*إعادة نظر في رؤيتنا للملاك والشيطان
عبدالله هارون عبدالله
حينما أردنا الإشادة بصوت مغنيتنا المفضلة مثلا شبهناه بالصوت الملائكي .. فمن سمع منا صوت الملاك؟ .. ثم ما أدراك أن صوت الملاك جميل؟
في ظني أنه إن كان للملاك صوت فهو على الأرجح مخيف .. وما فعله الملاك جبريل عليه السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم حين نزول أول الوحي دليل على ترجيح ظني .. هذا فعله مع نبي فكيف مع إنسان عادي .. فقد هزه ثلاثا وهو يأمره بالقراءة .. فهل نتخيل أن صوته كان همسا رقيقا حينذاك؟.
ويشبهون المرأة الرقيقة بالملاك .. واعتقد أنه تشبيه غير صحيح ولا يليق بالملائكة الشداد الغلاظ .. وهم كما هو المعتقد الديني كائنات لا عواطف لها بل هي أشبه بالعسكر الكوني وما أدراك ما العسكر .. ويصفون الشيطان بالقبح وهو كما أرى وصف غير لائق فما كان الشيطان ليغري لو كان قبيحا .. ألا يتلف أحدنا أحذيته أو إطارات سيارته ويستهلك رصيد نقاله ويصغر في أعين الناس وهو يجري وراء تلك الفتاة الجميلة الفاتنة؟ وكذلك نفعل حينما نعتقد أن الشيطان أغوانا فانحرفنا عن السلوك القويم وفعلنا ما يجعلنا صغارا في أعين الناس.
فكيف تخيلنا الملاك بهذه الرقة والجمال وتخيلنا صوته بهذه العذوبة والنعومة كصوت فيروز؟ .. وكيف تخيلنا الشيطان بهذه البشاعة ورسمناه بقرنين مخيفين وبوجه في منتهى الدمامة؟ .. ومنطقيا كان ينبغي أن نتخيلهما بالعكس؟ .. هذا التخيل اللامنطقي نابع من موقفنا منهما لا من التحليل المحايد الموضوعي .. يقال في الأمثال الشعبية : اللي يكرهك يحلم لك المنام الشين .. وقياسا أو بناء عليه يمكن القول : اللي يحبك يحلم لك المنام السمح .. وقريبا من المنام التخيل .. إننا نتخيل من نحب رقيقا ومن نكره قاسيا أو متوحشا حتى وإن كانت كل الدلائل تؤكد على عكس تخيلنا.
أعرف أن هذا التحليل المنطقي يقود للقول بأن صوت فيروز صوت شيطاني .. وحاشاه أن يكون كذلك ولكن ماذا نفعل مع المنطق؟.
وكمثال آخر على هذا الحكم اللا منطقي أو هذا الخطأ الشائع تخيل المخرجين لشكل وأسماء الشخصيات الشريرة والنبيلة في السينما والدراما التلفزيونية .. فلم أجد شريرا وسيما وذا اسم جميل ولم أجد بطلا نبيلا دميما وذا اسم قبيح .. وأنك لتحكم على الشخصيات من خلال الشكل والاسم وسامة أو دمامة .. جمالا أو قبحا .. فتخمن الأدوار طيبة أو خبثا على التوالي رغم أن الواقع يكذب هؤلاء المخرجين .. فهتلر أشد وسامة من نلسون مانديلا ومن غاندي .. ولا أدري ماذا تعني أسماؤهم.
* في امتياز أبي سفيان
حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من دخل بيته فهو آمن ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن .. لم يعط في الواقع أبا سفيان شيئا فقد ساوى بيته ببيوت الآخرين.
* في نظرية العدل والأمان
قال حينما رأى الخليفة نائما في ظل الشجرة: لله درك يا عمر .. عدلت فآمنت فنمت .. تراه ماذا قال أو يمكن أن يقول حينما علم أو يعلم أن ذلك الآمن قد مات طعنا بخنجر؟.
هل يعيد النظر في نظريته التي تربط بين العدل والأمان؟ أم يعيد النظر في عمر؟ أم في ملابسات عمر؟.
* في خيانة بروتوس
لماذا لا نرى في بروتوس سوى الخائن؟ لماذا لا نرى فيه الثائر على يوليوس قيصر المستبد؟ .. لماذا لا نكبر فيه وقفة الحق ضد أقرب الناس إليه؟.
للكاتب عبدالله هارون
مع تحيتي...m
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)