اختٌطف لمدة شهر وقُتل ورُميت جثته.. والفاعل حر طليق دون حساب
الجثة كانت متآكلة وعليها آثار افتراس حيوانات وسبب الوفاة ضربة قوية على الرأس أدت لنزيف داخلي شديد
لم يكتفِ بحجزه 28 يوم، بطريقة اعتدنا رؤيتها فقط في الأفلام البوليسية، كما لم تشفع الطفولة باستدرار العطف منه... لينفذ الوعد الذي قطعه لجدة الطفل هاني برهان (11 عام)، حيث هددها بقتله في حال لم تؤمن له الفدية المطلوبة (15 مليون ليرة سورية).


بدم بارد قتل الخاطف الطفل ورمى جثته في منطقة الروضة بالزبداني، محولا (هاني) من طفل مفعم بكل ما تحمله براءة الطفولة من معنى إلى جثة متآكلة.
وتم العثور على جثة هاني صباح اليوم الأحد 27/2/2011، في إحدى مناطق الزبداني (40 ك م عن دمشق)، حيث "كانت متآكلة الأطراف، نتيجة رميه في منطقة برية تكثر فيها الحيوانات المفترسة" وذلك بحسب أحد جيران عائلة برهان.

بدأت القصة باختطافه من أمام مدرسته وطلب فدية 15 مليون ليرة

خرج هاني صباح يوم الأحد 30 كانون الثاني، ذاهبا إلى مدرسته في يوم ماطر، بصحبة أخيه الأصغر( محمد 9 سنوات ) ، لتكون بانتظارهما سيارة فيها ثلاثة رجال ، نجح احدهم بالإمساك بهاني من يده التي كانت مشبوكة بيد أخيه، ووضعه في المقعد الخلفي للسيارة، والتمكن من الفرار بسرعة هائلة.
وكانت سيريانيوز نشرت خبر اختطاف هاني من قبل مجهولين ، من أمام مدرسته، ليتصل الخاطف بجدة الطفل بعد ساعة مخبرا إياها بأن الطفل بحوزته وأن ثمن رجوعه للبيت هو 15 مليون ليرة وإلا القتل سيكون مصيره، ومع عدم حصول الخاطف على هذا المبلغ، بالفعل كان مصير هاني هو القتل، حيث قتله ورماه في البرية دون أية شفقة أو رحمة.

اتصل الخاطف بالعائلة قبل 4 أيام
استقبلت عائلة برهان الخبر بصدمة كبيرة، حيث كان أغلى ما في حياة جدته، كما كان أغلى من ابنها لديها.
تقول عمة الطفل رشا برهان لسيريانيوز" لقد قتل هاني على يد المجرمين، لا يوجد لديهم رحمة أو شفقة فهو طفل بريء لم يكمل عامه الحادي عشر".
وعن وجود أية تطورات في اتصالاتهم مع الخاطفين قبل قيامهم بهذه الجريمة أوضحت" كان على اتصال شبه دائم معنا، وكان آخر اتصال منذ أربعة أيام، أي قبل قتله بيوم، حيث أكد الطبيب الشرعي أن هاني فارق حياة منذ ثلاثة أيام".

خلاف حول تسليم الطفل مقابل تسليم المال
وفيما يتعلق بمضمون هذا الاتصال قالت" كان حديثه كله يتمحور حول الفدية التي يريدها(15 مليون ليرة سورية)، وقلنا له أننا موافقون على إعطاءه ما يريد، وبقيت طريقة التسليم، حيث اشترطنا عليه أن يسلمنا هاني ونسلمه المال، وأجاب هو بالرفض القاطع، حيث أراد أن نسلمه المال ومن ثم يسلمنا هاني بطريقته وبالمكان والزمان الذي يراهما مناسبان".
وأضافت رشا" بعد مرور أربعة أيام على الاتصال، فوجئنا بأن الشرطة وجدت جثة لطفل صغير بالعمر، واشتبهت أنها جثة هاني حتى ذهبنا وتعرفنا عليها، تبين مع الطبيب الشرعي أن هاني تعرض لضربة قوية بالرأس أدى لنزيف داخلي شديد، وأن الوفاة حدثت منذ أربعة أيام".

يجب على العائلة تقديم طرف الخيط للجهات المعنية !!
وعن دور الجهات المعنية في ملاحقة هؤلاء الخاطفين طيلة فترة حجز هاني التي امتدت ل 28 يوم ختمت" لم يستطيعوا فعل أي شيء، ولم نستطيع نحن أيضا معرفة ماذا يفعلون، ففي كل مرة كانوا يطلبوا منا طرف الخيط، ونحن لا حول لنا ولا قوة، كما كان جوابهم الدائم أنهم يقوموا بالإجراءات المناسبة وأنهم يفعلوا ما يتوجب القيام به".

