علمتني الغربة أن أنظر إلى الورد كلما ضاقت نفسيي ولكنها في نفس الوقت علمتني أن أبتعد عنه …


علمتني الغربة وافهمتني تلك القصة التي كانت تحكيها لي أمي وأنا طفل عن الصداقة فأدركت أن للصداقة حدود أبعد بكثير من مجرد كلمات تقال ..



علمتني الغربة أننا نملك أشياء كثيرة لكننا لا ندرك قيمتها


علمتني الغربة أن أكتم ألمي بداخلي وإن كانت ستفضحه عيوني فلعل الإنسان الذي آلمني في تللك اللحظة ليس هو الإنسان


الذي عرفته سنيناً


علمتني الغربة الكثير والكثير وكان من بين ما علمتني أنها أخبرتني من أنا ..




علمتني ان الانسان (في الوقت الحالي) لا يهمه الا مصلحته


علمتني ان الموت ألف مرة فوق ترابك يا بلادي اهون من التفكير بالخروج خارجك..


فإن الغربة في كل حرف منها حرقة قلب مشتاق


وحنين ... وألم ... وعذاب


الغربة كربة كما يقال ولكن فيها يتعلم الإنسان المحال


و يقدر قيمة تراب أرضه ..


علمتني الغربة وما اقساه من تعليم


ان تحس بانك وحيد في وسط الكل فيه يرغبك ولكن كل لمصلحته


علمتني ان ارى صديقي في الوطن عدوي خارجه


كل هذا لا يساوي دمعة عين من امي لفراقي..

هل معنى الغربة أن تترك بلدك وتستقر في بلد غيره؟!
لا...ليس هذا هو المعنى للغربة...
فكم من شخص يعيش في بلده ويعيش أقسى أنواع الغربة.
وكم من واحد يعيش مع أهله ووسط عائلته ومع ذلك يعيش في غربة قاسية قاتلة..
فليس هناك حوار مشترك يجمعه بهم..فكل منهم يعيش بنفسه ولنفسه فقط...
وأحيانآ يعيش الأنسان غريبآ عن نفسه فقط تنتابه أفكار غريبه عليه ليست من شخصيته في شئ ويقول في نفسه ..ماالذي جعل هذه الأفكار الغريبة ترد على خاطري..فلم أتصور قط أن أفعلها أو حتى أفكر فيها..


أحيانآ الشخص ينظر في المرآه فيحس أنه يرى صورتة لأول مرة .. يشاهد ملامح غريبه عليه قد ترك الزمان عليها علاماته المميزه..
ويقول لسان حاله.. كم تغير شكلي!! كأني لست أنا....!
وآه والف آه من غربة الروح..
فما أقسى أن تشعر أن روحك غريبة تائهة لا تجد لهامكان تستقر فيه..أتعبتها الأيام وأنهكتها السنون فليس لها عنوان تعرف به..
وليس لها مكان تطمئن اليه وتستقر فيه..
عائمة على الوجه أضعف موجة كفيلة بأن تحطمها وتقتل فيها الأحساس بالحياة...........


الى كل مغترب هذه الصفحة لك لتبث اشواقك وتجاربك ومشاعرك واحاسيسك سواء أكنت مغتربا عن بلادك ام مغتربا عن روحك