صفحة 9 من 20 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 33 إلى 36 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث


  1. #33
    الحالة : غياث غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 89
    الدولة: مافي مكان محدد سفر رايح راجع
    الإهتمامات: الشعر ورياضة وسفر
    السيرة الذاتية: انسان عادي جدا جدا هادئ مزاجي قليلا شغلي هو حياتي وسفري كمان بحب شي اسمو حرية انسان بمعنى كلمة
    العمل: تنظيم معارض ومؤتمرات
    المشاركات: 802
    الحالة الإجتماعية: عازب
    معدل تقييم المستوى : 62
    Array

    الله يعنيك كيف استحملت على هيك موضوع يعطيك عافية

    اجمل مافي الكون ان تعيش للابد مع من تحب
    وان تضحك وفي عينيك الف دمعة

    لستم في صفحه في كتاب وانطوت
    ولا كلمات قد قيلت وانتهت
    ولا لحظات قد امضيناها ومضت
    فمودتكم في القلب قد نقشت
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #34
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غياث مشاهدة المشاركة
    الله يعنيك كيف استحملت على هيك موضوع يعطيك عافية
    منور غياثو حبيب الشعب
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #35
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    خلع مروان بن محمد

    وفي هذه السنة خلع سليمان بن هشام بن عبد الملك، مروان بن محمّد بن مروان، ونصب له الحرب.
    لمّا شخص مروان من الرصافة إلى الرقّة لتوجيه ابن هبيرة إلى العراق لمحاربة الضحّاك بن قيس الشيبانى استأذنه سليمان بن هشام في المقام أيّاما لإجمام ظهره وإصلاح أمره. فأذن له ومضى مروان، فجاء إلى سليمان نحو من عشرة آلاف ممّن كان مروان قطع عليهم البعث لغزو العراق مع قوّادهم حتى حلّوا بالرّصافة، ودعوا سليمان إلى خلع مروان ومحاربته وقالوا:
    « أنت أرضى عند أهل الشام منه وأولى بالخلافة. » فاستزلّه الهوى فأجابهم، وخرج إليهم بإخوته وولده ومواليه، فعسكر بهم، وسار بجميعهم إلى قنّسرين، وكاتب أهل الشام فانقضّوا إليه من كلّ وجه وجند.
    فعاد مروان بعد أن شارف قرقيسيا منصرفا إليه وكتب إلى ابن هبيرة يأمره بالثبوت في عسكره واجتمع من كان بالهنيء من موالي سليمان وولد هشام، فدخلوا حصن الكامل بذراريهم وغلقوا الأبواب دونه. فأرسل إليهم:
    « لم خلعتم طاعتي ونقضتم بيعتي بعد ما أعطيتمونى من العهود ومن المواثيق؟ » فردّوا على رسله:
    « إنّا مع سليمان كنّا ومع سليمان نحن. » فردّ إليهم:
    « فإني أنذركم أن تعرضوا لأحد ممّن يتبعني من جندي أو يناله منكم أذى، فاحذروا ألّا تحلّوا بأنفسكم، فلا أمان لكم حينئذ عندي. »
    فأرسلوا إليه:
    « إنّا سنكفّ. » ومضى مروان، وجعلوا يخرجون من حصنهم فيغيرون على من اتّبعه من أخريات الناس وشذّان الجند فيسلبونهم خيولهم وسلاحهم.
    وبلغه ذلك فتحرّق عليهم غيظا، فاجتمع إلى سليمان نحو من سبعين ألفا.
    فلمّا دنا منه مروان قدّم إليه السكسكي في سبعة آلاف، ووجّه مروان عيسى بن مسلم في نحو من عدّتهم، فالتقوا فيما بين العسكرين واقتتلوا قتالا شديدا، ثم التقى السكسكي وعيسى وكلّ واحد منهما فارس بطل، فاطّعنا حتى تقصّفت الرماح، ثم صارا إلى السيوف، فضرب السكسكي عيسى على مقدم فرسه فسقط لجامه وجال به فرسه فاعترضه السكسكي فضربه بالعمود فصرعه ثم نزل إليه فأسره، وبارز غيره فأسره، وانهزمت مقدمة مروان، وبلغه الخبر وهو في مسيره فمضى وطوى على تعبئة ولم ينزل حتى انتهى إلى سليمان وقد تعبّأ وتهيّأ لقتاله فلم يناظره حتى واقعه، فانهزم سليمان ومن معه واتبعتهم خيوله يقتلهم ويأسرهم حتى انتهوا إلى عسكرهم فاستباحوه.
