النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عبد الباري عطوان :سورية.. القمع ليس حلا .


  1. #1
    المشرف العام على قسمي الادارة والاقتصاد والحياة الزوجية
    الحالة : Dr.Hasan غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Feb 2010
    رقم العضوية: 5
    الدولة: Lebanon
    الإهتمامات: الرياضة,المطالعة,النقد
    المشاركات: 3,377
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 380
    Array

    عبد الباري عطوان :سورية.. القمع ليس حلا .




    'جمعة الاصرار' التي تجسدت يوم امس في مظاهرات احتجاجية صاخبة في مختلف المدن السورية اكدت حدوث متغيرات اساسية عدة، سواء في صفوف الشعب، او في اروقة النظام الحاكم في سورية، يمكن ان تؤشر لهوية، بل ونوعية التطورات المقبلة في البلاد، والسيناريوهات المتوقعة بالنسبة الى مستقبلها.
    السوريون المشاركون في الهبة الاحتجاجية هذه، اظهروا حرصاً واضحاً على تخلصهم من عقدة الخوف، وانهم لا يقلون عزيمة وتصميماً عن الشعوب العربية المنتفضة الاخرى، على اسماع اصواتهم، واثبات شجاعتهم، ومواصلة الحراك السياسي والاحتجاجي حتى نيل جميع مطالبهم في الاصلاح والتغيير كاملة.
    النظام السوري في المقابل وصل الى قناعة راسخة بان اللجوء الى القتل بهدف الترهيب، وبث الرعب، ربما يعطي نتائج اخطر بكثير من التعاطي الأقل عنفا مع المحتجين، خاصة بعد ان تبين امام العالم بأسره تمسكهم بالوسائل السلمية، وعدم الانجرار الى دوامة العنف الطائفي، التي حاول البعض اغراقهم فيها.
    فما حدث في كل من درعا وبانياس وجبلة وحمص من عمليات قتل لم يتكرر بالوتيرة نفسها يوم امس، وشاهدنا اجهزة النظام تستخدم، وللمرة الاولى تقريباً، خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وليس الرصاص الحي، باستثناء بعض الحالات المحدودة.
    اختفت فجأة عصابات 'الشبيحة' من الشوارع، واختفى معها 'المندسون' الذين كانوا يطلقون النار عشوائياً، كما اننا لم نسمع مطلقاً عن مقتل رجال أمن بالعشرات مثلما سمعنا في الايام الماضية، الامر الذي يلقي بظلال الشك على كل الروايات التي جرى ضخها عبر وسائل الاعلام الرسمية في هذا الشأن.
    الأمر المؤكد ان مراجعة شاملة حدثت لنهج الافراط في استخدام القوة من قبل قوات الامن ضد المتظاهرين السوريين، خرجت من خلالها القيادة السياسية بحصيلة مفادها ان سفك الدماء يؤدي حتماً الى تأجيج الاحتجاجات لا تخفيف حدتها، وان الجنازات هي دائماً مهرجانات تعبئة وتحشيد من اجل الثأر والانتقام.
    ولعل النقطة الأهم التي دفعت القيادة السياسية السورية الى التعاطي 'السلمي' مع مظاهرات الأمس هو خوفها من التدخل الخارجي، الاقليمي، او الدولي، خاصة بعد بيان الخارجية الامريكية الذي تحدث عن وجود معلومات تؤكد ارسال ايران قوات لدعم النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات.
    لا نعتقد ان النظام السوري بحاجة الى مساعدة ايران، او غيرها، لقمع المتظاهرين المنتفضين، فلديه فائض من الاجهزة القادرة على اداء هذه المهمة، يمكن تصديره الى دول الجوار، والهدف من هذا التسريب الامريكي هو تحذير النظام من عواقب تكرار تجربة النظام الليبي المؤسفة في هذا المضمار.
    ' ' '
    يراودنا أمل ضعيف باقتناع القيادة السياسية في سورية في فشل الحلول الامنية للازمة المتفاقمة في البلاد، وهي الحلول التي اتبعتها طوال الاربعين عاماً الماضية، فلم يفلح اي نظام سياسي استخدم هذه الحلول سواء كان في الغرب او الشرق بما في ذلك امريكا (في العراق وافغانستان) وبريطانيا (في ايرلندا)، وصربيا (في كوسوفو والبوسنة) ناهيك عن مصر وتونس والقائمة تطول.
    حتى التهديد بورقة 'الفتنة الطائفية' سواء من قوى خارجية او داخلية في سورية، لم تعط اكلها، فمظاهرات 'جمعة الاصرار' اكدت على قوة الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف الطوائف والاعراق، بل سمعنا العديد من الشعارات التي تحرص على التعايش، وتؤكد عليه، كرد واضح وجلي على هذه 'الفزاعة'.
