صفحة 88 من 120 الأولىالأولى ... 3878868788899098 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 349 إلى 352 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)


  1. #349

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array




    الانهيار الذي ألم بي لدى رؤية خالتي لم يكن بسبب رجلي ويدي.. بل بسبب الصورة الأخيرة التي لا تزال مبثوثة أما عيني.. للخطيبين المتعانقين بكل حمية وانسجام.. والتي لم تفلح رؤية خالتي وعائلتها في محوها عن بصري ذلك اليوم..
    أجرى معي أقاربي تحقيقا مطولا عن إصابتي وشرحت لهم تفاصيلها وأوضحت لهم أنه لا علاقة لوليد بالحادث وأن اللوم كله يقع على الشقراء..
    لم أكن أرى غيرها في عيني.. وأردت أن أحرق صورتها بأي شكل.. وبالغت في التعبير عن غضبي منها ومما حل بي بسببها..
    أما خالتي فقد كانت تضع باللوم على نفسها لأنها سمحت لي بالذهاب إلى المدينة الساحلية بعيدا عن عنايتها...
    وبعد أن استوعب أهلي الأمر وهدأت مشاعر غضبهم الأولية أخذت أسرد لهم بعض أخباري وأخبار الجامعة وحياتي اليومية في المنزل الكبير..
    وأخبرتهم كيف كان وليد يعتني بي... ويعاملني بكل لطف ومودة.. وكيف بقي مرابطا إلى جانبي فترة مكوثي في المستشفى.. وأشياء كثيرة كان وليد يقدمها لي بكل سخاء.. لم أشعر بافتقادها إلا الآن..
    والحديث عن وليد لم يعجب حسام الذي قال منفعلا:
    "أنت طيبة يا رغد... ولن تحكمي على ذلك المتوحش إلا بالطيب!"
    قلت مدافعة:
    "لماذا تنعته بالمتوحش يا حسام؟؟"
    قال:
    "هل نسيت كيف هاجمني ذلك اليوم؟ وكيف لطم شقيقه بقسوة أمام عيني يوم كنا في بيتكم يا رغد؟ وكيف جرك من يدك رغما عنك وأجبرك على السفر معه إلى الجنوب. إنه متوحش وهمجي كسائر المجرمين الــ.."
    غضبت كثيرا وقلت مندفعة مقاطعة:
    "لا تنعته بهذا.. لا أقبل منك... كيف تجرؤ؟؟"
    والجملة ضايقت حسام فانسحب من الغرفة التي كنا نجلس فيها..
    حل الصمت على الأجواء.. ثم تكلمت نهلة قائلة:
    "لا تكوني قاسية عليه يا رغد! إنه غاضب لأجلك".
    وأضافت سارة:
    ""يحبك كثيرا".
    التفت إلى هذه الأخيرة فرأيتها تبتسم ابتسامة شديدة الغباء.. كعادتها.. تجاهلتها وجملتها كما تجاهلتها خالتي ونهلة..
    خالتي قالت بعد ذلك:
    "على كل يا رغد.. ها قد عدت ولن أدعك تغادرين ثانية".
    ألتفت إلى خالتي نظرة متوجسة فقابلتني بنظرة شديدة الإصرار وقالت:
    "إلى هنا ويكفي..سنحل هذه المسألة جذريا اليوم قبل الغد".
    ورأيتها تضبط حجابها وتتجه نحو الباب فقلت بقلق:
    "إلى أين خالتي؟"
    قالت بحزم:
    "سأذهب لأتحدث مع وليد.."
    وخرجت مباشرة وتبعتها سارة دون ترك فرصة لي لأي ردة فعل...
    نظرت إلى نهلة في توتر وقلت:
    "ماذا ستفعل؟؟"
    أجابت نهلة:
    "لا أعرف!ربما ستتشاجر مع ابن عمك!"
    قلت مستهجنة:
    "لماذا كلكم متحاملون على وليد؟ قلت لكم إنه ليس مذنبا في شي".
    قالت نهلة:
    "تدافعين عنه لأنك تحبينه يا رغد..لكنه في الواقع رجل متسلط وقاسٍ ومكابر.. إننا جميعا في هذا المنزل لا نرتاح له..."
    قلت بعصبية:
    "إنكم جميعا لا تعرفون شيئا..تصدرون حكما ظالما على شخص لم تعاشروه... أرجوك يا نهلة الحفي بخالتي واطلبي منها الحضور إلى هنا فورا".
    لم تتحرك نهلة فقلت:
    "هيا يجب أن أعرف أولا ما الذي تخطط له"ز
    ولم تتحرك نهلة بالسرعة المطلوبة.. غادرت الغرفة, وعادت بعد دقيقتين.. وما إن رأيتها بادرتها بالسؤال:
    "هل لحقت بها؟"
    قالت:
    "نعم, وهي الآن في غرفة الضيوف".
    صحت بعصبية:
    "تبا! ولماذا لم توقفيها؟ لا بد أنها الآن تتشاجر مع وليد".
    نظرت إلي نهلة نظرة استنكار ثم قالت:
    "لا تخافي على مشاعر ابن عمك!... إنه ليس هنا".
    قلت مستغربة:
    "ليس هنا؟؟"
    قالت:
    "غادر منذ زمن.. يبدو أنه قد رحل فور إنهاء فنجان قهوته!"

