برزت ظاهرة «التحرش الالكتروني» ضمن المظاهر المؤذية لعصر الاتصالات الالكترونية مع ما صاحبها من مفاهيم وممارسات سلوكية (سلبية) انتشرت صورها عالميا من جراء ترويجهابشكل جماهيري على مواقع الشبكة وخدماتها المختلفة. ومن خلال الرصد والتحليل لرسائلSMS والبريد الالكتروني ومحتويات منتديات الحوار وغرف الدردشة نجد أن بعض متعهدي نشر السلوكيات السلبية وجدوا في وسائط التقنيات الحديثة أدوات فاعلة - يصعب تتبعها- لإيذاء الآخرين وإزعاجهم سواء من أجل التسلية العبثية أو لتحقيق أغراضهم الخاصة فيعوالم الانحراف والجريمة.

ولعل من أوضح مظاهر هذه السلوكيات ما بات يعرف باسم التحرّش الالكتروني الذي نعني به : إساءة استخدام معطيات التقانة الحديثة من خلال توظيفها لإزعاج الآخرين ومضايقتهم وإحداث تأثير ما عليهم بدون رغبتهم ، سواء من خلال اقتحام خصوصياتهم والتلصص على اتصالاتهم ، أو إرسال رسائل اقتحامية مزعجةSpam إلى البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول أو جهاز الفاكس وغيرها من وسائط الاستقبال الالكترونية.





في المنتديات الحوارية على الشبكة تكون صور التحرش أكثر «دهاء» وعادة ما تبدأبعبارات الإعجاب بما يطرحه كاتب أو كاتبة الموضوع، ومن ثم تبدأ إستراتيجية «التلميح»بعبارات وشعارات تبرز الاهتمام بالقضايا الفكرية نفسها، بعدها قد يتطوّر الحال إلى طلب الإضافة إلى قائمة «المسنجر» لمناقشة الموضوع «بعمق أكبر» من «ترهات الأعضاءالسطحيين» وحين تقع الضحيّة في الشباك تبدأ فصول المأساة بطلب رقم الهاتف والصورالشخصية ولا تنتهي فقط بقلوب منكسرة وأرواح قلقة من جراء مصير لم يحسب الطرفان حسابه.


وإزاء هذه القضية نجد أن القوانين الدولية تختلف كثيرا حول توصيف هذا النمط من الانحراف ولكنها متفقة على أهمية التجريم وحتمية العقوبة متى ما استقامت أركان الدعوى وبان الضرر. وفي الولايات المتحدة صدرت عدة قوانين محلية وفدرالية تجرّم أفعال مجموعات المتحرشينStalkers الذين اتخذوا من وسائط التقانة وسائل لمعاكسةالآخرين. أما في عالمنا العربي فمازالت الصورة مشوشة تنظيما وثقافة.


فهل تعرّضتم أنتم للتحرّش الإلكتروني؟


ما هي الطريقة للتتجريم القانوني إن أراد الشخص الشكوى ؟

ما هي سبل الحماية والدفاع عن النفس برئيكم ؟