مع أنها بلد أشم يحفه ** روض يشم فمن منى ومنون
تجري بأعيننا عيون مياهه ** محفوفة أبدا بحور عين
وتركتها والنوء ينزل راحتي ** عن مال قارون إلى قارون
جفن: بالفتح ثم السكون ونون. ناحية بالطائف. قال محمد بن عبد الله النميري ثم الثقفي:
طربت وهاجتك المنازل من جفن ** ألا ربما يعتادك الشوق بالحزن
جفيز: بالفتح والكسر وياء ساكنة وراء. موضع في شعر حجر الملك آكل المرار. قال:
لمن النار أوقدت بجفير ** لم ينم عنك مصطل مقرور
في أبيات وقصة عجيبة ذكرتها في أخبار امرىء القيس بن حجر من كتابي في أخبار الشعراء.
الجفير: تصغير الجفر. قرية بالبحرين لبني عامر بن عبد القيس.
[عدل] باب الجيم والكاف وما يليهما
جكان: بالفتح ثم التشديد. محلة على باب مدينة هراة. منها أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الهروي الجكاني رحل إلى الشام فسمع أبا اليمان ويحيى بن صالح الوحاظي بحمص وآدم بن أبي إياس ومحمد بن أبي السري العسقلاني وزيد بن مبارك وسلام بن سليمان المدائني روى عنه أحمد بن إسحاق الهروي وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن حميرويه السياري الكرابيسيي وغيرهم قال أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول سمعت أبا تراب محمد بن إسحاق الموصلي يقول كنا في مجلس عبد الله بن أحمد بن حنبل ببغداد فحدثنا عن أبيه عن أبي اليمان بحديث وإلى جنبي رجل هروي لم يكتب ذلك الحديث فقلت له لم لاتكتب فقال حدثنا شيخ لنا ثقة مأمون بهراة عن أبي اليمان وهو حي يقال له علي بن محمدبن عيسى الجكاني فكان ذلك سبب خروجي إلى خراسان فلما دخلت هراة سألت عن منزل علي بن محمد الجكاني فدلوني على منزله فبقيت استأذن كل يوم ولا يأذن لي إلى أن قعدت يوما على بابه فأذن لجماعة من جيرانه فدخلت معهم فكلموه فلما قامها التفت إلي فقال لم دخلت داري بغير إذني فقلت قد استأذنت غير مرة فلم يؤذن لي فلما أذن للقوم دخلت معهم قال وكان على فراش وتحته من التراب ما الله به عليم فقال ولم جلست على تكرمتي بغير إذني فمددت يدي وقلبتها على الفراش ونثرت من ذلك التراب عليه وقلت هذه تكرمة فوجد علي وأسمعني فاستشفعت إليه بأبي الفضل بن أبي سعد فقال ليس له عندي إلاطبق واحدفليجمع فيه ماشاء من حديثي فكتب لي أبو الفضل بخط يده طبقا من حديثه على الورق الجيهاني الكبير جمع فيه كل حديث كبير فأتيته به فقال هه اقرأ فكنت أقرأ عليه وهو ينقطع إلى أن قرأته فقال قم الآن ولا أراك بعدها ومات على الجكاني سنة 292.
جكل: بكسرتين ولام. بلد بما وراء نهر سيحون من بلاد تركستان قرب طرار براءين مهملتين. منها أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى بن يونس الجكلي خطيب سمرقند أيام قدرخان روى عن أبي القاسم عبيد الله بن عمر الخطيب روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وتوفي بسمرقند في شعبان سنة 516.
جكران: بالضم ثم السكون وراء وضبطه بعضهم بالواو مكان الراء وضبطته أنا من نسخة أبي سعد بالراء وترتيبه في كتابه يدل على الراء لأنه ذكره قبل الجكلي، وهي من قرى سجستان. منها أبو محمد الحسن بن فآخر بن محمد الكرابيسي سمع أبا سعيد محمدبن الحسن القاضي السجستاني. قال أبو سعد: روى لنا عنه أبو جعفرحنبل بن علي بن الحسين السجزي بهراة.
