استهزأ البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق إنتر ميلان الإيطالي بانتقادات الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني لطريقة لعب الإنتر الدفاعية في مباراة الأمس، مطالباً إياه بـ"الصمت، لأنه لا يمكنه أن يتوقع أفعال مورينيو ".
وكان ميسي قد انتقد بشدة تكتل لاعبي الإنتر حول منطقتهم الدفاعية في مباراة الأمس التي انتهت بفوز الكتلان بهدف وحيد لكنه لم يكن كافياً لصعود برشلونة إلى النهائي، ورد مورينيو العنيف جاء في المؤتمر الصحفي عقب نهاية اللقاء وقال فيه:""ميسي قال أننا ندافع فقط؟ ربما من الأفضل له أن يصمت، وإلا سأسجل أنا ثلاثة أهداف في المرة المقبلة، فلا يمكنك توقع أفعال مورينيو".
وأضاف: "هذه هي طريقتي في اللعب، والتي أقصت تشيلسي وسسكا وبرشلونة، أسلوبنا في اللعب لا يقتصر على عدم ترك المساحات للخصم فحسب، لكنه أيضاً التضحية بدمائنا إن تطلب الأمر ذلك".
ودافع مورينيو عن أدائه الدفاعي في هذه المباراة، مشيراً إلى أن الخسارة التي تلقاها هي الأجمل في مسيرته الكروية، وقال:" هل كان بمقدوري القيام بتغيير هجومي؟ لا، لأن دييجو ميليتُّو و صامويل إيتو قدموا تضحيات دفاعية و حصلوا على القليل من الكرات، هذه الهزيمة هي الأفضل في حياتي، لكن هؤلاء الصبية استحقوا التعادل السلبي اليوم .
واحتفل مورينيو بعد صافرة النهاية بصورة "هستيرية" ودخل حتى في مشادة مع حارس برشلونة فيكتور فالديز، ثم بعد مغادرته الملعب اتهم الفريق الكاتالوني بافتقاده الى الروح الرياضية.
وقال مورينيو الذي يبلغ النهائي للمرة الثانية بعد 2004 عندما توج باللقب مع بورتو، في تصريح لشبكة "راي" الايطالية: "ليو ميسي هو ميسي. موهبة مذهلة، من كوكب اخر. لكن لم يلعب بقوته الكاملة كما حال اللاعبين الاخرين (في برشلونة). وهذه القوة تعني النوعية والروح الرياضية، لكني لم ار شيئا من الاثنين على ارضية الملعب".
واضاف "لم نتمكن من النوم حتى الساعة الرابعة صباحا (قبل يوم المباراة) بسبب الالعاب النارية خارج مدخل الفندق. اتصلنا بالشرطة الساعة الحادية عشرة مساء لكنهم وصلوا الى الفندق في الساعة الثالثة والنصف صباحا".
واشار مورينيو الى ان مهاجم فريقه الكاميروني صامويل ايتو الذي انتقل هذا الموسم الى انتر ميلان من برشلونة، تعرض الى مضايقات من الشرطة التي طالبته عشية المباراة بدفع ضرائب تعود الى عام 2005، في حين ان اللاعب الكاميروني يزور برشلونة بشكل متكرر منذ ان ترك النادي الكاتالوني دون ان تفتتح الشرطة هذه المسألة.
وتناول مورينيو قرار الحكم طرد لاعب وسطه البرازيلي تياغو موتا بعد 28 دقيقة فقط على بداية اللقاء، قائلا "بامكاني ان اضمن لكم باني ساعود الى هنا. يبدو ان المسار يقودني دائما نحو برشلونة وفي كل مرة يحصل شيء ما. البطاقة الحمراء التي حصل عليها موتا كانت مشابهة لتلك التي نالها ديدييه دروغبا (عندما كام مورينيو مدربا لتشلسي). لسوء الحظ فقد موتا رباطة جأشه لثوان معدودة. لم اتحدث معه خلال استراحة الشوطين. تحدثت الى الاخرين في الفريق لاشرح لهم كيف سيلعبون ويتأقلمون (مع النقص العددي)".
ورفع الحكم البلجيكي فرانك دي بليكيري البطاقة الحمراء في وجه تياغو موتا بعدما حمى الاخير كرته بوضع يده على وجه سيرجيو بوسكيتس فبالغ الاخير في "تمثيله" ليتسبب بطرد البرازيلي وسط اعتراض صاخب من لاعبي انتر ومورينيو. وكان موتا تلقى انذارا قبل دقائق من الطرد وبالتالي لو تحققت العدالة في الحركة التي قام بها فكان سيحصل على انذار ثان ما يعني طرده ايضا.
وعلق مورينيو على هذه المسألة "لا اريد ان احكم على حكم المباراة. قلت سابقا عندما يريد اللاعبون مساعدة الحكم فستكون مهمة الاخير سهلة، لكن الليلة (امس) بعض الاشخاص حاولوا ان يصعبوا الامور عليه. انا فخور بلاعبي فريقي، الذين لعبوا او الذين لم يلعبوا. انا فخور بمشجعينا الذين عانوا معنا هنا وفي ملعبنا".
