مسرحية هادفة ، تأليف الشاعر:
عبــــد القــــادر الأســــــــــــــــــود
حمار الثعلب


مسرحيّةٌ هزْليَّةٌ هادفةٌ من ثلاثةِ فصولٍ للأطفال
تأليف الشاعر:


عبد القادر الأسود
3



الفصل الأوّل




5






أشخاصُ المسرحية:
- طفلٌ بدور الثعلب0
- = = الثور 0
- = = الضَبُع0
- = = الديـك0
- = = الخروف0

اللوحةُ الخلفيّةُ:

- منظرٌ طبيعيٌّ فيه ،أشجارٌ عاريةٌ وأرضٌ قاحلةٌ 0
- تُرفع الستارةُ ويخرج ثعلبٌ يَرقُص ويغنّي الأغنيةَ الآتيةَ:

6




أنا الثعلــبْ أنا الثعلــبْ
خبيثُ المَكْـ ـ ـ ــرِ لن أُغْلــبْ
ولي في كـ ـ ـ ـــلِّ آوِنَـــةٍ
حِمارٌ ظَهْـ ـ ـ ـ ـــرََهُ أَركــبْ
فلن أَعْيــا ولن أَتعــبْ

{يبدو من بعيد ثورٌ يبحثُ عن مرعى ، يقتربُ شيئاً فشيئاً، يَراهُ الثَعلبُ ، يتطلّعُ إلى البعيدِ ، ثمّ يتَّجِهُ ناحيةَ الثورِ وقد بدا أنَّه يُدَبِّرُ أمراً ما ، يَهُزُّ رأسَه على أنَّه وَجَدَ الحيلَةَ ، ثمَّ يقتربُ من الثورِ مُحَيِّياً 0}

الثعلب : مرحباً يا صديقي الحِمار0

7
الثـور: {بدهشةٍ} مَنْ 000أنا ؟
الثعلب : نعم،أنت،كيف حالُكَ يا صديقي الحِمار ؟
الثـور:{بغضبٍ}أنا ثورٌ يا هذا،أما ترى قَرْنَيَّ
هذين ؟{يهزُّ رأسَه مُظهراً قَرنيه}0
الثعلب :{ببرودةِ أعصاب} لا00أنتَ حمار0
الثـور:{وقد ازداد غضبُه}قلتُ لكَ000
الثعلب:{مقاطعاً}مهلاً مهلاً يا صديقي{بخبث}الحمار.
الثـورُ:{بهياج}لقد نَفَـدَ صبري أيها الماكـرُ الأحمقُ ،
قلتُ لك أنا ثورٌ،ثورٌ،ثوووور،ألا تفهم؟
الثعلب :أَعْرِفُ أَعْرِف0

8
الثـور:كيف تعرفني ثوراً وتناديني حماراً00آ؟
الثعلب : {يضحك بخبث} لأنني أُريـدُكَ أن تكون
حماراً.
الثـور:أُف00ماأثقلَ ظِلَّكَ أيها اللّعينُ،ولمـاذا
تريدني أن كونَ حماراً؟
الثعلب:لتحملَني إلى البلادِ الدافئة0{يقهقه ضاحكاً}
الثـور:{بغضبٍ شديدٍ}إن لم تكُـفَّ عن سخافاتِكَ
فسوف00
الثعلب: {مقاطعاً بسُخْريَةٍ}لا تَخَفْ،يا صديقي الحمارَ
لا تَخَفْ،إنني نحيلُ الجسمِ خفيفُ الوزنِ،
فأنا أَعملُ على تخفيفِ وزني منذُ مُـدَّةٍ
طويلةٍ،{بمكرٍ} مثلَكَ تماماً0
9
الثـور:آه00لم أَعُـدْ أَحْتَمِل000ماشـأني بِـكَ
وبجِسْمِكَ00آ؟
الثعلب : {بثقةٍ} لأنّكَ ستحملُني إلى البـلادِ الدافئةِ،
أَلَمْ أقُلْ لكَ هذا؟
الثـور:{وقد بدا أنَّ صبرَه قد نَفَدَ} سأقتُلُكَ ، لم يبقَ لديَّ
صبرٌ على سخافاتِكَ،{يَهُمُّ بضربه}
الثعلبُ :{وقد بدا عليه الخوفُ} مهلاً مهلاً أيها الصديقُ
العزيزُ000ألستَ جائعاً؟
الثـورُ: بلى0
الثعلب : {متابعاً} وتفتِّشُ عن طعامٍ فلا تجـدُ؟
الثـور:{مؤكِّداً} وهذا ما عَجَّلَ بنفادِ صبري ، {يَهُمُّ
بمهاجمَته مرّةً أخرى}
10

