قد شاع بين الناس في الآونة الأخيرة ما يسمى بعالم الأبراج ومن عجيب هذه الأبراج أنها كانت في بدايتها سبع فقط ثم تطورت إلى أثني عشر برج ثم زادت واحدة ليصبح العدد ثلاث عشرة ، وللأسف أنه لها أناساً يصدقونها ويعملون بمقتضاها وهي ضرب من الإفك والتنجيم المحرم والشعوذة والكذب ، ولما كان الأمر كذلك واستفحل وأنتشر رأيت من الواجب كتابة هذه السطور براءةً للذمة وذباً عن الدين فأقول وبالله التوفيق :
إن النظر فيها وتصديقها والعمل بمقتضاها أمر محرم يقود إلى الشرك والكفر ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى عرافاً أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) ( ومن أتى عرافاً أو كاهنا ً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ) هذا إذا جاءه فقط ولم يصدقه وأما من صدقه فقد كفر بنص الحديث وهذا من هذا الباب فالذي يصدقها ويظن أنها حقاً وصواباً فيخشى عليه من الكفر ولا يجوز قراءتها من المجلات أو الشاشات الفضائية حتى ولو قال إني لا أصدقها ،
والواجب على أهل الخير والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والخطباء والمربين والناصحين والمدرسين أن يحذروا منها تحذيراً عظيماً وأن لا يتساهلوا بذلك بحجة أنه أمر تافه ولا تؤثر على الناس بل إنها تؤثر على عقائدهم ودينهم وسلوكهم فكم رأينا وعلمنا ممن تأثر بها حتى إن كثيراً منهم إذا لم يناسبه برج كما يزعم ينتقل لبرج آخر مغيراُ تاريخ ولادته ليجد السعادة كما يزعم ، والعجيب أن من يكتب أحداثها ووقائعها وما فيها وما سيكون وما كان شرذمة من المجتمع لا علم عندهم بأمور الدين وليسوا من أهل الصلاح والورع ولا يعرفون بعقيدة صحيحة بل بما يعتمدون عليه من الحسابات الفلكية المحضة ويربطون ذلك بتاريخ ولادته واسمه واسم أمه ثم يقذفون بالباطل من الكلام السخيف والعبارات الركيكة ويرجمون بالغيب وقد تقرر أنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى ومن شك في ذلك كفر ومن زعم أن أحداً يعلم الغيب غير الله كفر ، ثم ما علاقة الاسم والأم بذلك ومن أين يستمدون هذه الأفكار والمعلومات الدقيقة على حد زعمهم إلا من الهراء والكذب ، ولا يمكن أن يصان التوحيد إلا بترك هذا الهراء ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل رآه وقد علق شيئاً في عضده فقال ( لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً ) وأخبر صلى الله عليه وسلم عن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أنهم ( لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) فأي توكل على الله ممن يتوكل على الأبراج ويصدقها ويخاف من عواقبها ويضرب لها ألف حساب ، بل إن دعوة الرسل بشكل عام كانت في تحقيق التوحيد ونبذ الشرك بجميع أنواعه وفروعه ، ولن يفلح المسلم إلا إذا أخلص دينه لله ولم يكن عنده شيء من الشرك وفي هذا يقول تعالى ( ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ﴾ [النساء: من الآية48] ويقول تعالى ( ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ﴾ ) [المائدة: من الآية72] ويقول صلى الله عليه وسلم ( من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار ) وأني أرجوا من كل مسلم بعد قراءة هذه الفتوى أن يكون حذراً من هذه المزالق وأن يخلص دينه لله ويحذر من الشرك ومن دعوة الدجالين والمغرضين وأن يتوكلوا على الله سبحانه وتعالى وحده فهو النافع وكل شيء بأمره ومنه وإليه سبحانه وأوصى الجميع بتقوى الله في السر والعلن وفي كل مكان وزمان .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
وإليكم هذه الكلمات المنقولة للفائدة ..
أخي المسلم .. أختي المسلمة .. لا تقرأ هذه الكلمات باستهتار فكم من ورقة جعلت قارئها من الصالحين وكم من ورقة جعلت قارئها يزداد عنادا وإصرارا فأرجو أن أن تكون ممن سيهتدي إلى صراط مستقيم.
الأبراج .. في كل مكان..في الجرائد ..في المجلات ..في الكتب ..في الراديو .. في التلفاز .. في الإنترنت ..يوميا .. أكاذيب لا ندري من يؤلفها ونحن نستمع لها ونقرأها بل ووصل بنا الحال أن أصبحنا نبحث عنها أصبحت نساؤنا في كل صباح تقرا الفنجان ومن شبابنا من يفتح بأوراق اللعب وآخرين يتابعون برامج التنجيم في القنوات الفضائية وأصبح حب معرفة الغيب هوايتنا وملأ فراغنا وتسليتنا وكأن التسلية بالحرام حلال .. فهل تريد معرفة حكم التنجيم ؟.. وما الفرق بين التنجيم وعلم النجوم ؟..
