استفاق مزعل متأخرا عن موعده ساعة كاملة .....هب كالمجنون من فراشه وعندما نظر الى الساعة شعر بحجم المؤامرة التي تحيط به
فالموعد الذي فاته كان هاما جدا في بحثه الطويل عن عمل جديد
........
كان مزعل يسكن في قبو ثان في غرفة لاترى ضوء الشمس لاشتاء ولا صيفا ولا حتى ساعة واحدة
وكان الظلام دامسا بسبب انقطاع التيار الكهربائي......اتجه مزعل الى ركن المطبخ الصغير باحثا عن شمعة ليستطيع ان يحلق ذقنه على ضوئها ...كانت الشمعة منتهية ولم يبق منها شروى فتيل .....هنا قال مزعل مبتسما في نفسه : مؤامرة ....لا تقلي......، بنحلق على العتمة ...شو كيميا .؟؟.....
عندما انتهت عملية حلاقة الذقن العسيرة عالعتمة ...شعر مزعل انها كيميا حقا ،......شطب ذقنه وسالت الدماء من وجهه المحمر غضبا من حظه الكئيب ..
الا لعنة الله على التأمر ماهذا النحس ؟؟؟؟؟؟
لدى مزعل موبايل ثمنه خمسمئة ليرة اشتراه بالتقسيط الممل كل شهر خمسين ليرة .....حاول من خلاله الاتصال للاعتذار ومحاولة تأجيل الموعد ساعتين:عندما طنت في اذنه كلمات المجيبة الالية ....عذرا رصيدك لايسمح باجراء هذه المكالمة ...كاد أن يطير عقله من مكانه ....غير معقول ..غير معقول ..كل الكون يتأمر على مزعل حتى لايحصل على وظيفة يسد من خلالها رمقه .....
كان مزعل رجلا طيبا بسيطا لحد البلاهة لايحسب حسابا لماهو قادم من الايام كان يخطط فقط لما يجب ان يفعله في الدقيقة التالية......دون ان يحسب حسابا لظرف او طارء....
فكر في جارته الطيبة التي ترسل احيانا عن طريق زوجها بضع لقيمات يراها كأنها خاروف مكتف من شدة جوعه ....فكر ان يدق عليها الباب ويطلب الهاتف ليستطيع تأجيل الموعد اللعين .......
هو كان يعلم ان جاره قاسيا و ليس بطيبة زوجته وقد لايسمح له ان يتكلم على الهاتف ولكنه تذكرانه يذهب الى عمله باكرا وانه سيطلب الهاتف منها وهي طيبة وستوافق على ذلك......
فرح مزعل كثيرا لانه استطاع ان يجد حلا لمشكلته رغم كل المؤامرات المحيطة به ....
.............................
ارتدى مزعل ثيابه ونظف ذقنه من اثار الدماء واستعد للانطلاق الى موعده بعد ان يعتذر عن التأخير عن طريق المكالمة التي سيجريها بعد لحظات عن طريق هاتف جارته ا لطيبة ..
دق مزعل باب الجيران بيده ليس لان الكهرباء مقطوعة فحسب ولكن بسبب عدم وجود جرس من اصله ......
بعد لحظات انفتح الباب بسرعة وظهر جاره مكشرا عن وجه حانق...قائلا : ماذا تريد ؟؟؟
صعق مزعل لقدرة المؤامرة على ابقاء جاره في بيته هذا اليوم ليمنع عنه المكالمة اللعينة......
تلعثم مزعل بالاجابة :......أرررررررر..... ومن شدة بلاهته ورعبه لم يقدر ان يطلب الهاتف منه فأجابه :
أرررررر...أريد زوجتك لأن............
طبعا لم يستطع مزعل اكمال جملته الى نهايتها لان المؤامرة عليه اكتملت عندما هوت قبضات الجار القاسية على وجهه الحليق المشطب لتجعل منه عبرة لمن يعتبر .............
.............................
بكى مزعل كثيرا تلك الليلة ليس بسبب اللكمات التي تلقاها من جاره سيء النية ......
بكى لان المؤامرة استطاعت ان تهزمه في أحد
اكبرمعاركه التي قام بها في حياته .....................
تمت
التعديل الأخير تم بواسطة Sanaa ; 05-01-2012 الساعة 11:33 PM سبب آخر: إزالة الروابط
يااااه ... يا لها من مؤامرة !!!
و طبعا بـ كتابتك الآن عن قصته المؤسفة ...
و بـ قراءتي أنا ... و بـ قراءة الآخرين ....... اكتملت المؤامرة تماما .... على ذاك المسكين :)
كان الله في عون مزعل .... فــ فعلا وضعه " مزعل " !! :)
جزيل الشكر لك ... و لـ قلمك المميز ...
تباً لهذه المؤامرة ^_^ يمكن أسمها سوء حظ
أشكرك أخي على أبداعك الرائـــع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)