الثعلب : {بعد أن تراجع إلى الوراء ، خوفاً من وصول
قَرْنيِّ الثورِ إليه}إذاً نَذهبُ معاً إلى البـلادِ
الدافئةِ، حيثُ المرعى النضيرُ ، والخيرُ
الوَفيـرُ، والـرزقُ الكثيـر 00{بلهفـةٍ}
والخُضْرَةُ الدائمةُ،{ينظُرُ إلى الثورِ وقد بدا أنه
قد هدأ روعُهُ وأخذ يفكِّرُ،يقتربُ منه أكثرَ ويتابع}
الطقسُ باردٌ هنا والمرعى قليلٌ والـ..
الثـور:{مستفسِراً}والخُضْرةُ الدائمةُ والمرعى ؟
الثعلب:{ بفرحٍ كبيرٍ،وقد بدا أنَّه يتحدَّثُ بثقةٍ أكثرَ}
والشمسُ الساطعةُ والماءُ العذبُ الغزيرُ
والهواءُ النقيُّ000
الثـور:إيه00زدني ، زدني، يظهر أنك تَعْرِفُها
جيِّداً0

11

الثعلب :هِهْ أعرِفُها!إنّها أرضُ أبي وجدِّي أيضاً0
الثـور:{ضاحكاً بسُخْريةٍ}وهل لأبيكَ وجَدِّكَ أرض؟!
إنّكم عِشْتُم مشتَّتين على مدى الأزمان ،
لأنّكم لا تُحِبّون أَحداً ولا يَربطُكم بأرضٍ
رابطٌ غيرُ مصالحِكم0
الثعلب:أُقْسِمُ لك ، يا صديقي ، على أَنّ عدداً من
أجـدادي قد عاش فيها مُـدَّةً طويلةً من
الزَمَن0
الثـور:وهل يَعني هذا أنّها صارت لكم؟!
الثعلب :{بارتباكٍ}بماذا تُريدُ أن أُقسِمَ لك؟
الثـور:دعْني الآنَ من أبيكَ وجَـدِّكَ واصدُقْني

12
القولَ ، هل هي كثيرةُ الخيـراتِ،كما
تًزْعُم؟
الثعلب :أُقْسِمُ لك0
الثـور:{متردِّداً} لقد أسَلْتَ لُعابي أيُّها الصديقُ ،
الثعلبُ،ولكـن لم تَقُـلْ لي ، هل هي
خاليةٌ من السكان؟
الثعلب :{باستِخفافٍ}لا00ولكنّهم كُسالى 00كُسالى
جداً ، وعندَهم ذئبٌ يُرعبُهم0
الثـور:{مذعوراً} دعني00دعني0
الثعلب:{بحِرصٍ على إقناعِ الثورِ وطَمْأَنَتِـهِ}لا تَخَـفْ
يا صديقي ، لا تَخَفْ،إنَّه عَجـوزٌ هَـرِمٌ
ولا يحتمِلُ نَطْحَةً واحدةً من قَرْنَيْكَ هذين.
13
الثـور:ربما استطعتُ القضاءَ على الذئبِ بهذه
السهولةِ،فكيف سيرضى أهلُ تلك البلاد
عـن إقامتِنا بينهم ، وسَلبِ خيراتِهم ،
واغتِصابِ ممتَلَكاتِهم ، والاستيلاءِ على
مقدَّراتِهم ؟
الثعلب :{بسُخريـَةٍ}هُـم كرمـاءُ جـداً، يُرحِّبون
بالضُيـوفِ كثيراً ، ثـمّ لا تَنْسَ أَنَّنـا
سنُساعدُهم على عدوِّهِمُ الذِئبَ0
الثـور: وإذا اكتشفوا اللعبَةَ ، أو مَلّوا من طولِ
إقامَتِنا؟
الثعلب: نكون،عنـد ذلك قـد ثبَّتْنا أقـدامَنا في
أرضهم، فـلا يستطيعون إخراجَنا منها
لأننا الأقوى0

