صفحة 7 من 14 الأولىالأولى ... 56789 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 28 من 53

الموضوع: علم الملاحة في علم الفلاحة


  1. #25
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array



    الباب السابع
    في تشكيل الفواكه وغيرها


    واكتسابها المنافع الغريبة والصفات العجيبة، وما يلحق بذلك من النوادر والملح واللطائف
    اعلم أن تشكيل الفواكه والأترج والعنب وغيرها، كالخيار والقثاء والقرع والبطيخ إلى أي شكل أردت، يكون بأن تدخل ما أردت تشكيله في قالب أعددته لذلك، غير خشن، ينطبع فيه شكل ذلك القالب كفي كان، وإن كان على صورة حيوان انطبع على صورته. وقيل إن ذلك لا يكون إلا في الأترج خاصة، والعنب إذا أردت أن يطول حبه فيضل من قصب الأقلام أنابيب بطول الخنصر أو أقل فيدخل كل حبة أنبوبة منها. ويربط في معلاق العنقود لئلا يخرج منها، فإذا نضج العنب انطبع حبه على صورة الأنبوب وقدره، ولا بأس ان كان الأنبوب من نحاس، وإن جعل فيها ثقوب جاءت الحبات فيها نتوءات ظاهرة بقدر تلك الثقوب وإن جعل العنقود وهو صغير في قالب خشن شكله صنوبري، أو في زير مثقوب أو نحو ذلك، فإن ذلك العنقود ينضغط ويصير كأنه حبة واحدة، فيكسر ذلك الظرف ويخرج منه العنقود وقد أخذ شكله. وكذا القرع والخيار نحوهما، يدخل كما أردت وهو صغير في قالب خشب أو فخار ويدفن تحت الأرض ولا يغطى بتراب كثير، ويكون طرفه الآخر خارجا غير مدفون ومفتوحا يدخله الهواء، فإنه يطول على طول القالب وشكله، وإن كان في القالب نقش أو صورة أو كتابة انطبع ذلك في الثمار. ويكون القالب قطعتين.
    أما طريقة جعل عنقود العنب المختلف الألوان من أبيض وأسود وأحمر وطويل ومدور وما أشبه ذلك فهي أن تأخذ من العنب قضبانا مختلفة مطعمة مثل قضيب عنب أبيض وأسود واحمر وطويل ومدور وهكذا وقت جري الماء في العود، يرضّ كل قضيب منها برفق بعود أملس على عود آخر مثله ويحذر أن يصيب ذلك الرض عيونها، ثم فيتل بعضها على بعض في موضع الرض ويربط بخيط ونحوه في مواضع كثيرة لئلا تنحل ضفائره. وقيل تقطع أطراف تلك القضبان وتسوى عقدها وتجعل عيونها بعضا مع بعض ويوثق رباطها ولم يذكر أنها ترضّ قبل ذلك، ويدخل المربوط من جهة الأطراف الغلاظ من القضبان في حلقة أو حلقات من قرن ثور أو عظم ويملأ بروث البقر الطري ويغرس في حفرة في تراب طيب، ويغيَّب القرن أو العظم في الأرض إلا مقدار إصبعين منه يترك خارجا، ويترك من الأطراف الرقاق من تلك القضبان خارجا قدر ثلاثة أصابع من كل قضيب منها، وليكن فيها تلقيح، ويكون تحت التراب منها أربعة أعين وتتعهد بالسقي، فإنها تلتحم كلها ويكشف عنها بعد ثلاث سنين، وقيل سنتين ويكسر ذلك العظم أو القرن، وقد أصبحت القضبان شيئا واحدا. فيقطع ما خرج من العظم منها كلها بحديد قاطع ناعم، ولا يبقى إلا الملتحم ويرد عليه التراب ويترك خارج التراب ما يلقح، فإذا خرج قضيب واحد يقطع سائرها فإن عنبه يكون ملونا.
