صفحة 96 من 120 الأولىالأولى ... 46869495969798106 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 381 إلى 384 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)

العرض المتطور


  1. #1
    محظور
    الحالة : kofykofy غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 639
    الدولة: مصر
    المشاركات: 1,849
    الحالة الإجتماعية: متزوج
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array

    شكرا دمعة فرح
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kofykofy مشاهدة المشاركة
    شكرا دمعة فرح
    العفو استاذ كوفي .. شكرا لمرورك العطر

    ...


  • #3

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array




    "أجّل سفرك".
    نظر شقيقي إلي باستغراب ثم سأل:
    "عفوا؟؟ ماذا؟"
    فكررت مؤكدا والجد يملأ عيني:
    "أجل سفرك يا وليد ودعنا نسوي الأمور ونحل المشاكل أولا".
    قال بانزعاج:
    "أتجلبني من المزرعة إلى هنا مفزوعا على وجه السرعة... مسببا ما سببت هناك... لتقول لي أجل سفرك؟ يا سامر وضح ماذا لديك؟ وما بها رغد؟"
    أجبت بكل جدية:
    "أم تقل إنك لا تريد إخطارها عن حضورك؟ ألم أقل لك إن هذا سيحزنها؟؟ إذن لماذا ذهبت إلى بيت خالتها اليوم وقابلتها؟ وبطريقة جافة؟ ألا تعرف كم من الحزن سببت لها معاملتك هذه؟ إذا كنت قد ضقت ذرعا بها ولا تريد تحمل أعباء مسؤوليتها بعد الآن ولا تطيقها بسبب خلافك مع أهلها فانقل الوصاية الكاملة إلي أنا ونهائيا".
    دوهم أخي وحملق في... وأنا أركز في عينيه بحدة وشدة...
    ثم سألني:
    "ماذا تعني؟؟"
    فأجبت منفعلا:
    "أعني أن تتنازل عن الوصاية عليها لي أنا... وأخلصك من هذا العناء تماما".
    وإذا بالحمرة تلون وجه وليد وإذا به يقول مهددا:
    "كيف تجرؤ؟؟"
    فأجبت بحدة:
    "على الأقل... أنا سأعاملها معاملة حسنة تليق بها كابنة عم وحيدة ويتيمة الأبوين".
    وقف وليد فجأة وهتف بغضب:
    "أتعني أنني لا أحسن معاملتها يا سامر؟"
    فوقفت تباعا ورددت بصوت قوي:
    "هل تسمي هذه القسوة والصرامة والخشونة... معاملة حسنة؟؟ وليد... لقد كنت أزورها قبل اتصالي بك... اتصلت بي الخالة وطلبت مني أن أذهب إليها... أخبرتني بأنك ذهبت إليهم ظهرا وقابلت رغد والله الأعلم ماذا قلت لها... وجعلتها تحبس نفسها في غرفتها منذ ذلك الحين ولا تفتح الباب لأحد... حاولت أن أكلمها لكنها طلبت مني الانصراف... أنا لا أعرف ما الذي قلته لها وجعلتها تحزن لهذا الحد... ثم تريد السفر بلامبالاة... وتتركني أنا أواجه الأمر وأرمم ما تهدمه أنت... أتسمي هذه معاملة حسنة؟؟"
    وليد نظر إلى ساعة يده... وبدا متوترا... ثم قال:
    "اتصل بها".
    ولم أتحرك... فقال وليد:
    "الآن".
    فقلت:
    "أقول لك إنني قدمت من عندها قبل ساعتين وهي منزية على نفسها... وهاتفها مغلق منذ النهار".
    قال:
    "إذن اتصل بهاتف المنزل واسأل عنها ودعني أكلمها".
    بقيت واقفا في موضعي... أنظر إلى أخي بتشكك... ثم سألته:
    "أخبرني أولا... ما الذي قلته لها؟؟ لماذا ذهبت إليها؟؟"
    فأجاب مندفعا:
    "أنا لم أذهب لزيارتها بل مررت لسبب آخر... ولم أقل شيئا".
    فقلت:
    "إذن لماذا هي محطمة هكذا؟ لا بد أنك قلت أو فعلت شيئا جارحا حتى لو لم تدركه".
    وهذه الجملة استفزت أخي فهتف بغضب:
    "وهل تراني وحشا ذا مخالب وأنياب؟؟"
    قلت غاضبا:
    "لا أراك تقدر شيئا أو تفهم شيئا... ألا تعرف ما تعني لها وما يعني رضاك أو غضبك؟؟ إما أن تكون أعمى أو بلا إحساس... وفي كلتا الحالتين لا تصلح لرعاية رغد... فدعني أتولى أمرها بنفسي من الآن فصاعدا".
    سكت وليد مبهوتا وتبعثرت نظراته ثم استجمعها واسترد رباطة جأشه وقال:
    "اتصل الآن".
    ألقيت عليه نظرة مستهجنة ثم توجهت نحو الهاتف واتصلت بمنزل الخالة فأجابتني هي وعلمت منها أن رغد لا تزال حبيسة غرفتها وطلبت منها استدعاءها للتحدث معي فلم تستجب, وقلت لخالتي بأن تخبرها بأن وليد يريد التحدث معها ولكنها أيضا لم تستجب...
    حين وضعت السماعة على الهاتف رأيت أخي ينظر إلى ساعة يده ثم يقول:
    "إذن دعنا نذهب".
    انطلقنا من فورنا بسيارتي إلى المدينة الصناعية. عندما وصلنا إلى منزل أبي حسام لم يخرج وليد من السيارة بل قال:
    "تعال بها".
    التفت إليه وقلت:
    "لم لا تأتي معي ونسوي المشكلة مع العائلة الآن؟"
    فرد:
    "ليس هذا وقته".
    وتركته في انتظاري في السيارة ودخلت إلى المنزل, لم تفتح رغد الباب إلا بعد أن أقسمت لها مرارا وتكرارا أن وليد قد حضر معي ويريد مقابلتها... وعندما فتحته ذهلنا للسواد الذي لون وجهها الكئيب حتى غدا مضاهيا لسواد وشاحها. نقلت بصرها بيننا ثم سألت:
    "أين هو؟"
    فأجبت:
    "ينتظرنا في السيارة".
    وبدا عليها عدم التصديق ونظرت إلى خالتها تبحث عن تأكيد فقالت أم حسام:
    "لقد أحضره سامر ولكنه لا يريد دخول منزلنا كما تعرفين".
    فأطرقت رغد برأسها وقالت:
    "أنتم تكذبون علي".
    وتراجعت خطوة بعكازها إلى الخلف فقلت بسرعة:
    "ولماذا سنكذب عليك يا رغد تعالي وتأكدي بنفسك".
    بعثرت رغد علينا نظرات التشكك ثم قالت:
    "إذا اكتشفت أنكم تخدعونني..."
    فقاطعتها الخالة:
    "يهديك الله يا رغد... انظري إلى حالك وحالنا معك... اذهبي معه وارحمي نفسك وارحمينا".
    ورافقتني رغد يدفعها الأمل خطوة ويوقفها الشك أخرى حتى صرنا أمام السيارة ورأت وليد بأم عينيها... نظرت إلي غير مصدقة فقلت مؤكدا:
    "هل صدقتني الآن؟"
    ثم فتحت لها الباب الخلفي فجلست خلف مقعدي ورأيت أخي يلتفت إليها وسمعته يلقي التحية.
    جلست على مقعدي والتفت إلى أخي وسألت:
    "إلى أين؟"
    فأجاب:
    "جولة قصيرة".
    وسرنا يرافقنا الصمت الشديد.... وربما كانت أفئدتنا تتخاطب وأفكارنا تتصافح دون أن نشعر بها.