14
الثـور:لستُ متفائلاً ، ولكن سأُجَرِّبُ ، وسأُصبِحُ
حِمارَكَ ، هيّا بنا0






{يُسدَلُ السِتار،وينتهي الفصلُ الأولُ}






15

الفصلُ الثاني





17




18



اللوحةُ الخَلفيّةُ


- منظَرٌ طبيعيٌّ:
- بُستانٌ مثمِرٌ فيه منزِلٌ ريفيٌّ0
- يُكشَفُ السِتارُ،ثمّ يَدخُلُ إلى المسرحِ خَروفٌ وديكٌ ، ُثمَّ يدورُ بينَهما الحِوارُ الآتي:






19




الديــكُ:{يظهرُ عليه التعبُ} أُفّ00ماهذا الثورُ ؟ أَجاءَ
ليُخَلِّصَنا من الذئبِ أم ليَحُلَّ مَحَلَّهُ !
الخَروف : ها قد تَخَلَّصنا منه،هو الآخر، والحمدُلله0
الديــك: نـعم لقد تخَلَّصْنا مـن الثورِ بعد عنـاءٍ
شديـدٍ،لكـنَّ المصيبةَ في هـذا الضيفِ
الثقيلِ الذي أَتانا به 0
الخَروف : الثعلب ، أَليس كذلك؟
الديــك: ومـَن غيرُه ؟ كلَّ يـومٍ يُـروِّعُنـا بفقدِ
فَرْخٍ أو سَلْبِ بيتٍ0
الخَروف : لابدَّ من أن نتخلَّصَ منه ، هو الآخَر0
الديــك: لابدَّ من أن نتعاونَ جميعاً لِنَطْرُدَهُ ونَرتاحَ

20

من شرورِه0
الخَروف : لقد أتانا ، في البدايـةِ ، ضيفاً ، ثمَّ ما
لبِثَ أن ادَّعى أنَّه صاحبَ الدارِ ونـحن
الدُخِلاء،الأغراب0
الديــك: هيّا بنا نَجْمَـعْ كلَّ إخوانِنا ، ونَضْرِبْـهُ
ضربَةَ رجُلٍ واحدٍ لِتكونَ القاضيةَ0
الخَروف : ويجبُ أن نُباغتَه ، لِنَشُلَّ قُـدرَتَه على
استِخدامِ ما لديْهِ من سلاحٍ فتّّاكٍ0
الديــك: صحيحٌ أنّ الثورَ قـد خرج من ديارِنا ،
لكنّه سَلِّحَهُ بأشدِّ الأسلِحَةِ فتْكاً ودماراً0
{يخرُجان ، فيظهرُ ثَعلبٌ من خلفِ صخرةٍ ، حيثُ كان
يَستَرِقُ السَمْعَ ، وينادي بأعلى صوتِه ، مستجيراً:}
النجدةَ،النَجدَة0{يظهر ضَبُعٌ في ناحية من المسرح}
21

الثعلب: آه 00أدرِكْني ، أدرِكْني ، أيها الضَبُعُ العظيم،
يا سيِّدَ السُهولِ والجبالِ ، أيُّها الساهرُ على
الأمنِ والسلامِ في الأرض0
الضَبُعُ: {ينظُرُ إلى الثعلبِ وقد بدا منهكاً مبَعثَرَ الشعرِ} ما بكَ
أيّها الثعلبُ ، من فَعَلَ بِكَ هذا؟
الثعلب: {بدهاء}جيراني ، يا سيّدي ، جيراني ، إنّـهم
متوحِّشون كثيرو العددِ،وأنا بينهم وحيـدٌ لا
ناصرَ لي0
الضَبُعُ: يا لَهم من وحـوشٍ ،حقاً،ولِمَ أيُّها الثعلـبُ
المسكين؟
الثعلب: يا سيِّدي،إنّ لديهم بساتينَ كثيرةً وواسِعـةً
جداً، لكنّها مهملةٌ جـداً جـداً،أُنظُرْ، أُنظرْ
{يلتفتُ الضَبُعُ يمنةً ويسرةً هازاً رأسَه،يُتابعُ الثعلبُ}

