صفحة 9 من 22 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 33 إلى 36 من 88

الموضوع: تجارب الأمم


  1. #33
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    اتفاق جيد

    فكان من الاتّفاق الجيّد أن أرسل بعد ذلك أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بنى قريظة عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان. فقال لهم: « إنّا لسنا بدار مقام، وقد هلك الخفّ والحافر، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ونفرغ ممّا بيننا وبينه. »
    فأرسلوا إليه: « إنّ اليوم السبت - وكان اتّفق ذلك - وهو يوم لا نعمل فيه شيئا، ومع ذلك فلسنا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا، فإنّا نخشى - إن ضرستكم الحرب واشتدّ عليكم القتال - أن تشمّروا إلى بلادكم، وتتركونا والرجل في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك من محمد. » فلمّا رجعت الرسل بالذي قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان: « والله إنّ الذي حدّثكم نعيم بن مسعود لحقّ. » فأرسلوا إلى بن قريظة: « إنّا والله ما ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا. فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا. »
    فقالت بنو قريظة حين أدّت إليهم الرسل: « إنّ الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحقّ. ما يريد القوم إلّا أن يقاتلوا. فإن وجدوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم، وخلّوا بينكم وبين الرجل. »
    فأرسلوا إلى القوم: « إنّا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا. » وتخاذل القوم. واتّهم بعضهم بعضا، وذلك في زمن شات وليال باردة كثيرة الرياح تطرح أبنيتهم، وتكفأ قدورهم. وضاق ذرع القوم وبلغ رسول الله اختلاف القوم وما هم فيه من الجهد. فدعا حذيفة بن اليمان، فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا. فذهب حذيفة بن اليمان، حتى دخل في القوم. قال حذيفة: فذهبت فرأيت من الرياح أمرا هائلا لا يقرّ لهم نارا ولا بناء.
    فقام أبو سفيان ابن حرب، فقال: « يا معشر قريش، لينظر امرؤ جليسه. » قال: فبادرت وأخذت بيد الرجل الذي إلى جانبي، فقلت: « من أنت؟ » قال: « أنا فلان بن فلان. » ثم قال أبو سفيان: « إنكم يا قوم ما أصبحتم بدار مقام. لقد هلك الكراع والخفّ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم ما نكره، ولقينا من الجهد والشدّة وهذه الريح ما ترون. فارتحلوا، فإني مرتحل. » ثم قام إلى جمله، وقام الناس معه. وسمعت غطفان بما فعلت قريش، فانصرفوا إلى بلادهم، وتفرّق ذلك الجمع من غير قتال، إلّا ما كان من عدّة يسيرة اتّفقوا على الهجوم على الخندق، يحكى أن فيهم عمرو بن عبد ودّ، فقتلوا. أما عمرو فقتله عليّ بن أبي طالب مبارزة لما اقتحم عليه الخندق. وانتقض ذلك الجمع والتدبير كلّه.
    ومن ذلك ما كان يوم حنين وفيه ذكر لدريد بن الصّمّة وبعض آرائه
    ومن ذلك أنّه لما افتتح رسول الله مكّة، وأقام خمسة عشر يوما، جاءت هوازن وثقيف لمحاربته، فنزلوا بحنين. وذاك أنّهم كانوا قبل ذلك قد جمعوا له حين سمعوا بمخرجه من المدينة، وظنّوا أنه يريدهم. فلمّا قصد مكّة أقبلوا عامدين إليه، ومعهم الأموال والنساء والصبيان، ورئيس هوازن يومئذ مالك بن عوف. وأقبلت معهم ثقيف، ونصر، وجشم. ولم يشهد معهم من هوازن كعب ولا كلاب. وفي جشم دريد بن الصمّة [ وهو ] شيخ كبير، لا شيء فيه إلّا أنّهم يتيمّنون برأيه ومعرفته بالحرب ودربته بها.