    وطريقة أخرى وهي أن تشق أوساط القضبان ولا يصيب الشق كعوبها ولا مخ أجوافها، ثم يؤخذ واحداً واحدا ثم يلصق بالقضيب المشقوق وتقرب أنابيبها، ثم تشد ويغطى بروث البقر وورق العناب، ثم يطين بطين لزج أو بعنصل مدقوق، ويغرس. وقيل يشق كل قضيب برفق لئلا تفسد كعوبها، ثم يضم كل قضيب إلى الآخر، ويدخل بعضها في بعض ثم تشد ببردي أو بخيط حتى تصير كالقضيب الواحد، ثم تطلى بروث البقر وتطين وتغرس. وقيل يشق كل قضيب فيؤخذ من كل لون نصف قضيب وترض كلها برفق، ويضم بعضها إلى بعض وتربط كما تقدم، وتطلى بروث البقر وتغرس منحرفة في أرض طيبة، في حفرة عمقها ذراع ويترك فوق الأرض كعبان، وتسقى بالماء ثم ترش كل يوم بالماء حتى تنبت، فإنها تصير قضيبا واحدا وتثمر عنبا ملونا. وقيل ينقل بعد عامين إلى موضع آخر.
    وإن أردت أن تكون رائحة العنب كرائحة الآس، فلف قضيب العنب بقضيب الآس حين تغرسه، فإن رائحة العنب تكون كرائحة الآس وهو أخر أنواع العنب. وإن أردت أن يكون العنب طيب الطعم فادهن القضيب حين تغرسه بالزيت، أو انقع طرفه في الزيت، فإنه يطيب طعمه، وإن أردت أن تزيد في حلاوته فخذ من دبس النحل شيئا وذوبه بماء عذب وصب في أصله باستمرار قبيل القطاف بنحو خمسين يوما، فإن العنب تزداد حلاوته بشكل ملحوظ. أما شجرة التين المختلف الأولان فتفصيل ذلك أن تؤخذ قضبان من أصول مختلفة الأولان وتشق القشرة من كل قضيب من جهة واحدة وتسلخ عن العظم، ولا تفصل منه وتدخل تحت قشرة قضيب آخر، وتجمعها
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #26
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    جميعا وتغرسها على نحو ما تقدم. وقيل يرضّ كل قضيب منها كما ذكر في العنب، ويفتل بعضها مع بعض، ويربط في مواضع كثيرة من موضع الفتل، ويطلى بروث البقر أو بعنصل مدقوق كما تقدم، ويغرس في أول كانون الثاني. وقيل يخلط ترابه بروث الحمير وتبن الفول ويسقى، فإذا نبت تفتل قضبانه برفق بعضها مع بعض حتى تكون كقضيب واحد، وتطلى بروث البقر وتكبس، فإنها تلتحم كالقضيب الواحد، وتنقل بعد عامين فيكون في الغصن حينئذ ألوان مختلفة. وقيل تفتل القضبان وهي صحاح غير مرضوضة، وتربط بإحكام في ثلاثة مواضع، وتدخل في قادوس مثقوب السفل ثم يملأ بالتراب ويغرس، فإنها تلتحم وتصير كعود واحد، فيقطع أعلاها بعد عام من حد الاتصال، فإنه يلقح، والذي يدرك منه يحمل في أعينه ثلاث تينات مختلفات الألوان. وقيل تدخل القضبان في حلقة من قرن ثور وشبهه لتنضغط فيه ويطين عليها وتغرس، فإذا التحمت بعد سنة أو سنتين نقلت، فتأتي بألوان مختلفة. أما طريقته في بروز التين فيؤخذ تين مختلف الألوان ويخلط بروث البقر اليابس أو غائط الآدمي، يوصر في خرقة كتان، وتطلى الصرة بروث البقر وتدفن في تراب خصب ويطرّى بالسقي كما يتعهد ببروز الفاكهة - وقد تقدم - حتى ينبت ويستقل ويصلب، فيفتل بعضه ببعض، ويربط ويطلى بروث البقر ويكبس كما تقدم، فإذا كبرت نقلت، ويغيَّب أكثرها تحت الأرض وتتعهد بالسقي فتطعم تينا ملونا ويصنع ببزر العنب مثل ذلك. وكذا إذا عرضت عيون من شجرات مختلفة في موضع واحد، فإذا استقلت يصنع بها كما تقدم. وكذا يعمل بالقضبا المتجاورة المختلفة الألوان وهي على الأشجار الأم دون أن تقطع، ثم تكبس وتنقل وهذه أكثر إنتاجا وأقوى على تحمل ما قد تتعرض له من الآفات وتغتذي من أصولها حتى تلتحم. وقيل يعمل