الإمام الشافعي 150هـ - 204هـ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد .
وأما ولادته ـ رضى الله عنه ـ فقد حكاها هو بنفسه فقال :
ولدت بغزة سنة خمسين ومائة ـ يوم وفاة أبي حنيفة ـ وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين وقال : وكانت أمي من الأزد .

نشأته وطلبه للعلم ونبوغه :
حدث الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله بن الزبير : أنه خرج إلى اليمن فلقى محمد بن إدريس الشافعي وهو مستحض في طلب الشعر والنحو والغريب ، قال فقلت له إلى كم هذا! لو طلبت الحديث والفقه كان أمثل بك ، وأنصرفت به معي إلى المدينة فذهبت به إلى مالك بن أنس وأوصيته به ، قال فما ترك من العلم عند مالك بن أنس إلا القليل ولا شيئاً عند شيخ من مشايخ المدينة إلا جمعه ، ثم شخص إلى العراق فانقطع إلى محمد بن الحسن فحمل عنه ثم جاء إلى المدينة بعد سنتين .
قال فخرجت به إلى مكة فكلمت له ابن داود وعرفته حاله الذي صار إليه ، فأمر له بعشرة آلاف درهم .
وحدث الآبرى أبو الحسن محمد بن الحسن بن إبراهيم بن عاصم الآبرى السجزى قال : سمعت أبا اسحاق إبراهيم بن محمد بن المولد الشرقي يحكي عن زكريا بن يحيى البصري عن زكريا النيسابوري كلاهما عن الربيع بن سليمان وبعضهم يزيد على بعض في الحكاية قال :
سمعت الشافعي يقول : كنت وأنا في الكتاب أسمع المعلم يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا ، ولقد كنت ـ قبل أن يفرغ المعلم من الإملاء ـ قد حفظت جميع ما أملى ، فقال لي ذات يوم : ما يحل لي أن آخذ منك شيئاً . فقال : ثم لما خرجت من الكتاب كنت أتلقط الخزف والدفوف وكرب النخل واكتاف الجمال أكتب فيها الحديث وأجيء إلى الدواوين فاستوهب منها الظهور فأكتب فيها حتى كانت لأمي حباب فملأتها اكتافاً وخزفاً وكرباً مملؤة حديثاً ، ثم أني خرجت عن مكة فلزمت هذيلا في البادية أتعلم كلامها وآخذ طبعها وكانت أفصح العرب .
قال : فبقيت فيهم سبع عشرة سنة أرحل برحيلهم وأنزل بنزولهم فلما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار ، وأيام العرب ، فمر بي رجل من الزبيريين من بني عمي فقال لي ، يا أبا عبد الله : عز علي ألا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه ، فتكون قد سدت أهل زمانك ، فقلت فمن بقى نقصد ؟ فقال لي : مال بن أنس سيد المسلمين يؤمئذ ، قال : فوقع في قلبي فعمدت إلى الموطأ فاستعرته من رجل بمكة فحفظته في تسع ليال ظاهراً قال : ثم دخلت إلى والي مكة وأخذت كتابه إلى والي المدينة ، وإلى مالك بن أنس قال : : فقدمت المدينة فأبلغت الكتاب إلى الوالي ، فما أن قرأ قال : يا فتى أن مشيي من جوف المدينة إلى جوف مكة حافياً راجلاً أهون من المشي إلى باب مالك بن أنس ، فلست أرى الذل حتى أقف على بابه فقلت ـ اصلح الله الأمير ـ إن رأى الأمير أن يوجه إليه ليحضر ، فقال : هيهات ، ليت إذا ركبت أنا ومن معي وأصابنا من تراب العقيق نلنا بعض حاجتنا . قال : فواعدته العصر وركبنا جميعاً ، فو الله لكان كما قال : لقد أصابنا من تراب العقيق . قال فتقدم رجل فقرع الباب فخرجت إلينا جارية سوداء ، فقال لها الأمير : قولي لمولاك أني بالباب قال : فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت : أن مولاي يقرئك السلام ويقول : أن كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب ، وإن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس فانصرف ، فقال لها : قولي له أن معي كتاباً من والي مكة إليه في حاجة مهمة . وقال : فدخلت وخرجت وفي يدها كرسي فوضعته ، ثم إذا أنا بمالك قد خرج وعليه المهابة والوقار . وهو شيخ طويل مسنون اللحية وهو متطلس فرفع إليه الوالي الكتاب فبلغ إلى هذا " أن هذا رجل من أمره وحاله فتحدثه وتفعل وتصنع " ، فرمى بالكتاب من يده ثم قال : سبحان الله ! أو صار علم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ بالوسائل . قال : فرأيت الوالي وقد تهيبه أن يكلمه فتقدمت إليه وقلت : ـ أصلحك الله ـ إني رجل مطلبي ومن حال قصتي ، فلما أن سمع كلامي نظر إلى ساعة وكانت لمالك فراسة فقال لي : ما أسمك؟ قلت محمد ، فقال لي يا محمد : اتق الله واجتنب المعاصي ، فإنه سيكون لك شأن من الشأن ثم قال : نعم ، وكرامة إذا كان غداً جيء ويجيء من يقرأ . قال : قلت أنا أقوم بالقراءة .
قال فغ*** عليه وابتدأت أن اقرأه ظاهراً والكتاب في يدي فلكما تهيبت مالكاً وأردت أن أقطع أعجبه حست قراءتي وإعرابي فيقول يا فتى رد حتى قرأته في أيام يسيرة ، ثم أقمت بالمدينة حتى توفى مالك ابن أنس ، ثم خرجت إلى اليمن فارتفع لي بها الشأن وكان بها وال من قبل الرشيد ، وكان ظلوماً غشوشاً وكنت ربما آخذ علي يديه وأمنعه من الظلم . قال : وكان باليمن تسعة من العلوية قد تحركوا ـ فكتب الوالي ـ وإني أخاف أن يخرجوا وإن ههنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي . قال : فكتب إليه هارون الرشيد : أن أحمل هؤلاء وأحمل الشافعي معهم . فقرنت معهم . قال : فلما قدمنا على هارون الرشيد أدخلنا عليه وعنده محمد بن الحسن قال : فدعا هارون الرشيد بالنطع والسيف ، وضرب رقاب العلوية ، ثم التفت محمد بن الحسن فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا المطلبي لا يغلبنك بفصاحته فإنه رجل لسن ، فقلت مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنك الداعي وأنا المدعو ، وأنت القادر على ما تريد مني ولست القادر على ما أريد منك .
يا أمير المؤمنين ، ما تقول في رجلين : أحدهما يراني أخاه والآخر يراني عبده ، أيهما أحب إلى ؟ قال الذي يراك أخاً . قال : قلت فذاك أنت يا أمير المؤمنين . قال فقال لي : كيف ذلك ؟ فقلت يا أمير المؤمنين : انكم ولد العباس ترونا اخوتكم وهم يرونا عبيدهم ، قال : فسرى ما كان به فاستوى جالساً فقال : يا ابن إدريس كيف علمك بالقرآن ؟ قلت : : عن أي علومه تسألني ؟ عن حفظه قد حفظته ووعيته بين جنبي وعرفت وقفه وابتداءه ، وناسخه ومنسوخه وليليه ونهاريه
ووحشيه وأنسيه وما خوطب به العام يراد به الخاص ، وما خوطب به الخاص يراد به العام ، فقال لي : والله يا ابن إدريس لقد أدعيت علماً فكيف علمك بالنجوم ؟ فقلت أني لأعرف منها البري من البحري والسهلي والجبلي والفيلق والمصبح وما تحب معرفته ، قال فكيف علمك بأنساب العرب ؟ قال : فقلت اني لأعرف أنساب اللئام وأنساب الكرام ونسبي نسب أمير المؤمنين قال : لقد أدعيت علماً فهل من موعظة تعظ بها أمير المؤمنين ؟ قال فذكرت موظعة لطاووس اليماني فوعظته بها ، فبكى وأمر لي بخمسين ألفاً وحملت على فرس وركبت من بين يديه وخرجت فما أن وصلت الباب حتى فرقت الخمسين ألفاً على حجاب أمير المؤمنين وبوابيه . قال : فلحقني هرثمة وكان صاحب هارون الرشيد . فقال : اقبل هذه مني . قال فقلت له : أني لا آخذ العطية ممن هو دوني وإنما آخذها ممن هو فوقي . قال : وخرجت كما أنا حتى جئت منزلي فوجهت إلى كاتب محمد بن الحسن بمائة دينار وقلت : اجمع الوراقين الليلة على كتب محمد بن الحسن وانسخها لي ووجه بها إلى . قال : فكتبت لي ووجه بها إلى .