    *************************

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #350

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array



    إنني تجرعته جرعة كدت أغص بها.. بسبب النظرات التي تقدح شررا من حولي... مصوبا نحوي..
    صحيح أن أبا حسام قدم الاعتذار عما قالته زوجته لي.. لكن ذلك لم يخفف عني شيئا.. وبحياتي لم أقف أمام شخص يدعو علي علنا وبهذا الشكل.. وأكثر ما خيبني هو موقف رغد البارد..
    نعم كنت أتوقع أن يثور أقاربها علي ولكن ليس بهذا الشكل..
    سامحهم الله...
    وصلت إلى شقة شقيقي سامر أخيرا.. ولم أكن قد اتصلت به.. وأردت أن أفاجئه بحضوري...
    قرعت الجرس وغطيت بإصبعي عدسة الباب لئلا يراني..
    قرعت ثانية وثالثة وما من مجيب! لكنني كنت قد رأيت سيارته في المواقف.. ولا شك أنه في الشقة..
    أخيرا سمعت صوتا منخفضا يسأل:
    "من هناك؟"
    لم أتبين ماهية الصوت.. فطرقت الباب لعله يعاود الحديث.. فكرر الصوت بنبرة حذرة:
    "من الطارق؟"
    نعم إنه صوت شقيقي.
    قلت:
    "شخص يريد معانقتك فورا.. افتح الباب".
    وبدا كأن أخي لم يميز صوتي.. ثم رأيت الباب ينفتح بحذر.. ورأيت رأس أخي يطل منه أخيرا..
    اندهشت ملامحه كثيرا وانفغر فاهه.. لكن دهشتي أنا كانت أكبر!
    "وليد!"
    قال والعجب يعلوه..
    قلت:
    "بشحمه ولحمه!"
    لم يفتح سامر الباب وظل محملقا بي لثوان...
    قلت:
    "هل أبدو شبحا؟"
    هنا بدأ سامر يبتسم وفتح الباب ومد ذراعيه لمعانقتي..
    "إنني أكاد لا أصدق عيني! فاجأتني يا رجل".
    ابتسمت وقلت:
    "بل أنا المندهش يا أخي.."
    وأشرت بإصبعي إلى عينه اليمنى وقلت:
    "اختفت الندبة تماما! تبدو وسيما للغاية".
    سامر ضحك وهو يمسك بيدي ويقودني إلى الداخل..
    تذكرون أن جفني عين سامر اليمنى قد أصيبا بحرق بالجمر عندما كان طفلا صغيرا.. وأن عينه تشوهت وأصبحت نصف مغلقه وقبيحة المنظر.. وكان أبي رحمه الله يود إخضاعه لجراحة تجميلية غير أن أوضاعنا المادية في تلك الفترة كانت سيئة..
    في لقائنا الأخير كان سامر قد بدأ علاج الندبة والآن عالج حركة الجفن وما لم يقق الناظر إليها جيدا فإنه لن يكتشف وجود أي أثر أو فرق بين عينيه..
    الحمد لله..
    في داخل الشقة وجدت ضيوفا لأخي.. عرفنا سامر إلى بعضنا البعض, وبعد حديث قصير استأذن الضيوف وغادروا...
    قلت:
    "أرجو ألا تكون زيارتي قد أتت في وقت غير ملائم".
    قال سامر:
    "ماذا تقول يا أخي! إنهم رفقائي في العمل.. نلتقي في كل وقت.. لا تأبه لهم".
    ابتسمت فقال سامر:
    "لكنك فاجأتني! ما سر هذه الزيارة غير المتوقعة؟"
    قلت مداعبا:
    "اشتقت لعينك اليمنى فجئت أتفقدها".
    ضحك سامر ثم قال:
    "بجد وليد.. لِمَ لم تبلغني لأستقبلك في المطار؟"
    أجبت:
    "أردت أن أقتحم عليك الشقة!"
    وضحكت ثم أضفت:
    "في الحقيقة كنا قادمين إلى المزرعة.. فأتيت لأزورك".
    سامر ابتسم ابتسامة خفيفة ثم سأل:
    "و... ورغد؟"
    قلت بعفوية:
    "تركتها في بيت خالتها".
    شيء من التردد ظهر عليه ثم قال:
    "لِمَ لم تحضرها معك؟ أعني أننا لم نسمع من بعضنا منذ شهور".
    آه يا سامر... أتريد القول إنك اشتقت إليها؟؟
    إنني أسوأ شخص لتبدي لهفتك عليها أمامه!
