحصى ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي هو عمليق بن بلعم بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام بن نوح، وقال غيره عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر حدثني بكربن الهيثم قال سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر
وإنما هم من الجبارين الذين قاتلهم داود وطالوت وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين وهم أهل عمود فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها وهي. هوارة. أمتاهة. ضريسة. مغيلة. ورفجومة. و لطية. مطما طة. صنها جة. نفرة كتا مة.
لواتة. مزاتة. ربوحة. نفوسة. لمطة. صد ينة. مصمود ة. غمارة. مكنا سة. قالبة. وارية. اتينة. كومية. سخور. أمكنة. ضرربا نة. قططة. حبير. يراثن واكلان. قصدران، زر نجى. برغواطة. لواطة. زواوة. كزولة، وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلا صنهاجة وكتامة فإنهم بنوا إفريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن وتناسلوا، والبربر أجفا خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة وقد حسن لهم الشيطان الغوايات وزين لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق حائلة فكم من ادعى فيهم النبوة فقبلوا وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا وكم ادعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال لا شجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد وتحكى عنهم عجائب. منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم. قال وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وارفود ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهوارة وكتا مة وميلة وسطيف يضيفون المارة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب ألبته بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حمية وشجاعة لم يمتنع عليه. وقد جاهدهم عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشد مبلغ فما تركوه. قال: وسمعت أبا علي بن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا. ولهم من هذا فضائح ذكر بعضا منها إمام أهل المغرب أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الاسلام، وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال جئت إلى النبي ومعي وصيف بربري فقال يا أنس ما جنس هذا الغلام فقلت بربري يا رسول الله فقال يا أنس بعه ولو بدينار فقلت له ولم يا رسول الله قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه. وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال تزوجوا في نسانهم ولا تؤاخوا رجالهم ويقال: إن الحدة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شر من البربر ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري. قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض. أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له ** أبا البرية إن الناس قد حكموا
أن البرابر نسل منك قال أنا ** حواء طالقة إن كان ما زعموا
. بربرة: هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج واليمن على ساحل بحر اليمن وبحر الزنج وأهلها سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم وهم بواد معيشتهم من صيد الوحش وفي بلادهم وحوش غريبة لا توجد في غيرها منها الزرافة والببر والكركدن والنمر والفيل و غير ذلك وربما وجد في سواحلهم العنبر وهم الذين يقطعون مذاكير بعضهم بعضا وقد ذكرت ذلك وسنتهم فيه في الزيلع، وذكر الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني فقال ومن الجزائر التي تجاور سواحل اليمن جزيرة بربرة وهي قاطعة من حد سواحل أبين ملتحقة في البحر بعدن من نحومطلع سهيل إلى ما شرق عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الذخان وهي جريرة سقوطرا سا يقطع أمن عدن ثابتا على السمت. وأما صفة صيدهم فحدثني غير واحد ممن دخل بلادهم أن عندهم نوعا من النبت يشبه الخباز يجمعونه ويطبخونه ويستخرجون ماءه ثم يطبخونه حتر ينعقد ويصير كالزفت فإذا أرادوا اختبار إحكامه جرح أحدهم ساقه فإذا سال دمه أخذ من ذلك السم قليلا وقربه من الدم في اخر سيلانه فإن كان قد أحكم طبخه تراجع الدم يطلب الجرح فيبادر ويقطعه قبل أن يصل إلى الجرح فإنه إن دخل في الجرح أهلك صاحبه وإن لم يتراجع الدم عاود طبخه إلى أن يرضاه ثم يجعل منه شيئا في حق ويعلقه في وسطه ويكمن للوحش في شجر أو غيره فإذا رأى الوحش جعل على رأس نصله منه قليلا ثم يرمي الوحش فكما يخالط هذا السم دمه يموت فيجيء إليه فيأخذ جلده أو قرنه أو نابه فيبيعه ويأكل لحمه فلا يضره ويقال: لبلاد هؤلاء سواحل بربرة بربروس: وبعضهم يقول بربريس. موضع في شعر جرير:
طال النهار ببربروس وقد نرى ** أيامنا بقشاوتين قصارا بربسما: بكسر الباء الثانية وسكون السين المهملة. طسوج من كورة الأستان الأوسط من غربي سواد بغداد. قال ابن كناسة: لقي عمر بن أبي ربيعة مالك بن اسماء بن خارجة الفزاري فأنشده مالك من شعره فقال ما زلت أحبك من يوم بلغني. قولك:
إن لي عند كل نفحة ريحا ** ن من الجل أو من الياسمينا
نظرة والتفاتة أترجى ** أن تكوني حللت فيما يلينا إلا أن أسماء القرى التي تذكرها في شعرك قبيحة قال له مثل ماذا. قال مثل. قولك:
إن في الرفقة التي شيعتنا ** نحو بريسما لزين الرفاق أشبع الكسرة فنشأت منها ياء ويروى بربسميا والصحيح هو المترجم به. قال: ومثل قولك:
أشهدتنا أم كنت غانبة ** عن ليلتي بحديثة القسب ومثل قولك:
حبذا ليلتي بتل بونا ** حيث نسقى شرابنا ونغنى بربشتر: بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق. مدينة عظيمة في شرقي الأندلس من أعمال بربطانية وقد صارت للروم في صدر سنة 452 حمل منها لصاحب القسطنطينية في جملة الهدايا سبعة آلاف بكر منتخبة ثم استعادها المسلمون في إمارة أحمد بن سليمان بن هود في سنة 57. بعد ذلك بخمسة أعوام فغنموا فيما غنموا عشرة آلاف امرأة ثم عادت إليهم خذلهم الله. ولها حصون كثيرة منها حصن القصر وحصن الباكة وحصن قصر مينوقش وغير ذلك، وينسب إليها خلف بن يوسف المقري البربشتري أبو القاسم روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له وكان من أهل القرآن والحديث والبراعة والفهم وتوفي في شهررمضان سنة 451، ويوسف بن عمر بن أيوب بن زكرياء التجيبي الثغري البربشتري أبوعمرو وله رحلة سمع فيها بمصر من الحسن بن رشيق وغيره وكان يسكن الإسكندرية وبها حدث وسمع من أبي صخر بمكة قاله السلفي: بربطانية: بفتح الباء الثانية وطاء وألف ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء. مدينة كبيرة بالأندلس أيضا يتصل عملها بعمل لاردة وكانت سدا بين المسلمين والروم ولها مدن وحصون وفي أهلها جلادة وممانعة للعدو وهي في شرقي الأندلس اغتصبها الأفرنج فهي اليوم في أيديهم بربعيص: العين مهملة مكسورة وياء ساكنة وصاد مهملة. في قول امرىء القيس:
يذكرها أوطانها تل ماسح ** منازلها من بربعيص وميسرا
قال ابن السكيت في شرح هذا البيت- تل ماسح- موضع. قلت أنا هو من أعمال حلب بالشام وميسر مكان. قال وقال أبو عمرو كانت بربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من لقيت من العلماء فما أخبرني عنها أحد بشيء.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)