جمعه لشتى العلوم :
حدث الربيع بن سليمان أنه قال ، كان الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ يجلس في حلقته إذا صلى الصبح ، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه ، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروش والنحو الشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف رضى الله عنه .
وحدث محمد بن عبد الحكم قال : ما رأيت مثل الشافعي كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث ، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه .
وأصحاب الفقه الموافقون ، والمخالفون لا يقومون إلا وهم مذعنون له ، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه ، وكان يحفظ عشرة آلالف بيت لهذيل وإعرابها ومعانيها ، وكان من أعرف الناس بالتواريخ ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى .
وحدث محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال : أخبرنا أبو الحسن عن عبد الرحمن عن أبي محمد ابن ابنة الشافعي . قال : سمعت الجارودي أو عمي أو أبي أو كلهم عن مسلم بن خالد : أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : " أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي "
وقال الحميدي : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم ، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا .
وقال أبو إسماعيل الترمذي : سمعت اسحق بن راهوية يقول : كنا بمكة ـ والشافعي بها وأحمد بن حنبل بها ـ فقال لي أحمد بن حنبل : يا أبا يعقوب ، جالس هذا الرجل (يعني الشافعي ) قلت : ما أصنع به ، وسنه قريب من سننا ؟ أأترك ابن عيينة والمقريء ؟ فقال ويحك ، أن ذلك يفوت وذا لا يفوت ، فجالسته .
وحدث أبو بكر بن إدريس عن الحميدي . قال : خرجت مع الشافعي إلى مصر وكان ساكنا في العلو ونحن في الأوسط فربما خرجت في بعض الليل ، فأرى المصباح فأصيح بالغلام فسمع صوتي فيقول بحقي عليه أرق فأرقي ، فإذا قرطاس وداة فأقول مه يا أبا عبد الله ، فيقول : تفكرت في معنى حديث ـ أو مسألة ـ فخفت أن يذهب على ، فأمرت بالمصباح وكتبته .
وحدث محمد بن يحيى بن حسان قال : سمعت أحمد بن حنبل قال : " كان ـ محمد بن إدريس الشافعي ـ أفقه الناس ، في كتاب الله " عز وجل " وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يكفيه قليل الطلب في الحديث " .
وحدث محمد بن الفضل البزار قال سمعت أبي يقول : حججت مع احمد بن حنبل ، ونزلت في مكان واحد معه أو في دار (يعني بمكة ) ، وخرج عبد الله (أحمد بن حنبل ) باكراً ، وخرجت أنا بعده ، فلما صليت الصبح ، درت المسجد ، فجئت إلى مجلس سفيان بن عبينة وكنت أدور مجلساً ، طلبا لأب عبد الله (أحمد بن حنبل) ، حتى وجدت أحمد بن حنبل ، عند شاب أعرابي عليه ثياب مصبوغة وعلى رأسه جمة ، فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل ، فقلت يا أبا عبد الله تركت ابن عبينة وعنده من الزهرى وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعين ـ ما الله به عليم ؟ فقال لي : اسكت ، فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول ـ ولا يضرك في دينك ولا في عقلك ، وإن فاتك أمر هذا الفتى ، أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة ما رأيت أحداً أفقه في كتاب الله من هذا الفتى ، قلت : من هذا ؟ قال : محمد بن إدريس الشافعي ".

