صفحة 86 من 120 الأولىالأولى ... 3676848586878896 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 341 إلى 344 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)


  1. #341
    محظور
    الحالة : kofykofy غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 639
    الدولة: مصر
    المشاركات: 1,849
    الحالة الإجتماعية: متزوج
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array


    شكرا دمعة منتظرين النهاية
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #342

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kofykofy مشاهدة المشاركة

    شكرا دمعة منتظرين النهاية
    لعيونك استاذي رح نزل حلقتين بعونه تعالى
    وآسفة خليتك تستنى
    متابعة ممتعة
    .....


  • #343

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    الحلقة الرابعة والأربعون

    الخيار المستحيل


    استقبلنان العم إلياس استقبالا حميما جدا... مليئا بالعناق والقبل... فقد كان غيابنا طويلا وبقي العجوز وحيدا بعيدا عن أخته وابنتها اللتين لم يسبق له فراقهما...
    كانت خطتي المبدئية هي أن نأتي جميعا إلى المزرعة فقد تساعد الأجواء هناك على تحسين الأوضاع النفسية لنا...
    وإن رفضت رغد البقاء هناك, وهذا ما أتوقعه, كنت سأخذها إلى بيت خالتها وأقضي في المزرعة بضعة أيام...
    مخاوفي الأولى كانت في ردود فعل عائلة أم حسام تجاه إصابة رغد, والتي لم تذكر لهم شيئا حتى الآن...
    بضع أيام في المزرعة هي كافية لتجديد نشاطي وطرد هموم صدري...
    أزور أثناءها شقيقي سامر وأقنعه بالمجيء للعمل معي في المصنع, ونعود نحن الثلاثة إلى منزلنا الكبير...
    كان هذا ما أتمنى حصوله وأجهل ما الذي ستؤدي إليه الأقدار مستقبلا...
    أروى غاية في البهجة وتكاد تقّبل حتى الأشجار من شدة الشوق والحنين, والخالة لا تقل عنها فرحا...
    أما الفتاة الواقفة خلفي فهي تسير بعكازها خطوة للأمام وخطوة للخلف, رافضة دخول المزرعة...
    انطلقت أروى تعدو بين الأشجار كالفراشة... ونشرت الخالة بساطا قماشيا على العشب بجانب مدخل المنزل... وجلست عليه ومددت رجليها باسترخاء...
    وذهب العم إلياس يقطف بعض ثمار العنب ثم غسلها وجلبها إلى البساط وأشار إلينا:
    "تعالوا... تذوقوا".
    الوقت كان ليلا... والنسيم كان عليل جدا والهواء غني بالأوكسجين النقي الذي يبث الحيوية والانتعاش في البدن... وكم نحن بحاجة إليها...
    "تعال يا وليد... إنه لذيذ جدا... تفضلي يا آنسة رغد".
    دعانا العم إلياس بسرور إلى وجبة العنب الطازجة...
    التفت إلى رغد التي تقف خلفي مترددة وقلت:
    "تعالي رغد".
    الإنارة كانت خفيفة منبعثة رئسيا من المصباح المعلق عند مدخل باب المنزل...