من قضبان العنب مثل ذلك فيكون العنقود ذا ألوان مختلفة. وإن أردت أن يكون العنب بلا بزر فشق ما يوازي الأرض منه نصفين وانزع لبابه من جوفه برفق واحذر خدش ذلك الشق، ثم شد عليه ببردي أو خيط ثم أغرسه في الحفرة قائما وصب في أصله كل ثمانية أيام رُبَّا أو عصيرا ممزوجا بالماء حتى يعلق، فيخرج منه عنب بلا بزر. وإن أردت أن يخرج الخوخ - وهو الدراقن - بلا نوى وكذا الرمان، فيشق ما يوازي الأرض من ملخه على علو أقل من ذراع، ويخرج لبه برفق ويشد ببردي ونحوه ويغرس، فإذا علق وأورق يقطع من فوق ذلك المشقوق ويتعهد بالسقي حتى يلقح في ذلك المشقوق، فإنه إذا أطعم يكون بلا نوى ويترك في الشق فوق الأرض ما مقداره ثلاثة أصابع مضمومة. وكذا فيعل بالكمثري، فلا يكون فيها من داخل ثمرتها مثل الحجارة، وإن كشف عن أصل الخوخ وثقب فيه ثقب فاستخرج منه لبابه، ثم ضرب فيه عود صفصاف قلّ نواه.
    وأما دسّ أنواع الطيب والحلاوة والترياق والأدوية المسهلة فإنه يكون بطرق: منها أن يعمد إلى شجرة مطعمة من أي نوع كان في شهر تشرين الأول وما يقاربه حين انحدار الماء من أعلى الشجرة إلى عروقها عند سقوط الأوراق، فيشق في ذلك الوقت عرق الشجرة، التي يريد أن يعمل فيها ما يريد من ذلك الأرض بالنقار حتى يصل إلى المخ الذي في جوفها ويأخذ ما يريد من طيب أو مسهل أو ترياق أو حلو وما أشبه ذلك فيأخذ مثلا من المسك أو الاكفور للشجرة الكبيرة درهما ومن القرنفل خمسة دراهم ومن المسهل تسعة دراهم قدر ثلاث شربات. وللشجرة الصغيرة كالنقلة أو القضيب أقل فيؤخذ من أي هذه شئت أو غيرها أو نحو هذا المقدار فيسحق برفق غبارا ثم يلقى في ذلك ثلاثة أمثاله من القير ومثله من الشب الطيب ويجعل في صلاية نظيفة ويذوب القير بالنار ولا يصب عليه المسك مثلا وهو سخن فإنه فيسد المسك بل يسحق لئلا يجمد القير ويدعك في الصلاية بحجر ونحوه فإذا صار جسدا واحدا يعمل منه شكل فتيلة وتدخل في الشق الذي نقر في أصل الشجرة بالمنقار حتى يصل إلى مخها ويطبق عليه بقشر محكم من تلك الشجرة بعينها ويربط ربطا مستوثقا ويطين عليه بالطين الأحمر اللزج المعجون بالشعر فيفوح رائحة ذلك أو يظهر الحلو أو الدواء فيكون في ثمرة تلك الشجرة قوته أو طعمه، وكذا كل صنف إضافته إلى القير والشب ودسته في الشجر، ولا يعمل ذلك عند صعود المياه من أصول الشجر إلى أعلاها فإن ذلك الماء يخرجه من ذلك الشق فلا يوجد له أثر. وإذا فعل في تشرين الأول أو الثاني فإنه لا يأتي عليه الربيع إلا وقد التحم ذلك الشق فانسد فلا يخرج منه شيء من ذلك الذي يدس فيه فإذا نزل الماء أسفل تحدر إلى عروقها ونزل يقوي ذلك الطيب والحلاوة والدواء إلى أصولها وعروقها ويصعد مع المياه الصاعدة من العرق إلى أعلاها أرقه وأزكاه وقتا بعد وقت حتى يبرز الزهر وتعقبه الثمرة فيكون ذلك فيه. وأما دس ذلك في القضبان والنقلات


  • #27
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    حين غراسها فيؤخذ القضيب في شهر كانون الأول فيشق في وسط طرفه الذي يكون في الحفرة بمنقار لطفي ثقبا غير نافذ إلى الجهة الأخرى ويفتح ذلك الشق حتى يظهر المخ الذي في جوف ذلك القضيب إلى آخره وهو يشبه الصوف ويبدل مكانه الفتيل المذكور بعد أن فيتح بمنقار ثم يخرج ويسد على ذلك الشق ويربط عليه شريط أو لفي أو بردي من أول الشق إلى آخره ثم يطلى بطين أحمر لزج معجون بشعر ويلف عليه خرقة