تواضعه وخضوعه للحق :
قال الحسن بن عبد العزيز الجروي (شيخ البخاري) المصري قال الشافعي : ما نظرت أحداً فأحببت أن يخطيء ، وما في قلبي من علم إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب إلى .
وأخبر الربيع قال : سمعت الشافعي ودخلت عليه وهو مريض ، فذكر ما وضع من كتبه ، فقال لوددت أن الخلق تعلمه ولم ينسب إلى منه شيء أبداً .
ومن أقواله رحمه الله تعالى :
وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني .
كل ما قلت لكم ـ فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتراه حقاُ فلا تقبلوه ، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق . ما ناظرت أحداً إلى على النصيحة .

ورعه وعبادته :
وحدث الربيع المرادي المصري قال : كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرة ، كل ذلك في صلاة .
وحدث الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي : ما شبعت منذ ست عشر سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن ، ويقسي القلب ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة .

سخاء الشافعي :
حدث محمد بن عبد الله المصري ، قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد .
وقال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام ، قال لي الشافعي : أفلست في عمري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ، حتى حلى ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط .


فصاحته وشعره وبلاغته وشهادة العلماء له :
حدث الربيع بن سليمان قال : سمعت عبد الملك بن هشام النحوي صاحب المغازي يقول :" الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة " . وقال أحمد بن حنبل : كان الشافعي : " من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحاً " .
وحدث أبو عبيد القاسم بن سلام قال : كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة " أو من أهل اللغة" .
وقال أحمد بن أبي سريع " ما رأيت أحداً أفوه ، ولا أنطق من الشافعي " .
وحدث أبو نعيم الاستراباذي ، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته ـ التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة ـ لم يقدر أحد على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه ـ غير أنه كان في تاليفه يجتهد في أن يوضح للعوام " .
وقال أحمد بن أبي سريع " ما رأيت أحداً أفوه ، ولا أنطق من الشافعي فلم أر أحسن تأليفاً من المطلبي " الشافعي " كأن كلامه ينظم درا في عنقه منة " .
وقال الذهبي : كان حافظاً للحديث بصيراً بعلله ، لا يقبل منه إلا ما ثبت عنده ولو طال عمره لا زادت منه " .

وفاته رحمه الله تعالى بمصر بالفسطاط سنة 204 هـ :
حدث المزني قال : دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت : كيف أصبحت ؟ قال أصبحت عن الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً ولكأس المنية شارباً وعلى الله جل ذكره وارداً ، ولا والله ما ادري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو النار فأعزيها ، ثم بكى وأنشد :
فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي****جعلت رجائي نحو عفوك سلما
قال الربيع بن سليمان : " توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعد ما حل المغرب ـ آخر يوم من رجب ودفناه يوم الجمعة فانصرفنا فرأينا هلال شعبان سنة أربعة ومائتين " .
وحدث الربيع : " كنا جلوساً في حلقة الشافعي بعد موته بيسير فوقف عليا اعرابي فسلم ، ثم قال : أين قمر هذه الحلقة وشمسها ؟ فقلنا توفى ـ رحمه الله تعالى ـ فبكى بكاءً شديداً ،ثم قال : رحمه الله تعالى وغفر له . فلقد كان يفتح ببيانه مغلق الحجة ويسد في وجه خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوهاً مسودة ويوسع بالرأي أبواباً مسندة ثم انصرف " .
وقال ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان : " وقد أجمع العلماء قاطبة من أهل الحديث والفقه والأصول واللغة والنحو وغير ذلك على ثقته وأمانته وعدله وزهده وورعه وحسن سيرته وعلو قدره وسخائه " .