وقال : لا تَقْتدوا بمن ليست له عُقْدة. قال: وما خَلق الله خَلقاً أحبَّ إليه من العقل. وكان يقال: العقل ضربان: عَقْل الطبيعة وعقل التَّجْربة وكلاهما يُحتاج إليه ويؤدَي إلى المنفعة. وكَان يُقال: لا يكون أحدٌ أحب إليك من وَزِيرٍ صالح وافِر العقل كامِل الأدب حَنيك السن بَصير بالأمور فإذا ظَفِرْتَ به فلا تُباعِدْه فإنَّ العاقلَ ليس يمانِعك نَصِيحَته وإن جَفَتْ. وكان يقال: غَرِيزة عقل لا يَضِيعِ معها عَمَل. وكان يقال: أجَل الأشياء أصلاَ وأحْلاها ثمرةً صالحُ الأعمال وحُسن الأدب وعقل مُسْتَعمل. وكان يقال: التجاربُ ليس لها غاية والعاقلُ منها في الزَيادة. ومما يُؤكَد هذا قولُ الشاعر: ومكتوب في الْحِكمة: إنَّ العاقلَ لا يغترَّْ بمودَّة الكَذوب ولا يثِق بنَصيحته ويُقال: مَن فاته العقلُ والفُتوَّة فرَأْسُ مالِه الجَهْلُ. ويُقال: من عَير الناسَ الشيءَ ورَضِيه لنفْسه فذاك الأحْمق نفسُه. وكان يقال: العاقلٍ دائمُ المودَة والأحمق سَريع القطِيعة. وكان يقال: صَديق كل امرئ عقله وعدوُه جَهْله. وكان يقال: المعْجبِ لَحُوح والعاقلُ منه في مَؤُونهَ. وأمَا العُجْب فإنه الجَهْل والكِبر. وقيل: أعلى الناس بالعَفْو أقدرُهم على العُقوبة وأنْقص الناس عقلاً مَن ظَلم من هو دونه. ويقال: ما شيء بأحسنَ من عَقْل زانه حِلْم وحِلْم زانه عِلم وعِلم زانه صِدْق وصِدْق زانه عَمَل وعَمَل زانه رِفْق. وكان عمر بن الخطّاب رضىِ الله عنه يقول: ليس العاقلُ من عَرف الخير من الشر بل العاقلُ مَن عرف " خَير " الشرّين ويقال: عدوٌ عاقل أحب إلي من صديقٍ جاهل. وكان يقال: الزم ذا العقل وذا الكرم واسترسل إليه وإياك وفراقه إذا كان كريماً ولا عليك أن تصحب العاقل وإن كان غير محمود الكرم لكن احترس من شين أخلاقه وانتفع بعقله ولا تدع وكان يقال: قطيعة الأحمق مثل صلة العاقل. وقال الحسن: ما أودع الله تعالى أمرأ عقلاً إلا استنقذه به يوماً ما. وأتى رجلٌ من بني مجاشع إلى النبي فقال: يا رسول الله ألست أفضل قومي قال النبي : إن كان لك عقل فلك فضل وإن كان لك تقي فلك دينٌ وإن كان لك مالٌ فلك حسب وإن كان لك خلق فلك مروءة. قال: تفاخر صفوان بن أمية مع رجل فقال صفوان: أنا صفوان بن أمية بخٍ بخٍ فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ويلك! إن كان لك دين فإن لك حسباً وإن كان لك عقل فإن لك أصلاً وإن كان لك خلق فلك مروءة وإلا فأنت شرٌ من حمار. وقال النبي : كرم الرجل دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه. وقال: وكل الله عز وجل الحرمان بالعقل ووكل الرزق بالجهل ليعتبر العاقل فيعلم أن ليس له في الرزق حيلة. وقال بزرجمهر: لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلداً ليس فيه خمسة: سلطان قاهر وقاضٍ عدل وسق قائمة ونهرٍ جارٍ وطبيب عالم. وقال أيضاً: العاقل لا يرجو ما يعنف برجائه ولا يسأل ما يخاف منعه ولا يمتهن ما لا يستعين سئل أعرابي: أي الأسباب أعون على تذكية العقل وأيها أعون على صلاح السيرة فقال: أعونها على تذكية العقل التعلم وأعونها على صلاح السيرة القناعة. وسُئل عن أجود المواطن أن يُخْتبر فيه العقل فقال: عند التّدْبير. وسُئِل: هل يَعمل العاقلُ بغير الصَّواب فقال: ما كلّ ما عُمِل بإذن العقل فهو صواب. وسُئل: أيُّ الأشياء أدلُّ على عَقل العاقل قال: حُسن التَّدْبير. وسُئل: أي مَنافع العقل أعظم قال: اجتنابُ الذّنوب. وقال بُزُرْجَمهِر: أفْره ما يكونُ من الدّوابّ لا غِنى بها عن السَّوْط وأَعفُّ مَن تكون منِ النساء لا غِنى بها عن الزًوْج وأَعْقل من يكون من الرِّجال لا غِنى به عن مَشورة ذوِي الأَلباب. سُئل أعرابيّ عن العقل متى يُعرف قال: إذا نَهاك عقلُك عمّا لا يَنْبغي فأنت عاقل. وقال النبي : العَقْل نُور في القْلب نُفرِّق به بين الحقّ والباطل وبالعَقْل عُرِف الْحَلال والْحَرام وعُرِفَت شَرائع الإسلام ومَواقع الأحكام وجَعَله الله نُوراً في قُلوب عِبَاده يَهْديهم إلى هُدًى ويَصُدُّهم عن رَدى. " ومِن جَلالة قَدْر العَقْل أنَّ اللهّ تعالى لم يُخاطب إلا ذَوي العُقول فقال عزَّ وجلّ: " إنما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَاب ". وقال: " لِتُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ". أي عاقلا وقال: " إِنّ في ذَلِكَ لَذِكْرَى لمَنْ كَانَ لهُ وقال النبي : العاقل يَحْلُم عمّن ظَلَم ويَتواضع لمن هو دُونه ويُسابق إلى البِرّ مَن فَوْقه. وإذا رأى بابَ بِرٍّ أنتهزه وإذا عَرَضت له فِتْنة اعتَصم بالله وتَنَكَّبَها. وقال : قِوَام المَرْء
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)