كتان صفيقة ويدخل القضيب المذكور في قادوس مثقب الأسفل حتى يجعل المربوط في وسطه ويزحم عليه بالطين الأبيض حتى يمتلئ القادوس ثم يغرس في حفرة يبسط فيها ويعمل في غراسه كما تقدم ويتعهد بالسقي قدر الكفاية ويدبر بما يوافقه فإنه إذا أثمر فاح من ثمره رائحة ما جعل فيه. وكذا يعمل بالغرسة المنقولة وبالكرمة، لكن الكرمة يشق قضيبها نصفين على طوله إلى آخر ما يوازي الأرض منه، وقيل قدر شبر، وقيل إلى آخره، ويحافظ على عقده لئلا تفسد، ويرمى ما في وسطه من المخ من الجهتين، ولا يترك منه شيء فيه ويجعل مكانه ما شاء كالسكر أو العسل أو اللوز المدقوق أو التمر الهندي أو المحمودة أو الصبر أو الترياق أو أي نوع شاء من الطيب كالمسك والكافور أو القرنفل أو البان ونحو ذلك، ثم يضم القسمان أحدهما إلى الآخر حتى يرجعا إلى هيئتهما الأولى فيربطان في مواضع عديدة بخيط صوف أو نحوه ويطليان بروث البقر الطري، ثم يطين بطين غير مخلوط وروث دواب مسحوق ومعجون بالطين، ثم يغرسان حيث كان ويسقيان حتى ينبتا شجرة واحدة يكون طعم ثمرها ورائحته كطعم ما وضع فيهما مما ذكر. وأما تلوين الورد وغيره فله طرق: منها تصفير الورد بأن يعمد إلى أصل الورد في شهر كانون الأول فيقشر القشر الأسود الذي على العروق دون إزالته ويشق بالطول ثم يرفع القشر بحديد رقيق من كل جهة عن العرق دون أن فيصل من الأعلى ولا من الأسفل، ويعمل ذلك والعرق وساق القضيب الذي فيه قائم على حاله ثابت في أرضه، ثم يؤخذ منه مسحوق الزعفران الطيب فيحشى به ذلك الخلل الذي بين القشر وعرق الورد، ثم تلف عليه خرقة كتان ويشد رباطه ثم يجعل عليه الطين ويترك مكانه ويرد عليه التراب، فإن ورده يخرج أصفر. منها أن يخرج الورد لا زورديا وذلك بالطريقة المذكورة في التصفير غير أنه يجعل بدل الزعفران من النيل الطيب فيأتي ورده لازورديا حسن المنظر. وقيل إذا حل النيل بالماء وسقي أصل الورد به من تشرين الأول إلى أن يورد، يخرج ورده لازورديا حسن المنظر. وإن أردت وجود الورد في غير أوانه بأن يقطف في الخرفي مثر يعطَّش إن كان سقي زمن الحر ولا يسقى بعد ذلك، ثم يسقى في آب تكرارا، فإنه يلقح لقحا جيدا ويورد في تشرين الأول وفي الربيع أيضا. وكذا إذا حرق الشارف منه في تشرين الأول وأريد استعجال ورده يسقى بالماء بعد إحراقه مدة ثمانية أيام ويقطع عنه الماء أربعة أيام ثم يسقى ثمانية أيام ثم يقطع وهكذا خمس مرات، فإنه يلقح ويورد في الخرفي. ومن أراد أن يجني الورد أي وقت أراد من العام يعمد إلى الورد في شهر أيار إذا فوّه للفتح وظهرت في أطرافه الحمرة، فيميل أغصانه إلى الأرض نزولا ولتكن رؤوس الورد مرتفعة من غير أن تمس الأرض فإنها إن مستها فسدت، ومتى أردت الورد عدت فأطلقت قضبانه وعرضتها الهواء فإنه فيتح ويجني في ذلك الوقت. وهناك طريقة أخرى وهي أن تقطع رؤوس الورد إذا فوّهت للفتح بعراجينها، وهي أغصان متصلة بها وتأخذ قلَّة جديدة وتجعل فيها قدر نصفها من الرمل الرقيق، وتغمس تلك العراجين في القير المذاب ثم تغرس في الرمل في تلك القلة وتطين وتدفن في التراب، فمتى أخرج وقطع، وغمس في القير ونقع في الماء ساعة ثم يعرّض وهو في الماء للشمس، فإن ذلك الورد فيتح ويظهر في حينه. ووسيلة أخرى يجنى فيها الورد في الخرفي وهي أن يعطش في آب وأيلول، فمتى أردت الورد في أي وقت أدخلت عليه الماء فسقيته مرة ثم أخرى ينبت ويلقح ويظهر الورد.
