الموت اللّحْظِي
انقطاع التنفس عند النوم في فترات متقطعة


النوم حاجة فطرية مهمة لا يستطيع كائن حي أن يستغني عنها، والإنسان يحب النوم، وليس أي نوم، بل يحب النوم الهادئ المريح الذي لا يعكره صوت من هنا ولا ألم من هناك..

وإذا ابتلي انسان برفيق أو شريك يشخر فإن نومه لن يكون هادئا ولا مريحا، وسيحاول البحث عن مكان آخر للنوم أو التأقلم مع هذا الضيف الثقيل على النفس..

ولن نتحدث اليوم عن الشخير الذي يعاني منه ثلث سكان العالم؛ فقد أفردنا له مقالة خاصة سابقة، وإنما سنتحدث عن أحد مضاعفاته الخطيرة..انقطاع النفس الليلي أثناء النوم..، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 8% من الشاخرين من عمر 40 ـ 60 سنة، و2% من الشاخرات من نفس مجموعة الأعمار يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي.



تعريفه

يُعرف انقطاع النفس الليلي أثناء النوم بأنه توقف النائم عن التنفس لمدة لا تقل عن 10 ثوان نتيجة انسداد كلي في مجرى الهواء.

لــ متلازمة انقطاع النفس
نوعان:

نوع مركزي: ينتج عن تناقص التوصيلة العصبية المركزية التنفسية، وتظهر بانقطاع النفس مع توقف الجهد التنفسي.

نوع انسدادي: ينتج عن انسداد الطرق التنفسية العلوية، ويكون الجهد التنفسي مستمراً في هذه الحالة.

ومن العلامات الفارقة بين النوعين: الحركات المتناقضة للأضلاع وجدار البطن إبان توقف الجريان الهوائي، فيما يشترك النوعين بتباين انقطاع النفس، إذ يسبب النوع المركزي الأقل شيوعاً عادة اضطراباً فسيولجياً خفيفاً، بينما يترافق النوع الانسدادي عادة بنقص شديد في إشباع الأوكسجين.

وتحدث حالات انقطاع النفس في أي عمر، وهي أكثر حدوثا عند الرجال منها عند النساء بـ 8 مرات، وتكون خطيرة عندهم أكثر من النساء. أما عند الأطفال فتترافق عادة مع تضخم اللوزتين واللحميات.




آلية حدوثه

خلال النوم تسترخي عضلات الجسم وعضلات مجرى الهواء العلوي منها، التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحا، وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة على سعة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس يكون لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً.

وينقطع التنفس أثناء النوم عند سقوط الجزء الخلفي من اللسان مما يسبب انسداد القصبة الهوائية وعدم القدرة على التنفس للحظات يستيقظ خلالها المريض لتغيير وضع نومه أو لاستئناف التنفس.



أسبابه

لهذه العلة أسباب عدة، وارتباطات متعددة بأمراض وعلل معينة، إذ غالبا ما تكون هذه العلة مرتبطة بأمراض أو ناتجة عن اعتلالات، ومن الأسباب نذكر الإصابة بأمراض عدة منها:

مشاكل الأنف التي تسبب انسداده مثل الاعوجاج الجزئي أو الكلي للحاجز الأنفي أو تضخم الغضاريف الأنفية أو لحمية الأنف.
أمراض البلعوم كتضخم اللوزتين خاصة عند الأطفال.
هبوط القلب؛ حيث أوضحت الدراسات والبحوث العلمية أن ما بين 40 - 50٪ من مرضى هبوط القلب يعانون من انقطاع التنفس بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي أو انقطاع التنفس المركزي.

الآفات العصبية المترافقة مع اضطراب النقل العصبي.
ارتفاع ضغط الدم.
عيب مركزي بالمخ.
السمنة الزائدة.

وعلى القارئ أن يدرك أن شرب الخمر أو تناول الحبوب المنومة تزيد عدد مرات وفترة انقطاع التنفس خلال النوم عند المرضى المصابين بهذا الاضطراب أو الذين لديهم القابلية للإصابة به.



مضاعفاته

اضطراب النوم نفسه وصفائه وراحة الجسم؛ نتيجة لاستيقاظ المريض عدة مرات.

صداع عند الاستيقاظ من النوم في الصباح.

ضعف عام في الذاكرة.

الوفاة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، إذ تفيد الدراسات أن احتمالية حدوث الوفاة للذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم أكبر بـ 2.57 مرة من غيرهم.

زيادة خطيرة في ارتفاع ضغط الدم، فقد أظهرت الدراسات أن حوالي 50٪ من المرضى المصابين بانقطاع النفس أثناء النوم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن انقطاع التنفس هذا النوم أحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم.

دوام الشعور بالنعاس في ساعات النهار، مما ينعكس على الأداء البدني والذهني.

نقص متكرر لمستوى الاكسجين في الدم.

وهذه التغيرات «الاستيقاظ المتكرر ونقص الاكسجين» ينتج عنها زيادة متكررة في ضغط الدم ودقات القلب والتي بدورها تزيد من احتياج القلب للأكسجين ومن ثم احتمالات نقص تروية القلب خاصة عند المرضى المصابين بضيق في الشرايين التاجية، وقد وجد في إحدى الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذين دخلوا إلى العناية القلبية المركزة بسبب حدوث جلطة حادة في القلب أو نقص حاد في تروية القلب مصابون بتوقف التنفس أثناء النوم.



أعراضه

فرط النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب.

الشخير.

التوقف عن التنفس أثناء النوم.

زيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ.
والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور متوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية.



العلاج

يتنوع شكل العلاج تبعاً لسبب وطبيعة انقطاع النفس أثناء الليل، ومن العلاجات المستعملة:

1. تخفيف الوزن؛ فهو الحل الأمثل والطريفة الأفضل لتجنب المشكلة وحلها.

2. العلاج بالعقاقير في الحالات البسيطة، اما العلاج في الحالات الشديدة فيتم بتوصيل المريض بجهاز تنفس صناعي.

3. العلاج الجراحي إذا كان السبب خلقيا وذلك بعلاج الأنف والبلعوم الفمي.

4. لا يوجد علاج جراحي للشخير المصاحب لانقطاع التنفس إذا كان السبب مركزياً، كأن يكون السبب هو خلل في مراكز التحكم في التنفس بالمخ.

5. وقد توصل العلماء أخيرا إلى أن زيادة ضربات القلب بجهاز ضبط النبض قد يصحح انقطاع النفس.

6. الضغط الإيجابي المستمر للطرق الهوائية
C.P.A.P Continuous Positive Airway Pressure
بواسطة القناع الأنفي، حيث تدعم هذه الطريقة ضغط الهواء وتقي من انسداد الطرق التنفسية العلوية.

7. استخدام مسبار متطور لتوسيع المجرى التنفسي العلوي بواسطة موجات الراديو، وذلك لإزالة الأنسجة الموجودة في مدخل البلعوم، ثم إزالة جزء من اللهاة وأنسجة أخرى من سقف الحلق بواسطة الليزر خلال عملية بسيطة.

إذا عرف السبب بطل العجب..
؛
هذا ما نسمعه كثيرا لكننا لا نطبقه في حياتنا..؛
فإذا عرفت عزيزي القارئ أن أنك تفارق الحياة للحظات أثناء نومك..
؛
وعرفت أن زيادة الوزن أو شرب الخمر .. يؤديان بك للشخير..؛
وانقطاع تنفسك أثناء راحة جسمك في نومك..
فلماذا لا تريح هذا البدن المسكين..!



دمـــــــــتم ~