    فلما نزل بأوطاس، اجتمع الناس إلى رئيسهم مالك بن عوف وفيهم دريد بن الصمّة يقاد به وهو في شجار له. فقال: « بأيّ واد أنتم؟ » قالوا: « بأوطاس. » قال: « نعم، مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس. ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، ويعار الشاء، وبكاء الصغير؟ » فقالوا له: « ساق مالك بن عوف مع الناس أبناءهم، ونساءهم، وأموالهم. » فقال: « أين مالك؟ » فدعى له، فقال: « يا مالك، إنّك قد أصبحت رئيس قومك، وإنّ هذا يوم له ما بعده من الأيام، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ » قال: « سقت مع الناس أبناءهم، ونساءهم، وأموالهم. » قال: « ولم؟ » قال: « أردت أن أجعل خلف كلّ رجل أهله وولده وماله، ليقاتل عنهم. » قال: فأنقض به. ثم قال: « راعى ضأن والله. ويحك! هل يردّ المنهرم شيء؟ إنّها إن كانت لك، لم ينفعك إلّا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك، فضحت في أهلك ومالك. ما فعلت كعب وكلاب؟ » قالوا: « لم يشهدها منهم أحد. » قال: « غاب الجدّ والحدّ، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب. فمن شهدها منكم؟ »
    قالوا: « عمرو بن عامر، وعوف بن عامر. » قال: « [ ذانك ] الجذعان من بنى عامر لا ينفعان ولا يضرّان. يا مالك إنّك لن تصنع بتقديم البيضة، بيضة هوازن، إلى نحور الخيل شيئا، ارفعهم إلى متمنع بلادهم وعليا قومهم، ثم الق هؤلاء الصبّاء على متون الخيل، فإن كانت لك، لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك قد أحرزت أهلك ومالك. » قال: [ والله لا أفعل ذلك، إنّك قد كبرت وكبر علمك ]، والله لتطيعنّى يا معشر هوازن، أو لأتّكئنّ على سيفي هذا حتى يخرج من ظهري ».
    وكره أن يكون فيها لدريد ذكر ورأي.
    فقال دريد: « هذا يوم لم أشهده ولم يفتني. »
    يا ليتني فيها جذع ** أخبّ فيها وأضع
    أقود وطفاء الزّمع ** كأنّها شاة صدع
    وكان دريد رئيس قومه بنى جشم وسيّدهم وأوسطهم مع شجاعته ودربته وتجاربه، ولكن السنّ أدركته حتى فنى.
    ثم قال مالك للناس: « إذا رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم، وشدّوا شدّة رجل واحد عليهم. » فلمّا استقبل خيل رسول الله - وكان يومئذ اثنى عشر ألفا، منهم عشرة آلاف فتحوا مكة، وألفان ممن أسلم وانضاف إليهم بوادي حنين - انحدروا في واد من أودية تهامة أجوف، إنّما ينحدرون فيه انحدارا، وذلك في عماية من الصبح، وكان القوم قد سبقوا إلى الوادي، فكمنوا في شعابه وأحنائه ومضايقه، وتهيّئوا وأعدّوا. فما راع خيل رسول الله وهم منحطّون، إلّا الكتائب، قد شدّت عليهم، فانشمروا لا يلوى أحد على أحد.
    وانحاز رسول الله ذات اليمين وصاح: « أيّها الناس، أين؟ هلمّوا إليّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله. » وبقي مع النبي نفر من أهل بيته، فيهم عليّ بن أبي طالب، والعباس، وابنه الفضل، وجماعة من المهاجرين.
    فقال رسول الله للعباس: « اصرخ: يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة. » فأجابوه من كل ناحية وحملوا على الناس فكانت إيّاها. وقتل عليّ بن أبي طالب صاحب الراية، وقتل خيل مالك بن عوف كلّ مقتلة، وغنم المسلمون تلك الأموال، وسبوا النساء والأولاد، وقتل دريد. وكان عدّة السبي يومئذ من هوازن ستّة آلاف من النساء والأولاد.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #34
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    فلمّا قدمت وفود هوازن على النبي مسلمين، أعتق لهم أبناءهم ونساءهم كلّهم، في حديث طويل.
