يعتمد التمثيل في رأيّ على ثلاث مقوماتٍ رئيسة العقل الجسم وجهاز التنفس
العقل وهو الفيصل لأن الممثل يدخل مع المتلقي في لعبة الكذب المتفق عليه
فالمتلقي يعلم أن الممثل الذي يدعي جهله بما سيحدث أو تفاجئه به
لذلك عليه أن يعمل عقله كي يتوصل إلى مصداقية في الأداء توحي للمتلقي أنه أمام مرآة حقيقية تعكس ناصية شارع أو بهو قصر أو ...أو...
والجسم هو الأداة الوحيدة التي يسمح للممثل باستخدامها كما العازف يستخدم الأوتار ليخرج الموسيقى التي في داخله للناس وكما للرسام ريشته
على الممثل أن يوحي للمتلقي أنه حزين أو سعيد أو مضطرب ..
حتى وإن لم يكو يسمع الحوار جيداً وكذا عليه أن يقنعه عن طريق نبرة صوته إن فات على المتلقي بعض المشاهد...
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
سألت مجد بعد ذاك النقاش على إنفراد لماذا لم يسأل مها أي سؤال فرد ضاحكاً لأنني وبكل بساطةٍ أثق بك يا صديقي
تابعنا الإعداد للحفل وباتت المسرحية جاهزة للعرض في الوقت المناسب فيما استطاعت مها التأقلم مع الأصدقاء بفضل التغير الجذري الذي طرأ على شخصيتها التي اغتنت ونمت شيئاً فشيء بفضل محاور النقاش المتعددة التي وجدت نفسها أحد أطرافه في كثير ٍ من الأحيان
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
ولكن الشيء الذي حدث لي على غير سابق توقع مني هو ميلي الشديد لمها حتى أني بت أشتاق إليها وأحن لسماع صوتها إن تعذر لقاؤها عليّ ليوم ٍ واحد تجدينني حائراً مضطرباً أسير بغير هدى شارد الذهن
لاحظت ميادة ذاك كما لاحظ الجميع وتنبأت لي الغرق في بحر الهوى
تبين لي ذاك جلياً يوم أطرت مها للتغيب عن الجامعة عدة أيام بداعي المرض
ثلاثة أيام هي الأطول في حياتي والأتعس ربما أيامٌ شعرت فيها أن مها باتت تمثل الهواء الذي أستجدي الحياة منه عزوت تلك الأحاسيس والمتناقضات المتضاربة داخل مكنونات ذاتي إلى نزعة الغرور الموجودة داخل كل إنسان بكوني صانعة تلك الفتاة فما أشعر به ليس إلا انعكاسٌ طبيعي لمرآة الإبداع في ذاتي التي تعكس انتصاري على نفسي من خلال مها
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
ولكن سرعان ما انهارت كل تلك النظريات أمام أول ضحكةٍ تعلن استقلالها بشخصيتها عن انتدابي الإجباري عليها
إذا لقد وقعت بالحب أخيرا وصار من الواجب علي أن أعترف بذلك وأصارحها به لأستريح وأعرف شعورها نحوي
انتهت الحفل بنجاح ٍ باهر بشهادة بعض المعيدين اللائي حضروه بناءاً على دعوتنا من المعهد العالي للفنون والموسيقا وكنت قد عزمت على مصارحتها بحبي الليلة لكنني جبنت للمرة الأولى في حياتي تخونني الكلمات ويخذلني التعبير
وحدث ما لم يكو منتظراً نهاية العام الدراسي وفقد الفرصة اليومية لرؤية مها وزيدي على ذاك عجزي ربما عن رؤيتها لعدة أيام أو ربما لأشهر العطلة كاملة
كيف فاتني أن أتعرف على عنوانها
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)