    لكنها سمحت لي برؤية الاعتراض على وجه رغد.
    خاطبتها:
    "رغد... ما الأمر؟"
    أفصحت:
    "
    تعرف... لا أريد المبيت هنا".
    اقتربت منها أكثر حتى أخفض صوتي وأضمن عدم وصوله لمسامع الآخرين...
    "أرجوك يا رغد... لا تحرجيني مع العائلة... تحملي قليلا من أجلي".
    قالت:
    "لكن..."
    ولم تتم فقلت:
    "بالله عليك... على الأقل لهذه الليلة... نرتاح من عناء السفر ونقابل كرم المضيفين بحسن الذوق...
    لا يمكننا أن نخرج هكذا فجأة دون اعتبار للأدب واللياقة... أنا أرجوك بشدة يا رغد".
    واستجابت رغد لرجائي الملح... وسارت معي حتى حتى جلست على طرف البساط ببعض المشقة... وأقتربت أنا من سلة العنب وأخذت لي ولها شيئا منه...
    وكان بالفعل لذيذ جدا...
    تبادلت والعم إلياس أحاديث خفيفة متنوعة وشعرت بارتياح شديد قلما أشعر به مع شخص غيره...
    والعم كان من الأدب بحيث إنه لم يسأل عن تفاصيل ما أصاب رغد حين رآها بالعكاز بل اكتفى بحمد الله على سلامتها...
    قضينا نحو الساعة جالسين على البساط نتناول العنب حتى أتينا على آخره...
    سمعت بعد ذلك رغد تهمس لي:
    "لا أستطيع الجلوس هكذا طويلا... أصاب الإعياء رجلي".
    قلت:
    "حسنا... هل تودين الذهاب إلى الداخل؟"
    سألتني:
    "ماذا عنك؟"
    أجبت:
    "أود البقاء هنا فالجو رائع جدا... وقد أبيت الليلة على هذا البساط!"
    وابتسمت للتعجب الذي ظهر على وجه الصغيرة ثم نهضت ونهضت هي معي, واستأذنا للدخول إلى المنزل...
    ساعدت رغد على صعود العتبات ورافقتها إلى غرفتها ثم توليت حمل الحقائب إلى الداخل وتأكدت من أن كل شيءمهيأ لها, وتركتها لتسترخي...
    عدت إلى الخارج واستلقيت على البساط وبدأت أملأ رئتي من الهواء النقي...
    أغمضت عيني في استرخاء تام... وكنت أسمع أحاديث العم والخالة المرحة...
    وربما من شدة استرخائي غفوة لفترة من الزمن...
    صحوت بعد ذلك على أصوات أشخاص يتحدثون,وحين فتحت عيني رأيت العم والخالة وأروى جالسين على مقربة مني وملتفين حول صينية الشواء... ورائحة المشويات تملأ المكان.
    قال العم:
    "ها قد نهض وليد... نوم العافية... تعال وشاركنا".
    جلست ونظرت إلى الجمر المتقد وقلت:
    "آه... أما زال لديكم طاقة بعد السفر!"
    رد العم:
    "وهل ستنامون دون عشاء؟ اقترب بني".
    وجلست معهم أملأ أنفي بالرائحة الطيبة...
    أروى كانت تتولى تقليب المشاوي بهمة... وكانت قد أطلقت شعرها الطويل لنسمات الهواء...
    وعندما هب نسيم قوي حمل خصلة منه نحو الجمر فحركت يدي بسرعة لإبعاده وأنا أقول:
    "انتبهي".
    لا أعرف إن كان العم لا حظ وجود شحنة بيني وبينها أم لا...
    والخالة سرعان ماتدخلت وأعدت الطبق المنشود وبنفسها حملته إلى غرفة رغد, غير أنها عادت به بعد قليل وأخبرتنا أن الفتاة نائمة.

