مذ ولدنا , جبلنا على حب هذا الاسم , سوريا , وترجمنا حبنا عملاً وإبداعاً , وقبل كل شيء , إنتماءا .
الانتماء لغة لا يعيها من لا يملك الحب , مفرداتها العمل , عمل , وعمل , وعمل ليترجم إنتاجاً , وإن شاء الأمر , تضيحة .
سوريا هي مزيج عرق وعشق السوريين , من رحمها ولدت الحضارة , وعلى أرضها عاش من بنى الإنسان , وأنسن الحضارة , لتتراكم الحضارات على هذه الأرض الطيبة , وتكون سوريا .
في الحاضر , ارتبط اسم سوريا برقي شعبها , و" شوفينية " عشقه لهذا البلد ,وكبريائه , واستعداده للتضحية , ودعمه للمقاومة في وجه الاحتلال والظلم , في كل مكان في العالم .
عشقنا , وأتكلم عن أبناء جيلي , السبعينيات , رجلاً يسمى حافظ الأسد , وارتبط اسمه لدينا بتمسكه بكل حبة تراب من أرض سوريا , ودعمه لقضية فلسطين , قلب كل السوريين , ودعمه للمقاومة , وحزب الله , وكل ما هو من شأنه أن يجعلني كسوري , أشعر بقشعريرة , حين يسألني أي أحد , إلى أين تنتمي , أرفع رأسي , تسكت كل مفرداتي , وينطق كبريائي , أنا سوري .
وعندما جاء بشار الأسد , راهن الكثيرون من الخارج , على أن هذا الشاب , لا يمكنه أن يقود مركبا في وسط بحر متلاطم الأمواج , وخاصة في ظل الظروف الإقليمية التي كانت تعصف بالمنطقة , وإذا به يفاجئ العالم بعزيمة صلبة , وحنكة ندر وجودها , ولغة بسيطة وواضحة كانت كافية لتكون مفتاحاً إلى قلب كل سوري وعربي في كل أنحاء العالم .
بات أمر أن تلتقي بالرئيس بشار الأسد , في مطعم , أو مسرح , أو حتى أن تصدفه بالشارع , كما حدث مؤخراً في حلب , ليس غريباً , فتقترب منه وتصافحه , وتتلعثم في مواجهة بساطته التي يغمرك بها , ثم تنصرف مع ابتسامته الدافئة مودعة .
وثائق ويكليكس التي حملت " فضائح " الزعماء العرب , في كل مكان , عجزت وكل من كان وراء تسريبها , عن إدانة موقف واحد لسوريا , لأن ما يقوله بشار الأسد في الاجتماعات , هو ذاته ما يصارح به شعبه , وهو قبل ذلك ما يؤمن به , مثلي , مثل أخي , وصديقي , ما يؤمن به كل سوري .
لا أدري إلى أي مدى أستطيع أن أبوح بحبي تجاه هذا الشاب , دون أن يصنفني " الوهميون " في خانة " المتملق " , هذا الأمر لا يعنيني لأنني متصالح مع نفسي , أنا أحب بشار الأسد .
زاد حبي لهذا القائد , بعدما شاهدت مثل الملايين , ما يحدث في مصر , وقبلها في تونس , شاهدت ماذا تصنع الهوة بين الشعب والقائد , أدركت أكثر فأكثر , ما يمتلكه بشار الأسد من الحكمة , وكيف أن ارتباطه بالناس , بات درعاً واقياً لجمال وأمن سوريا .
يسألني كثر , هل من الممكن أن يحدث في سوريا مثل ما يحدث في تونس و مصر , أجيب بثقة الواثق : لا , لأن لا حاجة لنا بذلك , والأسباب كثيرة جداً , أبرزها هو أننا لا نرتبط بعلاقات مع " اسرائيل " , وهذا الأمر لا يستهان به , إذا ما نظرنا إلى علاقة الأنظمة في مصر وتونس مع " إسرائيل " وتبعيتها العمياء , لأمريكا , في بلدان تنضح شعوبها بكره الإسرائيليين , والسياسة الأمريكية .