    ومن ذلك ما كان بعد ظهور العنسي الكذاب
    ومن ذلك: أنّه لما ظهر الأسود العنسي الكذّاب متنبّئا باليمن وحضرموت وصنعاء، حاربه شهر بن باذام، وكان رسول الله استخلفه بعد أبيه باذام على الأبناء وعلى بعض أعمال أبيه. فهزمه الأسود، وفرّق الأبناء عنه، وظفر به بعد، فقتله وغلب على صنعاء، وهرب عمّال رسول الله وجعل أمر الأسود الكذّاب يعلو ويستطير استطارة الحريق.
    وكان جعل عمرو بن معديكرب خليفته في مذحج بعد أن ارتدّ عمرو، وجعل أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي ودادويه، وكان شهر قد تزوّج بنت عمّ فيروز، وكانت جميلة، فلمّا قتل شهر تزوّج بها الأسود.
    فأنفذ رسول الله إلى فيروز، وإلى جشنس، وغيره من الأبناء يأمرهم بالقيام على دينهم، وأن ينهضوا في الحرب والعمل في الأسود، إما غيلة وإمّا مصادمة. فألقى كتاب رسول الله إلى أصحابه، تغيّر الأسود لقيس بن عبد يغوث.
    فقال أصحاب رسول الله : « إنّ قيسا يخاف على دمه، وهو لأوّل دعوة، فهلمّ ندعوه. » فاجتمعوا لذلك ثم دعوه، وأبثّوه أمرهم، وأبلغوه عن النبي وكأنّما وقعوا عليه من السماء، لأنّه كان في غمّ وضيق بأمره، فأجابهم إلى ما أحبّوا.
    ثم إنّ عامر بن شهر بن باذام اعترض في قوم منهم: ذو مرّان، وذو الكلاع، وذو ظليم. فكاتبوا أصحاب النبي وبذلوا لهم النصر.
    وكان النبي قد كاتبهم، فكان أصحاب النبي في سرّ قد اتّفقوا عليه، فأجابوا القوم بالتوقّف. وذاك أنّ الأمر كان استتبّ للأسود واستفحل، فهابوه هيبة شديدة.
    ثم إنّه دخل جشنس الديلمي على آزاذ - وهي امرأة الأسود التي خلف عليها شهر بن باذام - فقال: « يا ابنة عمّ، قد عرفت بلاء هذا الرجل عند قومك. قتل زوجك وطأطأ في قومك القتل، وسفك بالإباحة دماء من بقي منهم، وفضح النساء، فهل عندك ممالأة عليه؟ » فقالت: « وعلى أيّ أمره؟ » قال جشنس: فقلت: « إخراجه. » فقالت: « أو قتله؟ » قلت: « أو قتله. » قالت: « نعم. والله، ما خلق الله شخصا أبغض إليّ منه، ما ينتهى عن حرمة لله. فإذا عزمتم فأعلمونى أخبركم بمأتى هذا الأمر. » قال جشنس:
    فأخرج فإذا فيروز وداذويه ينتظرانى، وإذا قيس قد دعاه الأسود، فدخل إليه في عشرة من مذحج وهمدان.
    فقال له الأسود: « يا قيس! ألم أفعل بك، ألم أصنع؟ » يعتدّ عليه بنعمته.
    فقال: « بلى. »
    قال: « فإنّه يقول - يعنى الشيطان الذي معه -: « إنّ قيسا على الغدر بك، إيه، يا سوءة، يا سوءة، إلّا تقطع من قيس يده، يقطع قنّتك العليا. » حتى ظنّ أنه قاتله. فقال: « كذبك وذي الخمار، فإمّا قتلتني، فإنّها موتة مريحة أهون عليّ من موتات أموت بها كلّ يوم، خوفا وفرقا، وإمّا صدّقتنى. فوالله لأنت أهيب وأجلّ في نفسي، من أن أحدّثها بغدر لك. » فرقّ له، وأخرجه.