[عدل] باب الجيم واللام وما يليهما
جلاباذ: بالضم وبين الألفين باء موحدة وآخره ذال معجمة. محلة كبيرة كانت بنيسابور يقال لها كلاباذ. منها أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب بن هارون الفقيه الجلاباذي الشعبي عم أبي أحمد الشاهد سمع يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي وغيره روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه وغيره توفي في ذي القعدة سنة 338.
جلآب: بالضم وتشديد اللام. اسم نهر بمدينة حران التي بالجزيرة مسمى باسم قرية يقال لها جلآب ومخرج هذا النهر من قرية تعرف بدب بينها وبين جلاب أربعة أميال ومنتهاه إلى البليخ نهر الرقة يصب فيه إن فضل منه شيء في الشتاء وأما في غيرالشتاء فلا يبقي ببعض ما عليه من الأراضى المزدرعة لأنه صغير، وذكر الجهشياري أن إسماعيل بن الكاتب في أيام الرشيد حفر حران قناة يشربون منها يعرف بجلاب بينه وبين حران عشرة أميال. قال أبو نواس:
بنيت بما خنت الإمام سقاية ** فلا شربها إلا أمر من الصبر
فما كنت إلا مثل بائعة آستها ** تعود على المرضى به طلب الآخر
جلاجل: بالضم وكسر الثانية ويروى بفتح الأولى ورأيته بخط أبي زكرياء التبريزي بحاءين مهملتين الأولى مضمونة وأصله في قولهم غلام جلاجل بجيمين إذا كان خفيف الروح نشيطا في عمله و كذلك غلام جلجل. قال ابن الأعرابي جلاجل كثير الجلاجل وهداهد كثير الهداهد والقراقر كثير القراقر كأنه يقول إن فعالل من أبنية التكثير والمبالغة، وقال الأزهري جلاجل. جبل من جبال الدهناء وأنشد لذي الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ** وبين النقا اأنت أم أم سالم جلالاباذ: اسم قلعة حصينة بقومس.
جلال: بالفتح وتشديد اللام الأولى. اسم لطريق نجد إلى مكة. قال نصر سمي به كما سمي مثقب والقعقاع كذا قال ولا أعرف معناه، وخبرنا رجل من ساكني الجبلين أن جلآلا رمل في غربي سلمى وحده من جهة القبلة غوطة بني لام ومن الشمال اللوى ومن الغرب عرفجاء وشرقيه بقعاء. قال الراعي:
يهيب بآخراها بريمة بعد ما ** بدا رمل جلآل لها وعوابقة أي نواحيه، وفي حديث الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده قال التقطت شبكة على ظهر الجلآل بقلة الحرن فأتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت اسقني
شبكة على ظهر الجلآل الحديث ذكره التضر بن شميل- والشبكة والشبك- الآبار المجتمعة. الجلاميد: جمع جلمود وهو الصخر ذات الجلاميد. موضع بالحزن حزن بني يربوع من ديار تميم. قال ذكوان بن عمرو الضبي يهجو غالبا أبا الفرزدق في قصة:
زعمتم بني الأقيان أن لم نضركم ** بلى والذي ترجي لديه الرغائب
لقد عض سيفي ساق عود قناتكم ** وخر على ذات الجلاميد غالب الجلآنية: بالفتح وتشديد اللام وكسر النون والياء مشددة. من قلاع الهكارية من نواحي الموصل.
جلاوند: بتخفيف اللام وفتح الواو وسكون النون. من قرى قم. نسب إليها بعضهم.
جلاهيد: كنا وجدته في شعر الراعي في النسخة المقروءة على أحمد بن يحيى ثعلب وهو في قوله:
فأفرعن من وادي جلاهيد بعدما ** كسى البيت ساقي الغيضة المتناصر جلباط: بالضم. ناحية بجبل اللكام بين أنطاكية ومرعش كانت بها وقعة سيف الدولة بن حمدان بالروم افتخر بها أبو فراس فيما افتخر، فقال:
فأوقع في جلباط بالروم وقعة ** بها العمق واللكام والبرج فاخر جلب: وهو في اللغة جمع جلبة وهي بقعة وجلب الليل سواده عن الأزهري وجلب، اسم واد بتهائم اليمن لبني سعد العشيرة بين الجون وجازان وكان يقال له الخصوف.