    ووقف مروان موقفا، وأمر ابنيه حتى وقفا موقفين آخرين، وأمر كوثرا صاحب شرطته فوقف في موضع آخر، ثم أمرهم ألّا يؤتوا بأسير إلّا قتلوه، إلّا أن يكون عبدا مملوكا. فأحصى قتلاهم يومئذ فزاد على ثلاثين ألفا.
    قتل ابن لسليمان يقال له إبراهيم وهو أكبر ولده.
    وأتى بخال لهشام بن عبد الملك يقال له خالد وكان بادنا كثير اللحم فأدنى إليه وهو كالّ متعب يلهث فقال:
    « أى فاسق، أما كان لك في خمر المدينة وقيانها ما يكفّك عن الخروج مع الحرّاء تقاتلني؟ » قال:
    « يا أمير المؤمنين، أكرهنى فأنشدك الله والرحمن. » قال:
    « وتكذب أيضا. كيف أكرهك وقد خرجت بالقيان والزقاق والبرابط معك في عسكره؟ » صمّ أمر به فقتل. وادّعى كثير من الأسراء أنّهم رقيق، فكفّ عن قتلهم وأمر ببيعهم مع ما بيع ممّا أصيب في معسكرهم.
    ومضى سليمان مفلولا حتى انتهى إلى حمص، فانضمّ إليه من أفلت، فعسكر بها وبنى ما كان مروان أمر بهدمه من سورها، ووجّه مروان يوم هزمه خيلا إلى الكامل جريدة ووصّاهم أن يسبقوا كلّ خبر حتى يحدقوا به.
    ثم أقبل مروان نحوهم حتى نزل معسكره من واسط ثم راسلهم بأن:
    « انزلوا على حكمي. » فقالوا:
    « لا حتى تؤمننا بأجمعنا. » فنصب عليهم المجانيق، فلمّا تتابعت عليهم نزلوا على حكمه فمثل بهم. وكانت عدّتهم نحو ثلاثمائة.
    ثم عاد إلى ناحية سليمان بحمص فلمّا دنا منهم اجتمعوا إلى سليمان وقال بعضهم لبعض بحضرته:
    « حتى متى ننهزم من مروان؟ هلموا، فلنبايع على الموت ولا نفترق بعد معاينته حتى نقتله أو نموت جميعا. »
    فوطّن على الموت نفسه قوم، وولّى سليمان السكسكي على شطرهم وعلى الشطر الباقي. ثبيتا البهراني فتوجّهوا إليه مجتمعين على أن يبيّتوه فإن أصابوا منه غرّة، فوجدوه متحرزا في الخنادق يسير على تعبئة. فتهيّبوا وكمنوا في زيتون على طريقه، فخرجوا عليه وهو يسير على تعبئة، فوضعوا السلاح فيمن معه وانتبذ، ثم فنادى في خيوله، فثابت إليه من المقدمة والمجنّبتين والساقة فقاتلوهم.
    والتقى السكسكي وفارس من فرسانه من بنى سليم، فصرعه السلمى عن فرسه وأسره وأتى به إلى مروان فقال:
    « الحمد لربّ أمكن منك فطال ما بلغت منّا. » قال:
    « استبقني فإني فارس العرب. » قال:
    « كذبت، الذي جاء بك أفرس منك. » فأمر به فأوثق، وقتل ممّن صبر معه نحو من سبعة آلاف. وأفلت ثبيت ومن انهزم معه فلمّا أتوا سليمان خلّف أخاه سعيد بن هشام في مدينة حمص، وعلم أنّه لا طاقة له به، ومضى هو إلى تدمر ونزل مروان بحمص فحاصرهم عشرة أشهر، ونصب عليها نيّفا وثمانين منجنيقا تخطر عليهم حجارتها ليلا ونهارا، وهم في ذلك يخرجون إليه كلّ يوم فيقاتلونه، وربّما بيّتوا نواحي عسكره. ولمّا تتابع عليهم البلاء ولزمهم الذّل سألوه الأمان على أن يمكّنوه من سعيد أخي سليمان وابنيه عثمان ومروان ومن قوم كانوا يغيرون على عسكره ويشتمونه من السور. فآمنهم واستوثق من سعيد وابنيه ومثل بالباقين، ثم أقبل متوجّها إلى الضحّاك؟
    وقد روى أيضا أنّ سليمان لمّا انهزم من مروان أقبل إلى ابن عمر، ثم خرج معه إلى الضحّاك وبايعه. وفي ذلك يقول شاعرهم:
    ألم تر أنّ الله أظهر دينه ** وصلّت قريش خلف بكر بن وائل
    ولمّا استقام لمروان الشام ونفى عنها من كان يخالفه وقتل بها تلك المقتلة العظيمة أقبل حتى نزل نهر سعيد بن عبد الملك، وبلغ ذلك ابن عمر فأعلم ذلك الضحّاك، فارتحل الضحّاك وأقام ابن عمر بواسط، وبلغ خبر مروان ملحان الشيبانى وكان عامل الضحّاك على الكوفة، فخرج إليه يقاتله وهو في قلّة من الشراة، فلقى النضر وكان النضر قد توجّه إليه وبلغ القادسيّة وصبر في المعركة حتى قتله النضر.