    قال: فخرج قيس علينا وطوانا، غير أنّه قال: « اعملوا عملكم. » ثم خرج الأسود علينا، فقمنا مثولا بين يديه بالباب، فقال: « يا فيروز، أحقّ ما بلغني عنك؟ - وهيّأ له الحربة - لقد هممت أن أنحرك. » فقال فيروز: « اخترتنا أيّها الملك لصهرك، وفضّلتنا على الأبناء، ولو لم تكن نبيا ما بعنا نصيبك ونصيبنا منك بشيء، فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر آخرة وأولى، لا تقبلنّ علينا أمثال ما يبلغك، فإنّا بحيث تحبّ. » ثم ذبح الأسود مائة من بين بقرة وبعير غير محبّسة ولا معقّلة، بحربته، وقال لفيروز: « اقسم هذه، فأنت أعلم بمن هاهنا. » قال فيروز: ففعلت هذا ولحقته قبل أن يصل إلى داره، فإذا رجل يسعى إليه بي، فأستمع له وهو يقول: « أنا قاتله غدا وأصحابه، فاغد عليّ. » ثم التفت فإذا هو بفيروز، فقال: « مه؟ » قال: « قد قسمتها كما أمرتنى. » قال: « أحسنت ».
    وضرب دابّته ودخل. فرجع فيروز إلى أصحابه، فأخبرهم بالخبر.
    قال جشنس:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #35
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    فأرسلنا إلى قيس فجاءنا. فاجتمع ملؤهم أن أعود إلى المرأة فأخبرها بعزيمتنا لتشير علينا برأيها. فأتيت المرأة وقلت: « ما عندك؟ » قالت: « هو متحرّز محترس، وليس من القصر شيء إلّا والحرس محيطون به غير هذا البيت، فإنّ ظهره إلى مكان كذا وكذا من الطريق، فإذا أمسيتم فانقبوا عليه، فإنّكم من دون الحرس، وليس دون قتله شيء. » وقالت: « إنّكم ستجدون فيه سلاحا وسراجا وهو علامة لكم. » فخرجت من عندها وتلقّانى الأسود خارجا من بعض منازله، فقال: « ما أدخلك عليّ؟ » ووجأ رأسى حتى سقطت، وكان شديدا، وصاحت المرأة - فأدهشته عني، ولولا ذلك لقتلني - وقالت: « ابن عمّى جاءني زائرا، فقصّرت بي. » فقال: « اسكتي لا أبا لك! فقد وهبته لك. » فتحاملت وأتيت أصحابي فقلت: « النجاء، الهرب. » وأخبرتهم الخبر. فإنّا على ذلك حيارى إذا جاءني رسولها يقول: « لا تدعنّ ما فارقتك عليه، فإني لم أزل به حتى اطمأن واعتذر. » فقلنا لفيروز: « ايتها وتثبّت، فأمّا أنا فلا سبيل لي إلى الدخول بعد النهى. » ففعل. وكان فيروز أفطن منّا، فلما أخبرته الخبر قال: « وكيف ننقب على بيوت مبطّنة الأبواب؟ ينبغي لنا أن نقلع بطانة الباب. » فدخلا، فاقتلعا البطانة، ثم أغلقاه وجلسا عندها كالزائر. فدخل عليها فاستخفّته غيرة، وأخبرته برضاع وقرابة مثلها محرّم. فصاح به وأخرجه وجاء بالخبر. فلمّا أمسينا عملنا في أمرنا وقد كنّا واطأنا أشياعنا، ولكن عجّلنا عن مراسلتهم. فنقبنا البيت من خارج، ثم دخلناه، وفيه سراج تحت جفنة، واتّقينا بفيروز لأنّه كان أنجدنا وأشدّنا، فقلنا: « انظر ما ذا ترى وأين موضعه؟ » فدخل ونحن بينه وبين الحرس الذين معه في مقصورته. فلمّا دنا من باب البيت سمع غطيطا شديدا، فإذا المرأة جالسة. فلمّا قام على الباب فتح عينيه فقال أيضا: « ما لي ومالك يا فيروز! » فخشي أن يرجع لأخذ السلاح وإعلامنا فنهلك وتهلك المرأة. فعاجله - وكان مثل الجمل - فأخذ برأسه فدقّ [ عنقه ] ووضع ركبته في ظهره فدقّه، ثم قام ليخرج. فأخذت بثوبه وهي ترى أنّه لم يقتله، وقالت: « أين تدعني؟ » قال: « لا بأس، أخبر أصحابي وأعود معهم. » فأتانا وقمنا معه فأردنا حزّ رأسه. فتحرّك واضطرب فلم نضبطه، فقلت: « اجلسوا على صدره. » فجلس الاثنان على صدره وأخذت المرأة بشعره، وسمعنا بربرة، فألجمته بميلاة، وأمرّ الشفرة على حلقه، فخار كأشدّ خوار من ثور سمعته قطّ. فابتدر الحرس الباب وهم حول المقصورة: « ما هذا، ما هذا؟ » فقالت المرأة: « النّبي يوحى إليه، اهدأوا! » [ فخمد ]. ثم سهرنا ليلتنا ونحن نأتمر: كيف نخبر أشياعنا ليس غيرنا ثلاثتنا: أنا وفيروز وقيس. فأجمعنا على النداء بشعارنا الذي بيننا وبين أشياعنا، ثم ننادي الأذان. فلما طلع الفجر فعلنا ذلك، فتجمّع الحرس فناديتهم: « أشهد أنّ محمدا رسول الله وأنّ عبهلة كذّاب. » وألقينا إليهم برأسه، وخلصت صنعاء والجند، وأعزّ الله الإسلام، وتنافسنا الإمارة، وتراجع أصحاب رسول الله إلى أعمالهم فاصطلحوا على معاذ، فكان يصلّى بنا. وكتبنا إلى رسول الله بالخبر، وذلك في حياته فقدمت رسلنا وقد مات النبي صبيحة الليلة التي فتكنا فيها بالأسود فأجابنا أبو بكر رضي الله عنه.
    أسماء كتاب النبي

    كان عليّ بن أبي طالب وعثمان بن عفّان يكتبان الوحى، فإن غابا كتبه أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، فإن لم يشهد هؤلاء كتبه سائر الكتّاب، وهم: عمر بن الخطّاب، وطلحة، وخالد بن سعيد، ويزيد بن أبي سفيان، والعلاء الحضرمي، وأبو سلمة بن عبد الأشهل، وعبد الله بن أبي سرح، وحويطب بن عبد العزّى، وأبو سفيان بن حرب، ومعاوية، وعثمان، وأبان: ابنا سعيد، وحاطب بن عمرو، وجهيم بن الصلت.
    وكان خالد بن سعيد بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يكتبان بين يديه في حوائجه. وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان بين الناس وينوبان عن خالد ومعاوية، إذا غابا. وكان عبد الله بن الأرقم ربما كتب إلى الملوك عن النبي . وكان زيد بن ثابت مع ما يكتبه من الوحى، يكتب إلى الملوك، وكان يحسن بالفارسية وبالرومية وبالحبشية. وكان حنظلة بن الربيع خليفة كلّ كاتب من كتّاب النبي غاب عن عمله، فغلب عليه اسم الكاتب من بينهم. وكان النبي يضع عنده خاتمه، وقال له: « الزمني وأذكرني بكلّ شيء لثالثة. » فكان لا يأتى على مال ولا حاجة ثلاثة أيام إلّا ذكّره به، فلا يبيت وعنده منه شيء. فأمّا عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فإنّه ارتدّ بعد كتابته للنبي . وكان يتكلّم، فسمعه رجل من الأنصار، فحلف بالله: لئن أمكنه الله منه ليضربنّه بالسيف. فلمّا كان يوم فتح مكة، جاء به عثمان - وكان بينهما رضاع - فقال: « يا رسول الله، هذا عبد الله، أقبل تائبا. » فأعرض عنه، والأنصاري حاضر بيده السيف. فأعاد عليه عثمان القول، فأعرض عنه. فلمّا أعاد الثالثة مدّ يده، فبايعه وقال للأنصاري: « لقد تلوّمت أن توفّى بنذرك. » فقال: « فهلّا أومضت إليّ؟ » فقال: « إنّه لا ينبغي للنبي أن يومض. »
    مما حدث في خلافة أبي بكر
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #36
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    ومن صرامة الرأي وحصافته ما كان من أبي بكر رضي الله عنه.
