إعمار الجولان وسكانه
تؤكد الدراسات الأثرية إعمار الجولان منذ القدم. ولقد اكتشف أكثر من 100 موقع أثري فيه يرجع معظمها إلى العصور اليونانية والرومانية البيزنطية. والعرب هم سكان الجولان القدماء والأصليون، ويشكلون أغلبية السكان، وينتشرون في مختلف أنحاء الجولان، وينتمون إلى عشائر كثيرة. وهم يعيشون في القرى والمراكز الحضرية، كما هي الحال في منطقة فيق ومسعدة وخان أرنبة والبطيحة. ومنهم من بقيت في حياتهم بعض مظاهر الحياة القبلية، مثل عشيرتي الفضل والنعيم.
لكن الجولان، بحكم موقعه، ظل منطقة عبور، ولم تقم فيه تجمعات سكانية على شكل مدن أو قرى كبيرة حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حين أسكن العثمانيون فيه أفواج الشراكسة وبعض التركمان. وشراكسة الجولان هم الأفواج التي وصلت إلى فلسطين عن طريق البحر وأقامت هناك بضع سنوات، ثم دخل معظمهم، بتخطيط من السلطات العثمانية، منطقة الجولان في سوريا ومنطقة عمان في الأردن. وقد انتشر شراكسة الجولان في 13 قرية على امتداد شريط مساير لسلسلة جبال الجولان، وقدّر عدد سكان هذه القرى عام 1967 بنحو 17.000 نسمة. وأما التركمان فلم يتجاوز عددهم في العام نفسه 3000 نسمة.
وبذلك أخذت منطقة الجولان تتطور ويتزايد سكانها، واستقر فيها عدد كبير من البدو أيام الانتداب الفرنسي. ولكن القفزة الكبرى في إعمار الجولان كانت بعد عام 1948 عندما وصلت إليه أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، وأصبح منطقة ذات أهمية عسكرية لمواجهتها الأرض المحتلة من فلسطين. وقد قدّر عدد سكان محافظة القنيطرة سنة 1960 بحوالي 108.046 نسمة، وقدر عدد سكان الجولان سنة 1967 بنحو 153.000 نسمة، كانوا يعيشون في 275 مدينة وقرية ومزرعة (لا يدخل في هذا العدد رجال القوات المسلحة وعائلاتهم). وهذه الزيادة الكبيرة في السكان ليست بفعل الزيادة الطبيعية، بل يدخل فيها عنصر الهجرة إلى الجولان من المحافظات السورية الأخرى نتيجة ازدهاره الاقتصادي.
كانت كثافة سكان الجولان عام 1960 حوالي 58 نسمة/كم مربع، وارتفعت قبيل الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 إلى 82 نسمة/كم مربع. والكثافة متباينة لأن توزع السكان والقرى غير منتظم. وهناك ثلاثة مراكز تجمع للقرى في الجولان: الأول منطقة القنيطرة، والثاني أقدام جبل الشيخ وشمال الجولان، والثالث منطقة فيق في الجنوب. وكان المتوسط العام للسكان في القرى الجولانية هو 667 نسمة لكل قرية، ولكن كانت هناك قرى كثيرة لا يزيد عدد سكانها على 50 نسمة، في حين بلغ عدد سكان قرية مجدل شمس حسب إحصاء سنة 1960 نحو 2330 نسمة، وفيق 2185 نسمة، والعال 1858 نسمة، والخشينة 1615 نسمة، وزعورة 1532 نسمة. وأما مدينة القنيطرة فقد وصل عدد سكانها عام 1966 إلى 27.378 نسمة. وكانت القنيطرة في الأصل محطة على طريق دمشق - فلسطين، فتحولت إلى قرية صغيرة عندما استقر فيها الشراكسة وأصبحت قضاء مستقلاً سنة 1893. ومنذئذ أخذت تكبر وتزداد أهميتها حتى غدت مركز محافظة، ونشطت فيها الأعمال الإدارية والتجارة، وأصبحت عقدة مواصلات للمحافظة كلها، وجرّت إليها مياه الشرب من ينابيع بيت جن في جبل الشيخ، وزوّدت بالكهرباء ومختلف الخدمات الأخرى، وصارت تمارس مختلف وظائف المدينة الجغرافية والإدارية، واتسع عمرانها وجذبت إليها السكان.
وعلى الرغم من انعدام المخطط التنظيمي في قرى الجولان جميعها، يختلف نمط البناء من منطقة إلى أخرى من مناطق التجمعات السكانية الثلاث، ففي الشمال تبنى المساكن من الحجر الكلسي، والسقوف مستوية مرفوعة على أعمدة خشبية، ومغطاة بالدفوف والأعشاب والتراب. ومعظم البيوت من طبقتين وتتدرج على سفوح جبل الشيخ. ومعظم سكان هذه المنطقة هم من العرب المنتمين إلى المذهب الدرزي.
أما قرى سلسلة جبال الجولان، فيتضح فيها نوع من المخطط التنظيمي، وبيوتها مبنية من الحجر البازلتي، وسقوفها قرميدية مسننة أو موشورية، ومعظمها من طبقة واحدة، وسكانها في الغالب من الشراكسة.
وبيوت المنطقة الثالثة في جنوب الجولان من الحجر البازلتي واللبن والطين، وسقوفها مستوية مرفوعة على أعمدة خشبية ومغطاة بالدفوف والأعشاب والتراب. وقد دخل الإسمنت المسلّح في بناء الكثير من البيوت. وأما مساكن رجال القوات المسلحة والقرى الدفاعية فمبنية من الإسمنت.
تعرّضت مدينة القنيطرة ومعظم قرى الجولان للهدم والتخريب منذ الاحتلال الإسرائيلي. وقد أزيلت من الوجود 110 قرى، وخرّبت مدينة القنيطرة بكاملها عن عمد وتصميم قبل إعادتها إلى سوريا عام 1974. وقد شرد نحو 120 ألفاً من سكان الجولان بعد الاحتلال عام 1967، ولم يبقَ إلا بعض أبناء قرى شمال الجولان المحتل، وهي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قينة والغجر. وقد قدّر عددهم عام 1982 بنحو 15.000 نسمة.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
مشكور ياغالي
وتم تعديل الصورة!!!!!!!
لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت
يعطيك العافية
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)