23

: ولديَّ بُستانٌ صغيرٌ جداً جداً – تركـه لي
جَدّي- وقد اعتنيتُ به حتى أصبح جَنَّـةً
وارفةَ الظلالِ ، كما تَـرى ، {ينظر الضَبُـعُ
إلى ناحيةٍ فيها خُضْرةٌ ونَضْرَةٌ ، يتابعُ الثعلب}
: حسدوني ، يا سيِّدي ، حسدوني وأرادوا
قتلي ليَسلبوا منّي بُستانيَ الصغيرَ،هذا0
الضَبُعُ: بئس الجيرانُ جيرانُـكَ،كم هم متخلِّفون ،
متوحِّشون0
الثعلب: أُنظُرْ ، يا سيِّدي ، أُنظُرْ إلى تلك البساتين
الواسعةِ والأراضي الخِصبةِ،كم هي مهملةٌ0
الضَبُعُ:{ينظرُ متعجِّباً} يا أللهُ ما أخصبَ هـذه الأرضَ
وما أكثرَ خيراتِها0


24
الثعلب: {بخُبثٍ} إذا ساعدتَني ، مهَّدتُ لك الطريـقَ
إليها ، فَنَتَقاسمَ خيراتِها0
الضَبُعُ: لا لا أرجوكَ،أخافُ على سُمعتي ، فأنـا
- اليومَ- الساهرُ على الأمنِ والسلامِ في
الأرض0
الثعلب: {ساخِراً} هِهْ هِهْ00الأمنُ ! والسلامُ ! ألـم
تَقُمْ – في يومٍ من الأيام – بعملٍ يُعَكِّرُ أمنَ
وسلامَ العالَم؟
الضَبُعُ: أ00 أ00 نا،لا00لا0
الثعلب:{بخُبث}بكم ابتعتَ دارَك إذاً،وممن ابتعتَها ؟
{يصمتُ قليلاً ثم يتابع} الخيرُ هنا كثيرٌ والرزقُ
وفيرٌ،وأصحابُهُ في جهلٍ نَكير0

25

الضَبُعُ: لا تُحْرِجْني،أرجوكَ،لا تُحْرِجْني،فأنا الضَبُعُ
المعروفُ بصلاحِـهِ وتقواه،وحِرصِه على
مَصالِحِ الخلقِ،كلُّ مَـن في الغابـةِ يعرِفُ
الضَبُعَ بحُسنِ السيرةِ وصفاءِ السَريرَةِ، ما
تَطلُبُهُ مني أمرٌ في غايةِ الصعوبةِ0
الثعلب:{بدهاءٍ } بل في غايةِ البَساطَةِ0
الضَبُعُ: كيف ؟
الثعلب: تُصبحُ حماراً00تُغيِّرُ جِلدَكَ ، جِلدَك فقط0
الضَبُعُ:{بغضب} ماذا؟ أُغيِّرُ جلدي ؟ أُصبحُ حماراً؟
الثعلب:{بخوفٍ ودهاءٍ معاً}تتظاهر،أَعني تتظاهرُ،فقط0



26

الضَبُعُ: ولماذا أَتظاهرُ؟
الثعلب: تتظاهرُ بأنَّك حمارٌ طيِّبُ القلب،جاء ليُصْلحَ
فيما بيننا ويَمنَعَنا من الاقْتتال0
الضَبُعُ: ثمَّ ماذا؟
الثعلب: ثمّ تتودّد إليهم ، تُطعِمُهم و00
الضَبُعُ:{مقاطعاً} يا لَكَ مـن غبيٍّ ، أُطعمُهم ! وهـل
سآتي لأطعمَهم؟
الثعلبُ: لا تتعجَّلِ الأمـرَ يا صـديقي ،لـم أُكْمِـلْ
حديثي بعدُ0
الضَبُعُ:{يضحك ساخراً} هـاتِ،قلْ ما عنـدك أيّهـا
الثعلبُ الحكيم0