    وإذا أردت التفاح في غير وقته يعطش شجر التفاح طوال أيام الحر ثم تسقى في أول آب بالماء تكرارا فإنه يلقح تفاحا جيدا لا سيما إن كان في الخرفي رطبا. ومن ملح الفلاحة وظرائف الخواص إحراق أغصان بعض الأشجار في أصول أشجار أخر فتحمل في غير وقتها، منها إذا حرق السذاب في أصول الورد حتى يرتفع وهج الإحراق إلى الشجرة دون أن يقرب أصلها وذلك في أي وقت كان من السنة التي لا ورد فيها فتحت الورد بعد أيام قلائل، ويجمع رماد ذلك ويخلط بالتراب وينش أصل الورد ويوضع التراب فيه ثم يسقى كالعادة تأتي النتيجة كما ذكر. ومنها الكمثري والخوخ، إذا أحرق جزء من شجر الدلب، وجزء من شجر اللوز في أصل ما ذكر، أخرجت الحمل في غير زمانه بعد طمر التراب في أصل الشجر المذكور دون اقتراب النار منها. وكذلك شجرة الجوز تحمل في غير أوانها إذا أحرقت أغصان العناب في أصلها وتجود بحمل كثير في غير وقت حملها.
    وطريقة الكتابة على التفاح الأحمر وعلى الأترج والليمون أو البلح وما أشبه ذلك يكون عند تناهي تكوينه قبل أن يحمرّ أو يصفرّ، أو يكتب عليه أو ينقش أو يصور بحبر فجل أو بمداد أسود أو بصوص البيض أو بوشق محلول أو بجص محلول بماء أو بغراء محلول أو بقير مذاب أو بنحو ذلك بقلم غليظ وتغطى الحبة لئلا يغسل الندى أو المطر ما كتب عليها، ويترك كذلك في شجرته حتى يحمر أو يصفر ويمسح ما كتب عليه أو صور، أو يغسل بالماء، فإن موضع الكتابة يبدو أبيض أو أحمر أو أخضر أو أصفر بحسب لون الثمرة. ويصنع مثل ذلك في ثمار عيون البقر وهي خضراء قبل أن تسود أو تحمر. ورأيت في بعض الكتب أنه إذا كتب عليه وبخِّر بكبريت أصفر وزاج ظهرت الكتابة حمراء في التفاح الأبيض ونحوه. وإن أردت أن يكون زهر الخيري - الذي يسمى في مصر والشام منثورا - أبلق تؤخذ غرسه من خيري أحمر ومثلها من خيري أبيض أو غرستين من كل لون، فتفتلان مثل الحبل وتغرسان معا فيخرج زهره أبلق، وكذا إذا زرع البزر الأبيض والأحمر في موضع واحد، فإذا نبت فتل النبات بعضه ببعض وجمع في حلقة من قصب أو خشب أو غير ذلك، ثم يكبس تحت الأرض إلا أطرافه فتكون أزهاره بلقاء.
    وتأمل هذا وما ذكر في الآس وغيره وركِّب ما شئت وولِّد ونوّع ما أردت تحصل من ذلك على أشياء بديعة.