    وبلغ الضحّاك قتل ملحان، فاستعمل على الكوفة المثنّى بن عمران من بنى عائذة. وسار الضحّاك، فأخذ على الموصل، لأنّ أهل الموصل كاتبوه ودعوه ليمكّنوه منها. فسار في جماعة جنوده حتى انتهى إليها وعليها يومئذ عامل لمروان من بنى شيبان يقال له: القطران بن أكمة ففتح أهل الموصل المدينة للضحّاك، وقاتلهم القطران في قومه وجماعة يسيرة من أهل بيته وثبتوا حتى قتلوا واستولى الضحّاك على الموصل. وبلغ خبره مروان فكتب إلى ابنه عبد الله وهو خليفته على الجزيرة يأمره أن يسير فيمن معه ومن قدر على جمعه، إلى نصيبين ليشتغل الضحّاك عن توسط البلاد.
    فشخص عبد الله إلى نصيبين في جماعة روابطه وهو نحو من سبعة آلاف أو ثمانية آلاف.
    وسار الضحّاك من الموصل إلى عبد الله بنصيبين فقاتله فلم يطقه لكثرة من مع الضحّاك، وذاك أنّ عدّتهم بلغت عشرين ومائة ألف يرزق الفارس مائة وخمسين والراجل والبغّال مائة وما دونها إلى السبعين في كلّ شهر.
    وأقام الضحّاك على نصيبين محاصرا لها ووجّه بخيل له إلى الرقّة وكان بها خيل لمروان، ولمّا بلغ مروان نزولهم بالرقّة وجّه خيلا إليها، فلمّا دنوا منها انقشع أصحاب الضحّاك منصرفين إليه واتبعتهم خيل مروان فاستسقطوا من ساقتهم نيّفا وثلاثين رجلا فقطع مروان أيديهم ومضى صامدا إلى الضحّاك في جموعه حتى التقيا بموضع يقال له: الغذّ، من أرض كفرتوثا، فقاتله عامّة نهاره.
    فلمّا كان عند المساء ترجّل الضحّاك وترجّل معه من ذوي النيّات نحو من ستة آلاف، وأهل عسكره لكثرتهم لا يعلمون بما كان منه. فأحدقت بهم خيل مروان وألحّوا عليهم حتى قتلوهم عند المعتمة، وقتل فيهم الضحّاك، وانصرف من بقي من أصحاب الضحّاك إلى عسكرهم، وكذلك أصحاب مروان ولا يعلم مروان ولا أصحاب الضحّاك بمقتل الضحّاك حتى فقدوه في منتصف الليل وجاءهم بعض من عاينه حين ترجّل، فأخبرهم بمقتله فبكوا عليه وناحوا وخرج عبد الملك وهو القائد الذي كان وجّهه إلى الرّقة من عسكرهم حتى دخل عسكر مروان وتقرّب إليه بقتل الضحّاك فأرسل معه رسلا من حرسه معهم النيران والشموع إلى موضع المعركة، فقلّبوا القتلى حتى استخرجوه وأتوا به مروان وفي وجهه ورأسه أكثر من عشرين ضربة، فكبّر أهل عسكر مروان، فعرف أهل عسكر الضحّاك أنّهم قد علموا بذلك. وبعث مروان برأسه من ليلته إلى مدائن الجزيرة يطاف به فيها.
