««صديقة الدرب»»
الفرق بين ذكاء العقل و ذكاء الفؤاد
هل تعرفون الفرق بين ذكاء العقل وذكاء الفؤاد؟ لم اكن اعرف الفرق الي ان سمعت الراحل العظيم أحمد بهاء الدين يتكلم عن ذكاء الفؤاد فأدركت انه جزء من الفطرة السليمة وشفافية الروح التي تصل انسانا بآخر. ولذلك اقنعني زوجي في نقاش بيننا انه لا ظالم ولا مظلوم في علاقة الرجل بالمرأة.
قال ان الرجل منذ ان يولد يسلم أمره لامرأة. الاولي هي امه التي تصبح مصدرا للامن والامان والغذاء والدفء ، ان اهملته ذوي وان احتضنته ارتوي. ثم يصل الي سن المدرسة فتحل معلمة الفصل محل الام اثناء النهار, يسعد ان ابتسمت له او اثنت عليه ويبكي ان رمته بالكسل او الاهمال. وحين يصل الصبي الي اعتاب المراهقة يقع في حب بنت الجيران او احدي القريبات ويبقي الليل ساهرا يفكر ويتمني وينسج الاحلام. ثم يبلغ مبلغ الشباب وتبدأ رحلة البحث عن النصف الضائع وتتبلور الاحلام كلها في حبيبة يتمني رضاها ويعد الايام والشهور التي تفصل بينه وبين الزواج منها. وبعد الزواج تصبح الزوجة هي وزيرة الخزانة والشئوون الاجتماعية والتربية والتعليم تأمر فتطاع. الزوجة تقرر ماذا يأكل وماذا يلبس ومن يدعو الي مائدته ومن يجامل ومن يجافي.
لم يكن بوسعي الانكار فصمت. ولم اعقب علي ما تعتبره النساء ظلما في العلاقة مع الرجل بحيث تظل الزوجة تحمل وتلد وتطهو وتقرر ولا تفتأ تتمني ان تظل كما كانت حين احبها وهي في العشرين حتي بعد ان تتجاوز الخمسين لأنها تخاف ان يتنهي الحب بانتهاء رونق الشباب. لم اعقب لأنني شعرت بأن الود بين الزوجين اقوي من العشق وابقي كما انني ادرك باحساسي بأن الود له اصول.
واسمعوا هذه الحكاية قبل ان يجيب احدكم من الظالم ومن المظلوم.
كان ياما كان في هذا العصر وهذا الاوان زوجة خليجية دعيت الي عرس كبير. والاعراس في الخليج قسمان قسم للنساء وقسم للرجال. ولذلك لا تجد النساء حرجا في التجمل والتزين قبل الذهاب الي الاعراس. وعليه فان تلك الزوجة ارتدت افخر ثياب السهرة واختارت افضل ما في خزانتها من الحلي الماسي وتفننت في ماكياجها وتصفيف شعرها بحيث اكدت لها المرآة بأنها اجمل مما كانت حين زفت الي زوجها. بعد ان استعدت خرجت الي زوجها تخبره بأنها علي وشك الخروج الي الحفل.
فنظر اليها القرين نظرة ملؤها الاعجاب بما رأي وتحركت مشاعره وذكرياته عن ايامهما الاولي معا فهش في وجهها واثني علي جمالها واناقتها فسعدت بكلام
ه وابتسمت له ابتسامة ذات معني. فما كان من الزوج الا ان استجاب لابتسامتها بأفضل منها اذ انه قام من مجلسه وامسك بيدها ولسان حاله يقول: بلي انا مشتاق وعندي لوعة. فقال: ما رأيك في ان نمضي الامسية معا بدلا من ذهابك الي العرس.
فلم تبد الزوجة اعتراضا بل ابتسمت في دلال وقالت لا مانع. واستمهلته قليلا وعادت الي غرفتها. وبعد دقائق عادت اليه وقد خلعت ثوب السهرة وازالت الماكياج واعادت القرط والقلادة الماسية الي الاخزانة وارتدت روب البيت.فنظر اليها الزوج طويلا وقد تبخرت كافة الاماني والاحلام وحل محلها سخط يحتاج الي فلسفة ارسطو وافلاطون معا لتحليله. ووقفت الزوجة غير مصدقة بأن حالته المزاجية تبدلت بمثل تلك السرعة الي ان قال لها بما يشبه الوعيد:
اذهبي الي حفل العرس بشرط ان تذهبي كما انت الان ولو حاولت تغيير اي شيئ في مظهرك فاني مفارقك بلا رجعة.
حين سمعت تلك لقصة سمعتها في مجلس نسائي كدليل علي ديكتاتورية الرجل وظلمه غير المبرر لامرأته. ولذلك امسكت عن الكلام لأنني ادركت بما حباني الله به من ذكاء الفؤاد انني لو دافعت عن ذلك الزوج فقدت مصداقيتي عند الحاضرات . ولذلك قررت ان اجعل قراء هذه السطور يحكمون بيني وبين الاخريات. ارجو ان اتلقي الاجابة علي سؤالي : في تلك القصة التي وقعت احداثها بالفعل, من الظالم ومن المظلوم؟
منقول
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)