وواصل مورينيو "برشلونة احتفل قبل الاوان. قام في الساعات ال24 الاخيرة باشياء مثيرة للجدل وببعض الامور التي لا تصدق. الان اطلب من جمهورنا ان يستقبلنا في المطار، اعلم ان الامر صعب لان عليهم ان يذهبوا الى عملهم في الصباح. عليهم ان يأتوا الى المطار لاستقبال اللاعبين الرائعين، لانهم استحقوا هذا الامر".
وعن مواجهته مع فيكتور فالديز بعد صافرة النهاية، قال مورينيو "فالديز، مثل غيره، توقع ان يفوز بهذه المواجهة. نالوا مفاجأة كبيرة في سان سيرو. بعد كل الاشياء التي قاموا بها قبل المباراة، بدا لنا جليا بانهم خائفون. كان بامكاننا الفوز هنا لو تمكنا من اللعب بالطريقة التي اردناها، لكن مع طرد موتا واصابة (المقدوني) غوران بانديف اجبرنا على تغيير خطتنا. كانت مباراة لا تصدق".
وضرب انتر ميلان موعدا في النهائي الذي يحتضنه ملعب "سانتياغو برنابيو" الخاص بريال مدريد في 22 الشهر المقبل، مع بايرن ميونيخ الالماني الذي تأهل الثلاثاء على حساب ليون الفرنسي بالفوز عليه ايابا 3-صفر بعد ان كان تغلب عليه ذهابا ايضا 1-صفر.
وتحقق حلم مورينيو بقيادة انتر ميلان الى النهائي للمرة الاولى منذ 1972 وتفوق على نظيره غوارديولا الذي قال في المؤتمر الصحافي عشية هذه المواجهة بان لا يهمه انتر ميلان او قميصه او مدربه، كل ما يهمه هو ان يقدم فريقه مستواه المعهود وهذا الامر سيكون كافيا لكي يتأهل الى النهائي ويتوج باللقب.
ورد عليه مورينيو قائلا بان برشلونة "مهووس" بالنهائي واللقب في حين ان فريقه يملك "حلما" وهو الوصول الى النهائي، ثم ازدادت حدة التصريحات قبل ساعات معدودة على انطلاق المباراة عندما وصف رئيس برشلونة جوان لابورتا المدرب البرتغالي ب"طبيب نفساني من الدرجة الثانية بامكانه ان يقول ما يشاء".
وقال مورينيو بالفعل ما يشاء ونجح بتبنيه اسلوب ال"كاتيناتشو" الايطالي في تجريد برشلونة من اللقب رغم النقص العددي في صفوف فريقه وقاد "نيراتزوري" الى النهائي للمرة الاولى منذ 1972 عندما خسر امام اياكس امستردام الهولندي صفر-2، والخامسة في تاريخه بعد 1964 و1965 حين اصبح اول فريق يتوج باللقب مرتين على التوالي (على حساب ريال مدريد الاسباني وبنفيكا البرتغالي)، و1967 (خسر امام سلتيك الاسكتلندي).
في المقابل فشل برشلونة الذي كان يسعى لان يصبح اول فريق يحتفظ بلقبه منذ 20 عاما عندما كان ميلان اخر من حقق هذا الانجاز، في التأهل الى النهائي الثاني على التوالي والسابع في تاريخه بعد اعوام 1992 و2006 و2009 حين توج باللقب على حساب سمبدوريا الايطالي وارسنال ومانشستر الانكليزيين على التوالي، و1961 و1986 و1994 حين خسر امام بنفيكا وستيوا بوخارست الروماني وميلان.
ونجح مورينيو في فك عقدة الدور نصف النهائي التي لازمته عندما كان يشرف على تشلسي الانكليزي وبلغ النهائي الثاني له بعد 2004 حين توج باللقب مع بورتو.
وسيكون مورينيو الذي مر ببرشلونة حين كان مساعد المدرب خلال حقبة الانكليزي الراحل بوبي روبسون والهولندي لويس فان غال (من 1996 حتى 2000)، امام فرصة ان يصبح ثالث مدرب فقط يتوج باللقب الاوروبي المرموق مع فريقين مختلفين بعد النمسوي ارنست هابل الذي احرز اللقب عام 1970 مع فيينورد روتردام الهولندي و1983 مع هامبورغ الالماني، والالماني اوتمار هيتسفيلد الذي توج به مع بوروسيا دورتموند عام 1997 وبايرن ميونيخ عام 2001.
وفي حال فشل مورينيو في تحقيق هذا الامر، فسيكون هذا الشرف من نصيب مدرب بايرن فان غال الذي احرز اللقب سابقا مع اياكس امستردام عام 1995.
وعلق مورينيو على المباراة النهائية قائلا "من الواضح انه عندما تصل الى النهائي فتريد الفوز باللقب. ان واقع تواجهنا مع برشلونة في اربع مناسبات في طريقنا الى هنا اضافة الى تشلسي ايضا (في ثمن النهائي)، يعني الكثير. اكرر مجددا ان انتر اصبح من الاقوى اوروبيا، بالتالي اذا لم يفز باللقب هذه المرة، فسينجح في العام التالي او الذي يتبعه".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)