««صديقة الدرب»»
بيروت - افتتح مؤخراً في شارع الحمراء بالعاصمة اللبنانية بيروت مقهى استثنائي تحت اسم (مقهى يونس) وهو مختص في تقديم وجبات الغداء والعشاء إلى المكفوفين، بطريقة علمية وحديثة وبسيطة تؤشر الى تنامي اهتمام المجتمع اللبناني بذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما المعاقين بصريا.
المشرفة على مقهى يونس تالا فزع، تحدثت عن جديد فكرة تقديم وجبات طعام للمكفوفين كما يريدون، ومن دون أية مساعدة من قبل الغير، بل إن المكفوف يدير شؤونه بنفسه وحسب راحته. وتقول إن الغاية من الفكرة هي المساهمة مع مجتمع المكفوفين ومساعدتهم قدر الإمكان عبر الاعتماد على ذاتهم في تدبير أوضاعهم، وبأدنى قدر من الجهد ومن دون تعب. وتضيف “هذا المقهى هو الأول لناحية العلاقة مع المكفوفين، ونحن بصدد فتح عدة فروع اخرى في المستقبل القريب، لتعم الظاهرة كل لبنان”.
وتشير فزع إلى أن فكرة المشروع ولدت من خلال التنسيق المشترك الذي جرى بين جمعية الشبيبة للمكفوفين، والجامعة الأميركية في بيروت والجمعية المذكورة ترعى وتهتم بشؤون المكفوفين وأحوالهم، وبعد دراسة مستفيضة مع المسؤولين بين الطرفين تم افتتاح “مقهى يونس”. وحول الإعداد للمشروع وآليات العمل، تقول فزع “أولاً أعددنا جهازاً بشرياً اختصاصياً في كيفية التعامل مع المكفوفين، وهذا الأمر ليس سهلاً إطلاقاً وبحاجة إلى دراية وخبرة؛ فالمكفوف على سبيل المثال لا يستطيع أن يرصد إيماءاتك الجسدية حين يدخل المقهى بل على المشرف أن يلقي التحية بالصوت وليس بإيماءة من الجسد، لان الصمت يلغي التواصل معه بينما الصوت يعيده، خصوصاً أن المكفوف يتمتع بذاكرة قوية وبسمع حاد”.
وتتابع “الكادر البشري تدرب على خدمة الزبائن لاسيما المكفوفين على أساس أن هناك زبائن غير مكفوفين يرتبط بعلاقة وطيدة معهم لناحية كيفية التعامل حول ما يريده من طعام وشراب، وتفاصيل وضع الوجبة على الشمال أم على اليمين، ومعرفة المشروب البارد من الساخن”. وتزيد “المكفوف بشكل عام يمتاز بالخجل، لذلك قمنا بتأمين لوائح لوجبات طعام يطلبها بنفسه عن طريق لمس لائحة الطعام والشراب ومن دون أي مساعدة، بحيث يتصرف مثله مثل أي زبون آخر، وبثقة كبيرة، واللوائح المذكورة مكتوبة بطريقة “برايل” وتحوي كل الأصناف والأنواع، ويكفي أن يتحسس الورقة بيده، ويختار ما يحبه حتى يكون الطلب جاهزاً وفي متناول خدمته”.
توضح فزع “من الطبيعي القول إن المكفوف بطبعه يرفض المساعدة فهو يعرف ما يدور حوله، وأيضاً يعرف أن يختار المكان الذي يفضل الجلوس عليه، وتقول وبثقة إن المكفوف يمتاز بذكاء لا حدود له وبروح مرحة جداً، وبحبه للحياة”. وتضيف “كافيه يونس يقصده أيضاً بعض الزبائن الذين لا يقدرون على النطق والكلام بشكل سليم، بشكل غير مفهوم، يتطلب استخدام الإشارات في بعض الأحيان، وهذا أيضاً تم حله فلا صعوبة معهم، ونتعامل وإياهم مثل غيرهم ونؤمن لهم كل ما يريدونه من دون عناء”.
وعن دوام العمل والخدمة، تقول فزع إن العمل يبدأ من الثامنة صباحاً وحتى منتصف الليل، وجهاز الخدمة هو بحدود الـ 14 موظفاً يؤمنون كافة التسهيلات المطلوبة.
وحول طريقة الكلام مع المكفوف، تقول “يجب توجيه الكلام إليه مباشرة، لأن المكفوف يدير رأسه نحو الصوت الصادر، وهو ينتظر دائماً أي إجابة صوتية. وفي كثير من الأحيان يكون المكفوف ضمن مجموعة، وهنا تتم مخاطبته بلمسة خفيفة لتوجيه انتباهه خصوصاً إذا كان المكان مكتظاً بالحضور، ومليئاً بالأصوات، فمن الصعب أن يركز الكفيف وينتبه إذا ما كان الحديث موجهاً اليه أم لا”.
أمين إبراهيم اصيب بفقدان الرؤية نتيجة خطأ طبي، يقول “مشوار الحياة الذي نعيشه طويل جداً، لذلك نتكيف مع الواقع الذي نعيشه، ووجود أماكن مثل هذا المقهى تساعدنا في أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي”.
ويقول المكفوف يوسف وهب، إنه سعيد جدا بالمقهى لأنه يجعله يشعر بالاستقلالية الكاملة، حيث لا يحتاج أي شخص لمساعدته في الطلب.
من جهته، يقول صاحب “كافيه يونس” أمين يونس إنه فخور بالمشروع الذي سهل الحياة العامة على المكفوفين لأنه يشعرهم بأهميتهم ويمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون مساعدة وعون من الآخرين.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)