    وربما أحس سامر ببعض الأفكار تدور في رأسي فقال مغيرا الدفة:
    "كيف سارت أموركم المدينة الساحلية؟ وما أحبار نسبائك؟"
    أجبت:
    "الحمد لله.. وهم يبلغونك السلام".
    "سلمهم الله.. ماذا عن أقارب رغد؟"
    قلت:
    "أتيت من منزلهم.. الجميع بخير".
    قال:
    "لم أتصل بهم منذ فترة! ما أخبار حسام؟ هل التحق بالمعهد كما كان يخطط؟"
    أجبت:
    "لا أعرف فأنا لم أطل البقاء لديهم ولم أسمع آخر أخبارهم".
    ثم أضفت:
    "مررت لدقائق مصطحبا رغد".
    عاد ذلك التوتر الخفي إلى وجه أخي وتجرأ وسأل:
    "وكيف هي؟ وكيف تعايشت مع خطيبتك في المنزل؟؟"
    استغربت السؤال كثيرا.. ولماذا تسأل عن تعايشها مع خطيبتي؟؟ وهل تعلم بأن بينهما شيئا؟؟
    قلت:
    "مع خطيبتي؟"
    رفع سامر كتفيه وحاجبيه وقال:
    "آه نعم.. فهي كانت.. أعني أنها لم تكن.. منسجمة معها في السابق... آمل أن يكون الوضع قد تغير!!"
    رباه!
    هل تعرف أنت يا سامر عن توتر العلاقة بين الفتاتين؟ لا بد أن رغد كانت توافيك بالأخبار..!
    قلت راغبا في التأكد:
    "هل.. تتصل بك رغد؟؟"
    بهت سامر واندهش من سؤال ورد مباشرة:
    لا لا!... لم أتحدث معها منذ كنتما معي في الشقة".
    كان ذلك قبل شهور.. عندما مرضت ولازمت فراش شقيقي ليوم وليلة.. هنا في الشقة.. بعد حادث السيارة.. ولكنني لم أعرف أن رغد كانت قد أبلغته آنذاك عن علاقتها المتوترة مع أروى.. حتى أنني لم أكن أعير ذلك التوتر اهتماما حقيقيا آنذاك..
    قلت:
    "حسنا.. يبدو أنك تعرف أن العلاقة بينهما مضطربة".
    ظهر الاهتمام على وجه أخي.. وتابعت:
    "لا تزال كذلك".
    سأل أخي بقلق:
    "إذن كيف كانتا تتعملان مها هناك؟"
    قلت:
    "بتنافر متبادل... خصوصا في الآونة الأخيرة".
    ثم أضفت:
    "والآن هما متخاصمتان تماما".
    قال سامر:
    "توقعت هذا".
    أثار حيرتي وفضولي.. فسألت:
    "عفوا؟؟"
    ارتبك سامر ثم أوضح:
    "أعني.. أن رغد لا تتكيف بسهولة مع أحد.. من الصعب جدا أن تكسب صداقتها.."
    لم أعلق فتابع سامر:
    "إنها حذرة جدا في اختيار من ترغب في منحهم صداقتها.. ولا تتأقلم مع من هم خارج إطار سنها أو اهتماماتها أو مجالها الفكري.."
    سامر!
    هل تريد أن تفهمني أنك تعرف رغد خير مني؟؟
    بالطبع تعرف.. فأنت بقيت قريبا منها طوال السنين التي حرمت أنا فيها منها.. وكبرت وتطورت شخصيتها أمام عينيك...
    وأصبحت أقرب الناس إليك ألصقهم بك..!
    أما أنا فلم أصل للدائرةالتي بارتباطك الشرعي أنت بها..أمكنك تخطيها...
    تأملت شقيقي.. في أعماق عينيه كانت المرارة تتكلم.. إنه يتحدث عن الفتاة التي كانت خطيبته لما يقرب من أربع سنين... والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الزواج به..
    تأملت لأجله.. لكن..
    يا سامر.. ألم تجد في هذه الدنيا غير حبيبتي أنا.. كي تعلق قلبك بها؟؟
    إن رغد.. منذ أن حلت بعائلتنا قبل 15 عاما وأكثر.. أصبحت لي..
    قلت:
    "على كل.. ستظل في بيت خالتها لعدة أيام.. يمكنك زيارتهم وتفقد أحوالها وقت تشاء".
    استغرب سامر وقال:
    "عدة أيام؟؟ غريب! ماذا عن الجامعة. أهي مجازة؟؟"
    صمت قليلا ثم قلت:
    "إنها... في إجازة مرضية طويلة.. فهي.. مصابة بكسور في قدمها ويدها".

