منقول من كتاب /
( وليمسون كارلون للقصص )

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم ۆ كانت يوميا تصنع رغيف خبزٍ إضافيا ۆ تضعه على شرفة النافذة لأي مار جائع ليأخذه .
ۆ في كل يوم يمر رجل فقير أحدب ۆ يأخذ الرغيف ۆ بدلاً من إظهار أمتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول :
الشر الذي تقدمه يبقى معك
ۆ الخير الذي تقدمه يعود إليك

كل يوم على هذا الحال
بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للأمتنان
للمعروف الذي تصنعه
ۆ أخذت تفكر قائلة :
كل يوم يمر هذا الأحدب ۆ يردد جملته
الغامضة ۆ ينصرف ، ترى ماذا يقصد ؟!!
ۆ بيوم أضمرت بنفسها أمرا :
سوف أتخلص من هذا الأحدب
فأضافة بعض السمّ لرغيف الخبز
الذي صنعته ۆ كانت على وشك وضعه
على النافذة ۆ لكن بدأت يداها بالإرتجاف
ما هذا الذي أفعله ؟!
قالت لنفسها وهي تلقي بالرغيف
ليحترق بالنار
ثم صنعت رغيف خبز آخر ۆ وضعته
على النافذة ۆ كالعادة جاء الأحدب ۆ أخذ الرغيف ۆ دمدم جملته

* كان للمرأة ولد غاب بعيداً طويلاً
بحثاً عن مستقبله ،ۆ لشهور عديدة لم تصلها أنباء عنه ،ۆ كانت دائمة الدعاء بعودته لها سالماً
في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه
من رغيف الخبز المسموم
دق باب المنزل مساءً

ۆ حينما فتحت وجدت – لدهشتها – أبنها واقفا بالباب ، كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة ، ۆ كان جائعا ۆ مرهقا ۆ بمجرد رؤيته لأمه قال :
إنها لمعجزة وجودي هنا !
على مسافة أميال من هنا
كنت مجهدا ومتعبا لدرجة الإنهيار في الطريق ،ۆ كدت أن أموت
لولا مرور رجل أحدب بي
ۆ كان الرجل طيبا بالقدر الذي
أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله
ۆ قال لي :
أن هذا هو طعامه كل يوم
واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي أكبر
كثيراً من حاجته
بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام
شحبت ۆ ظهر الرعب على وجهها
ۆ تذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحاً
لو لم تقم بالتخلص منه بالنار
لكان ولدها هو من أكله

لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب
” الشر الذي تقدمه يبقى معك
ۆ الخير الذي تقدمه يعود إليك ”


المغزى:
أفعل الخير ولا تتوقف
حتى لو لم يتم تقديره وقتها
لأنه يوم ما حتى لو لم يكن بهذا العالم
سوف يتم مجازاتك
عن أفعالك الجيدة التي قمت بها
في هذا العالم
nanoتحياتي