    وأما ملخ البقول الآتي ذكرها فإذا أردت أن يكون في أصل واحد منه ألوان شتى، فخذ بعرة جمل أو شبهها فجوّفها وضع فيها بزر خس وكرفس مثلا من كل منهما بزرتين أو ثلاثا ثم أدفنها في أرض مشغولة وغط ذلك بتراب طيب وزبل عفن مدقوق فينبت أصلا واحدا، وإن جعل بدل الخس بزر السلق ونحوه فإنه ينبت ومنهم من يرض بعرتين أو ثلاثا ويخلط بها البزر ويصرّ الجميع في خرقة ويطمها في الأرض كما ذكر. وإن أردت أن يعظم الشلجم والفجل فخذ قِدرا كبيرة مثقوبة واملأ نصفها تبنا واجعل فوقه ترابا طيبا وزبلا قديما، ثم ازرع فيه فجلا أو شلجما وادفن القدر في التراب حتى تكون مساوية لوجه الأرض، فإنه يخرج منها نبات عظيم بكميات كبيرة. ويمكن إنبات الكزبرة من لا شيء وذلك بأن يؤخذ تيس وترش خصيتاه بماء ثم يرش ذلك الماء على أرض مشغولة فإن الكزبرة تنبت من غير زرع بزرها وطريقة إنبات الشبث من دون زرع يكون بصب الماء الحار في أرض مشغولة فإذا مضى عليها سنة نبت في تلك الأرض الشبث. والعوسج ينبت من غير بزر إذا دفن قرن الحمل في زبل وترك حينا، فإنه ينبت عوسجا. والنعنع يمكن إنباته من الخيوط والحبال التي تحمل أوساخ الذباب في أرض عامرة. والهليون يمكن إنباته كما قال ابن زهر بقلع قرون الكباش ودفنها في التراب. ونقل أبو زكريا يحيى بن العوام في فلاحته أنه ينسب إلى بعضهم أنه أخذ قرني كبش وثقب طرفيهما الغليظين ودس فيهما قضبان الهليون وغرّق القرنين في زيت ومرغهما في رماد وطمرهما في الأرض وعمَّق لهما وأدام سقيهما بالماء فنبت الهليون بعد ثمانين يوما.


  • #28
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array



    الباب الثامن
    في الحبوب والبزور والبقول


    وذكر أراضيها وأوقات زرعها، وحصاد ذلك واختباره، وما يوافقه من الأرض وما يحفظه وذكر منافع ذلك وخواصه على التفصيل.
    اعلم أن القمح يغتذي من الأرض كثيرا ويمتص ما فيها من قوة ورطوبة، والشعير غذاؤه من الأرض أقل من القمح، وكثيرا ما تضعف الأرض عند توالي زراعتها فيها، فإذا أرنا منع ذلك زرعنا الشعير بدل القمح فإنه أبقى لقوتها. والعدس والجلَّبان يطيبان الأرض، لا سيما الرقيقة وهي لذلك أشد حاجة لهما. والحمص فيه عشبة تفسد الأرض كثيرا، ومع هذا فاغتذاؤه من الأرض أقل من القمح والشعير. وأما الكرسنَّة والفول والجلبان والعدس فأرضها نافعة لزراعة القمح. والقطن أرضه طيبة للزراعة، والترمس يزرع في الأرض الرقيقة الضعيفة فتقوى به، وإذا زرع القمح بعده جاد، لأنه يطيب الأرض الرديئة. ويزرع القمح في الأرض الطيبة السهلة، والشعير في الأرض المتوسطة الحال بين الرقيقة الطيبة، والفول في الأرض الندية الرطبة ويزرع قبل موعده، والحمص كذلك وإن بكرت بالحمص، فازرعه عند زرع الشعير فيجود ويأتي طريا، وإن أريد للخزن يزرع في نصف كانون إلى آخر آذار. والعدس إذا زرع في الأرض الرقيقة يطيبها وموعده من نصف كانون الآخر إلى الاستواء الربيعي. وقيل إن زرع الخرفي جاد وحسن. والسلت تنفعه الأرض الرملية ويزرع على وجه الأرض المهملة فينبت وكذا الترمس، ويبكر بالسلت في الخرفي.