    وذلك أنّه لمّا مات النبي ارتدّت العرب واضطرمت الأرض واشتغل الناس بالمرتدّين وتروخى عن مسيلمة وطليحة. فاستغلظ أمرهما وارتدّت من كل قبيلة عامّة وخاصّة إلّا قريشا وثقيفا. فتشدّد أبو بكر وكان فيه لين، إلّا أنّه حزم وحصف وخالف الناس، وكانوا أشاروا عليه بالمقاومة. وذلك أنّ أسامة بن زيد كان غائبا بالجيش الذي جهّزه رسول الله معه إلى حيث قتل فيه أبوه زيد، وكان أهل المدينة في قلّة، وكان طليحة قد قوى بأسد وغطفان وطيّء. فبعثوا وفودا إلى أبي بكر - رضي الله عنه - من كلّ قبيلة، ونزلوا على وجوه الناس على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة، فجرّد أبو بكر العزيمة وقال: « لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه. » فرجعوا فأخبروا عشائرهم بقلّة من أهل المدينة وأطمعوهم فيها.
    فكان من حصافة أبي بكر أن جعل على أنقاب المدينة بعد خروج الوفد عليّا والزبير وطلحة ونفرا معهم. وأخذ أهل المدينة بحضور المسجد، وقال لهم: « إنّ الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلّة، وإنّكم لا تدرون أليلا تؤتون، أم نهارا؟ وأدناهم منكم على بريد وقد كان القوم يأملون أن نوادعهم، ونقبل منهم وقد أبينا عليهم، ونبذنا إليهم فاستعدّوا وأعدّوا. » فما لبثوا إلّا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارّة مع الليل وخلّفوا ردءا لهم بذي حسى، فوافوا الأنقاب وعليها المقاتلة ودونهم أقوام يدرجون.
    فنهنهوهم وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر. فخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم فانهزموا واتّبعهم المسلمون على إبلهم حتى بلغوا ذا حسى. فخرج عليهم الردء بأنحاء قد نفخوها وجعلوا فيها الحبال، ثم دهدهوها بأرجلهم في وجوه الإبل فتدهده كل نحى في طوله فنفرت الإبل إبل المسلمين وهم عليها، ولا تنفر من شيء نفارها من الأنحاء. فعاجت بهم ما يملكونها حتى دخلت بهم المدينة، إلّا أنّه لم يصرع مسلم ولم يصب، وظنّ القوم بالمسلمين الوهن فبعثوا إلى الناس بالخبر فقدموا عليهم أعمارا.
    وبات أبو بكر ليلته يتهيّأ، فعبّى الناس، ثم خرج في تعبئته من أعجاز ليلته يمشى، فما طلع الفجر إلّا وهم مع العدوّ في صعيد واحد. فما سمعوا لأحد من المسلمين همسا ولا حسّا حتى وضعوا فيهم السيوف. فما ذرّ قرن الشمس حتى ولّوهم الأدبار وغلبوهم على عامّة ظهرهم، وقتل رئيسهم حبال وكان صاحب طليحة، واتبعهم أبو بكر - فكان أول فتح - فلما بلغ ذا القصة وضع بها النعمان بن مقرّن في عدد، ورجع إلى المدينة، فذلّ المشركون وعزّ المسلمون بوقعة أبي بكر - رضي الله عنه - فوثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم كلّ قتلة، وفعل من وراءهم فعلهم. فحلف أبو بكر ليقتلنّ في كل قبيلة قتلة من قتلوا وليزيدنّ وليفعلنّ وليصنعنّ.