    بمحاذاة الكورنيش طلب مني أخي أن أوقف السيارة وأشار بيده نحو المقاعد الإسمنتية العامة قائلا:
    "دعونا نجلس هنا قليلا".
    وسبقنا بالخروج من السيارة والتوجه نحو المقاعد. التفت إلى رغد فرأيتها قابعة في مكانها والتوتر جلي على وجهها ويدها ممسكة بطرف وشاحها بانفعال.
    سألتها:
    "ألن تنزلي؟"
    فأجابت بصوت وجل:
    "ماذا... يريد؟؟"
    فقلت مطمئنا:
    "مم أنت خائفة؟ ألست تريدين التحدث معه؟؟ هو هنا لن يسمعك.."
    وإن كنت غير واثق مما سيقوله... وإذ بدا على رغد التردد, شجعتها قائلا:
    "فرصتنا لنقول كل ما نريد ونضع الحروف على النقط... طلبت منه أن يؤجل سفره حتى نحل المشاكل العالقة أولا..."
    وأخيرا خرجنا من السيارة وذهبنا نحو وليد... ترددت رغد في الجلوس فأخرجت منديلا ومسحت المقعد لأنظفه وقلت:
    "تفضلي".
    وعندما جلسنا جوارها ثم التفت إلى وليد وقلت:
    "ندخل في الموضوع مباشرة... يجب أن تؤجل رحلة الغد وتعيد الحسابات".
    قال وليد:
    "لا مجال... سفري ضروري للغاية".
    ثم التفت نحو رغد وقال:
    "لا يمكنني أن آخذك معي الآن يا رغد".
    وما كاد ينهي الجملة حتى انهارت رغد فجأة... وكأن جملة وليد كانت الدبوس الذي فجر البالون...
    قالت وهي شديدة التهيج وتكاد تمزق طرف وشاحها المشدود بين يديها:
    "أنا لست متواطئة مع خالتي... ولست راضية عما قالت... ولن أحدث أي مشاكل مع أروى بعد الآن... سأهتم بدراستي فقط... لن أسبب لك أي إزعاج... وأي شيء سأحتاجه سأطلبه من سامر... سأبقى منعزلة في غرفتي أدرس وأرسم... وسأنفذ كل ما تطلبه مني... لكن أرجوك... دعني أعود إلى بيتي وجامعتي... فأنا ليس لي غيرهما ولا أريد أن أتشرد ويضيع مستقبلي أكثر من هذا أرجوك..."
    وانخرطت رغد في بكاء قوي مؤثر... كأنها كانت تربطه عنوة على طرف حنجرتها وأفلت منها بغتة دفعة واحدة... كان منظرها مؤلما جدا...
    وقفت كما وقف أخي وسرنا مقتربين منها... وصرنا أمامها مباشرة...
    قال وليد:
    "ما الذي تقولينه؟!"
    فقالت رغد بنفس الانفعال:
    "سأفعل ما تطلبه مني لكن لا تتركني هنا أرجوك... أعدني إلى بيتي وجامعتي... سأطلب من أقاربي أن يعتذروا منك... الآن إذا شئت... وسأتصالح مع الشقراء وأنسى أنها من تسبب بإصابتي... قل لها أنني لن أزعجها أبدا ولن تشعر بوجودي في المنزل... أرجوك لا تذهب بدوني... أرجوك..."
    كدت أبكي مع رغد... أخرجت مناديل وقدمتها لها تمسح دموعها وأنا أقول:
    "كلا يا رغد أرجوك... تماسكي".
    ونظرت إلى شقيقي فرأيته يحملق فيها مندهشا من سوء حالتها... ثم يجلس على المقعد بجوارها ويسند مرفقيه إلى ركبتيه وجبينه إلى كفيه ويجذب عدة أنفاس قوية ثم يلتفت إليها ويقول:
    "رغد... أروى لن تأتي معي هذه المرة ولذلك لا أستطيع أخذك".
    فالتفتت أيه رغد ومسحت دموعها...
    تابع وليد:
    "عندما تتحسن الأوضاع سنعود جميعا... لكن الآن... صعب".
    فقالت رغد:
    "لماذا؟"
    فأجاب أخي:
    "قلت لك.. لأن أروى لن ترافقنا وهي ما تزال غارقة في الحزن على فقد والدتها رحمها الله... لا نستطيع الذهاب أنا وأنت وسامر... لن يكون هذا مقبولا لن توافق خالتك".
    فقالت رغد بسرعة:
    "لا تأبه بكلام خالتي".
    فرد وليد:
    "ليست خالتك فحسب... إن كان هذا تفكيرها هي فكيف بتفكير الآخرين؟"
    فردت رغد:
    "أنا لا آبه بتفكير أحد... أنت في مقام أبي.. وسامر أخي.. أنتما عائلتي الحقيقية وليس لي ملجأ غيركما".
    وليد نظر إلي ليرى وقع الكلام على نفسي... فأرسلت نظري بعيدا عنه... ثم سمعته يقول:
    "حسنا يا رغد عندما آتي في المرة المقبلة..."
    ولم يتم كلامه لأن رغد قاطعته منفعلة:
    "كلا.. لن يكون هناك مرة مقبلة... سأذهب معك الآن... أرجوك لا تتركني".
    فقال وليد:
    "سأسافر باكرا يا رغد... لم نرتب لسفرك وسامر".
    فقلت:
    "أجل سفرك يوما أو يومين على الأكثر وسيكون كل شيئا مرتبا".
    فالتفت أخي إلي وقال:
    "لا يمكن. لدي اجتماع مهم للغاية صباحا.. أمر معد له بصعوبة منذ أسابيع".
    فقالت رغد مصرة:
    "سآتي معك".
    فنظر وليد إليها وقد علاه الانزعاج وقال:
    "يستحيل ذلك الآن. سنناقش الأمر في المرة التالية".
    فقالت رغد وهي تنهار مجددا وتفقد تماسكها:
    "أنت تكذب علي... لا تريد أخذي معك... تماطل إلى أن أمل وأكف عن ملاحقتك... قلها صراحة يا وليد إنك لم تعد تريد كفالتي... تريد أن تتخلص مني حتى تكسب خطيبتك ويصفو لها الجو معك وحدك".
    أصابتنا الدهشة من كلام رغد... ووقف وليد غاضبا وهتف بخشونة:
    "ما هذا الكلام المجنون يا رغد؟"
    فهتفت رغد:
    "هذه هي الحقيقة.. لقد اخترتها هي وتنازلت عني..."
    هنا أطلق وليد زجرة قوية:
    "رغد يكفي".
    بصوت عال وفظ جدا لدرجة أن رغد انتفضت فزعا ثم بلعت صوتها وكتمت أنفاسها, ثم سار مبتعدا متجها إلى السيارة... ثم توقف واستدار نحونا وقال:
    "هل هذا ظنك بي يا رغد؟ فيم ستختلفين عن أقاربك؟ كلكم تبخسونني قدري وتسيئون إلي".
    وأولانا ظهره واقترب أكثر من السيارة حتى مد يد ليفتح الباب ووجده مقفلا... فركل السيارة برجله وهتف:
    "تعال وافتحها".
    وقفت رغد ونادت:
    "وليد".
    ثم التفتت إلي وأمسكت بذراعي وقالت متوسلة:
    "لا تدعه يذهب أرجوك".
    عضضت أسناني وقلت:
    "لا تقلقي".
    ثم خاطبت أخي:
    "سأتصل بشركة الطيران وأرى ما إذا كان لديهم مقاعد شاغرة على رحلة الغد".
    والتفت إلى رغد قائلا:
    "فهي رحلات يومية ولا بد أن مقعدين على الأقل لا يزالان شاغرين".
    وهذه فكرة طرأت على بالي للتو... أنتجها قلقي على رغد وتخوفي من ما قد يعتريها بعد هذا...
    حثثتها على السير إلى أن صرنا عند وليد فخاطبته سائلا:
    "ما قولك؟؟"
    فلم يرد... فقلت:
    "دعنا نمر الآن بمكتب الطيران ونرى ما يمكن فعله".
    فقال:
    "الوقت متأخر على فكرة كهذه".
    فقلت:
    "إما هذه... أو امنحني تصريحا بالسفر مع رغد وسنلحق بك عاجلا".
