في المثل الشهير" طب الجرة على تمها البنت بتطلع لأمها"، فالكثير منا يرى أن البنت ليست إلا نسخة طبق الأصل من الأم في التصرفات والطباع، فإن صلُحت الأم صلحت ابنتها وإذا فسدت الأم كانت ابنتها تشابهها في ذلك.
بعض أفراد المجتمع يعتقد بضرورة التوافق بين البنت والأم جعلت الكثير ممن ينوون الزواج يصرون على التحري عن سلوك الأم لمعرفة ما إذا كانت البنت صالحة أم لا مما أدى إلى ظلم كثير من الفتيات وجعل أمهاتهن من أهم أسباب قطع نصيبهن في كثير من الأحيان.
لكن هل بالضرورة أن تكون البنت سائرة على نهج الأم حتى لو كانت سيئة؟ وهل فعلا "الحية لا تلد إلا حية"؟ ، ولماذا تعتبر الأم مقياسا لصلاح البنت أو فسادها؟
يرى الدكتور في علم الاجتماع حسين الخزاعي إن هذا المثل يصنف من الأمثال "الستاتية" أي الذي يتعلق بشؤون المرأة ، ولكنه من أكثر الأمثال الشعبية التي تتداول على ألسنة الذكور والإناث في المنطقة العربية .
مضيفا بأنه إذا كان المقصود من هذا المثل الإساءة للإناث والانتقاص من وجودهن والتقليل من عطائهن وإبداعهن في المجتمع فهو مرفوض اجتماعيا وتربويا ودينيا، أما إذا كان المقصود به تشبيه البنت بالأم من حيث إخلاصها لزوجها واحترامها للأسرة وحرصها على إدارة الأسرة وحسن تربية الأبناء وتنشأتهم والحرص على استقرار الأسرة وسعادتها فهو مقبول اجتماعيا وتربويا.
لذا فأنا أتوجه إلى كل الذين يستخدمون الأمثال أن يحرصوا على البعد عن استخدام الأمثال التي تنتقص من وجود المرأة والاعتداء على كرامتها وانتقاء الأمثال التي تبرز دور الفتاة الإيجابي المعطاء في المجتمع .
مشيرا إلى أن علينا أن نُخضع مثل هذه الامثال إلى التقييم والمراجعة ونختار ما يناسبنا منها، فالأمثال التي تحث على التعاون والتعاضد والمحبة والتواصل الإيجابي مع المجتمع وتحرص على قيم الكرم والشهامة وعدم الانتقاص من حقوق ووجود الآخرين ودورهم في المجتمع هذه القيم نحتفظ بها لأنها تناسبنا وخاصة أننا نعيش في عصر العلم والمعرفة والإبداع .
أما الأمثال والحكم التي تدعو إلى الانتقاص من حقوق الآخرين والتطاول عليهم وعلى وجودهم فيجب أن نرفضها وألا نستخدمها ولا نتداولها على ألسنتنا وخاصة أمام الأبناء حتى لا يتداولوها في المستقبل.
وأنتم شاركونا بآرائكم هل تخضعون هذه الأمثال على أرض الواقع، و في الزواج تسألون عن الأم قبل البنت ؟! zog.jpg
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)