    ***************************



  • #351

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array




    مر يوم وأنا أقيم باسترخاء في بيت خالتي.. وفر لي أفراد العائلة سبل الراحة وتفانوا في رعايتي والاهتمام بي..
    غير أن ذلك لم يخلصني من التفكير المستمر في وليد... خصوصا وأنه لم يتصل للسؤال عني حتى الآن..
    تراقبني نهلة وأنا ممسكة بهاتفي المحمول في تردد... أأتصل أم لا؟
    "هل يصعب عليك الاتصال بيدك اليسرى؟ دعيني أساعدك".
    قالت ذلك نهلة بخبث.. فهي تدرك ما الذي يدور برأسي..
    قلت مستسلمة:
    "الغريب أنه لم يخبرني قبل مغادرته ولم يتصل ليتفقد أحوالي.. في المنزل كان يتفقدني ألف مرة في اليوم والآن نسيني!؟ لا سلام ولا كلام ولا خبر... لا أعرف إن كان قد ذهب إلى سامر أم عاد إلى الشقراء".
    وتذكرت صورتها الأخيرة فامتقع وجهي... ثم تذكرت حديثها الأخير معي صباح الأمس.. فأبعدت الهاتف عني..
    لاحظت نهلة حركتي الأخيرة فقالت:
    "جيد! لا تتصلي.. واختبري مدى قدرتك على تحمل بعده".
    قلت:
    "لا أتحمل.. لا يمكنني تخيل حياتي بدونه! سأموت إذا ابتعد عني".
    رفعت نهلة حاجبيها ونظرت إلى السقف استنكارا..
    قلت مدافعة عن كلامي ومؤكدة له:
    "إذا تخلى عني فسوف أموت فورا.. صدقيني... لا أستغني عنه يوما ولا ساعة... والدخيلة البغيضة.. اللصة.. تطلب مني الخروج من حياته.. تريد الاستحواذ عليه لوحدها.. تظن أنها أقرب وأحق به مني".
    هبطت نهلة ببصرها من السقف علي وعلقت:
    "وهي على صواب يا رغد!"
    توترت وكدت أصرخ.. حتى أنت يا نهلة؟؟ حتى أنت؟؟
    قلت بعصبية:
    "كلا.."
    ردت نهلة مباشرة وبشيء من القسوة:
    "يا رغد... لمَ لا تستفيقين من أحلامك الخرافية؟؟ ما الجدوى من حب رجل متزوج؟ إنك تهدرين عواطفك سدى".
    أحست نهلة بأنها قست علي.. فأقبلت نحوي وأمسكت بيدي اليسرى وقالت مواسية:
    "أنا قلقة عليك.. وأفكر بعقلانية.. لقد مضت فترة طويلة.. وأنت لا تزالين تحلمين بالمستحيل.. تعذبين نفسك.. انظري إلى أين وصلت؟"
    وهي تشير إلى عكازي..
    ثم تابعت:
    "آن الآوان لتستفيقي.. اتركي الرجل وخطيبته يواصلان مشوارهما.. بسلام.. وانتبهي أنت لنفسك.. والتفتي للشخص الذي ينتظر منك الإشارة ليغمرك بكل الحب والحنان اللذين تحتاجينهما".
    نظرنا أنا ونهلة لبعضنا نظرة طويلة... عميقة... وأنا أشعر بأن الدنيا كلها تتخلى عني وتقف في صف أروى..
