"سلاف" طفلة في عمر ست سنوات مع شقيقتها "سحر" ثلاث سنوات ترقدان في سرير واحد جنباً إلى جنب وفي وريد كل منهما قثطرة موصولة بكيس الدم المفلتر الخاص بعلاج مرض "التلاسيميا".
و "محمد" شاب يبلغ من العمر 25 عاماً يحتاج كل 20 يوماً إلى كيس دم ودواء لسلب الحديد من الدم .
مئات المرضى من المراجعين ومن مختلف الأعمار و الفئات يتواجدون يومياً في مركز "التلاسيميا" أو مرض حوض البحر الأبيض المتوسط , وهو فقر دم انحلالي مزمن- وراثي , حيث تقدر عمر كريات الدم الحمراء في الحالة الطبيعية للإنسان بـ 120 يوماً أما عند مريض التلاسيميا فلا تتجاوز الـ25يوماً مما يؤدي إلى انحلال وضعف تخثر في كريات الدم الحمراء , وهذا المرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء ويستمر مدى الحياة .
و حول هذا المرض , نقلت صحيفة "تشرين" عن الدكتور "محمد عبد الله خلف" رئيس مركز " التلاسيميا " في دمشق قوله " إذا كانت الأم حاملة سمة المرض والأب حاملاً المرض فإن المرض ينتقل إلى الأبناء فيكون 25% من الأطفال مصابين بالمرض و25% سليمين و 50 حاملين سمة تلاسيميا".
وحسب وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية فإن 3-5% من سكان العالم حاملين للتلاسيميا وفي سورية يتركز المرض في مناطق الساحل والجولان والغوطة الشرقية وصيدنايا ومناطق أخرى.
وبين "خلف" أن مريض التلاسيميا تبلغ تكلفة علاجه على نفقة الدولة 800 ألف ل.س سنوياً , وفي سورية يبلغ عدد الإصابات 7500 مريض .
و أوضح أن المركز وعن طريق وزارة الصحة يقوم بتأمين الأدوية وأكياس الدم وكل ما يلزم المريض بشكل مجاني علماً أن الدواء من النوع الغالي الثمن حيث يصل ثمن العلبة الواحدة إلى 40 ألف ل.س , والمركز يستقبل 1758 مريضاً كل شهر وبشكل دوري وهذا العدد حسب آخر إحصائية لعام 2010 بينما المسجلون في المركز عددهم 2250 مريضاً والبعض من المسجلين لا يلتزم بشكل دائم بالعلاج .
وقال خلف "الآن بدأنا العمل على الوقاية من مرض التلاسيميا والقضاء عليه ونكتفي فقط بالعدد الموجود وخطة العمل بدأت بالتوجه إلى كل الجهات الرسمية والمؤسسات الاجتماعية للتعريف بالمرض والوقاية منه ويمكن لنا التخلص منه كما فعلت دول مثل قبرص واليونان و... ذلك باتباع إجراء تحليل ما قبل الزواج والتأكيد عليه من قبل كل الجهات الرسمية".
ولفت إلى وجود أربعة أطباء فقط يقومون بتغطية العمل في المركز قائلاً "نحتاج إلى عدد من أطباء مختصين لاسيما طبيب قلبية وغدد لأن مريض التلاسيميا لاسيما الأطفال يتعرضون في مرحلة النمو إلى قصر القامة وخلل في الغدد النخامية كذلك الفتيات في سن العشرين يتأخر لديهن سن البلوغ وهذا يسبب لهن القلق والتوتر".
و بدوره , أشار طبيب المخبر الدكتور "محمد ياسر مخللاتي" إلى قدم الأجهزة منذ 16 سنة وعدم فعاليتها قائلاً "أصبحت الحاجة إلى استبدال الأجهزة المتوافرة حالياً بالأحدث ضرورية وذلك للحصول على نتائج ومؤشرات صحيحة ودقيقة في التحاليل المخبرية وهذا ما طالبنا به لكن الإجراءات الروتينية الإدارية تحتاج لوقت طويل وعملنا إسعافي يتطلب السرعة في العمل" .
و أخيراً , تجدر الإشارة إلى أن الشباب والفتيات من هم في سن الزواج يجب عليهم إجراء تحليل ما قبل الزواج وتوعيتهم بخطورة المرض في حالة إصابة الاثنين بالمرض وولادة أطفال مصابين بالتلاسيميا
دام عزكم
وأتمنى السلامة للوطن
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)