على شاشة كلّ من قناتي الجزيرة والعربية، أثناء نقل الأحداث، أخطاء في تسمية المناطق المصورة، لتطلق على إحدى الصور التي تعرضها اسم داريا، وبعد دقائق تعود لعرض الشريط ذاته وتكتب مظاهرات في بانياس.
تتلقى الجزيرة اتصالاً من شاهد عيان يشكو انقطاع الخطوط الخليوية والأرضية والإنترنت دون أن يخطر في بال المذيعة أن تسأله: «ومن وين عم تحكي بلا صغرة»، إلا إن كانت على علمٍ بأن تقنية جديدة لم نعرفها بعد، ولا يرغبون في كشفها تمكّن شهود العيان من التوصل إليها.. نقوم بمحاولة الاتصال على أرقام أشخاص يسكنون في المناطق مقطوعة الاتصال هذه، وإذ بالخطوط مقطوعة بالفعل.. إذاً كيف ينقل شاهد العيان الأحداث مباشرة باتصالاته.
- التغطية مستمرة
غيرت الجزيرة والغربية، عفواً العربية، خطابها، وغيرت طريقة عرضها لكلّ ما يخصّ سورية، وإن كانت مازالت تحتفظ بالنوايا والهدف ذاته، وإن كانت أيضاً تفضي إلى النتيجة ذاتها، وربما أسوأ، حيث باتت أكثر حرصاً وخبثاً في نقل رسالتها الإعلامية تلك المرسلة بيد مسمومة من شأنها أن تزيد الوضع سوءاً، وكلّ هذا تحت شعار الصدقية والتغطية المستمرة، وإن كنّا لا نعلم تغطية ماذا بالتحديد: هل هي تغطية أكاذيبهم أم تغطية تمّ كشفها لأحداث ملفّقة.
في السابق، كانت كلّ من العربية والجزيرة، وحتى بي بي سي، تكتفي بالعرض والتعليق، مع التأكيد على صحة ما يقولون، أما الآن، واستباقاً لأيّ كشف قد يتبع ما تعرضه تستبق القنوات الأمور وتسأل شاهدي عيانها: «هل أنتم متأكدون مما تقولون» مع التركيز، بعد نقل الفيديو والأخبار، على عبارة: «وذلك حسب المصدر»، بمعنى أنها لم تأتِ بشيء من عندها، بالإضافة إلى تأكيدها على أنّ ما يصلها لم تتأكد من صحته مع وابل من الأسئلة التي من خلالها تحاول تفسير الحادثة بحيادية.. حيادية تضمر الكثير من الخبث الذي لا يمكن إخفاؤه بوجه يدعي البراءة والحرص على الناس..
ربما نوايا القناتين لم تكن سوى منافسة تسعى من خلالها أن تكسب انتشاراً رنّاناً، وهو أن «قناة تلفزيونية غيرت مصير المنطقة العربية» مع عرض لهتافات في البلدان العربية تهتف باسمها، فلا تختلف عن أي يد تلوثت بالدم؛ بل وهي أشدّ شراً منها، فهي لا يعنيها بلا أدنى شك ثمن هذا اللقب الرفيع الذي ستحصل عليه.
المزيد من الحرية
في السابق كانت قناة الجزيرة، على سبيل المثال، تقول في تعليقها على فيديو لمظاهرة: «متظاهرين يطالبون بالحرية»، أما أمس الأول الجمعة فقد عرضت ما تقول عنه بأنّه مظاهرات تطالب بالمزيد من الحرية، مع التركيز على كلمة المزيد، ثم تعود وتكرر عبارة تحاول من خلالها أن تعبر عن عدم تأكدها من صدقية ما تعرضه، لتبدو كمن ينمّ بالخبيث ويفتن بين الناس بما يقول، ثم يعود ليقول: «إي بس أنا ماني متأكد».
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)