27

الثعلب:إنّك لن تَخسرَ شيئاً،تأخذُ خيراتِهم،فتتصدَّقُ
عليهم ببعضِها ، ونقتسم الباقي 0
الضَبُعُ:{باستغرابٍ}كيف سآخُذُ كلَّ خيراتِهم ثمّ أتودّدُ
إليهم؟!
الثعلب: نَبُثُّ الفُرقَةَ والعداوةَ بينَهم،فتبيعُهمُ السلاحَ
وتُساعدُ كلاً منهم على الآخر سِرّاً ، وبذلك
تَكسِبُ ثِقـةَ الجميعِ، وتُصبحُ الآمرَ الناهي
هنا0
الضَبُعُ: يا لك من داهيةٍ،واللهِ هـذا معقولٌ،معقولٌ
جداً،فعلاً أنتَ حكيمُ العصرِ0
الثعلب:ولْنَزْرَعْ في أنفسِهم دائماً،الخوفَ من خطرٍ
آتٍ يتهدَّدُهم،وأنَّ وُجـودَكَ ضَروريٌّ جـداً
لحمايتهم منه0
28
الضَبُعُ: اتفقنا ، هذا ما سوف نفعلُه0


{يخرجان من المسرح ويُسدَلُ الستارُ}

انتهى الفصل الثاني




29

الفصلُ الثالثُ


31





32





- تطفأُ الأضواءُ 0
- يُسمعُ صوتُ جَلَبَةٍ وضجيجٍ ، وغير ذلك مما
يوهمُ بأنَّ معركةً قد حصلت على المسرح0
- ثم يضاءُ المسرحُ حيث يظهرُ عليـه الديـكُ
والخَروف،وقد بدا عليهما الإعياءُ والتعبُ0

الديــك: اَلحمدُ لله لقد تخَلَّصْنا من الثعلبِ وحماره0
الخَروف: لقد كان ذلك بفضلِ تعاونِنا،جميعاً،واتحادنا
ونَبْذِ الأحقادِ وكلِّ أسبابِ الخلافِ من بينِنا0
الديــك:كاد،هذا الضَبُعُ اللعينُ الذي جـاء في زِيِّ


33

حمارٍ أن يفرِّقَنا إلى الأبدِ ،بما زرعه بينَنا
من خِلافاتٍ وفِتَنٍ0
الخَروفُ: أرأيتَ كم نَهَبَ من خيراتِنا؟
الديــك: دائماً يُخَوِّفُنا من عدوٍ يتربَّصُ بنا، مـن
خطرٍ سوف يُـداهِمُنا ،وكأنَّـه صديـقٌ
حميمٌ لنا0
الخَروف: ومن سيكون أشدَّ منه عداوةً لنا،بـل من
سيكون أعظَمَ منه خطراً وبـلاء ، بـَثَّ
العداوةَ بيننا،سرق خيراتِنا، ساعد الثعلبَ
على التشَبُّثِ بأرضِنا0
الديــك: يا أخي ، يجبُ علينا أن نبقى دائماً أُخوةً
متحابين،حتى لا يطمعَ بنا أحد0

34
الخَروف: ويجـب علينا أن نعتني بأرضِنـا ، وأن
نُحسِنَ استغلالَها لِنَنعَمَ بخيراتها ولكي لا
يَطمعِ فيها أحد0
الديــك:هذا صحيحٌ،ولْيَكنْ سلاحَنا العلمُ والعمَلُ
لأنه بالعِلمِ والعَمَلِ ننالُ ما نريد من عزٍّ
وكرامةٍ ورفاهية0

{يغني الجميعُ الأغنيةَ الآتيةَ،بعد نزعِ الأقنعة}


بالعِلمِ ، بالعَمَلْ نُحَـقِّقُ الأمَـلْ
ونَجْمَعُ الغلالْ ونَجْتَني العَسَلْ
*****

35


بـلادُنا جميلــةٌ تَشُــعُّ بالسَـنا
سُهولُها،غُدرانُـها وعيشُها هَــنا
أَزهارُها، ثِمارُهـا غِـلالُها لَـــنا
أَشْجارُهـا تمايلتْ بأجمـلِ الحُـلَلْ
*****
مياهُها غـزيرةٌ تـُرابُـها ذَهَـبْ
لطيفـةٌ،كريمـةٌ كأهلِـها العَـرَبْ
رجـالُها نساؤها فِتيانُــها لَهَبْ
يومَ الفِدى بَواسِلٌ لا تَعرِفُ الكَـلَلْ

************
انتهى الفصلُ الثالثُ والأخير