ليس هذا لانهم متأثرون على نحو خاص بشخصية بشار الاسد او بسلوكه السياسي، ولكن آيات الله في طهران متوترو الاعصاب جدا. اذا سقط بشار، فإن خطة الزحف الايرانية قد تنهار دفعة واحدة.
في السنوات الـ 12 الاخيرة لم يكن لآيات الله حليف ضعيف ومطيع أكثر من سورية، اصبحت محطة انتقالية وملعب للارهاب الايراني: سلاح لحزب الله، اموال لحماس، نقل معدات الى السودان. عماد مغنية تنقل بين لبنان وايران.
والسفارة الايرانية في دمشق تسلمت قيادة قوافل الإرساليات ونقل الارهابيين الى العراق، الى غزة، الى الاردن، على طريق هز الاسرة المالية السعودية. الاسد لم يعرقل ابدا.
في منتصف الاسبوع الماضي، حين قدر الايرانيون بان الحال سيكون مفرحا في سورية، هبطت صناديق المعدات لمكافحة المتظاهرين والتجهيزات الرامية الى تعطيل شبكة هواتف ثوار دمشق.
في التلفزيون الايراني، مثلما في سورية، تكاد لا تكون هناك تقارير عن الاضطرابات خشية أن تثور النار في شوارع طهران من جديد. من ناحيتهم، يريد آيات الله لبشار ان يبقى، يتجندون لمساعدته والتوصية له بان يقمع الاضطرابات التي انتشرت في كل سورية بوسائل عنف شرطة البسيج والحرس الثوري. بداية يطلقون النار، وبعد ذلك يجدون الاعذار.
رئيس جديد في سورية، يكون ابن الطائفة السنية، قد يخلق مشكلة عسيرة لطهران الشيعية. حتى الآن كان الايرانيون واثقين بان حكاما عربا ودودين للادارة الامريكية وحدهم ـ بن علي من تونس، مبارك بل وحتى القذافي ـ يمكنهم ان يسقطوا.
ما يحصل الآن في سورية، حتى وان كان الجيش لا يزال مع 'الرئيس' الذي يبدو فاقدا للوسيلة، خرب دفعة واحدة مخططات ايران.
سقوطه، اذا ما سقط بالفعل، سيحدث ثورة في 'محور الشر'، فيكسر مثلث ايران ـ سورية ـ حزب الله ويدخل الايرانيين في مواجهة مباشرة مع البيت الابيض، فيما توفر السعودية ريح اسناد لكل مغامرة امريكية.




يديعوت 24/4/2011