وجّه مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب) تيم بيرنرز لي، مواقع التواصل الاجتماعي بالخروج عن مبادئها المعلنة وإنشاء صومعة مغلقة المحتوى، وحذر لي من أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك تمثل واحدة من عدة تهديدات لمستقبل الإنترنت كونها بدأت في التخلي عن مبادئها التأسيسية.
واشنطن: حذر السير تيم بيرنرز لي، مخترع شبكة الإنترنت، من أن بعضاً من أنجح مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك، وينكدين، وغيرهما من المواقع التي تعمل كشبكات اجتماعية، تُمثِّل "واحدة من عدة تهديدات" تحاصر مستقبل الشبكة العالمية.
وفي مقال نُشِر له نشر الأربعاء بمجلة علمية أميركية، قال بيرنرز لي إن بعضاً من أكثر المواقع نجاحاً على شبكة الإنترنت، مثل فيس بوك وشركات الاتصالات الكبرى، قد بدأت تحيد عن مبادئها التأسيسية.
وأضاف في هذا السياق بقوله "إن مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تسمح للمستخدمين باستخراج المعلومات التي وضعوها فيها تعتبر مشكلة من الممكن أن تعني أن شبكة الإنترنت قد قُسِّمَت إلى جزر مجزأة".
وكانت غوغل قد اتهمت فايسبوك مطلع الشهر الجاري بتركه مستخدميه البالغ عددهم 600 مليون مستخدم في "طريق بيانات مسدود"، في ظل حالة الحصار التي تعرضت لها بالفعل تفاصيل جهات الاتصال الخاصة بهم وكذلك معلوماتهم الشخصية.
وفي الوقت الذي تجددت فيه الخلافات بين الشركتين الرائدتين حول حفظ البيانات المعلنة على المواقع الإلكترونية الخاصة بكليهما، حذر بيرنرز لي من أن "صومعة محتوى مغلقة" كهذه تهدد بترك شبكة الإنترنت "مجزأة".
وتابع بيرنرز لي في السياق عينه بقوله :" لقد تطورت شبكة الإنترنت حتى أصبحت أداة قوية ومنتشرة في كل مكان، لأنها بُنِيت على مبادئ المساواة. ومع هذا، فإن الشبكة كما نعرفها، باتت مهددة الآن بطرق مختلفة. فقد بدأ يحيد بعض من أنجح سكانها بعيداً عن مبادئها".
وواصل لي حديثه قائلاً:" كلما زاد معدل دخولك على الشبكة، كلما أصبحت منغلقاً. حيث يصبح موقع التواصل الاجتماعي الخاص بك منصة مركزية – أو بالأحرى منصة محتوى مغلقة- ومنصة لا تمنحك السيطرة الكاملة على معلوماتك المسجلة هناك. وكلما اكتسب هذا النوع من الهندسة المعمارية استخداماً واسع النطاق، كلما أصبحت شبكة الإنترنت مجزأة بشكل أكبر، وكلما قل استمتاعنا بفضاء معلوماتي عالمي واحد".
كما لفت السير إلى تلك المخاوف التي تتحدث عن أن أحد مواقع التواصل الاجتماعي قد يصبح كبير للغاية، لدرجة يتحول بموجبها إلى سلعة محتَكرة، وهو ما يميل إلى الحد من الابتكار.
ومضى بيرنرز لي لينتقد كذلك تلك الشركات التي تختار تطوير تطبيقات خاصة بالهواتف المحمولة أو بسطح المكتب، مثل أبل آي تيونز أو تطبيقات الهاتف الذكي، بدلاً من إنشاء تطبيقات تضاف إلى باقي المواقع على الإنترنت.
وأوضح في تلك الجزئية بقوله:" تدفع المعايير المفتوحة نحو الابتكار. وأرى أن ميل الناشرين لإنشاء تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية مثل الآي فون أمر مثير للقلق. كما أن عالم الآي تيونز عالم مركزي ومحاط بالأسوار. فعند دخوله، تشعر وكأنك محتجز في متجر واحد، بدلاً من أن تكون في السوق المفتوحة.
وبرغم جميع السمات الرائعة التي يتميز بها المتجر، إلا أن تطوره يقتصر على ما تفكر به إحدى الشركات".
وكرر أيضاً مخترع الويب دعمه لـ "حيادية الإنترنت"، في أعقاب الخطاب الذي أدلى به الأسبوع الماضي وزير الاتصالات البريطاني، إد فيزي، وأعطى من خلاله الضوء الأخضر على ما يبدو إلى مزودي خدمات الإنترنت ( ISPs ) مثل BT وTalkTalk و Virgin Media للبدء في فرض رسوم على شركات المحتوى مثل هيئة الإذاعة البريطانية لقاء المعاملة التفضيلية في إيصال خدمتها إلى العملاء.
وانتقد بيرنرز لي شركة غوغل وشركة الاتصالات الأميركية العملاقة فيريزون بسبب اتفاقها الخيالي الذي صيغ في آب/ أغسطس الماضي وبدا أنه يعفي الوصول إلى الإنترنت عبر الجوال من مبادئ حيادية الإنترنت، التي توصي بضرورة ألا يكون هناك أي محاباة للاتصال بمواقع إلكترونية معينة على الشبكة العنكبوتية.
وأتبع لي بقوله:" كثير من الناس في المناطق الريفية من ولاية يوتا إلى أوغندا لا يتصلون بالإنترنت إلا عن طريق الهواتف المحمولة؛ وإعفاء أصحاب الاتصال اللاسلكي بالشبكة من حيادية الإنترنت سيترك هؤلاء المستخدمين عرضة للتمييز الخدماتي"
مشكـــور عـــلى المــوضــوع
لاتأسفن على غدر الزمان لطالما.....رقصت على جثث الأسود كلاب
لا أنظرإلى الأقزام التي تحاربني بقدر ما انظر إلى القمة التي أرنواالوصول إليها
منور جمال
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)