    ولمّا قتل الضحّاك بايع أهل عسكره الخيبريّ وعاودوا مروان القتال من الغد وصافّهم وسليمان بن هشام يومئذ وأهل بيته ومواليه مع الخيبريّ - وقد كان قدم على الضحّاك في أكثر من ثلاثة آلاف من أهل بيته ومواليه، وتزوّج إليهم أخت شيبان الحروريّ وهو الذي بايعوه بعد الخيبري. فحمل الخيبريّ على مروان في نحو من أربعمائة فارس من الشّراة فهزم مروان وهو في القلب وخرج مروان من العسكر منهزما ودخل الخيبري فيمن معه عسكره، وجعلوا ينادون بشعارهم:
    « يا خيبرى، يا خيبرى. » ويقتلون من أدركوا حتى انتهوا إلى حجرة مروان فقطعوا أطنابها.
    وجلس الخيبري على فرسه وميمنة مروان على حيالها وعليها ابنه عبد الله، وميسرته أيضا ثابتة، عليها مسلم بن عقيل، فلمّا رأى أهل عسكر مروان قلّة من مع الخيبري ثار إليه عبيد أهل العسكر بعمد الخيام، فقتلوا الخيبريّ وأصحابه جميعا في حجرة مروان وحولها.
    وبلغ مروان الخبر وقد جاز العسكر بنحو ستة أميال منهزما فانصرف إلى عسكره، وردّ خيوله عن مواقفها، وبات تلك الليلة في عسكره، وانصرف أيضا عسكر الخيبري. فولّوا عليهم شيبان وبايعوه، فقاتلهم مروان بعد ذلك بالكراديس وأبطل تعبئه الصفّ منذ يومئذ.
    توجيه يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق لحرب الخوارج

    وفي هذه السنة وجّه مروان يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق لحرب من بها من الخوارج. وكان بالعراق عمّال الضحّاك وفيهم عبد الله بن عمر، كما حكينا من أمره، ومضى ابن هبيرة، فأخذ على الموصل وانحطّ على غزّة من عين التمر، وبلغ ذلك المثنّى بن عمران عامل الضحّاك على الكوفة، فسار إليه فيمن كان معه من الشّراة ومعه منصور بن جمهور وقد كان صار إليه حين بايع الضحّاك. فالتقوا بغزّة، واقتتلوا قتالا شديدا أيّاما متوالية، فقتل المثنّى مع عدّة من رؤساء أصحاب الضحّاك وهرب منصور بن جمهور وانهزمت الخوارج.
    وأقبل منصور بن جمهور حتى دخل الكوفة فجمع بها جمعا من اليمانية والصفرّية ومن كان تفرّق منهم يوم قتل ملحان ومن تخلّف منهم عن الضحّاك فجمعهم منصور جميعا ثم سار بهم حتى نزل الروحاء.
    وأقبل ابن هبيرة في أجناده حتى لقيهم بها فقاتلهم أيّاما ثم هزمهم وقتل خلق من أصحاب الضحّاك وهرب منصور بن جمهور، وأقبل ابن هبيرة حتى نزل الكوفة ونفى الخوارج عنها.
    وفي هذه السنة وافى الحارث بن سريج مرو من بلاد الترك بأمان الخليفة فصار إلى نصر، ثم خالفه وتابعه خلق.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #36
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ذكر الخبر عن أمره وأمر نصر بن سيار

    إنّ الحارث سار إلى مرو ومخرجه من بلاد الترك فقدمها يوم الأحد سنة سبع وعشرين ومائة، ويقال ثمان وعشرين ومائة، فتلقّاه سلم بن أحوز والناس بكسماهن فقال له محمّد بن عطية العبسي:
    « الحمد لله الذي أقرّ عيوننا بقدومك وردّك إلى قبّة الإسلام وإلى الجماعة. » قال:
    « يا بنيّ، أما علمت أنّ الكثير إذا كانوا على معصية الله لم يكونوا جماعة، وأنّ القليل إذا كانوا على طاعة الله كانوا جماعة؟ وما قرّت عيني منذ خرجت إلى يومي هذا وما قرّة عيني إلّا أن يطاع الله. » فلمّا دخل مرو قال:
    « اللهم إني لم أنو قطّ في شيء بيني وبينهم إلّا الوفاء، فإن أرادوا الغدر فانصرني عليهم. » وتلقّاه نصر وأجرى عليه نزلا خمسين درهما في كلّ يوم، فكان يقتصر على لون واحد وأطلق له نصر من كان عنده من أهله، فلمّا أتاه ابنه محمّد قال:
    « اللهم اجعله برّا تقيّا. » وكان قدم الوضّاح بن حبيب بن بديل على نصر من عند عبد الله بن عمر.