قال صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) صحيح مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما انزل على محمد ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه الطبراني
كم صليت صلاة حتى الان وكم مرة قرأت "حظك اليوم" أو طالعت برجك أو استمعت لبرامج التنجيم أو قرأت فنجانك ..
أخشى أن صلواتك ذهبت هباء .. قد تقول الأبراج ليست كاهنا أو عرافا فأقول لك أن من يكتبها هو كاهنا أو عرافا لأنه لا يعلم الغيب إلا الله كما اخبرنا في كتابه } قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله{ النمل .. أفلا تصدق الله ؟؟..أفلا تتعظ وتنتهي عن الأبراج ..
قد تقول : اقرأ الأبراج والفنجان للتسلية فقط أو لكي أرى إن كان ما جاء فيها صحيح .. فأقول لك إذا قد ضيعت في كل مرة أربعين صلاة كما ورد في الحديث واستهنت بالمحرمات التي امرنا الله ورسوله بالانتهاء عنها افمن الممكن أن تكون هذه حجتك ؟؟!!..
وقد تصادف في أحد المرات أن تصدق ما كتب لك في برجك أو ما سمعته من قارئة فنجانك لأنه قد يحدث فعلا فتكون بذلك ممن برئت مما انزل على محمد عليه الصلاة والسلام .. ياه!!..أمن الممكن انك في أية لحظة قد تكون معرض للكفر ؟ والعياذ بالله ..ولو انك تتمعن قليلا بما كتب في الأبراج لوجدت ما قد يحدث مع أي واحد منا إما زواج أو رزق أو فرح أو غضب أو ضيوف أو عمل .. الخ .. وهذه أشياء تحدث معنا فعلا .. لذلك عندما تحدث معنا قد تقول : نعم إنها الأبراج صدقت .. قراءة الكف صدقت ..
قال صلى الله عليه وسلم ( ألم تروا إلى ما قال ربكم ؟ قال ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا اصبح فريق منهم بها كافرين ، يقولون الكواكب وبالكواكب ) صحيح مسلم .
إذا الخلاصة : الأبراج حرام .. قراءة الكف حرام .. قراءة الفنجان حرام .. الفتح بأوراق اللعب حرام .. مشاهدة برامج التنجيم حرام .. وإن كان من باب التسلية .. قد تتأفف وتقول : حرام حرام كل شيء حرام ..فأقول لك : لا.. اتق الله لست أنا من حرمتها بل هو الله الذي حرمها فلا تقل لله أف بل قل سمعت وأطعت..
قال تعالى } من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا { النساء .. فلا تكن ممن يسمع و يصر على المعصية .
ما الفرق بين التنجيم وعلم النجوم ؟
يجيب على السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر : " التنجيم حدس واستنباط لا يقوم على أسس علمية أما علم النجوم فهو علم يدعو إليه الدين لمعرفة أسرار الكون والإيمان بالله أو تعميق الإيمان به وقد جاءت الآيات الكثيرة تدعو إلى التفكر في خلق السموات والأرض والإفادة من مسخرات الكون ماديا أو أدبيا "
إذا فكيف للكواكب والنجوم التي هي من مخلوقات الله أن تخبرنا بما لا يعلمه إلا الله ؟
أيها المسكين .. يا من ضيعت وقتك بالتنجيم أنسيت يوم الحساب .. يوم تقف بين يدي الله تقرأ كتابك .. قال تعالى } فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون { .. تخيل وقد فتحت كتابك فلم تجد فيه إلا القليل من الحسنات أكان يسرك انك ضيعت المئات من الصلوات ..
تخيل عندما تقودك الملائكة إلى النار فيراك نبي الله .. قال صلى الله عليه وسلم ( فأقول : انهم مني ، فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي ) صحيح بخاري .. أكان يسرك وقتها انك خالفت رسول الله ..
لا .. ارجع يا عبد الله إلى الله .. وإنها لمعصية تركها سهل .. فتب إلى الله توبة نصوح تكون بأن تتوقف عن قراءة الأبراج أو التنجيم وندمك على ما قرأت سابقا وعزمك على عدم العودة لهذه المعصية .. عسى الله بعد أن تتحقق هذه الأمور الثلاثة أن يتوب عليك ويبدل سيئاتك حسنات .
منقول للفائده
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
يعطيك الف عافية
وجزاك الله كل خيررررررر أخي
بارك الله فيك يا أخي
كما أرجو من الجميع متابعة الموضوع لأهميته
وشكراً
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
فريق عمل الموقع
من لم يرض بي كحلا لعينيه
لن ارضى به نعلا لقدمي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)