    المجتمع السوري تسامى دائماً على الاعتبارات الطائفية، وتجاوز كل افرازاتها، بل وذهب الى ما هو ابعد من الاقليمية او المناطقية، عندما 'صدّر' الافكار القومية الى مختلف انحاء المنطقة العربية، وفتح اراضيه لكل انسان عربي بغض النظر عن دينه او مذهبه او قوميته. وهذا ما يفسر استقبال اكثر من مليون ونصف المليون عراقي تدفقوا الى سورية هربا من الحرب الاهلية الطائفية في بلادهم، او حوالي ربع مليون فلسطيني قبلهم، وجدوا جميعا حرارة الاستقبال، وكرم الضيافة، والمعاملة على قدم المساواة مع ابناء البلاد، دون اي تمنن.
    الرئيس بشار الاسد التقى عددا كبيرا من قادة العشائر ووجوه المناطق، وتحاور معها بكل صراحة وبقلب مفتوح، وتعهد بتلبية جميع مطالبهم المحلية (المناطقية) بمن في ذلك وجهاء مدينتي درعا وبانياس، ولكنه كرر وعوده بالاصلاح على مستوى الدولة.
    هذه الخطوة جيدة، وان كنا نعتقد انها جاءت متأخرة ومنقوصة في الوقت نفسه، فما يريده الشعب السوري هو البدء فورا في الاصلاح والمصالحة الوطنية في الوقت نفسه، فالفجوة بين النظام والشعب تتسع بشكل متسارع مع كل قطرة دم تسفكها قوات الامن، وكنا نتمنى لو ان الرئيس السوري الشاب اعتذر، وهو المسؤول الاول، لاهالي الشهداء والجرحى، وفي خطاب عام، وما زال هناك بعض الوقت لانقاذ ما يمكن انقاذه.
    الخطأ الاكبر الذي ارتكبه النظام وعلى مدى السنوات العشر الاخيرة انه لم ينقل البلاد وشعبها من مرحلة حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد الى حكم نجله بشار من خلال اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية جذرية، وما نراه اليوم من هبات شعبية غاضبة هو التجسيد الحقيقي له، فما كان يصلح قبل اربعين او عشرين عاما من استخدام للقمع وادواته لا يمكن ان يصلح اليوم، فالزمن تغير، والشعب تغير ولكن النظام لم يتغير، بل استعصى على التغيير بفضل سيطرة الحرس القديم ونهجه الامني المتخلف.
    ' ' '
    الانتفاضة الشعبية السورية تدخل اليوم اسبوعها الخامس، ومن المحزن ان النظام لم يقدم تنازلا واحدا، ولم يتجاوب مع اي مطلب من مطالب المتظاهرين، وما زال يدرس الغاء حالة الطوارئ، وقانون التعددية الحزبية، وقانون الاعلام الجديد، والغاء المادة الثامنة من الدستور التي تؤكد هيمنة حزب البعث.
    كيف يقبل بالتعددية السياسية وهو يعتقل كل رأي مخالف، وكيف يسمح بقانون جديد للاعلام يكرس الحريات التعبيرية وهو يقيل رئيسة تحرير صحيفة رسمية (تشرين) لانها طالبت بالتحقيق في تجاوزات قوات الامن لتوجيهات الرئيس واطلاق النار على المتظاهرين، ولم يشفع لها تأكيدها على تربية اولادها على حب الرئيس بشار الاسد؟
    حتى الحكومة الجديدة التي شكلها السيد عادل سفر جاءت مخيبة للآمال، فقد ضمت نصف الوزراء السابقين، ولم تضم وزيرا واحدا من المعارضة الشبابية، او الشخصيات الوطنية، وهي حكومة تذكرنا بحكومة اللواء احمد شفيق التي شكلها الرئيس حسني مبارك قبل رحيله.
    السوريون يريدون ان يكونوا احرارا، وان يستعيدوا كرامتهم وعزة أنفسهم، في ظل اصلاحات تكرس الديمقراطية والعدالة والمساواة، وحكم القانون، واعلى سقف ممكن من الحريات، والتحرك في هذا الاتجاه بدأ ومن الصعب ان يتوقف او حتى يتباطأ، والامور لن تعود الى الوراء مطلقا، وما زالت هناك فرصة ولو ضئيلة للانقاذ، وان كنا لسنا متفائلين كثيرا باستغلالها من قبل القيادة السياسية في البلاد.
    الشعب السوري شعب كريم يحمل في عروقه جينات الحضارة والريادة، ولن يتوقف في منتصف الطريق، ومن يقول غير ذلك لا يعرف هذا الشعب، ولم يقرأ تاريخه، والايام بيننا.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : أيهم العلبي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2011
    رقم العضوية: 10155
    الدولة: لست مغتربا
    الإهتمامات: السياسة,النقد السياسي,الاخبار السياسية .....
    السيرة الذاتية: احب السياسة حبا شديدا و للأسف هي بدمي و ليتني ابتعد عنها لكن لا استطيع ............
    العمل: طبيب اسنان
    المشاركات: 174
    الحالة الإجتماعية: عازب
    معدل تقييم المستوى : 120
    Array

