نشعر دوماً برغبة ملحة في الكمال والجمال في شكلنا، ومنها الحصول على ابتسامة جميلة وأسنان ناصعة البياض، إلا أن الناس كما يختلفون بلون بشرتهم وشعرهم ولون عيونهم فإنهم يختلفون كذلك في لون أسنانهم ،حتى الأخوة يختلفون في ذلك!
لو سأل أطباء الأسنان مرضاهم عن أهم شيء يرغبون بتغييره، لكان الجواب الأكثر وروداً هو “أن تكون أسناني بيضاء ومقومة مصفوفة كالؤلؤ” ومن هنا أصبح (طب الأسنان التجميلي) يشكل القسم الأكبر من معظم المعالجات السنية في وقتنا الحاضر.
في البداية يجب أن ننبه إلى سوء فهم يحدث دائماً مع المرضى وهو:
إن تنظيف الأسنان الذي يقوم به عادة طبيب الأسنان لا يعني بالضرورة تبييض الأسنان، فتنظيف الأسنان هو في الواقع إزالة القلح ( الجير ) والتصبغات السطحية عن الأسنان ( مثل أثار قار الدخان ) أما تبييض الأسنان فهو إزالة اللون الأساسي للأسنان.ولتقريب الفكرة، نأخذ مثلاً الشعر المتسخ فعندما ننظفه بالماء والصابون نزيل عنه الأوساخ العالقة به، أما إذا أردنا أن نبيض الشعر فإننا نستخدم ماء الأوكسجين الذي يؤكسد لون الشعر فيبيضه!
هناك عوامل تجعل الأسنان تحيد عن لونها الأصلي عند التكوين وتسبب اصفرارها أو ميلانها إلى اللون البني أو الرمادي وبعض المرات إلى البنفسجي والأخضر.
أسباب تغير لون الأسنان:
.الاصفرار السطحي: والذي ينتج عن تعاطي التبغ أو شرب القهوة أو الشاي، أو تناول بعض الأطعمة التي تساعد على صبغ الأسنان كأنواع من التوت، الكولا، الحلوى المصبوغة، اضافة إلى تجمع مادة الكالسيوم حول السن والتي تعرف بالتكلسات ( الجير ).
. الاصفرار الداخلي: والذي ينشأ من داخل تركيب السن، وهذا يحدث عادة لأسباب عديدة منها:
-التقدم في السن.
-حصول إصابات: كتعرض السن لبعض الرضوض الشديدة مما يسبب نزيفاً داخلياُ للب السن ودخول الدم إلى داخل الأقنية العاجية التي توجد بكثافة في عاج السن وتسبب تلونه، فتدخل هذه المركبات في تركيب البنية الأساسية للسن وتسبب تلونه بالكامل.
- الاستخدام الزائد للفلورايد في الطفولة.
-كنتيجة بعض الأمراض
-أخذ المضادات الحيوية كالتتراسيكلين في سن مبكرة قبل 8 سنوات، أو من قبل الأم الحامل، لذا لم يعد يوصف في فترة الحمل وفي الفترة التي تنمو فيها الأسنان.
- بسبب المياه التي تناولها الشخص في مرحلة الطفولة: في مياه الآبار الصحراوية العميقة تكون كمية الفلور زائدة عن حاجة الجسم، فتؤدي إلى تلون الأسنان على شكل خطوط أو بقع أو تلون كامل بألوان تتراوح بين الأصفر الخفيف والبني وحتى البني الغامق، لتفادي ذلك يفضل شرب المياه الصحية المعبئة بعبوات مدروسة .
-يتغير اللون عادة بعد علاج الجذور والأعصاب أو الأسنان المكسورة.
أنظمة وطرق تبييض الأسنان:
مع جميع أنواع التبييض تتفاوت النتائج من شخص لآخر، حيث تعتمد درجة نجاحها على حالة الأسنان الصحية، وعلى نوع ودرجة اصفرار الأسنان، ونوع وتركيز المحلول المستخدم في التبييض، واتباع المريض التعليمات، ونظام التبييض المستخدم، ومدته.