    فجأة رن هاتفي المحمول فسحبت يدي بسرعة من بين يديها وأخذت الهاتف وأجبت حتى قبل أن ألقي نظرة على اسم المتصل..
    سمعت نهلة تقول باستنكار:
    "أنت حالة ميؤوس منها!"
    لم أعرها امتماما وتحدثت عبر الهاتف بلهفة:
    "نعم مرحبا".
    متوقعة أن يكون وليد..
    لكنه لم يكن!
    لقد كان.. سامر!
    سألني عن أحوالي.. وعن إصابتي وحمد الله على سلامتي.. ودار بيننا حديث قصير علمت من خلاله أن وليد سيظل معه بضعة أيام..
    ثم قال فجأة:
    "هل يمكنني أن أزوركم الليلة؟"
    اشتعل وجهي احمرار من الحرج.. تعثرت في كلامي ولكنني أوصلت إليه:
    "بالطبع.. أهلا بك.. سأخبر خالتي بهذا".
    وبعد أن أنهينا المكالمة نظرة إلى نهلة فرأيتها تحملق بي بخبث!
    قلت:
    "إنه ليس وليد بل سامر".
    عادت تنظر إلى السقف...
    قلت:
    "ويريد أن يحضر لزيارتنا الليلة".
    نظرت إلي بخبث وقالت:
    "تعنين لزيارتك".
    تنهدت وقلت وبريق الأمل يشع في عيني:
    "وبالطبع سيأتي وليد معه.. سأطلب من خالتي أن تعتذر إليه".
    وفيما بعد تحدثت مع خالتي ووعدتني بأن تتحدث مع وليد بهدوء وتعتذر عما قالته يوم أمس...
    وعندما حل المساء.. وعند الثامنة والنصف قرع جرس المنزل..
    انتظرت إلى أن جاء حسام ليخبرني:
    "يرغب ابن عمك في إلقاء التحية عليك".
    قلت بشوق يكاد يفضحني:
    "هل حضر وليد؟"
    نظر حسام إلى نهلة الجالسة بقربي.. ثم إلي وقال:
    "لم أعن هذا الـــ.."
    وانتبه لنفسه ولم يتم.. ثم قال:
    "أعني سامر".
    قلت بخيبة أمل:
    "وحده؟"
    أجاب:
    "والاي معه الآن.. تعالي لتحييه".
    نظرت إلى نهلة ففهمتني..
    قمت ورافقت حسام إلى غرفة الضيوف.. حيث كان سامر يجالس خالتي وزوجها..
    ما أن رآني حتى وقف ونظر إلى العكاز وعلت تعبيرات وجهه علامات المفاجأة والألم..
    أما أنا فقد دهشت للتغير الجديد في مظهر عينه...
    "مرحبا سامر.. كيف حالك".
    بادرت في تحيته فرد والقلق يغلف نظراته وصوته:
    "مرحبا رغد.. كيف حالك أنت؟ سلامتك ألف سلامة".
    قلت:
    "سلمك الله. الحمد لله إصابتي في تحسن.. تفضل بالجلوس".
    وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث نحن الخمسة ساعة من الزمن ثم استأذن سامر للمغادرة..
    قبل انصرافه أعطاني ظرفا قال لي أنه من وليد... وسألني عما إذا كنت بحاجة لشيء فشكرته وودعته على أن نبقى على اتصال...
    أما الظرف فقد كان كما توقعت يحوي مبلغا من النقود...

