(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) هكذا قرر الله عز وجل في كتابه، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال وواقع المسلمين، فالمسلم قد يخطئ في حق نفسه، وقد تغلبه شهواته فيتجرأ على المعاصي، وقد يمسكه شحه أو كسله فيتراخى في بعض الأوامر، لكن أن يتجرأ على دم مسلم أو يلطخ يديه بدماء إخوانه فهذا ما لايغتفر ولايكون هينا عند الله ولا عند الناس، ولذلك أتبع الله هذه القاعدة بقوله في الآية التي بعدها «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».
استباحة دماء الشعوب
لا أدري كيف يستحل الحكام اليوم دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم!! ترى الحاكم يقتل المئات بل والآلاف بدم بارد وعقل سقيم، فإذا عوتب، قال: هؤلاء مثيرو فوضى وشغب ولا بد من تأديبهم!! حتى العبد لا يحق لسيده أن يؤدبه بهذه الطريقة، فمن أعطى الحكام الحق وهم موظفون مثلهم مثل أي مواطن آخر أن يستحلوا دماء المسلمين!!
في مصر وفي تونس قتل المئات، وفي اليمن قتل أيضا الكثيرون، أما طاغية ليبيا فمجرم من الطراز الأول قتل الآلاف ومازال يقتل، والآن تلحق سوريا بالركب في استحلال دماء شعبها،، كل هذا لأن الشعب طالب بأبسط حقوقه، طالب بالحرية والعدالة، طالب بأن يزيل القمع من فكره وأن يزيح الغشاوة عن بصره وأن يفتح فمه المغلق منذ عقود.
عندما قتل أبوجعفر المنصور أبا مسلم الخراساني أصابته لحظة ندم ووخز ضمير فسأل أحد أعوانه ومقربيه عن رأيه في قتل أبي مسلم، فقال له مستشاره: يا أمير المؤمنين ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )،، تبرير القتل أصبح جاهزا عند هؤلاء وأمثالهم حتى بلي عنق أحكام الدين ولايعدمون أن يجدوا من يبرر لهم إجرامهم ودمارهم.
عمر وعثمان
عندما طعن المجوسي أبولؤلؤة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب طعنة غدر في صلاة الفجر تحفظ الصحابة على أبي لؤلؤة، فاستدعى عمر ابنه عبدالله وقال: يا بني لاتقتلوه، فإن أنا مت فاقتلوه،، سبحان الله، أبى إلا أن يقيم العدل في حياته وعند موته، لم يرض أن يقتل هذا المجوسي المعتدي إلا إن مات المقتول فيقتل حينها قصاصا.
أما عثمان ذو النورين رضي الله عنه فإنه أبى أن يسيل دم امرئ مسلم بسببه، سواء كان مناصرا أو مناهضا له، واستشهد وهو يتلو كتاب الله وسالت دماؤه الطاهرة على مصحفه ولم يمد يده على قاتله (لئن بسطت يدك إلي لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )
أخذ البريء بالمذنب
كان معاوية يوصي قادته بقوله «إنك لأن تخطئ بالعفو خير من أن تخطئ بالعقوبة» أما المجرمون من أمثال الحجاج فإن قاعدته ما أعلنه لأهل العراق «لآخذن البريء منكم بالمذنب حتى يقول الرجل لأخيه انج سعد فقد هلك سعيد» وأنا أرى أن الحجاج رغم بعض إيجابياته من تنقيط المصحف وتجييش الجيوش وحفظه لكتاب الله عز وجل إلا أن سفكه للدماء واستحلاله لحرمتها ذهب بكل حسناته وجعل صفحته وتاريخه أسود قاتما وتلاشت إيجابياته بجانب قتله للأبرياء واسترخاصه دماء الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما» ويقول أيضا «لزوال الدنيا أهون عندالله من دم امرئ مسلم».
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله!!
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي «يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» متفق عليه.
بل حتى المعاهد من غير المسلمين له تلك الحرمة وتلك الصيانة، فيقول صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحا يوجد من مسيرة أربعين عاما».
لا أدري بأي دم وأي وجه وأي نفس يقتل هؤلاء الحكام شعوبهم؟ بل لا أدري كيف يهنأ لهم نوم أو يستطيعون غمض أعينهم وهم يرون أنات الثكالى والأرامل وكل من فقد حبيبا أو ولدا أو عزيزا،، أكل هذا من أجل منصب إن لم يزل اليوم سيزول غدا، كيف يهنؤون وهم يتلطخون بدماء الأبرياء، وكيف سيحكمون وهم قابعون على جثث الشهداء، ألا تبت أياديكم، تعس كرسي ينزف منه الدم، ولابارك الله في منصب أركانه أرواح الأبرياء، وأبعد الله حكما يبدأ بالقتل وينتهي بالسفك، ستلاحقكم دماء الشهداء ودعوات الثكالى والأرامل ودموع اليتامى، فأين أنتم من الله عز وجل يوم يأتي المقتول كما يخبرنا صلى الله عليه وسلم متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى يشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لله «رب هذا قتلني، فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار».
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
مشكور اخي عربي
الله يرحم شهداء المسلمين جميعاً
اذا غامرت في شرف مروم فلا تقتع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم
مشكور ابو عرب الغالي
يارجال خليها لربك
مين بده يسمع هيك حكي حسني ولا بشار ولا ولا
الله يرحمهم جميعا طبعا للشهداء
ومايرحم حاكم مايحكم بشرع الله
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
لا حول ولا قوة الا بالله
شكراً لكم على المرور
نورتو الموضوع
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)