    فوفى بذلك، فازداد المسلمون ثباتا على دينهم وتفرّق أمر المشركين، وطرقت المدينة صدقات صفوان والزبرقان وعديّ. فاستبشر لذلك أبو بكر والمسلمون، وذلك لستّين يوما من خروج أسامة.
    ثم قدم أسامة واستخلفه أبو بكر على المدينة وقال له ولجنده: « أريحوا واستريحوا. » ثم خرج بنفسه مع الذين كانوا على الأنقاب، فقال له المسلمون: « ننشدك الله أن تعرّض نفسك، فإنّك إن تصب لم يكن للناس نظام. ومقامك أشدّ على العدوّ. فابعث رجلا إن أصيب أمّرت آخر. » فقال: « لا والله حتى أواسيكم بنفسي. » فخرج في تعبئته إلى ذي القصة والنعمان وأصحابه على ما كانوا عليه، حتى نزل على أهل الربذة بالأبرق. فاقتتلوا، فهزم القوم وأخذ الحطيئة أسيرا، وطارت عبس وبنو بكر. فأقام أبو بكر على الأبرق أيّاما وقد غلب بنى ذبيان على البلاد، وقال:
    « حرام على بنى ذبيان البلاد أن يطأوها بعد أن غنّمناها الله. »
    فلمّا غلب أهل الردّة ودخلوا فيما خرجوا منه، جاءت بنو ثعلبة ومن كان ينازلهم. فمنعوا منها فأتوه في المدينة فقالوا:
    « علام نمنع من لزوم بلادنا؟ » فقال: « كذبتم، ليست لكم ببلاد. »
    عقد أحد عشر لواء لمحاربة أهل الردة

    ثم حمى بلاد الربذة كلّها لصدقات المسلمين وجاءت الصدقات الكثيرة. فلمّا أراح أسامة وجنوده ظهورهم وجمّوا، عقد أبو بكر أحد عشر لواء وقطع عليها البعوث: عقد لخالد بن الوليد وأمره بطليحة بن خويلد، فإذا فرغ منه سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن قام له، وعقد لعكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة، وعقد للمهاجر بن أبي أمية وأمره بجنود الأسود العنسي ومعونة الأبناء على قيس بن المكشوح ومن أعانه من اليمن عليهم، ثم يمضى إلى كندة بحضرموت، وعقد لخالد بن سعيد بن العاص وكان قدم من اليمن، وترك عمله، ولعمرو بن العاص إلى جمّاع قضاعة ووديعة والحارث، ولحذيفة بن محصن، وأمره بأهل دبا، ولعرفجة بن هرثمة، وأمره بمهرة، ولشرحبيل بن حسنة على قضاعة، ولطريفة بن حاجز، وأمره ببني سليم وهوازن، ولسويد بن مقرّن وأمره بتهامة اليمن، وللعلاء بن الحضرمي، وأمره بالبحرين.
    ففصل الأمر من ذي القصّة وقد كتب لهم عهدهم، فلحق بكلّ أمير جنده.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 9 من 22 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اختفاء 4 بحارة بنغلادشيين في طرطوس منذ أيام
      بواسطة Syria News في المنتدى أخــبار ســــــوريا Syria news 24/24
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 07:50 PM
    2. تجارب على شريان دم صناعي
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:04 PM
    3. تجارب على مواد نانو مترية
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-17-2010, 08:07 PM
    4. أطعمة خاصة بالمتزوجين تحارب العجز
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-07-2010, 10:46 PM
    5. أشعة الشمس تحارب مرض السرطان!
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-09-2010, 05:49 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1