من هو أبو فراس الحمداني ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
هو الأمير الجليل ، و القائد الكبير ، و الشاعر الشهير بإبداعه ، أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمدوني ، قيل أنه ولد سنة : 320 هجرية بالموصل [1] .
سمّاه والده الحارث ، و كنّاه أبا فراس أي الأسد ، و لم يخيب ظن والده فقد كان فارساً من الفرسان المعدودين في زمانه .
لم يبلغ الثالثة من عمره حتى قُتل والده .
لمّا استولى سيف الدولة على سرير الملك في حلب حمل معه أبا فراس ، فتخرّج هناك في العلم و الأدب و تمرّس بالفروسية ، فخرج شاعراً فارساً ، و كان سيف الدولة يحبه لشجاعته و كرم أخلاقه ، فقلّده إمارة منبج .
أتى الروم إلى " منبج " سنة 351 فأسروا أبا فراس [2] ، و في شهر رجب من العام 355 الهجري فادى سيف الدولة الروم و ارتجع أبا فراس منهم [3] .
مات سيف الدولة بعد عودة أبي فراس بسنة ، و تولّى بعده أبو المعالي ابن أخت أبي فراس ، و تسلّم الحكم بالوصاية عليه غلامه التركي قرغويه ، فأبى أبو فراس أن يطيع هذا الغلام ، فأوغر قرغويه صدر أبي المعالي على خاله فأرسله بجيش إلى محاربته فغلب أبا فراس فقطع قرغويه رأسه و حمله إلى أبي المعالي ، و ترك جثته ملاقاة في الفلاة ، و كان ذلك سنة : 357 هجرية .
و كان أبو فراس من الموالين لآل البيت ( عليهم السَّلام ) و له فيهم ثلاث قصائد هي من أروع شعره ، يُعرب عن إخلاصه لهم و صدق تعلّقه بهم ، و تألّمهم لما نابهم من حيف و أذى .
و من جملة قصائده الرائعة التي أنشدها في أهل البيت ( عليهم السَّلام ) قصيدة تسمى بالشافية ، جاء فيها :
الحَقُ مُهتضمٌ و الدِّينُ مُختَرمُ * و فَيء رَسولِ اللهِ مُقْتَسَمُ
وَ الناسُ عندكَ لاناسٌ فيحفظَهُم * سَومُ الرُّعاةِ و لا شاءٌ و لا نِعَمُ
إني أبيتُ قَليلُ النومِ أرَّقَني * قَلبٌ تَصارعَ فيهِ الهَمُّ و الهِمَمُ
يا للرجالِ أما للهِ مُنْتَصِرٌ * من الطُّغاةِ ؟ أما للهِ مُنتَقِمُ ؟
بَنُو عليٍ رَعايا في دِيارِهُمُ * و الأمرَ تَملِكُهُ النِسوانُ و الخَدمُ
مُحَلَّئونَ فأصفى شربَهُمُ وشَل * عَندَ الوُرُودِ و أوفى ودَهم لممُ
أتفخَرونَ عَليهم لا أباً لكُمُ * حَّتى كأنَّ رَسولُ اللهِ جَدَّكُمُ !
و لا تَوازَن فيما بينكُمْ شَرَفٌ * و لا تَساوَتْ لَكُمْ في موطنٍ قَدَمٌ
بِئسَ الجَزاءُ جَزَيْتُم في بَني حَسَنٍ * أباهُمُ العَلَمُ الهادي و أمَّهُمُ
يا بَاعَةَ الخَمْرِ كُفُّوا عن مَفاخِرِكُمْ * لِمَعْشَرٍ بَيْعَهُمْ يَومَ الهياجِ دَمُ
الرُكْنُ و البيتُ و الأستارُ مَنْزِلَهُمْ * و زَمْزَمُ و الصَّفا و الحِجْرُ و الحَرَمُ
شكرا سكون على مواضيعك المتميزة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)