    ********************************


  • #352

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array




    انها النقود التي كانت في محفظتي ونسيت تسليمها لرغد بعد أن أصابني الإرباك وأنا أراها جالسة على عتبة المنزل في المزرعة...
    لم أرغب في الذهاب.. لذا تركت شقيقي يخرج لزيارتها وتسليمها النقود بنفسه.. وبقيت وحيدا في شقته..
    كما أنني أيضا لم أرغب في الاتصال لا بها ولا بأروى.. وآثرت البقاء بعيدا عن كليهما لبعض الوقت..
    باشرت بتنظيم الحاجيات القليلة التي حملتها معي.. وعندما فتحت خزانة الملابس الخاصة بشقيقي فوجئت برؤية فساتين نسائية معلقة آخر الصف...
    أصابتني الدهشة والحيرة.. وتملكني الفضول لإلقاء نظرة على بقية الخزانة والأدراج.
    لن تصدقوا أنني وجدت خاتم خطوبة سامر الفضي موضوعا في أحد الأدراج مع مجموعة من علب الهدايا والمجوهرات...
    وكان أحد الأدرلج مقفلا والله الأعلم.. ما الذي يخبئه شقيقي فيه...
    أخذت أعبث بالخاتم في يدي وأنا شارد التفكير.. وشاعر بقلق شديد على سامر..
    وفكرت في الألم الذي يعانيه وفي الصدمة التي ستصيبه إن أنا تزوجت رغد..
    إنها نفس المشاعر التي عانيت مرارتها حين اكتشفت ارتباطه هو بها..تجربة قاسية جدا لا أريد لشقيقي الوحيد أن يخوضها..
    وأضافة إلى عشرات المشاغل والهموم التي تثقل صدري وتزدحم في رأسي, أضفت اليوم هما جديدا... اسمه سامر..
    ولم أدر يومها.. أنه الهم الذي سيحتل المركز الأول في قائمة المصاعب التي لا يزال القدر يخبئها لي في المستقبل القريب..

    *****************************


    مرت أيام وأنا في بيت خالتي لا هم لي سوى التفكير الملي بما قالته الشقراء لي آخر مرة... حالتي النفسية لم تكن جيدة وقد لاحظ ذلك أفراد العائلة.