غضب شديد بين أهالي الزبداني بعد تلقيهم الخبر


وقام أهل منطقة الزبداني بصلاة الجنازة على الطفل هاني، في جامع (المحطة) بالزبداني وشهدت الصلاة حضور العديد من الأشخاص المتعاطفين مع عائلة برهان المنكوبة.
يقول محمد وهو (أحد جيران العائلة) وأحد المشاركين في دفن الطفل لسيريانيوز" تلقت منطقة الزبداني خبر مقتل الطفل هاني بحزن وغضب شديدين، حيث تعاطف كل أهل المنطقة مع عائلة برهان، لمواساتهم في مأساتهم هذه، وتجمع المئات من شباب المنطقة أمام منزلهم، معبرين عن اندهاشهم وغضبهم جراء تنفيذ المجرم وعده بقتل الطفل".

الوفاة حصلت منذ أربعة أيام
وفيما يتعلق بجثة الطفل قال محمد" كانت جثته متفسخة ومتآكلة، وذلك بسبب رميها في منطقة برية بين سهل زرزور والروضة، وكانت عليها آثار افتراس حيوانات، كما أكد الطبيب الشرعي أن هاني متوفي منذ ثلاثة أيام، أي أن جثته بقيت ملقية في البرية لمدة أربعة أيام متواصلين".
و عبر أبو كرم ( جار عائلة برهان) عن حزنه الشديد، وأكد أن" هناك شعور غضب شديد يسود بين أهالي الزبداني منذ سماعهم خبر الاختطاف، حتى وقت عثورهم على جثة هاني ملقية بالبرية".
لا معلومات جديدة عن الخاطفين
من جهته أكد مصدر مطلع في شرطة الزبداني خبر العثور على جثة الطفل هاني وقال"تم العثور على جثة الطفل هاني برهان صباح اليوم الأحد في منطقة الروضة في الزبداني".
وعن وجود أية معلومات متعلقة بالخاطفين أوضح المصدر " لم نستطيع لغاية الآن معرفة هويتهم، كما أن التحقيقات مازالت جارية، والجهات المعنية تقوم بمواصلة الإجراءات اللازمة، وقمنا بتسليم الجثة لمشفى دوما بريف دمشق".

سيارة الخاطفين سوداء من نوع (كيا ريو)
وكان محمد ( الأخ الأصغر لهاني ) والذي كان برفقة هاني عند قيام المجهولين باختطافه، أدلى سابقا ببعض المعلومات التي قد تفيد بالتعرف على الخاطفين وتمكنا من معرفة نوع السيارة وكانت من نوع (كيا ريو)، وأن الذي سحب هاني من يده كان يضع لثاما على وجهه، ويرتدي لباسا أسود اللون، وأن السيارة كانت تحوي ثلاثة أشخاص، سائق واثنان معه، تمكن أحدهم من وضع هاني في المقعد الخلفي، ملقيا بجسمه على الكرسي، حتى أن قدميه خرجتا من نافذة السيارة.

لهجته خليط بين عدة لهجات وقريبة للهجة أهل الزبداني
وفي الاتصالات المتكررة على هاتف الجدة، لم تتمكن العائلة من معرفة اللهجة التي كان يتكلم بها الخاطف بشكل دقيق حيث قالت الجدة سابقا لسيريانيوز أن" لهجته عبارة عن خليط بين عدة لهجات محلية، فتارة يتكلم بلهجة منطقة الزبداني وتارة باللهجة الادلبية والحلبية، حتى أنه قال في أحد المكالمات طالبا مني عدم إخبار (البوليس) ومن المعروف أن السوريين لا يستخدموا كلمة ( بوليس)، مما جعلنا في حيرة من أمرنا".
وكانت سيريانيوز قد حصلت على تسجيل صوتي لإحدى المكالمات التي قام الخاطف بإجراء ها مع جدة الطفل، وقام من خلاله بالتفاوض معها على المبلغ الذي طلبه مقابل تسليم الطفل.
ومع عدم قدرة الجهات المعنية القبض على هؤلاء الخاطفين، رغم مرور أكثر من 28 يوم على اختطافه، واستمرارالخاطفين بإلقاء التهديد والوعيد للعائلة، نجحوا بالفعل بإيفاء وعدهم القاتل، وإبكاء كل من عرف براءة هذا الطفل الصغير الذي فقد حياته نتيجة طمع وجشع الكبار.

محمد سويد - سيريانيوز