    فأتى الحارث وعنده جماعة من أصحابه فقال:
    « إنّا بالعراق نشهر عظم عمودك وثقله وإني أحبّ أن أراه. » قال:
    « ما هو إلّا كبعض ما ترى - وأشار إلى عمده مع قوم وقوف على رأسه - ولكني إذا ضربت به شهرت ضربتي. » وكان في عموده ثمانية عشر رطلا.
    وعرض نصر على الحارث أن يولّيه ويعطيه مائة ألف فلم يقبل وقال:
    « إني لست من [ أهل ] هذه اللذّات ومن [ أهل ] تزويج عقائل العرب في شيء أنا أسأل كتاب الله والعمل بالسنّة واستعمال أهل الخير، فإن فعلت ساعدتك على عدوّك. » ثم قال لنصر:
    « خرجت من هذه البلاد منذ ثلاث عشرة سنة إنكارا للجور، وأنت تريدني عليه » وأرسل الحارث إلى الكرماني:
    « إن أعطاني نصر العمل بكتاب الله وما سألته من استعمال أهل الخير والفضل عضدته وقمت بأمر الله، وإن لم يفعل استعنت بك عليه وتضمن لي ما أريد من القيام بالعدل والسنّة. » وكان كلّما دخل عليه بنو تميم دعاهم إلى نفسه، فبايعه قوم من رؤساءهم وانضمّ إلى الحارث ثلاثة آلاف.
    ودخلت سنة ثمانية وعشرين ومائة

    وفيها قتل الحارث بن سريج
    ذكر الخبر عن مقتله وسبب ذلك

    لمّا ولى ابن هبيرة العراق، كتب إلى نصر بعهده، فبايع لمروان. وقال الحارث:
    « إنّما آمنني يزيد بن الوليد، ومروان لا يجيز أمان يزيد فلا آمنه. » فلمّا دعا الحارث قوما إلى مبايعته أتاه سلم بن أحوز وخالد بن هريم وقطن بن محمّد وأمثالهم فكلموه وقالوا:
    « ألم يصيّر نصر سلطانه وولايته في أيدى قومك، ألم يخرجك من أرض الترك ومن حكم خاقان، - وعدّدوا عليه ما اصطنعه إليه - أتخالفه فتفرّق أمر عشيرتك وتطمع فيهم عدوّهم؟ فنذكّرك الله أن تفرّق جماعتنا. » فقال الحارث:
    « إني لا أرى في عشيرتي شيئا من الولاية. » ولم يجبهم بما أرادوا.
    وخرج فعسكر وأرسل إلى نصر يسأله أن يجعل الأمر شورى. فأبى نصر، وخرج الحارث، فأتى منازل آل يعقوب بن داود. وكان الحارث يظهر أنّه صاحب الرايات السود. فأرسل إليه نصر:
    « إن كنت كما تزعم وإنّكم تهدمون سور دمشق وتزيلون أمر بني أمية فخذ مني خمسمائة رأس من الدوابّ ومائتي بعير واحمل إليك من الأموال ما شئت ومن آلة الحرب وسر، فلعمري لئن كنت الإمام صاحب الأمر إني لفى يدك، وإن كنت لست ذلك فقد أهلكت عشيرتك. » فقال الحارث:
    « قد علمت أنّ هذا حقّ، ولكن لا يبايعني عليه من صحبني. » فقال نصر:
    « فقد استبان لك أنّهم ليسوا على رأيك ولا لهم مثل بصيرتك وأنّهم فسّاق ورعاع فأذكّرك الله في عشرين ألفا من ربيعة واليمن سيهلكون فيما بينكم. » وعرض نصر على الحارث أن يوليه ما وراء النهر ويعطيه ثلاثمائة ألف فلم يقبل. فقال له نصر:
    « إن شئت فابدأ بالكرمانيّ فإن قتلته فأنا في طاعتك وإن شئت فخلّ بيني وبينه فإن ظفرت به رأيت رأيك، وإن شئت فسر بأصحابك، فإذا جزت الرّيّ فأنا في طاعتك. » فخالفه الحارث وأبي إلّا أن يجعل الأمر شورى فأخذ نصر في التأهّب وصيّر سلما في المدينة وضمّ إليه الرابطة مع فرسان ضمّهم إلى هدبة بن عامر وحوّل السلاح والدواوين إلى القهندز، وجلس للناس.
