الفلسطيني في أغلب الدول العربية، ولدى أجهزتها الأمنية، هوالفلسطيني "الملعون"، "غير المأمون"، الواجب مسح زفر الأنظمة الحاكمة به، وتنظيفالموائد بوجهه وسمعته، لأنه ضعيف، ولا أحد يُدافع عنه، ولا شوكة له، و"حيطهواطي"...
إذا وقعت أحداث دموية في درعا، سرعان ما يخرج النظام السوريون ليقولوا أن فلسطينيي درعا هم السبب، وأن الشعب السوري المسالم والطيبوالدرويش، لم يتحرك إلا بعد أن تآمر عليه فلسطينيو درعا، لأن حوران فيها عائلاتفلسطينية كثيرة...!!!
إذا تفجرت الأحداث في بديتها في مصر، تمالاستقواء على فلسطينيي غزة؛ فيتم سجن أي فلسطيني، واتهام الفلسطينيين في مصر أنعلاقاتهم بالتيار الإسلامي المصري وبغير ذلك من تيارات لعبت دوراً في الفتنة، لأنالفلسطيني محروم ولديه عُقدة، ويُريد حرق الدول التي تعيش في جنةنعيم...!!!إذا دخل العراق إلى الكويت،واعتدى على أمنها واستقرارها، وهتك حُرمتها، واحتلها، يدفع الفلسطينيون الثمن فيالكويت، فيُرحل من يُرحل، وُيعذب من يُعذب، لأن هناك عشرة أشخاص أو مائة منفلسطينيي العراق البعثيين، تم جلبهم مع طلائع صدام حسين إلى الكويت...!!!بيقلم ســائـــد
إذا سقط النظام في العراق، يتهم اتهام فلسطينيي العراقبكونهم من «جماعة صدام» فيتم قتلهم وطردهم من بيوتهم، ويتم اتهامهم بأنهم يُمولونالإرهاب، فيفرون إلى جنوب أمريكا، ويعود العراق كما كان، جنة فردوس أوأعلى...!!!
إذا تم اغتيال رفيق الحريري، يتم البحثعن "قاتل فلسطيني" من أي مخيم لتلبيسه القصة، فهم الأكثر جاهزية كشعب لحمل أوزارالأنظمة والشعوب والأجهزة الأمنية، وإذا خرجت مجموعة مارقة في مخيم فلسطيني، يتمهدم المخيم على من فيه، تحت عنوان أن الفلسطيني يُريد تخريب لبنان، جنة الله فيالأرض والسماء...!!!
ذات لبنان غارق طوال عمرهفي الصراعات والفتن والحروب الدينية والمذهبية، فجاء الفلسطيني إليها، وتورط منتورط بخطأ، غير أن تحميل الفلسطيني كل الحرب الأهلية كان الحل الأسهل، وكأن بقيةاللبنانيين ملائكة بريئة تُغرد ليل نهار...!!!
الفلسطيني في دول عربية أخرى، على ضفاف الخليج، إذا تبرع بقرشٍ لغزة،يُصبحُ متهماً بأنه من "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، فيصير مطلوباً ترحيله وترحيلأقاربه وأبناء عمومته...!!!
إذا انفجر الشعبالليبي، يخرج «سيف الجاهلية» القذافي ليُحذر الشعب الليبي من خطر الفلسطينيين فيليبيا، وأنهم يُريدون تخريب الدنيا، وجر ليبيا إلى الخراب، وكأنها كانت قبل ذلك جنةعدن، أو قل جنة المأوى...!!!
أي نظام عربييُريد ارتكاب مجزرة أو جريمة أو اغتيال، يبحث عن فلسطيني لاتهامه، وتلبيسه كلالطابق، وعلى (إسرائيل) أن تنام مرتاحة آمنة لأن العرب يتولون المهمة نيابة عنها،في الدوس على شعب مُشرد، وبث الذعر والخوف في وجدانه...!!!
وصلنا إلى الصورة التالية التي رسمتها الأنظمة العربية للفلسطيني،والصورة تقول: الفلسطيني مجرم وحاقد وحاسد ومخرب وأبو الفتن، ومستعد للتورط فيالتخريب وهتك الأمن والاستقرار، ولا مأمن منه ولا أمان...!!!
بقية الصورة التي يتم رسمها تقول: الفلسطيني حاقد على كل عربي، وعلىكل من له وطن، ويُريد حرق العالم لأنه مسلوب الوطن، ويُريد حرق وتخريب جنات عدنالممتدة من المشرق إلى الغرب، والتي تنعم شعوبها بعز منقطع النظير، يُثير غيظالفلسطيني...!!!
الشعب الفلسطيني دمه ليس أزرق،وهو ليس فوق الشعوب العربية، وهو واحد من العرب، يُخطئ ويُصيب، غير أن تحميله كلهذه الأحمال، في كل قصة باتت موضة سياسية وأمنية، حتى لم يبقَ إلا البحث عن «فلسطيني» باتهامه بكوابيس الزعماء قدَّسهم الله...!!!
الفلسطيني إذا جاهر بفلسطينيته، جلب إلى نفسه الاتهامات والشكوك، وأنلا شيء ُيثمر فيه، وإذا أخفى فلسطينيته، قيل أنه باع فلسطين، وحق العودة، مقابلحاله الجديد، وهكذا يتم خبزه كرغيف الشراك، على الوجهين، فوق صاجملتهب...!!!
إذا لم يسقط المطر في «جزر القمر» فابحثوا عن الفلسطيني، الذي قطع المطر أيضاً!؟او او او اخ
ربي لك الشكر لأنك خلقتني فلسطيني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)