وكأن العالم لم تكن تكفيه الحروب التقليدية، والحروب غير النظامية، ليجابه «حربا» من نوع آخر، يشنها «قراصنة الانترنت»، وتستهدف دول العالم أجمع، بهدف السيطرة على «المنشآت الحيوية» كشركات الكهرباء والبنى التحتية الأخرى. الولايات المتحدة كانت أبرز الدول المستهدفة. ولم تسلم إيران أيضاً. أما الفضل في الكشف عن هذه الحرب فيعود إلى ألمانيا.
وللمرة الأولى، اكتشف خبراء ألمان، متخصصون بأمن الانترنت، «شيفرة خبيثة» تدعى «الدودة» صممت خصيصاً للسيطرة على الأنظمة التي تتحكم بالأعمال الداخلية للمنشآت الصناعية.
وأحال الألمان برمجيات الشيفرة الخبيثة إلى الولايات المتحدة من خلال شبكة آمنة، رغم أن هذه الدودة تمكنت من اختراق بعض الأنظمة الألمانية.
وتمكنت هذه «الديدان الإلكترونية» من اختراق شركات في إيران وأندونيسيا والهند والولايات المتحدة، بحسب شركة «مايكروسوفت»، التي أكدت أن إحدى «الديدان» وتدعى «ستاكسنت» حاولت إصابة ستة آلاف حاسوب.
ورداً على التهديد المتزايد ضد هذه الأنظمة الحيوية، بدأت وزارة الأمن القومي الأميركية بتشكيل فرق متخصصة قادرة على الاستجابة بسرعة لحالات الطوارئ الحاسوبية في المنشآت الصناعية في جميع أنحاء البلاد، فيما بدأ الخبراء في مختبر وزارة الطاقة الأميركية بتحليل برمجيات الدودة.
وقال مدير أمن النظم التحكمية في الوزارة شين ماكغورد إن «هذا النوع من الشيفرات الخبيثة يهاجم المكونات المادية، والأجهزة التي تفتح الأبواب وتغلقها، والتي تفتح البوابات والآلات التي تصنع السيارات»، ولم تعد «تستهدف تركيبة البرامج الإلكترونية في الحاسوب فقط».
ففي السابق، كان «مجرمو الانترنت» يحاولون اختراق شبكات الشركات، والتسلل من الثغرات في أنظمة الحواسيب من أجل سرقة المعلومات، ما كان يتسبب بتعطّل الأنظمة في الشركات. لكن التهديد الذي يمثله القراصنة الإلكترونيون بدأ يتصاعد في 2009، عندما لاحظ خبراء الأمن الإلكتروني أن القراصنة بدأوا يستغلّون نقاط الضعف في شبكات الشركات من أجل التحكم بما تقوم به هذه الشركات.
وحذرت وزارة الأمن القومي من أن أي هجوم ناجح ضد نظم التحكم الحساسة قد يؤدي إلى كوارث مادية أو أضرار بالممتلكات بالإضافة إلى الخسارة. وأنشأت الوزارة أربع فرق من الخبراء للتصدي لهذه الحرب الإلكترونية، وخصصت ميزانية تتراوح بين 10 و15 مليون دولار، وتسعى إلى زيادة عدد الفرق إلى 10 في العام 2011.