جلب: بالكسر والجلب في اللغة سحاب رقيق ليس فيه ماء وكذلك الجلب بالضم وجلب الرجل وجلبه أيضا عيدانه وجلب موضع في بلاد عبس وفي حديث نجدة الحروري أنه بعث داود بن الضبيب مصدقا إلى بني ذبيان وعبى فقاتلته بنوجذيمة من عبس بجلب ماء لهم فأصابهم، فقال في ذلك رجل من بني عبس:
ألم تريا جلبا تغير بعدنا ** وسال دما شرقيه ومغاربه
وكائن ترى بين الزوية والصفا ** مجر كمي لا تعفى مساحبه
فلا ظفرت أيدي جذيمة إن نجت ** أقيش وهم قواده ومقانبه جلجل: بالضم. دارة جلجل. قال الأصمعي وأبو عبيدة هي من الحمى، وقال غيرهما هي من ديار الضباب بنجد فيما يواجه ديار فزارة ذكرها امرؤ القيس وقد فسرت الدارة في بابها، والجلجل أصله الذي يعلق على الدواب من صفر فيصوت وفي المثل جري: يعلق الجلجل. قال أبو النجم.
إلا امرؤ يعقد خيط الجلجل يريد الجريء الذي يخاطر بنفسه وغلام جلجل وجلاجل خفيف الروح.
الجلحاء: بالفتح ثم السكون ثم حاء مهملة وألف ممدودة أصله يقال له بقرة جلحاء وهي التي يذهب قرناها آخرا، وقيل بقرة جلحاء وكذلك الشاة وهي بمنزلة الجماء التي لا قرن لها ويقال أكمة جلحاء إذا لم تكن محددة الرأس ولعل هذا الموضع سمي بذلك وهو موضع على ستة أميال من الغوير المعروف بالزبيدية بين العقبة والقاع فيها بركة وقباب خراب وفي غربيها بئر قليلة الماء عذبة رشاوها نحومن خمسين قامة ومنها إلى القاع ستة أميال.
جلح: من مياه كلب ثم لبني تويل منهم.
جلخباقان: بفتحتين وسكون الخاء المعجمة وباة موحدة وبين الألفين قاف وآخره نون. من قرى مرو.
جلختجان: بالضم ثم الفتح وسكون الخاء وضم التاء وجيم آخرى وألف ونون. قرية من قرى مرو أيضا بينهما خمسة فراسخ. خرج منها جماعة قديما وحديثا. منهم أبو مالك سعيد بن هبيرة الجلختجاني يروي عن حماد بن زيد سمع منه القاسم بن محمد الميداني.
جلذان: بكسر الجيم وسكون اللام واختلف في الدال فمنهم من رواها مهملة ومنهم من رواها معجمة. موضع قرب الطائف بين لية وسبل يسكنه بنو نصر بن معاوية من هوازن قيل سمي بجلذان بن أزال بن عبيل بن عوص بن إرم بن سام ين نوح عليه السلام وأزال والد جلذان وهو الذي اختط صنعاء اليمن وقال نصر بن حماد في كتاب الذال المعجمة أسهل من جلذان حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة، وقال الزمخشري بطق جلذان معجمة الذال وقولهم صرحت بجلدان مهملة. وقال أنشدني حسن بن إبراهيم الشيباني الساكن بالطائف:
وجلدان العريض قطعن سوقا ** يطرن بأجرعيه قطا سكونا
تخال الشمس إن طلعت عليها ** لناظرها علالي أو حصونا وقال الميداني ني الجامع قولهم صرحت بجلذان كذا أورده الجوهري بالذال المعجمة ووجدت عن الفراء غير معجمة، وقال صرحت بجلذان وبجدان وبجداء إذا تبين لك الأمر وصرح. وقال ابن الأعرابي يقال صرحت بجد وجدان وجلذان وجداء وجلذاء وأورده حمزة في أمثاله بالذال المعجمة وأظن الجوهري نقل عنه والتاء في قولهم صرحت عبارة عن القصة والخطة. قلت أنا وقد تأملت كتاب الجوهري فلم أجده ذكر صرحت بجلذان في موضعه وإنما قال أسهل من جلذان، وقال أمية بن الأسكر:
أصبحت فردا لراعي الضان يلعب بي ** ماذا يريبك مني راعي الضان
اعجب لغيري إني تابع سلفي ** أعمام مجد وإخوان وأخدان
وانعق بضأنك في أرض تطيف بها ** بين الأصافر وانتجها بجلذان وقال أبو محمد الأسود قولهم في المثل صرحت بجلذان يضرب مثلا للأمر إذا بان وجلذان هضبة سوداء يقال لها تبعة فيها نقب كل نقب قدر ساعة كانها يعظمون ذلك الجبل، وقال خفاف بن ندبة يذكر جلذان.