لماذا لا نقرأ التاريخ عند الحاجة للقراءة , ففي مصر كانت تخرج مظاهرات كبيرة بمئات الاف المصريين , في كل مرة كان يتآمر فيها نظام حسني مبارك مع إسرائيل وأمريكا , عندما يقومون بقتل الأبرياء في لبنان , وفلسطين .
نظرة بسيطة إلى علاقة الأنظمة العربية , المتآمرة على شعوبها , بشعوبها , ومدى تعبيرهم كرؤساء عن طموح هذا الشعب , كافية لتقول لأي متسائل " هذه أسباب ما حدث في تونس ومصر " .
ظهرت مؤخراً أصوات على " الفيس بوك " بأسماء " وهمية " داعية إلى التظاهر في سوريا , ولم يستجب لها الشعب السوري , ولن يستجيب , ليس لأن الشعب السوري مستكين , فالعالم كله يعرف أن السوريين علموا العالم معنى الحرية والنضال , لكن لأن من يدعو معروف " التوجه " و " الانقياد " .
أنا لا أتكلم جزافاً , بل بالعلم والمنطق , فأغلب المنتمين إلى المجموعات التي ظهرت على " الفيس بوك " هم أشخاص بأسماء وهمية , وخارج سوريا , وبالتالي , عديمو المصداقية , لأن من يعبر يجب أن يعبر باسمه الحقيقي إن كان شجاعاً , ومن داخل بلده .
يأتي قائل فيقول " إنت شو عم تحكي ليش منسترجي " , أجيب ببساطة " طبعاً " , فنحن على سبيل المثال , شباب سوريون , ننتقد كل يوم في إعلامنا الأداء الحكومي , وتقصير الوزارات , وبصوت عال , من قلب سوريا , ولم نتعرض يوماً لأذى , لماذا , لأننا أصحاب موقف , ولا نختبئ وراء الوهم .
شيء آخر , من يطلق الدعوات , وعلى الرغم من اختبائه خلف الوهم , معروف لكل السوريين , من رائحة كلامه , وما إهمال السوريين لهذه الدعوات , إلا دليل على " انكشاف مآربه " , وأن " غاية في نفس يعقوب " في ذهن " يهوذا الإسخريوطي " .
نحن بمقدورنا كشباب سوريين إنشاء مجموعات مقابلة , لكننا نعتبر أن ما يصنعون أصغر من أن يستوجب ردة فعل , هي صرخة في الهواء , لأن السوريين قادرون على التقاط " الروائح " الغريبة , وخاصة حين تكون غريبة عن أخلاقياتهم , وتاريخه .
أنا كمواطن , قد أختلف مع رئيس الحكومة , ولا أحب " الدردري " , ولا أفهم " الحسين " , لكنني أعشق تراب هذا الوطن , وأمنه , واستقراره , ولأن ما أعطاني إياه بشار الأسد من الحرية والأمان والكرامة , أكبر بكثير من أن يلوثه أحد , لأن الحرية والأمان والكرامة , اشياء لا تضاهيها الروح .
اظن ان شبابنا على يقين ان اصحاب هذه الدعوات موجودين بالخارج واغلبهم غير سوريون وينتظرون الفرصة للدخول الى وطننا على ظهر دبابة ولايهمهم دبابة اسرائيليه ام امريكية ولكن خسؤا هم ومن يغرر به فالشباب السوري اوعى واذكى من ان تنطلي عليه حيلهم واكبر دليل فهذا اوباما الذي يدعي انه نصير السلام هو الوحيد في العالم الذي يستخدم الفيتو ضد ارادة العالم اجمع بمنع بناء المستوطنات الاسرائيليه على الاراضي العربيه كانه يقول ان الاسرائيلي انسان والعربي شيء اخر لاتنطبق عليه صفة الانسانيه وشكرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)