قال تقرير خاص إن النمو الاقتصادي انعكس بشكل عام في سورية إيجاباَ على المستوى الغذائي في الإطار العام، إذ زادت إمدادات الطاقة الغذائية لتصل إلى أكثر من3200 كيلو كالوري / يومياً كوسطي الأعوام الأخيرة، بعد أن كانت بحدود من 3054 كيلو كالوري / يومياً في العام
و كشف التقرير الخاص بمشروع البرنامج الوطني للأمن الغذائي، الذي أعلنت الحكومة اعتماده في الخطة الخمسية القادمة، إن معظم هذه الزيادة نتجت من المصادر النباتية ، إذ زاد عدد السعرات اليومية للفرد من المصادر النباتية من 2635 كيلو كالوري في عام 2000 إلى 3004 كيلو كالوري في عام 2004، وھذا يمثل تزايداً في إجمالي السعرات الحرارية من المصادر النباتية، أما السعرات اليومية من المصادر الحيوانية فقد انخفضت من 417 كيلو كالوري في عام 2000 إلى 386 كيلو كالوري في عام 2004، وھذا يدل على الاعتماد المتزايد على المصادر النباتية الرخيصة بدل المصادر الحيوانية المرتفعة الثمن مقارنةً بالدخول .
و أضاف التقرير: أنه بالنسبة للبروتين، فقد تزايدت نسبة استهلاكه خلال نفس الفترة من 74.8 إلى 86.7 غرام باليوم، مع التزايد الكبير في نسبة البروتين من المصادر النباتية من 53.4 إلى 63.8 غرام / يوم بينما كانت الزيادة من المصادر الحيوانية طفيفة ًجدا. وكانت نسبة اعتماد الفرد على البروتينات من المصادر النباتية 73.6 %مقابل 26.4 %من المصادر الحيوانية . وهذه الأرقام توضح صعوبة شراء المنتجات الحيوانية بسبب ارتفاع أسعارها أولاً، وانخفاض الدخل في سوريا ثانيا،كما انخفض نصيب الفرد من استهلاك الدهون يوميا من 104.5 غ / يوم في عام 2000 إلى 96 غ / يوم في العام 2004، ووصلت نسبة الدهون من المصادر النباتية إلى 76 %مقابل 24% من المصادر الحيوانية .
و أجرى التقرير مقارنة لاستهلاك الفرد السوري من الحريرات والبروتينات والدهون حسب مصدرها النباتي والحيواني مع استهلاك الفرد في دول أخرى كالبنان و الأردن والمغرب وتونس، إضافة إلى تركيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم اختيار هذه الدول من مستويات داخلية مختلفة، لإظهار أثر الدخل الفردي على تركيبة الحريرات والمكونات الغذائية المأخوذة .
ففي عام 2002 كان معدل استهلاك الفرد اليومي من الحريرات حوالي 3153 كيلو كالوري في لبنان و 3038 كيلو كالوري في سورية، و 2674 كيلو كالوري في الأردن، ووصلت الحريرات من المصادر الحيوانية إلى 469 كيلو كالوري في لبنان و 413 كيلو كالوري في سورية و 246 كيلو كالوري في الأردن، كما كان استهلاك الفرد من البروتين أعلى في لبنان 85.4 غ / يومياً عنه في سوريــة 77 غ / يومياً والأردن 67. 4 غ / يومياً . ويلاحظ تشابه نمط استهلاك الدهون، إذ تماثل سورية المغرب في مستوى استهلاك الحريرات، وكانت النسبة المئوية لمجموع السعرات من أصل نباتي في ھذا البلد أعلى بنسبة 92 %وكذلك كمية البروتين 85 غ / يومياً . بينما كان معدل استهلاك الحريرات اليومي في سورية في عام 2002 أدنى مما في تونس وتركيا وبمتوسط حوالي 250 كالوري، كما كان استهلاك البروتين أقل في هاتين الدولتين
وعند مقارنة الاستهلاك الغذائي في سورية من حيث مستوى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية مع الدول ذات الدخل المرتفع في عام 2002، يلاحظ التقرير أن معدل الحريرات المستهلكة يومياً كان 3653 كيلو كالوري في فرنسا، و 3670 كيلو كالوري في إيطاليا، و 3774 كيلو كالوري في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أعلى من المعدل في سورية ( بأكثر من 600 كيلو كالوري يومياً) مما يعكس أثر الدخل والاختلافات في الأنماط الاستهلاكية،كما أن نسبة الحريرات من المصادر الحيوانية في تلك الدول أعلى منها في سورية بنسبة 37 %في فرنسا و 26 %في إيطاليا و 28 %في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يؤكد على حقيقة أن نسبة الحريرات والبروتينات ذات المنشأ الحيواني من إجمالي الحريرات والبروتينات المستهلكة تزداد مع زيادة معدل الدخل الفردي .
و يخلص التقرير إلى نتيجة مفادها أنه يلاحظ أن معدل استهلاك الفرد من الحريرات يومياً في سورية، ھو أعلى من المتطلبات الدنيا المحددة من قبل الأمم المتحدة حسب المقياس الوسطي للمواد الغذائية، وقد تحقق توفر المواد الغذائية واستقرارها بما يتماشى مع الطلب وتغير العادات الاستهلاكية، وتشير البيانات المتاحة إلى أن كلاً من توفر المواد الغذائية والحصول عليها قد يكون تحسن نتيجة للسياسات المطبقة خاصة الدعم السعري للمنتج و المستهلك .
2000
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)