الأسنان المراد تبييضها نوعان: السليمة و المعالجة الأعصاب.
بالنسبة للأسنان السليمة الخالية من التسوس والغير معالج عصبها، فإن أنواع التبييض تكون على الشكل التالي:
1 2
. تبييض يتم في عيادة الأسنان
إن تبييض الأسنان في عيادة الطبيب يستغرق مدة تتراوح بين 30-60 دقيقة خلال الزيارة الواحدة، وهي أسرع وسائل تبييض الأسنان! لا حاجه فيها إلى التخدير لحماية الفم واللثة، ولتجنب تأثير مواد التبييض عليها يتم وضع مادة شبه هلامية على اللثة بالإضافة إلى حاجز مطاطي يتم وضعه حول الأسنان، وبعدها يتم طلاء الاسنان بمحلول كيميائي يتضمن عنصر أكسيدي، ثم يستخدام ضوء خاص الليزر لتنشيط هذا العنصر.
للحصول على أفضل النتائج يمكن أن يتم تبييض الأسنان بدرجة أكثر مما هو مطلوب وذلك لأن الاسنان تصبح داكنة بعض الشيء مع مرور الزمن، وعادة قد تحتاج عملية التبييض في عيادة الطبيب إلى مابين زيارتين وعشر زيارات، وليس من المستبعد أن تصبح الأسنان حساسة بعد عملية التبييض.
إن التقنية الليزرية الجديدة لتبييض الأسنان تعطيها لونا أكثر بياضاً بثماني درجات على الأقل.
. تبييض يتم في المنزل وفقاً لتعليمات طبيب الأسنان:
أ) يتطلب قيام طبيب الأسنان بأخذ نموذج من الأسنان (طبعة للأسنان) وتصنيع إطار أو قالب مناسب لشكل الأسنان بحيث لا يلامس اللثة، كما يسمح هذا الوعاء بأقصى درجة من التلامس بين الأسنان ومحلول التبييض. توصف المادة المبيضة التي تأتي عادة على شكل مادة هلامية، بعدها توضع هذه المادة الهلامية في القالب المعد لهذا الغرض ويتم ارتداؤه بالفم لمدة ساعتين خلال اليوم أو خلال ساعات النوم لمدة أسبوعين.
المدة اللازمة لارتداء هذا القالب تتعلق باحتياجات الشخص المعالَج وبتوصيات طبيب الأسنان المختص. يقوم طبيب الأسنان بالإشراف الكامل على عملية التبييض في البيت للتأكد من فاعليتها وسلامتها..
ب) يمكن شراء وعاء مسبق الصنع للأسنان، ويأتي هذا الوعاء بحجم واحد للجميع، يعتبر فعالاً نسبياً لكن ليس كالوعاء الذي يصنعه طبيب الأسنان مخصص لكل حالة.. يوضع محلول التبييض داخل الوعاء ويترك فترة النوم في الفم، مشكلته أنه قد يمتد للثة ويسبب التهابات حاده إذا لامست المادة اللثة.
ج) قطع التبييض اللاصقة: يمكنك شراء هذه القطع من الصيدليات، توضع على الأسنان الأمامية مرتين في اليوم فترة 30 دقيقة لمدة أسبوعين، تقوم خلالها المواد الموجودة على القطعة بتبييض الأسنان، يمكن أن تستمر نتائج هذا التبييض فترة أربعة أشهر.
د) يوجد منتج على شكل فرشاة مثل المناكيير أو Lip Gloss يحتوي على مادة مبييضة، يدهن بها كل سن على حدى، ويعتبر هذا الخيار أسلم نوع حيث أنه لا يؤذي اللثة.
ما هي أكبر الفروقات بين التبييض المنزلي والتبييض عند طبيب الأسنان؟
- فترة التبييض: تأخذ فترة التبييض المنزلي أسابيع عديدة حسب حالة الأسنان والعديد من العوامل المذكورة أعلاه، لكن غالباً ما تأخذ عملية التبييض عند طبيب الأسنان زيارة واحدة ( أقل من ساعة ). بالإضافة أن بعض المستهلكين يتحمس ويزيد من المدة المطلوبة فتتأثر الاسنان!!