ألاطرقت أسماء من غير مطرق ** وأني وقد حلت بنجران نلتقي
سرت كل واد دون رهوة دافع ** وجلذان أو كرم بلية محدق
تجاوزت الأعراض حتى توسدت ** وسادي لدى باب بجلذان مغلق
الجلسد: اسم صنم كان بحضرموت ولم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، ولكني قرأت في كتاب أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد قال أخبرني حاتم بن قبيصة المهلبي عن هشام بن الكلبي عن ابي مسكين قال كان بحضرموت صنم يسمى الجلسد تعبده كندة وحضر موت وكانت سدنته بني شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن مرتع وهو كندة ثم إلى أهل بيت منهم يقال لهم بنو علاق وكان الذي يسدنه منهم يسمى الأخزر بن ثابت وكان للجلسد حمى ترعاه سوامه وغنمه وكانت هوافي الغنم إذا رعت حمى الجلسد حرمت على أربابها وكانها يكلمون منه وكان كجثة الرجل العظيم وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود وإذا تأمله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان قال الأخزر فإني ليوما عند الجلسد وقد ذبح له رجل من بني الآمري بن مهرة ذبحا إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد فأصغينا فإذا قائل يقول شعار أهل عدم، أنه قضاء حتم، إن بطش سهم، فقد فازسهم، فقلنا ربنا وضاح وضاح فأعاد الصوت وهو يقول ناء نجم العراق يا أخزر بن علاق، هل أحسست جمعا عما، وعددا جما، يهوي من يمن وشام، إلى ذات الآجام، نور أظل، وظلام أفل، وملك انتقل من محل إلى محل. ثم سكت فلم ندر ما هو فقلنا هذا أمر كائن كان في العام المقبل وقد رات علينا ما كنا نسمع من كلام الصنم وساءت ظنوننا وقزبنا قربانا ولطخنا بدمه وكذلك كنا نفعل فإذا الصوت قد عاد علينا فتباشرنا وقلنا عم صباحا ربنا لا مصد عنك ولا محيد تشاجرت الشؤون، وساءت الظنون، فالعياذ من غضبك، والإياب إلى صفحك، فإذاالنداء من الصنم يقول: قلبت البنات، وعزاها واللات، وعلياها ومناة. منعت الأفق فلا مصعد، وحرست فلا مقعد، وأبهمت فلا متلدد، وكان قد ناجم نجم، وهاجم هجم، وصامت زجم، وقابل رجم، وداع نطق، وحق بسق، وباطل زهق، ثم سكت فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن فأنا لعلى إفان ذلك إذ أضل رجل من كندة إبلا فأقبل إلى الجلسد فنحر جزورا واستعار ثوبين من ثياب السد نة واكتراهما فلبسهما وكذلك كانها يفعلون ثم قال: أنشدك يا رب أبكرا ضخما مدمومة دما مخلوقة بالأفخاذ مخبوطة بالحاذ أضللتها بين جماهير النخرة حيث الشقيقة والضفرة فاهد رب وارشد، فلم يجب. قال الأخزر فانكسر لنلك وقد كان فيما مضى يخبرنا بالأعاجيب فلما جن علينا الليل بت مبيتي عنده فإذا هاتف يقول: لا شأن للجلسد. ولا رثي لهدد، استقام الأود، وعبد الواحد الصمد، واكفى، الحجر الأصلد، والرأس الأسود. قال: فنهضت مذعورا فأتيت الصنم فإذا هو منقلب على رأسه وكان لو اجتمع فئائم من الناس ما حلحلوه فوالذي نفسي بيده ما عرجت على أهل ولا مال حتى أتيت راحلتي وخرجت حتى أتيت صنعاء فقلت: هل من خابئة خبر فقيل لي: ظهررجل بمكة يدعو إلى خلع الأوثان ويزعم أنه نبى فلم أزال أطوف في مخاليف اليمن حتى ظهر الإسلام فأتيت النبي ، فأسلمت، وفي أشعارهم:
كما يبقر من يمشي إلى الجلسد والبيقرة. مشية يطأطىء الرجل فيها رأسه.