    بعد وجبة غنية كهذه قمت أتمشى في المزرعة وأحرك عضلاتي... غبت طويلا ولما عدت صوب المنزل لم أر غير أروى مضطجعة على ذات البساط الذي كنت نائما فوقه... تراقب النجوم...

    حينما أحست باقترابي جلست وأخذت تلملم شعرها الذي تعبث به الريح...
    اقتربت منها ثم ناديتها وقلت:
    "أروى...يجب أن نضع حدا لكل هذا".
    وقفت أروى وهمت بالمغادرة وهي تقول:
    "نعم... سنضع حدا".

    *****************



  • #344

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array




    نهضت باكرة جدا... على زقزقة العصافير القوية المتسللة عبر النافذة إلى الغرفة.
    فيما بعد فتحت النافذة فتدفقت تيارات باردة من الهواء النقي إلى الداخل... وأطللت من النافذة فرأيت الخضرة تغطي المنظر وتأسر الأعين...
    لم أستطع مقاومة هذه الجاذبية... ارتديت عباءتي وسرت بعكازي بحذر... وخرجت من المنزل.
    كان صباح رائعا... والشمس بالكاد أرسلت الجيش الأول من أشعتها الذهبية لتغزو السماء.
    على مقربة من المنزل وجدت السيدة ليندا تحمل سلة كبيرة وتجمع فيها ما تقطفه من العنب.
    حييتها فردت مبتسمة وسألتني عن أحوال فطمأنتها إلى أنني بخير...
    ووجدتها فرصة عفوية لأشكرها على وقوفها معي وعنايتها بي أيام أصابتي.
    " لا داعي للشكر يابنيتي... نحن عائلة واحدة وجميعنا في خدمة بعضنا البعض".
    كان ردها كريما مثل طبعها... وأشعرني بالخجل من مواقفي السابقة منها بالرغم من أن ندي الحقيقي هو أروى...
    " إنك طيبة القلب جدا وأنا لا أعرف كيف أشكرك أو أعتذر منكِ على أي إزعاج تسببت به لك".
    قلت بصدق وعرفان فكررت:
    "لا ننتظر الشكر من أبنائنا على رعايتهم".
    عجيب! إنها نفس الجملة التي قالها وليد لي مؤخرا!
    ولدى تذكري الجملة تذكرت كيف حملني وليد بالكرسي وصعد بي الدرج ثم نزل دون أن تظهر عليه أي إمارة تعب!
    وكذلك تذكرت (لوحاتي) والموقف الأخير بيننا...
    آه أنتم تعرفون مسبقا... كم هو طويل وعريض وضخم وقوي ابن عمي الحبيب هذا!
    الشيء الذي لا تعرفونه والذي اكتشفته مؤخرا.. هو أن صدره واسع جدا جدا...
    يكفي لأن أغوص فيه وأسبح دون أن أصل إلى بر أرسي عنده!
    ابتسمت ابتسامة عريضة وأنا أتخيل وليد... ربما اعتقدت السيدة ليندا أنني ابتسم لها مسرورة بجملتها الأخيرة...!
    خطوة مبتعدة عنها ومتغلغلة في عمق المزرعة بسرور...
    ملأت صدري من الهواء المنعش الذي شعرت به يسري حتى في أطرافي... وكان عابقا بمزيج من رائحة الخضرة والزهور... كم كان هذا رائعا خلابا...
    بعد فترة من الزمن.. ظهرت الشقراء أمامي فجأة..
    كانت ترتدي ملابس بيتية وتطلق شعرها الطويل للهواء الطلق.. وتسير على العشب حافية القدمين..
    اصطدمت نظراتنا ببعضها وتنافرت بسرعة! هممت بالانسحاب بعيدا عنها لكنها فجأة نادتني:
    "انتظري".
    ماذا؟! أنا أنتظر؟ ومعكِ أنتِ؟
    ألقيت عليها نظرة لا مبالية وهممت بالمغادرة غير أنها اعترضت طريقي...
    "ماذا تريدين؟"
    سألتها بحنق فأجابت:
    "ألا يمكننا التحدث ولو للمرة الأخيرة... كشخصين ناضجين؟"