    والدخن يزرع في الأرض الرملية وتحرث أرضه مرات، وينقى حشيشه باستمرار. والذرة تزرع في القيعان الرطبة والرملية الندية ويزرع متأخرا كالدخن. والأرز أحسنه ما يكون على السقي، وقد يزرع على غير سقي في القيعان الرطبة بعد حراثتها والعناية بها، ويزرع في نيسان وإذا زرع على السقي ونقل بعد نباته جاد. والسمسم يزرع في الأرض الرطبة كالجزائر والقيعان فيجود، وتتأخر زراعته إلى الاستواء الربيعي وقليله في البدر كاف وإذا زرع على وجه الأرض وأصابه مطر ثم طلعت عليه الشمس ضغطته الأرض ضغطا يؤيد إلى الضعف والفساد. وكذلك القطن فتؤخر زراعته حتى يستقيم الهواء. والكتان يزرع في الأرض الطيبة جدا لئلا يغلظ سلقه ويكثر من بزره فيلتف بعضه على بعض لرقة اللحاء. والقنب يزرع في الأرض الخصبة الدائمة الرطوبة في وقت طلوع السماك الرامح من السادس عشر من شباط إلى وقت الاستواء الربيعي، وهو الرابع عشر من آذار، وقد يزرع في نصف نيسان فيجود وهو مما يمتص باقي الأرض من غذاء فيتركها صفيقة هزيلة، ولذلك تزبل بعده الأرض حتى يمكن زراعتها في المستقبل.
    والقطن يزرع في القيعان والجزائر المستوية في أيار بعد حرث الأرض مرات كثيرة كي ترتخي وكلما زادت حراثتها قبل بدره كان أجود. وينقى بعد خروجه مرات ويقلع من حوله سائر الأعشاب فيجود جدا. والجلبان يزرع وقت الباقلاء وهو الفول، وقد يؤخر إلى شباط، ويطيب له كالعدس. وقيل يزرع القمح في الأرض الندية، وإن زرع في الجافة قطعت أصوله الديدان وإن سلم جاء ضعيفا، وكذا الجلبان، وإذا أخصب زرع القمح والشعير وطال في الأرض الرطبة يخشى أن يركب بعضه بعضا ويفسد ولذلك تترك فيه الدواب لترعاه فتمنع فساده وينبت ويجود. وينبغي أن تؤخر الزراعة في الأرض الباردة جدا إلا أن يكون ذلك النبات كالقمح والشعير فلا بأس من زراعته لأنه لا يبالي بالثلج والهواء، ويبكر بزراعة الكتان، ويؤخر مثل الدخن والذرة والسمسم والقنب والقطن وكذا البقول، وإذا دفن البزر مع هبوب ريح الجنوب يأتي الزرع كثير البركة، ويبدر يوم مطر ولا يبدر شيء من الزرع حتى تجف الأرض. وقيل لا يزرع القمح إلا بعد ثلاث حراثات أو أربع مع قلب طيب وثرى معتدل وجو خال من الهواء والمطر. والشعير بحراثتين أو ثلاث، والقطاني يكرر عليها مرات مفردة نحو العشر حرثات إن أمكن. ويكون البدر في ثلاث دفعات متفرقات، دفعة في أول الموسم ودفعة في وسطه ودفعة في آخره، فلا يخيب كله، ويتوخى زيادة القمر، إلا الكتان جرّب في النقصان فلم يخب، والزرع الباكر من نصف أيلول، ما زرع قبل ذلك لا يفلح، وما زرع في شباط ربما يفلح قليلا، والوقت المتوسط من زرعها إلى حصادها مائة يوم ولا ينبغي أن يزرع قمح ولا شعير في الحادي والعشرين من كانون الثاني حتى آخره.
    قال صاحب الفلاحة: إذا أخذ جاد ضبع وربط على المكيال عشرة أيام ثم اكتيلت به الحبوب وزرعت أمنت الطيور والدود والفار. وأيام الدفء في الشتاء هي الأجود لزرع الحنطة، وإن كان مع ريح الجنوب وزيادة القمر كان الموسم الأجود ويأتي الحب كبيرا وكذا سائر أصناف الحبوب، ومما يخصب الحبوب ويزيد في إنتاجها برادة قرون البقر والغنم بعد دقها بالهاون وخلطها مع الحبوب قبل البدار. ويقال في البدار المعتدل فيما ذكر من الحبوب، إذا بسط إنسان يده على ارض المزروعة قبل تغطية البدار بالحرث جاءت السنابل وفيها سبع أو ثمان حبات من القمح أو تسع أو عشر حبات من الشعير أو أربع حبات أو خمس أو ست من الفول، وكذا الترمس والحمص. ولا يزرع من الحبوب ما لحقته آفة فإنه لا ينبت ويذهب العمل هدرا، وأجود البدار ما كان عمره سنة ودونه ماله سنتان، وماله ثلاث سنين رديء إلا الجاروس وهو الذرة، والأرز وتكون الحبة سمينة صالحة، ولا خير فيما أكله السوس ونحوه.