جلس: بالكسر والسكون والسين مهملة والجلس في اللغة والجليس واحد، وجلس والقنان جبلان مما يلي علياء أسد وعلياء غطفان، ويروى قول العرجي بكسر الجيم.
بنفسي والنوى أعدا عدو ** لئن لم يبق لي بالجلس جارا
وماذا كثرة الجيران تغني ** إذا ما بان من أهوى وسارا الجلس: بالفتح وهو الغليظ من الأرض ومنه جمل جلس وناقة جلس أي وثيق جسيم، والجلس علم لكل ما ارتفع من الغور في بلاد نجد. قال ابن السكيت جلس القوم إذا أتها نجدا وهو الجلس، وأنشد:
شمال من غار به مفرعا ** وعن يمين الجالس المنجد وقال الهذلي:
إذا ما جلسنا لا تكاد تزورنا ** سليم لدى أبياتنا وهوازن أي إذا أتينا نجدا، وورد الفرزدق المدينة مادحا لمروان بن الحكم فأنكر مروان منه شيئا فأمره بالخروج من المدينة عنفا بعد أن كتب له إلى بعض العمال بمال، فقال الغرزدق:
يا مرو إن مطيتي محبوسة ** ترجو الحباء ربها لم ييأس فالتقاه رجل فأنشد هذه الأبيات:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ** إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
وأتيتني بصحيفة مختومة ** أخشى عليك بها حباء النقرس
الق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ** نكداء مثل صحيفة المتلمس قال الطبراني في معجمه الكبير حدثنا خالد بن النضر القرشي قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا كثيربن عبدالرحمن بن جعفر عن عبدالله بن كثير بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده بلال بن الحارث المزنى قال: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بإداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثله فقال: بلال فقلت: بلال فقال: أمعك ماء قلت: نعم قال: أصبت فأخذه مني وتوضأ قلت: يا رسول الله سمعت عندك خصومة رجال ولغطا لم أسمع أحدا من ألسنتهم قال: اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون وسألوني أن أسكنهم فأسكنت المشركين الغور وأسكنت المسلمين الجلس. قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير: ما الجلس وما الغور قال: الجلس القرى ما بين الجبال والبحر قال كثير: ما رأينا أحدا أصيب بالجلس إلا سلم ولا أصيب أحد بالغور إلا ولم يكد يسلم، وقال إبراهيم بن هرمة:
قفا فهريقا الدمع بالمنزل الدرس ** ولا تستملآ أن يطول به حبسي
ولو أطمعتنا الدار أو ساعفت بها ** نصصنا ذوات النص والعنق الملس
وحثت إليها كل وجناء حرة ** من العيس يبنى رحلها موضع الحلس
ليعلم أن البعد لم ينس ذكرها ** وقد يذهل النأي. الطويل وقد ينسي
فإن سكنت بالغور حن صبابة ** إلى الغور أو بالجلس حن إلى الجلس
تبدت فقلت الشمس عند طلوعها ** بلون غني الجلد عن أثر الورس
فلما ارتجعت الروح قلت لصاحبي ** على مرية ما ههنا مطلع الشمس وتقول: رأيت جلسا أي رجلا طويلا راكبا جلسا أي بعيرا عاليا قد علا جلسا اسم جبل يأكل جلسا أي عسلا ويشرب جلسا لي خمرا يؤم جلسا أي نجدا، وأنشد ابن الأعرابي:
وكنت امرأ بالغور مني زمانة ** وبالجلس آخرى ما تعيد ولا تبدي
فطورا أكر الطرف نحو تهامة ** وطورا أكر الطرف شوقا إلى نجد
وأبكي على هند إذا ما تباعدت ** وأبكي إلى دعد إذا فارقت هند أقول- إلى- بمعنى مع كأنه قال أبكيهما معا: جلصورى: بالفتح وتشديد اللام وفتحها وفتح الصاد المهملة وسكون الواو وفتح الراء والقصر. اسم قلعة في جبال الهكارية بأرض الموصل.
