عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)). [رواه مسلم].
وعن ابن المغفل قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : بقتل الكلاب ثم قال: ((ما بالهم وبال الكلاب)). ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم، وقال: ((إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب)). [ رواه مسلم].
قوله صلى الله عليه وسلم : ((ولغ الكلب في الإناء)): إذا شرب منه بطرف لسانه . (عفروه): أي دلكوه . لقد ثبت علمياً أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطرة، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى ((المكورة)) تخرج بيوضها مع برازه، وعندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه، ثم تنقل منه إلى الأواني والصحون وأيدي أصحابه، ومنها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم، فتنحل قشرة البيوض وتخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم والبلغم، وتنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم.
ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه وتشكل كيساً مملوءاً بالأجنة الأبناء، وبسائل صاف كماء الينبوع. وقد كبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين، ويسمى المرض : داء الكيسة المائية، وتكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه، وأخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب، ولم يكن له علاج سوى العملية الجراحية .. وثمة داء آخر خطر ينقله الكلب وهو داء الكلب الذي تسببه حمه راشحة يصاب بها الكلب أولاً، ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لعاب الكلب بالعض أو بلحسه جرحاً في جسم الإنسان..
إذن فمنافع الكب تخص بعض البشر، أما ضرره فيعم الجميع، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب، ثم رخص في الكلب الصيد والحرث والماشية نظراً للحاجة إليها . وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن داء ((الكيسة المائية)) معروفاً بالطبع، ولم يعرف أن مصدره الكلاب، أما داء الكلب فكانوا يسمون الكلب المصاب به ((الكلب العقور)). وقام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم، وكانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيراً من الجراثيم الضارة، وذلك لأن كثيراً من البشر يموتون بالأمراض الإنتانية الجرثومية، ولكنهم لم يجدوا في التراب أثراً لتلك الجراثيم الضارة المؤذية .. فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة، ولولا ذلك لا نتشر خطرها واستحفل أمرها، فضلاً على أن الجراثيم التي يحتوي عليها لعاب الكلب، لا يمكن قتلها وإزالته إلا إذا عفر في التراب، وقد أجريت في الجامعة الأمريكية في لبنان تجربه بهذا الخصوص وكانت النتيجة كما ذكرنا ، وقد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)