    وأما الحصاد فالقمح يحصد سريعا وفيه بعض رطوبته ليكون أجود وأحلى، والذي يؤخر حصاده يصمد أكثر، ويحصد الشعير أولا لئلا تتقلص حباته ويصفر لونه ويهزل، ويسارع في جمع الحبوب قبل جفافها كثيرا لئلا تتقبض، وإذا جف جفافا جيدا لا يسرع الفساد إليه. وأحسن الحصاد سحرا وآخر النهار، والتذرية في يوم ريح الشمال أصلح. وبعض لحكماء كان يأمر الحصادين ومن ينظف القمح والشعير ويجمعهما أن يغنوا ويرفعوا أصواتهم بألحان مليحة، فإن لذلك تأثيرا طيبا فيهما. والحبوب المحصودة باكرا تكون أطيب طعما، ويظهر ذلك العدس ونحوه وهو أسرع نضجا عند الطبخ، وتحصد القطاني برطوبتها في الندى ويجعل السنبل للشرق، ومحل قطع المنجل للغرب فلا يعتريه الفساد.
    وأما موضع البيدر فيجعل إلى ناحية هبوب الشمال والجنوب مستويا غالبا بعيدا عن البساتين، فإن التبن يضر بالشجر المثمر إذا وقع على الثمر والورق ويجففها، وكذا البقول، فإنه بمنزلة السم القاتل، ويبعد به عن البيوت فإن غباره مضر. ويبعد به أيضا عن اصطبلات البقر والخيل ونحوهما. قال ابن زهير: إذا حصد القمح في يوم العنصرة وهو الرابع والعشرون من شهر حزيران، لم يدخل السوس ذلك القمح. وأما مخازنه فينبغي أن تكون كثيرة المنافس لدفع البخار ووصول الهواء البارد من الصبا أو الشمال. ولا يكون فيها نداوة ولا رائحة منتنة، ولا بخار كريه. وينبغي أن تطين حيطانه بطين عجن بالشعر بدل التبن، ثم بالطين الأبيض من داخل وخارج. ومما يحفظ الحنطة من الفساد أن يعد تراب أبيض يابس وورق شجر الرمان يابسا مدقوقا وينثر عند الخزن على كل مدّ من الحنطة مقدار الثُّمن. وكذا إذا خلط جص منخول بالشعير بقدر ما يرى بياضه أو دفنت جرار مملوءة بخل في وسط الشعير يسلم ذلك من الآفة. وإن نقع قثاء الحمار وورقه يومين في ماء وصفي وعجن به رماد ورمل، وكذا إن بُل الرمل بدردي الزيت، فإنه يقتل الهوام، وقد يخزن القمح والشعير في حفائر في الأرض البيضاء الجافة الباردة فيحفظ دهرا.

  • صفحة 7 من 14 الأولىالأولى ... 56789 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. علم الملاحة في علم الفلاحة ( المؤلف: عبد الغني النابلسي )
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 29
      آخر مشاركة: 07-26-2010, 01:06 AM
    2. أجهزة الملاحة
      بواسطة En.muhammed manla في المنتدى هندسة الاتصالات والالكترون
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-15-2010, 10:15 PM
    3. Nokia تشتري شركة ****Carta لخدمات الملاحة الجغرافية
      بواسطة ABDULLAH JANEM في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-11-2010, 01:42 AM
    4. نوكيا تطرح خدمة الملاحة لهواتف e71 و e66 مجاناً
      بواسطة En.muhammed manla في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-08-2010, 06:42 PM
    5. نوكيا تطرح خدمة الملاحة لهواتف e71 و e66 مجاناً
      بواسطة En.Khaled Alfaiomi في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-08-2010, 03:54 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1