الجلعب: بفتحتين وسكون العين المهملة والجلعب في الأصل الرجل الجافي الكثير الشر قال جلفا جلعبا ذا جلب وهو جبل بناحية المدينة وقد ثناه بعضهم في الشعر كعادتهم في أمثاله، فقال:
سقى الله ما حلت به أم مالك ** من الأرض أو مرت عليه جمالها
ألا هل أري قومي على النأي أنني ** سررت وأسباني قديما فعالها
فدى لهم بالوجه أمي وخالتي ** وليلة معدى سمعها وقتالها
هم طحطحها عنا منولة حقبة ** بضرب كأيدي الجرذيد نهالها
فما فتئت ضبع الجلعبين تعتري ** مصارع قتلى في التراب سبالها جلعد: بالفتح ثم السكون وهو في اللغة الصلب التشديد، وهو اسم موضع. قال جرير:
أحل إذا شئت الإياد وحزنه ** وان شئت أجراع العقيق وجلعدا جلفار: بالضم ثم الفتح والتشديد وفاء وآخره راء. بلد بعمان عامر كثير الغنم والجبن والسمن يجلب منها إلىما يجاورها من البلدان.
جلفار: بضم أوله ويكسر واللام ساكنة. قرية من قرى مرو الشاهجان.
جلفر: بسقوط الألف من التي قبلها وهما واحد وأهل مرو يقولون كلفر. ينسب إليها أبو نصر محمد بن الحسن بن علي بن أحمد القزاز الجلفري كان فقيها فاضلا سافر إلى العراق والشام ولقي الشيوخ وسمع الكثير روى عن أبيه أبي العباس وغيره وروى عنه أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي توفي بعد سنة 463.
جلف والقيس: بلد من نواحي البهنسية من أرض مصر. جلق: بكسرتين وتشديد اللام وقاف كذا ضبطه الأزهري والجوهري وهي لفظة أعجمية ومن عربها قال هو من جلق رأسه إذا حلقه وهو اسم لكورة الغوطة كلها، وقيل بل هي دمشق نفسها، وقيل جلق موضع بقرية من قرى دمشق، وقيل صورة امرأة يجري الماء من فيها في قرية من قرى دمشق قاله نصر. قال حسان بن ثابت الأنصاري:
لله در عصابة نادمتهم ** يوما بجلق في الزمان الأول وقال حسان بن نمير المعروف بعرقلة الدمشقي يذكرها ويصف كثيرا من نواحيها من قصيدة وازن بها قصيدة أبي نواس فقال:
أجارة بيتينا أبوك غيور مدح بها صلاح الدين يوسف بن أيوب وقصده بها إلى مصركما فعل أبو نواس في قصيدة الخصيب حيث قال:
عسىمن ديار الظاعنين بشير ** ومن جور أيام الفراق مجير
لقد عيل صبري بعدهم وتكاثرت ** همومي ولكن المحب صبور
وكم بين أكناف الثغور متيم ** كئيب غزته أعين وثغور
وكم ليلة بالماطرون قطعتها ** ويوم إلى الميطور وهو مطير
سقى الله من سطرا ومقرا منازلا ** بها للندامى نظرة وسرور
ولا زال ظل النير بين فإنه ** طويل ويوم المرء فيه قصير
ويا بردى لا زال ماؤك باردا ** وماء الحيا من ساحتيك نمير
أبى العيش إلا بين أكناف جلق ** وقد لاح فيها أشمس وبدور
وكم بحمى جيرون سرب جآذر ** حبائلهن المال وهو نفور
ولكن سأحويه إذا سرت قاصدا ** إلى بلد فيه الصلاح أمير وقال بعض الشعراء وجعلها مثلا في كثرة المياه والخير وغناها عن الأمطار:
الرزق كالوسمي ربتما غدا ** روض القطا وسقى حدائق جلق
فإذا سمعت بحول متأدب ** متأله فهو الذي لم يرزق
والرزق يخطي باب عاقل قومه ** ويبيت بوابا لباب الأحمق
وجلق أيضا. ناحية بالأندلس بسرقسطة يسقي نهرها عشرين ميلا من باب سرقسطة وليس بالأندلس أعذب من مائه وهو يجري نحو المشرق ويزعمون أن الماء إذا جرى مشرقا كان أعذب وأصح من الذي يجري نحو المغرب وكان بنو أمية لما تملكها الأندلس بعد انتقالهم من الشام أيام هربهم من بني العباس سمها عدة مواضع بالأندلس بأسماء مدن الشام فسمها إشبيلية حمص وسمها موضعا آخر الرصافة وموضعا آخر تدمر ثم تلاعبت بها ألسنة أهل الأندلس فقالوا: تدمير وسمها هذا الموضع جلق، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني:
دعوت فأسمعت بالمرهفا ** ت صم الأعادي وصم الصفا
وشمت سيوفك في جلق ** فشامت خراسان منك الحيا قال ابن بسام الأندلسي بعد إيراده هذا البيت جلق واد في شرقي الأندلس.