- الإشراف: تتم عملية التبييض عند طبيب الأسنان تحت إشرافه، أما عملية التبييض المنزلي فتفتقد هذا الإشراف الطبي.
- التكلفة: التبييض عند طبيب الأسنان يكلف أكثر من التبييض المنزلي، والجدير بالذكر أن التبييض المنزلي يمكن أو يوصل الأسنان إلى البياض المطلوب بسعر أقل، خصوصاً إذا كان لون الأسنان قريب من اللون المراد الوصول إليه.
2
هل هناك وسائل لتقليل مخاطر التبييض المنزلي؟
إذا شعرت في أي وقت بحساسية في أسنانك من الحار أو البارد أو بتغيير في لون لثتك توقف عن استخدام التبييض المنزلي فوراً وراجع طبيب أسنانك.
- حاول اختيار نظام يمكنك من تعديل شكل الوعاء الذي ستضعه حول أسنانك.
ماهي أهم المواد المبييضة؟
أعلنت جمعية أطباء الأسنان الأمريكية قبولها لبعض مواد ومحاليل التبييض وذلك بعد تجربتها على أعداد كبيرة من المراجعين الأمريكيين، ومن المحاليل التي تم قبولها من قبل جمعية أطباء الأسنان الأمريكية:
أول أكسيد الكارباميد – Carbamide Peroxide – 1- 10%وهو المحلول الوحيد المسموح لطبيب الأسنان أن يصفه للتبييض المنزلي.
أول أكسيد الهيدروجين – Hydrogen Peroxide 2- 35%- وهو محلول يستخدم لتبييض الأسنان عند الطبيب.
لا يصلح تبييض الأسنان لكل الأشخاص. و لا ينصح استخدامه في الحالات التالية:
العمر أقل من 16 سنة: لا يحبذ تبييض أسنان من هم دون 16 سنة لأن عصب السن عادة ما يكون كبير وقريب عند الصغار، ويمكن لمحاليل التبييض أن تؤثر على صحة العصب أو تؤدي إلى حساسية في السن.
أثناء الحمل أو الرضاعة: تبييض الأسنان غير مستحسن أثناء الحمل أو الرضاعة.
الأسنان الحساسة: التبييض عادة ما يزيد من حساسية الأسنان، واستخدامه على أسنان حساسة يزيد من تفاقم المشكلة .
التهابات أو أمراض اللثة.
وجود حشوات أو تيجان أو جسور: لا يمكن للتبييض أن يبيض الحشوات البيضاء أو التيجان أو الجسور، لذا فإن التبييض يكون على الأسنان الطبيعية ويخلق نوعاً من عدم التجانس، و في حال الرغبة في التبييض يجب عمل التبييض أولاً ثم الانتظار أسبوعين على الأقل لتأخذ الأسنان لونها، بعد ذلك يقوم الطبيب بوضع الحشوة أو التاج.
الأسنان الداكنة جداً: يعمل التبييض بشكل جيد على تبييض الأسنان الصفراء، أما الأسنان التي يميل لونها للبني يكون تبييضها أصعب، و الأسنان المائلة إلى اللون الرصاصي أو البنفسجي الداكن لا يمكن تبييضها بشكل جيد، أو لا يمكن تبييضها أبداً، يمكن استخدام علاج آخر للأسنان الداكنة جداً كالحشوات أو التيجان.
التوقعات الخيالية: تبييض الأسنان يؤدي إلى أسنان جميلة وبراقة عند الغالبية العظمى من المرضى، لكن هناك نسبة من الأشخاص لا تتجاوب أسنانهم بالشكل الذي يتوقعونه كالمدخنين مثلاً، فعليهم أن يعرفوا أن نتائج التبييض تكون أقل بكثير ما لم يتوقفوا عن التدخين، خصوصاً خلال عملية التبييض.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)