    مشكور دكتور على نقلك المميز
    تقبل مروري


  • #3
    مغترب فضي
    الحالة : hussam-86 غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Dec 2010
    رقم العضوية: 6461
    العمل: طالب
    المشاركات: 135
    الحالة الإجتماعية: اعذب
    معدل تقييم المستوى : 44
    Array

    مشكور دكتور على الطرح وانا اقول للدكتور عبد الباري عطوان ان الذي اوقف القتل ليس تخفيف من العنف من قبل الحكومة السورية ولكن الامر الذي جاءه من البيت الابيض وهو تصريح جون كيري يوم الخميس ومن قبله وزيرة الخارجية وبالرغم من ذلك وقع 5 قتلى من الشباب في مدينة اللاذقية برصاص الجيش السوري (القوات الخاصة بماهر الاسد) ويا سيدي الكريم هذا النظام مدفون ومأثور بكلمة الى الأبد ولا يريد التغيير ولا الاصلاح فلايوجد حل سوى رحيل هذا النظام يعني شكل حكومة عادل سفر وزير الزراعة السابق وقال الرئيس انو الزراعة في ال5 سنوات الماضية تراجعت كثيرا وكانت الزراعة في عهدة هذا الفاشل عادل سفر وسبحان الله عاد سيادة الدكتور ووضع لنا هذا الفاشل رئيس حكومة سبحان الله التناقض في هذه الحكومة
    وكذلك اتى لنا بوزير داخلية محمد الشعار يداه ملطخة بدماء السوررين حيث قتل اكثر من 1000 سجين في تدمر وقام ب2008 اثناء مشاكل سجن صيدنايا بقتل اكثر من 150 سجين لا والله حكومة ناجي عطري افضل
    واخيرا هذا النظام لا ينفع معه الا التغيرر والاجتثاث مثل الحزب الحاكم في مصر بعتذر على الاطالة مشكور دكتور


  • #4
    المشرف العام على قسمي الادارة والاقتصاد والحياة الزوجية
    الحالة : Dr.Hasan غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Feb 2010
    رقم العضوية: 5
    الدولة: Lebanon
    الإهتمامات: الرياضة,المطالعة,النقد
    المشاركات: 3,377
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 380
    Array

    مشكوري المرورر

  • معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. خذاني طيفــــــــــــــــــك البارح على حلم بلا تفسيـــــــــــــــر
      بواسطة جروووح في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 11
      آخر مشاركة: 02-26-2012, 10:46 PM
    2. عبد الباري عطوان :التطبيع المصري الايراني
      بواسطة Dr.Hasan في المنتدى أخبار الصحف و وسائل الاعلام العربية والعالمية
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-06-2011, 12:44 PM
    3. حلمي البارد
      بواسطة Dr.Hasan في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 11-03-2010, 09:49 AM
    4. مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 10-10-2010, 09:09 PM
    5. الماء البارد لوجه مشرق وخدود وردية
      بواسطة ريماس في المنتدى ملتقى المرأة السورية Syrian women forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 10-01-2010, 01:39 PM

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1