جلك: بالضم ثم الفتح وكاف بوزن جرد. قال أبو سعد هذه الصورة رأيتها في تاريخ أبي بكر بن مردويه الأصبهاني وظني انها من قرى أصبهان. منها ابو الفضل العباس بن الوليد الجلكي الأصبهاني يروى عن أصرم بن جوشب وغيره.
جللتا: بالفتح ثم الضم وسكون اللام الثانية والتاء مثناه من فوقها والقصر. قرية مشهورة من قرى النهروان. ينسب إليها أبو طالب المحسن بن علي بن شهفيروز الجللتاني من فقهاء أصحاب الشافعي روى عن القاضي أبي الفرج المعافى بن زكرياء الجريري وأبي طاهر المخلص وتفقه على أبي حامد الأسفرايني وتوفي بجللتا في شهررمضان سنة 456 قاله السلفي.
الجلل: بالضم ثم الفتح وآخره لام آخرى ناحية من أعمال صنعاء باليمن.
الجل: بالضم وتشديد اللام وجل الشيء معظمه وهو، قريب من السلمان بينه وبين واقصة ثمانية أميال، وقال الحازمي جل. موضع بالبادية على جادة طريق القادسية إلى ذبالة بينه وبين القرعاء ستة عشر ميلا وهو بينما وبين الرمانتين له ذكر في الشعر.
جلمائرد: بالضم ثم السكون وميم وألف وياء مهموزة وراء ودال. قرية كبيرة من قرى أصبهان من ناحية قهاب فيها منبر وجامع كبير.
جلواباذ: بالفتح ثم السكون. قال أبو سعد أظنها من قرى همذان منها علي بن إسحاق بن إبراهيم الهمذاني الجلواباذي روى عن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن منيع وإسماعيل بن ثوبة روى عنه الحسين بن يزيد الدقيقي وأحمد بن إسحاق الطيبي وهو صدوق.
جلود: بالفتح ثم الضم وسكون الواو ودال مهملة قالها هي بليدة بإفريقية. ينسب إليها القائد عيسى بن يزيد الجلودي وكان مع عبد الله بن طاهر وولي مصر وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب هو الجلودي بفتح الجيم منسوب إلى جلود وأحسبها قرية بإفريقية، وقال أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي كذا قال يعقوب. وقال علي بن حمزة البصري سألت أهل إفريقية عن جلود هذه التي ذكرها يعقوب فلم يعرفها أحد من شيوخهم وقالها إنما نعرف كدية الجلود وهي كدية من كدى القيروان قال: والصحيح أن جلود قرية بالشام معروفة.
جلولاء: بالمد. طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبينها وبين خانقين سبعة فراسخ وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا ويجري بين منازل أهل بعقوبا ويحمل السفن إلى باجسرا وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16 فاستباحهم المسلمون فسميت جلولاء الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون، وقال سيف قتل الله عز وجل من الفرس يوم جلولاء مائة ألف فجللت القتلى المجال ما بين يديه وما خلفه فسميت جلولاء لما جللها من قتلاهم فهي جلولاء الوقيعة. قال القعقاع بن عمرو فقصرها مرة ومدها آخرى:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)