حين أخبرها أنه سيأخذها في رحلة إلى اللاذقية، لرؤية بحرها الجميل، ولتنشق نسيمها العليل، لم تصدق، فهو منذ عشر سنوات لم يرافقها خارج عتبة البيت اللهم إلا لزيارة الأهل، ودهشتها كانت أكبر حين أطلعها على برنامج الرحلة، الذي يتضمن حضور حفل زفاف صديقه
فهي لا ترافقه أبدا في هذه المناسبات من باب عدم عرضه عليها لرفقته، وثانيا كي لا تسبب له أي حرج، فهي تعتقد أنه يخجل بها لكونها امرأة غير متعلمة، في حين هو أستاذ جامعي له مؤلفاته ومكانته وعلاقاته الاجتماعية ومحط أنظار واحترام الجميع، لذلك تتعامل معه باحترام مبالغ فيه، وحذر كبير كي لا تثير لديه ردات فعل غاضبة، وتسعى دوما لتأمين راحته بشتى الوسائل لدرجة تتسمر فيها فوق رأسه لحظة استغراقه في النوم عله يطلب الماء فتلبيه، هي امرأة تشبه أمهاتنا برقتها، وحنانها، وضعفها، واهتمامها بعائلتها، ولكنها تفتقد للمقومات التي بات يطلبها بعد التحولات التي طرأت على حياته، مقومات كانت أصلا متوافرة في شخصيتها ولكن اعتقادها أن هذه الميزات لا تبقى ضرورية بعد الزواج كان شركا وقعت فيه، فباتت في نظره امرأة تقليدية تشبه جدته، وأمه.
نحن لا نمدح بصفاتها، ونذم خصاله فهو رجل يتميز بالكرم، والاحترام، والأخلاق العالية وممارساته المنزلية تنم عن شخصية معبأة بالثقافة والوعي، والتقدير، فهو لا يفوت مناسبة دون هدية لها تقديرا لها ولتضحياتها، ولحبها لأسرتها، ولكن حال لسانه مل حياته الروتينية التي أضحت كمسلسل مكسيكي لا تنتهي حلقاته، والرتابة تسللت إلى نفسه لدرجة بات فيها قليل الكلام، والضحك، والسهر، فإن تواجد في بيته كان ملاذه النوم، أو القراءة، هربا من حالة باتت ترهق نفسيته، وإن استمعت إلى شكواه تجد أنه محق من وجهة نظر جنسه، كل هذه التفاصيل دفعته لاتخاذ قرار سهل بالنسبة إليه، وصعب عليها فبدأت الرحلة. انطلقا في رحلتهما ومشاعر الفرح تحتل كل مسامات روحها، فهي ترى الدنيا بعين مختلفة، وخاصة وهو يخاطبها عن العشرة الجميلة التي أمضاها معها، وعن تقديره وحبه واحترامه لها، وكيف أنها امرأة متميزة لا تشبهها أخرى، كلام ناعم، وحنان مبالغ فيه حتى وصلا حفل الزفاف، دخلت هي إلى الجناح المخصص للنساء، وهو إلى جناح الرجال، وبدأت الأهازيج والأغاني تصدح بالمكان، وصديقتنا ترقص وتصفق فرحا وطربا ليس بالحفل فقط بل بالكلام الجميل الذي أعادها إلى الوراء الوراء، وطوال الوقت كانت تفكر أنها ستعود كما كانت، تلك المرأة الجميلة، التي تهتم بمظهرها وشكلها وهندامها وثقافتها، وتضع خططا لجعله دوما بقربها ممسكا بيدها كما العشاق، أهازيج زفة العريس أخرجتها من استغراقها، ففي هذه اللحظة سينضم رجل غريب إلى صفوف الحضور النسائي ويجب عليها الاحتشام والجلوس مكانها، وهذه ما كان، إلى أن دخل العريس من الباب فهتفت لنفسها، يا إلهي كم يشبه زوجي، معقول هذا الشبه، سذاجتها للوهلة الأولى جعلتها تقول سبحان اللـه يخلق من الشبه أربعين، ولكن ما ازداد اقتراب العريس من وجهها حتى تساءلت غريب لماذا يدخل زوجي بين النساء، هذا لا يجوز، ولكن ما جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبة أن زوجها بات على الأكتاف ويزف إلى عروس جديدة، بحضورها، صديقتنا تحولت إلى قطة شرسة فما كان منها إلا أن هاجمت زوجها وعروسه بكل ما تملك من قوة، وصراخها ونحيبها وصل عالي السماء، لحظات فارقت الكون غيابا عن الوعي، وما أن استعادت وعيها حتى وجدت نفسها بجانب زوجها تعود إلى بيتها ولكن هذه المرة برفقة أخرى أطلق عليها مصطلح ضرتها.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
موضوع جميل انسة سوسن مشكورة
مشكور لمرورك
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)