    "والآن يا رغد.. ما الذي يشغل بالك لهذا الحد؟ إننا جميعا قلقون عليك".
    كان هذا سؤال خالتي والتي كانت تلحظ شرودي... أجبت:
    "لا شيء خالتي.."
    قالت غير مصدقة:
    "لا شيء؟"
    أجبت مدعية:
    "إنني.. قلقة بشأن.. أعني بشأن الجامعة وغيابي عنها".
    ولا أدري إن بدا كلامي مقنعا أم لا, غير أنه لم يقنع نهلة الجالسة معنا... بطبيعة الحال.
    قالت خالتي:
    "الجامعة والجامعة! دعك منها يا رغد.. وانسي أمرها".
    حدقت في خالتي بتعجب! فقالت:
    "لست بحاجة إليها ولا أرى داع لها أصلا".
    قلت مندهشة:
    "خالتي! كيف تقولين هذا؟"
    قالت:
    "لو لا إلحاحك ما كنت وافقت على الذهاب مع ابن عمك للجنوب من أجل الدراسة.. اصرفي نظرا عنها أو التحقي بالمعهد مثل حسام".
    قلت محتجة:
    "ولماذا أفعل ذلك؟ أنا مسرورة بدراستي وناجحة بل ومتفوقة فيها".
    وأضفت:
    "ثم أن وليد قد دفع تكاليف الدراسة لهذا العام كاملة... وهو مبلغ طائل لن نضيعه هباء".
    قالت:
    "وماذا عن السنوات التالية؟"
    قلت:
    "سيدفعها أيضا".
    قالت معترضة:
    "ولماذا يكبل نفسه كل هذا العناء؟ الجامعات الأهلية مكلفة جدا".
    قلت:
    "لكن وليد ثري جدا.. ومصاريف دراستي لا تساوي شيئا أمام كل ما يحصل عليه".
    قالت خالتي:
    "لا نريد أن نكلف الرجل فوق هذا.."
    قلت متعجبة:
    "ماذا تعنين؟ إنه الوصي علي!"
    قالت خالتي:
    "هنا مربط الفرس..."
    ولم أفهم ما تعنيه.. ثم قلت:
    "على كل نحن ننتظر حضوره حتى نضع النقاط على الحروف".
    وحالما انصرفت خالتي سألت نهلة:
    "ما الذي تعنيه خالتي وماذا تقصد؟؟"
    نهلة ردت:
    "هذه المرة.. أمي جادة جدا بشأن إقامتك معنا بشكل دائم يا رغد!"
    قلت مندهشة:
    "والجامعة؟؟ ووليد؟؟"
    قالت:
    "آن الآوان... للتحرر منهما!"
    في ذلك اليوم لم أطق صبرا... واتصلت بوليد... أخيرا...
    وكأنني أكلمه للمرة الأولى في حياتي... لا أعرف لماذا ارتبكت وتسارعت نبضات قلبي..
    وفور سماعي لصوته.. انصهرت كما تنصهر الشمعة... دمعة دمعة!
    "كيف أنت؟ ولماذا لا تتصل بي؟"
    تجرأت وسألته بعتاب.. إذ إنه لم يهاتفني ولا مرة مذ أحضرني إلى هنا.. وكأنني عبء ما كاد أنه تخلص منه!
    وليد قال:
    "لم أشأ إزعاجك.. وأعلم أن أقاربك يعتنون بك جيدا".
    حتى وإن! أنت أبي بالوصاية.. أليس من واجبك السؤال عني كل يوم؟
    قلت:
    "ومتى ستحضر؟"
    قال:
    "هل هناك شيء؟؟"
    قلت:
    "لا لا... لا تقلق.. إنما قصدت.. متى سيتعين علينا العودة؟"
    لم يجبني مباشرة ثم قال:
    "لا يزال أمامنا بعض الوقت.. موعدك في المستشفى لم يحن".
    هكذا إذن! لن تأتي لرؤيتي إلا يوم السفر أم ماذا؟؟
    قلت:
    "إن خالتي ترغب في الحديث معك".
    قال:
    "حسنا..."
    قلت:
    "لا أعني على الهاتف.. تود أن تأتي للعشاء عندنا.. والتحدث".
    قال:
    "لا بأس.. لنقل بعد يومين؟ فأنا في الطريق إلى المزرعة الآن".
    فوجئت.. وخذلتني جملته الأخيرة.. ذاهب إلى المزرعة ولم تفكر بالمرور بي؟؟
    قلت:
    "هكذا إذن؟ حسنا لن أشغلك وأنت تقود السيارة.. رافقتك السلامة".

    ****************************

  • صفحة 88 من 120 الأولىالأولى ... 3878868788899098 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 85 (0 من الأعضاء و 85 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1