    فزفر بضيق وقال:
    "افتح الأبواب".
    وركبنا السيارة وسرنا في الطريق وعندما اقتربنا من مفترق طرق أردت الانعطاف بالسيارة لأسلك الشارع المؤدي إلى مكتب الطيران فقال:
    "اسلك اليمين".
    وهو الطريق المؤدي إلى بيت أبي حسام,فقلت:
    "دعنا نمر بالمكتب أولا".
    فرد:
    "إلى المنزل يا سامر وكفى".
    هنا هتفت رغد:
    "كلا... لا أريد العودة إلى منزل خالتي... لا أريد".
    فالتفت وليد إليها وقال:
    "افهمي يا رغد هذا صعب جدا الآن".
    ولكنها ألحت:
    "لا أريد العودة... لا تسافرعني... لا تفعل هذا بي".
    أما أنا فقد انعطفت يسارا وانطلقت بأقصى سرعة ممكنة في الطريق إلى مكتب الطيران.
    أثناء هذا وردتني مكالمة من أم حسام تطمئن فيها على رغد فطمأنتها وأخبرتها بأننا سنعود بعد قليل.
    توقفت عند مكتب شركة الطيران وفتحت الباب وقلت:
    "سأتحقق وأعود".
    وحالفني الحظ واشتريت تذكرتين وعدت أزف البشرى إلى رغد.. غير آبه برأي وليد... فأنا لم أعد أقوى على تحمل كآبتها...
    تهلل وجهها حينما أخبرتها ومع ذلك أخذت تنظر نحو وليد والذي كان ينظر عبر النافذة إلى الخارج وعلى وجهها القلق وكأنها تسأله عن رأيه وتطلب موافقته... لم يعلق أخي فاعتبرنا صمته بمثابة الضوء الأخضر... وتابعنا المسير...
    أظنه خاف على رغد وأدرك إلى أي حد وصلت بها نفسيتها...
    عدنا أدراجنا إلى منزل أبي حسام ولما فتحت الباب لها ترددت في الخروج...
    وإذا بها تخاطب وليد قائلة:
    "لا تفعلها وتسافر عنا".
    فأجاب:
    "وهل سأقود الطيارة وأسافر مثلا؟"
    فقالت:
    "لكن... إذا تعرقل سفري لأي سبب... فسوف... فسوف..."
    فالتفت وليد إليها:
    "فسوف ماذا؟"
    ولم تكمل رغد وخرجت من السيارة ورافقتها إلى داخل المنزل وأخبرت العائلة بأننا اشترينا التذكرتين وسنسافر مع وليد.
    فور أن أنهيت إعلام الخبر رأيت رغد تنظر إلى خالتها وتقول مهددة:
    "لا تحاولي منعي يا خالتي وإلا فأنني سأحبس نفسي في الغرفة إلى أن أموت وألحق بأمي".
    فلم تقل أم حسام شيئا... ورن هاتفي فإذا به أخي يستعجل خروجي ويوصيني:
    "قل لرغد ألا تنام دون عشاء... وأن تتناول فطورا جيدا قبل المغادرة صباحا. أكد عليها هذه مرارا".
    ونقلت وصيته إليها فردت والسرور يتجلى على وجهها:
    "حاضر".
    وعدت إلى السيارة ونظرة إلى أخي فرأيته شاردا... يفكر بعمق. قلت:
    "صدقني وليد... هذا أفضل حل... وإلا فأن نفسية رغد ستتدهور".
    التفت إلي أخي وتنهد وقال:
    "لقد أحدثت مشكلة كبيرة لي مع أروى يا سامر..."
    سألته بقلق:
    "أي مشكلة؟"
    قال:
    "تصرفت وكأن الأمر يعني رغد فقط... وحين تعرف أروى بأن رغد عائدة معي فستقلب الدنيا رأسا على عقب".
    فكرت قليلا... بعدها قلت:
    "إذن قل لها أن رغد عائدة معي أنا وليس معك".
    فرمقني أخي بنظرة غامضة وأوشك على قول شيء, لكنه حبس لسانه ولاذ بالصمت....