    وكان اتهم قوما من أصحابه أنّهم كاتبوا الحارث بن سريج، فأجلس عن يساره من اتّهم منهم وأجلس الذين اصطنعهم عن يمينه ثم تكلّم وذكر بنى مروان ومن خرج عليهم كيف أظفر الله به ثم قال لمن عن يمينه:
    « إني أحمد الله وأذمّ من عن يساري وليت خراسان ففعلت وصنعت - وذكر حسن بلائه - وأمرتكم أن ترفعوا ما أصبتم لمّا أردت المسير إلى الوليد، فمنكم من رفع ألف ألف وأكثر وأقلّ وفرددتها عليكم ثم فعلت وفعلت فكان جزائي أن مالأتم الحارث عليّ، فهلّا نظرتم إلى هولاء الأحرار - وأومأ إلى من عن يمينه - الذين لزمونى مواسين لي على غير بلاء. » واعتذر إليه الناس فقبل عذرهم وصرفهم.
    ولمّا انتشر في كور خراسان أمر الفتنة قدم على نصر جماعة من رؤساء الناس ووجوههم وكتب الحارث بن سريج سيرته فكانت تقرأ في طرق مرو وفي المساجد. فأجابه قوم كثير وأمر نصر [ الحسن بن سعد مولى قريش ] فنادى في المدينة.
    « إنّ الحارث عدوّ الله قد نابذ وحارب، فاستعينوا الله، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله. » فأرسل نصر من ليلته إلى جماعة أصحابه:
    « تهيّئوا للقتال. » فقال له أصحابه:
    « ما نجعل شعارنا؟ » فقال مقاتل بن سليمان:
    « شعارنا شعار رسول الله : حم لا ينصرون. » وعلامتهم على الرماح الصوف. » وكان الذي هاج القتال أنّ غلاما للنضر بن محمّد الفقيه يقال له: عطيّة، صار إلى أصحاب سلم فقال أصحاب الحارث:
    « ردّوه علينا. » فأبوا فاقتتلوا فهزمهم أصحاب سلم فانتهوا إلى الحارث وهو يصلّى الغداة، فلمّا قضى الصلاة دنا منهم فرجعوا. ثم دنا من الحارث رجلان فناداهما عاصم.
    « عرقبا برذونه. » فبادر الحارث أحدهما بعموده فقتله ورجع الحارث فأتبعه حمّاد بن عامر ومحمّد بن زرعة وهو في سكّة أبي عصمة فكسر رمحيهما بعموده وحمل على مرزوق مولى سلم، فلمّا دنا منه رمى بنفسه عن فرسه ودخل حانوتا وضرب برذونه على مؤخّره فنفق. وركب سلم حين أصبح وأمر بالخندق فخندقوا وأمر مناديا فنادى:
    « من جاء برأس فله ثلاثمائة. »
    فلم تطلع الشمس حتى انهزم أصحاب الحارث ومضى سلم حتى انتهى إلى عسكر الحارث ووجد فيه قوما فقتلهم وفيهم كاتب الحارث واسمه يزيد بن داود فقتل. ومضى سلم إلى باب بيق ففتحه وقتل رجلا كان دلّ الحارث على نقب في الحائط دخل منه.
    وأرسل نصر إلى الكرمانيّ فأتاه على عهد جرى بينهما على يد القاضي محمّد بن ثابت وحضر القاضي ومقدام ونعيم وسلم بن أحوز فدعا نصر إلى الجماعة. فقال الكرمانيّ: « أنت أسعد الناس بذلك. » فوقع بين سلم بن أحوز وبين المقدام كلام فأغلظ له سلم فأعانه أخوه وغضب لهم عبد الرحمن الجرمي السغدى فقال له سلم:
    « لقد هممت أن أضرب أنفك بالسيف. » فقال السغدى:
    « لو مسست السيف لم ترجع إليك يدك. » فخاف الكرمانيّ أن يكون مكرا من نصر. فقام فتعلّقوا به، فلم يجلس، ومضى إلى باب المقصورة قال: فتلقّوه بفرسه، فركب في المسجد. وقال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 9 من 20 الأولىالأولى ... 789101119 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1