    لم أستسغ مقدمتها هذه وفي الواقع أنا لا أستسيغ منها أي شيء...
    قلت بحدة:
    "أي حديث بعد؟! بعد الذي فعلته!"
    أروى قالت مدافعة:
    "أنا لم أفعل شيئا يا رغد... وكلانا يدرك أنه كان حادثا عفويا... ولو كنت أعلم مسبقا بأنك ستتضررين هكذا ما كنت اعترضت طريقك".
    عقبت باستهجان:
    "وها أنتِ تعترضين طريقي ثانية...وقد ينزلق العكاز مني وأقع وأصاب من جديد... فهل ستقولين عنه إنه حادث عفوي؟"
    ابتعدت أروى عن طريقي فحثثت الخطى قدر الإمكان... مولية عنها...
    سمعتها تقول من خلفي:
    "لكننا سنضع حدا لكل هذا يا رغد... والحال لن تستمر على هذا النحو".
    لم ألتفت إليها.. فتابعت:
    "من الأفضل أن نناقش الأمر بيننا نحن قبل أن نضعه على عاتق وليد".
    توقفت... فاسم وليد هز وجداني.. لكنني لم أستدر إليها.. وسمعتها تتابع:
    "وليد لن يتحمل وجودنا معا... ولا يستحق هذا العناء... المكان لا يتسع لكلينا...
    وعلى واحدة منا الانسحاب طوعا".
    أثارتني عبارتها الأخيرة أيمّا إثارة... وأرغمتني على الالتفات إليها وأنا أحبس أنفاسي من الذهول...
    تابعت هي:
    "أجل يا رغد... على إحدانا الانسحاب من دائرة وليد... وتركه يعيش بسلام مع الأخرى".
    ازداد اتساع حدقتي عيني وتجمع الهواء الفاسد في رئتي فاضطررت إلى زفره بقوة...
    أروى سارت مقتربة مني... حتى صارت أمامي وهي محملقة في وجهي...
    قالت:
    "إحدانا يجب أن تضحي من أجل راحة وليد..."
    لازلت متسمرة على وضعي... لا أكاد أصدق ما أسمع...
    تغيرت نبرة أروى إلى الحزن.. وتابعت:
    "رغد.. هل تفهمين ما أعنيه؟"
    أطرقت برأسي كلا... كلا لا أريد ان أفهم.. كلا لا أريد أن أسمع المزيد.. لكن أروى قالت:
    "بل تفهمين... البارحة وليد لم ينم مطلقا... راقبته قبل نومي ورأيته يحوم في المزرعة بتشتت... وعندما نهضت فجرا وجدته لا يزال في الخارج شاردا لحد الغيبوبة...
    إنه لا ينام منذ أيام... أوضاعنا تشغل باله لأبعد الحدود... إنه مهموم جدا ويعاني الأمرين بسببنا...
    وأنا أريد أن نضع نهاية لهذا... هل فهمت؟"
    كان صوت أروى يخترق أذني بعنف... وقلبي يتقطع وأنا أسمع منها كلاما كهذا لأول مرة...
    قالت:
    "أعتقد... أن أمر وليد يهمك كما يهمني.. أليس كذلك؟"
    لم أجب فكررت السؤال:
    "أليس كذلك يا رغد؟"
    قلت أخيرا:
    "بلى.. قطعا".
    أروى قالت بنبرة أشد حزنا:
    "يجب أن تضحي إحدانا من أجل راحته... إنه يستحق التضحية".
    نظرت إليها بعمق لم يسبق لي أن نظرت إليها بمثله... بجدية لم يسبق أن علت نظراتي إليها... وباهتمام لم يسبق أن أوليتها لها من قبل...
    وكانت تبادلني النظرات...
    ولم أشعر إلا بدمعة تتجمع في مقلتي ثم تسيل حارقة على خدي...
    خرجت الجملة من حنجرتي واهية مذعورة:
    "تقصدينني أنا؟؟"
    لم تتكلم أروى.. فقلت وأنا أحرك رأسي رفضا:
    "مستحيل..."
    فإذا بها تقول:
    "صدقيني... لقد وصلنا إلى مرحلة لا يمكن أن نستمر نحن الثلاثة معا.. مطلقا"
    أخذت شهيقا باكية وقلت:
    "لكن... لكنه الوصي علي... لا يمكنني الاستغناء عنه.. إنه كافلي".
    قالت:
    "وهو زوجي أيضا".
    وخزتني جملتها وقرصت قلبي... فقلت رافضة:
    "أنت تعبثين بي... تتلاعبين بمشاعري".
    أروى قالت:
    "إنها الحقيقة يا رغد وأنت تدركينها.. لكنك تخدعين نفسك... انظري إلى حال وليد بيننا ... هل يعجبك؟ هل يرضيك أن يعاني كل هذا التشتت؟ هل ترضين له.. هذه المرارة".
    وتخيلت صورة وليد وهو يتشاجر معي ليلة حفلة العشاء... ويقول لي إنه تعب من تقلبات مزاجي.. ويطلب مني تركه يستريح قليلا... وشعرت بسكين قوية تمزق قلبي...
    طأطأت رأسي إلى الأرض فهوت دموعي مبللة العشب...
    آه يا وليد... هل أنت تعاني بسببي أنا؟ هل أنا سبب تعكير مزاجك؟؟ هل وجودي معك هو خطأ كبير علي تصحيحه؟
    لكن.. ماذا عني أنا؟؟
    أنا لا أستطيع العيش بدونك.. إنك الهواء الذي أتنفسه وإن انقطعت عني.. فسأموت فورا..
    "رغد".
    خاطبتني الشقراء فرفعت بصري إليها ولم أرها من غزارة الدموع...
    "رغد.. يجب أن نناقش الأمر.. يجب ألا نستمر في هذه الدوامة التي ستقضي على وليد أولا.. إن كنا نكترث لأمره بالفعل..فيجب أن نتصرف بإثار.. لا بأنانية.. على إحدانا أن تخلي الساحة.."
    عصرت عيني لأزيح الدموع عنها ثم قلت بصوت حزين:
    "لماذا لا تكون ...أنت؟"
    أروى تنهدت ثم قالت:
    "أنا.. مستعدة لأن أفعل ذلك من أجل وليد.. أحبه كثيرا وسأضحي بمشاعري لإراحته.. صدقيني أنا أعني ما أقول.. لكن.."
    قلت:
    "لكن ماذا؟"
    أروى نظرت إلى الأشجار من حولها.. ثم إلى السماء.. ثم عادت إلي..
    "وليد.. متعلق جدا بعمله.. لقد.. كان حلم حياته أن يدير شركة أو مصنعا, كما كان والده رحمه الله..
    تعرفين أن وليد متخرج من السجن.. ولا يحمل شهادة دراسية غير الثانوية...
    لم يرحب أحد به للعمل عنده.. وبالكاد وجد عملا كفلاح بسيط في مزرعتنا لقاء المأوى والطعام.. وليد عانى كثيرا وعاش فترة بائسة جدا العام الماضي..
    ربما لم تشعروا بها كما شعرت بها أنا... وأنا, وأنت كذلك.. كلانا لانريد له أن يعود لذلك البؤس من جديد.. أليس كذلك؟؟"
    هززت رأسي ثم هتفت:
    "كفى"
    واستدرت أريد الهروب بعيدا عن صورة أوروى وكلامها... لكنها تابعت وهي تعلي صوتها:
    "إذا كنت تحبين وليد فعلا فابتعدي عنه... لا تعيديه إلى البؤس يا رغد".
    تابعت طريقي بأسرع ما أمكنني... ولحقتني عبارتها:
    "فكري في الأمر مليا... من أجل وليد".
    كفى... كفى... كفى...
    كنت أسير وأحرك رأسي محاولة نفضه عن كل ما علق به من كلام أروى...
    عندما وصلت إلى غرفتي اندفعت بسرعة أكبر نحو سريري فتعثرت ووقعت قبل أن أصله...
    وعلى الأرض رميت برأسي ونثرت دموعي وأنا أكرر:
    "كلا... كلا... كلا..."
    وعبثا حاولت طرد كلامها من رأسي... غدا كالسم... يسري في عروقي كلها ويشل تفكيري وحركتي ويعميني عن رؤية غير السواد...

    **********************

  • صفحة 86 من 120 الأولىالأولى ... 3676848586878896 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1