    ***************************



  • #4

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array





    من الصباح الباكر... اتصلت بسامر لأتأكد من أن كل شيء يسير بخير... وتناولت فطوري وبقيت جالسة في الحديقة مع أقاربي وحقائبي... في انتظار مجيء ابني عني.
    وعندما أتى سامر... عمد إلى الحقائب يحملها... وخرج عمي أبو حسام لملاقاة وليد... الذي لم يدخل المنزل.
    عانقتني نهلة بحرارة... أما خالتي قفد ذرفت الدموع وهي تضمني إلى صدرها... وأبقتني في حظنها طويلا... إلى أن سمعت صوت سامر يقول:
    "هيا بنا".
    ابتعدت عن خالتي... فمسحت على رأسي وقالت:
    "انتبهي لنفسك جيدا يا رغد..."
    أومأت بنعم.. فالتفتت نحو سامر وقالت:
    "اعتني بها وصنها كعينك يا بني... ولا تدع أخاك يقسو عليها".
    فقال سامر:
    "توصينني أنا يا خالتي؟؟"
    فقالت:
    "أذكّر... عل الذكرى تنفع المؤمنين".
    فأكد لها:
    "اطمئني... رغد بعنقي".
    ثم التفت إلي وقال:
    "هيا وإلا تأخرنا".
    جلت بنظري لألقي نظرة الوداع على أقاربي... وافتقدت حسام الذي كان نائما ولم ينهض لوداعي...
    وأخيرا... غادرت المنزل... ورحلت عائدة إلى منزلي الحقيقي... في الجنوب...
    وصلنا إلى المنزل الكبير ضحى...
    وليد أسرع بالاستحمام ثم غادر المنزل على عجل وهو يقول:
    "اهتم بكل شيء... سأعود عصرا... اتصل بي عند الحاجة".
    واختفى بسرعة... أما سامر ففي البداية أخذ يتجول في أنحاء المنزل مستعيدا الذكريات الماضية... وشاعرا بالألم لتذكر والديّ... ولأنني لا أستطيع صعود الدرج فلم أرافقه عندما واصل جولته في الطابق العلوي... إنما ذهبت إلى غرفتي اسفلية واستلقيت على سريري باسترخاء وأغمضت عيني...
    آه... أخيرا أنا هنا من جديد...
    كأن ما حصل... حلم طويل... لقد مضت عدة أسابيع منذ غادرت هذه الغرفة... على أمل العودة بعد أيام... وبدون الشقراء...
    يا للأيام... يا للأحلام...
    ولم أشعر بنفسي وأنا أستسلم لنوم عميق... عميق جدا... عوضت فيه سهر الليالي المؤرقة التي قضيتها بعيدا عن وليد قلبي...

    *****************************


    عدت من عملي قبيل المغرب فوجدت شقيقي متمددا على الكنبة في غرفة المعيشة الرئيسية, غارقا في النوم, والتلفاز مشغلا والمصابيح مطفأة... وعلى الطاولة جواره علبة فواكه مشكلة فارغة وقارورة ماء... ما إن هتفت باسمه مرتين حتى استيقظ وراح ينظر إلى ما حوله ثم يتثاءب ويمدد ذراعيه ثم يقول:

    "عدت أخيرا؟!... تأخرت".
    فقلت:
    "أخبرتك أنني سأعود متأخرا. كان أمامي الكثير لأنجزه اليوم".
    ثم أضفت:
    "وعلى فكرة يمكنك استلام وظيفتك رسميا ابتداءا من الغد.. وقد خصصت سيارة تابعة للمصنع لتستخدمها إلى أن نجلب سيارتك من الشمال".
    قال:
    "عظيم... ممتاز... وأين ستعينني؟"
    قلت:
    "معي يا سامر... نائب عني ومساعدي الأول".
    وأضفت:
    "مثل السيد أسامة.. وأريدك أن تتقن الوظيفة بسرعة لتحمل العبء معي.. خصوصا وأن المنذر يطالب بإجازة منذ زمن وأنا أرفضها".
    سألني أخي:
    "هل أسامة المنذر هذا موضع ثقة؟"
    فأجبت:
    "نعم.. وهو من كان يدير المصنع ويرعى ثروة أروى وأملاكها إلى أن تسلمتها.. إنه رجل أمينن.. وجدّي الثقة".
    سأل:
    "وماذا عن بقية الموظفين؟ الإداريين بالذات؟؟"
    فقلت:
    "لا أولي الثقة المطلقة في حياتي إلا خمسة رجال.. سيف وأبيه.. وعمي إلياس.. والسيد أسامة.. وأنت".
    ثم مددت يدي وربت على كتف شقيقي وقلت:
    "وأنت أولهم يا شقيقي... سأعتمد عليك كثيرا..."
    ابتسم سامر وقال:
    "بكل تأكيد.."
    ثم أضاف مازحا:
    "المهم أن تسبغ علي الرواتب والعطايا الكريمة! دعني أتذوق طعم الثراء من جديد".
    وضحكنا بابتهاج...
    ثم سألته:
    "ماذا عن رغد؟"
    فحك شعر رأسه وقال:
    "ربما نائمة... لم أرها منذ ساعات".
    استنكرت هذا وقلت جادا:
    "منذ ساعات!"
    قال:
    "نعم فهي قد دخلت غرفتها المجاورة بعد انصرافك ولم تجب عندما ناديتها قبل أن أنام..."
    أثارت الجملة قلقي فقلت:
    "تعني أنك ام ترها منذ الصباح؟؟ وأنا من اعتمدت عليك؟"
    وخرجت من غرفة المعيشة وذهبت إلى غرفة رغد وتبعني أخي.
    طرقت الباب وناديتها بضع مرات فلم تجب. قال أخي:
    "أظنها نائمة... قفد كانت متعبة من عناء السفر كما أنها لم تنم البارحة".
    قلت:
    "يجب أن نتأكد".
    وطرقت الباب بقوة أكبر وهتفت مناديا إياها بصوت عال... ولم تجب... فما كان مني إلا أن أمسكت بقبضة الباب وفتحته... وأخي يهتف:
    " ماذا تفعل!!؟"
    لم أدخل الغرفة بل ناديت رغد بصوت يعلو مرة بعد مرة إلى أن سمعت صوتها أخيرا يرد...
    "نعم؟؟"
    "هذا أنا... هل أدخل؟؟"
    "نعم... ماذا هناك؟؟"
    أطللت برأسي داخل الغرفة فوجدتها جالسة على سريرها مادة رجليها وهي لا تزال ترتدي عباءتها... ويبدو عليها النعاس الشديد... تراجعت للوراء وقلت:
    "أنا آسف ولكننا طرقنا الباب وناديناك مرارا فلم تردي".
    ولم أسمع لها ردا... فقلت:
    "هل كنت نائمة؟"
    فلم نرد... فعدت وأطللت برأسي نحو الداخل ورأيتها تتثاءب وهي شبه واعية فسألت:
    "هل شربت منوما أم ماذا؟؟"
    ولم ترد... قلقت وسألت:
    "هل أنت بخير؟"
    فأجابت أخيرا وهي تفرك عينيها:
    "أجل... أنا نعسى".
    وأمالت رأسها إلى الوسادة وأغمضت عينيها... انسحبت من الغرفة وأغلقت الباب وأنا أكرر اعتذاري...
    لاقاني أخي بنظرات استهجان فشرحت له:
    "داهمها الإغماء من قبل وشارفت على الموت... لم يبدو نومها طبيعيا مع كل ذلك الطرق والنداء".
    واتجهت إلى المطبخ وجلست على أحد المقعد أرخي أعصابي وعندما لحق بي أخي قلت:
    "ستكون الخادمة هنا غدا... وسأعمل على توظيف طاهية أيضا".
    قال سامر متجاوبا:
    "على ذكر الطعام أنا أتضور جوعا".
    واتصلنا بأحد المطاعم وطلبنا وجبة غنية تناولنا نصيبنا أنا وأخي منها فور وصولها.
    "أين سأنام؟"
    سأل خي ونحن على مائدة الطعام, فأجبت:
    "في أي غرفة تشاء... لكن الغرف بحاجة إلى تنظيف أولا وغرفتك السابقة ظلت مقفلة... استخدم غرفتي الليلة".
    قال:
    "وأنت؟"
    قلت:
    "أنام في غرفة المعيشة على مقربة من رغد.. فهي تخشى المبيت بمفردها في الطابق الأرضي".
    وفوجئت بأخي يرد:
    "إذن لا بأس. سأنام في غرفة المعيشة وابق أنت في غرفتك".
    وكتمت في صدري شيئا لم أشأ إخراجه ساعتها...
    ومع مرور الأيام بدأت تصرفات أخي تزعجني... فهو نصب نفسه مسؤولا أولا عن رغد وحل مكاني في رعايتها... كنا نتناوب في الذهاب للعمل والبقاء في المنزل مع رغد... وكنت أسهر كل ليلة لمتابعة العمل أولا بأول... ومع مطلع الأسبوع المقبل ستعود رغد إلى جامعتها وسيتولى هو إقلالها ذهابا وعودة... أما أنا فسأضطر للذهاب إلى المزرعة نهاية ها الأسبوع لأعالج مشاكلي مع أروى... والتي ترفض الحديث معي منذ ليلة العشاء الذي أفسدته قبل سفري...

    ***************************

  • صفحة 96 من 120 الأولىالأولى ... 46869495969798106 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1