بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم السعاده في نظري يمكن في هذه القصه ....
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم وعندما وصل انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .. وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة.. ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟.. والحديقة الجميلة؟.. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة
فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر.
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها هذه المرة إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران.. شاهد الحديقة والزهور الجميلة.. وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى.
فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟.. نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا.. فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك.. سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، وقطرتا الزيت هما الستر والصحة.. فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
السعادة
نختلف في تعريف السعادة ولكنا نتفق في السعي للفوز بها
ومن السعادة ما أوصل إلى الجرم والذنب والعصيان وما إلى ذلك.
والسعادة أمر نسبي قد يعيش الإنسان وهو لا يعرفه.
وما يسعد زيد ليس بالضرورة أن يسعد عبيد.
والسعادة متنوعة بتنوع الحاجات ومتحققة بتحقيقها.
ولكن هل تتحقق السعادة الكاملة المستديمة لمن يحصل على كل ما يريد ؟
الجواب بالطبع لا .
ومن هنا نستطيع البحث عن السبب.
دعونا نتناول الموضوع بمنظور أعمق.
السبب في عدم تحقيق السعادة الكاملة المستديمة هو حصول الإنسان على كل ما يريد.
لأن ذلك يخالف الفطرة.
فالإنسان خلق في كبد. كما قال تعالى في سورة البلد (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) وهذه فطرته التي خلقه الله عليها العناء والشقاء والتعب.
كما أنه قد جُبل على حب التغيير حتى ولو كان للأدنى مما يملك.
فالإنسان عندما يخلد إلى الراحة والاستجمام كثيراً لا يجد طعم للراحة كونه شعر بالممل منها وأصبح يبحث عن التغيير والعكس.
وهؤلاء بني إسرائيل يطلبون من موسى إن يدعي الله لهم ويريدون بذلك التغيير من الأفضل وهي المائدة التي كانت تنزل لهم من السماء إلى الأدنى وهي كما ذكر لنا الله في الآية التالية. (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) فسبحان الله أن جعل سعادة كل شخص في ما قدر له.
أجري بحث عميق من قبل علماء النفس فوجدوا إن الإسلاميين المتشددين على حد قولهم أقل الناس بالأمراض النفسية والشعور بالحرمان حتى وهم في حرمان فبعضهم لم يتزوج وبعضهم فقير وبعضهم خزين ولكن لم يظهر ذلك عليه بتاتاً بل وجدوه اسعد من أصحاب الأموال والبنين.
لماذا هم أقل شعور بالحرمان وأقل أمراض ؟
لأنهم حصلوا على ما لم يحصل عليه غيرهم وهي القناعة والرضاء وهذه لن يحصل عليها المرء إلا بعد عزوفه عن الدنيا.
إما من يلهث خلف الدنيا فليس له سوى المكتوب.
وفي النهاية لن يجد السعادة كونها شعور يجده الإنسان داخله فقط.
فمن يوافقني الرأي بأن السعادة إحساس وشعور يستمد من قناعتنا ؟
انتهى
««صديقة الدرب»»
انا اوافقك الرئي اخي رامون
ما أجمل أن يملك الانسان الستر والصحة
فانهم فعلا سر السعادة فى الحياة
وبدونهما يشقى الانسان
يعطيك العافية تقبل مروري
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
مشكور ياغالي على القصة المعبرة
وانا كمان اوافققك الراي بان السعادة تاتي من قناعة الانسان
تقبل مروري
ودمتم
معكم حق اصدقائي
السعادة كنز لا يفنى
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)