أظهرت دراسة جديدة نفذها فريق بحثي في المملكة العربية السعودية أن لخلاصة عشبة "الجرجير" إمكانات واعدة في مكافحة القرحة المعدية، علاجاً ووقاية، بحسب شبكة نيوزمديكل. والمعلوم أن آفات قرحة المعدة تصيب ملايين البشر في جميع أنحاء العالم، ورغم أن إدخال العقاقير المثبطة لمضخة البروتون بالمعدة أضاف جديداً لعلاجات القرح الهضمية التقليدية والاضطرابات المعدية والمعوية الأخرى إلا أنه ليس هناك علاج كامل لهذا المرض.
وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت عشبة الجرجير المستخدمة كأحد مكونات السلطات بالعالم العربي وأوروبا أهمية متزايدة في سياق مكافحة قرحة المعدة.
ويعتقد أن هذه العشبة، التي يستخدمها بعض العرب للوقاية من مشكلات حموضة المعدة الزائدة، تمتلك خصائص دوائية وإمكانات علاجية، من بينها تثبيط توليد الأورام، ومكافحة القرحة، وأنشطة وقائية للكبد والكلى.
علاج القرحة
ففي الدراسة التي نفذها الدكتور سيد رأفة الله ورفاقه في المملكة العربية السعودية، ونشرت حصيلتها بـ"المجلة العالمية لطب الجهاز الهضمي"، تحقق الباحثون من خصائص الجرجير المكافحة تقرح المعدة.
ووصولاً لتلك النتائج أحدث الباحثون للفئران قرحاً معدية باستخدام كيماويات مؤذية، مثل الإيثانول والقلويات القوية ومضاد الالتهاب إندوميثاسين وإجهاد الكبح الخافض للحرارة ثم درسوا أثر عشبة الجرجير على إفرازات المعدة وقرحها عند هذه الحيوانات.
بعد استحثاث القرح المعدية وقياس مستوياتها أعطيت للفئران كميات من خلاصة عشبة الجرجير بجرعتين مختلفتين بهدف الضبط والمقارنة: 250 مليغراماً و500 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الحيوان، في جميع مراحل التجربة.
فوجد الباحثون أن خلاصة الجرجير قد خفضت إفراز الحمض المعدي (القاعدي) والحموضة المعيارية والتقرح الاجتراري بشكل دال ومتناسب طردياً مع حجم الجرعة.
كذلك نجحت خلاصة الجرجير في تخفيف التقرح الذي تم إحداثه باستخدام عقاقير التخدير، ومضاد الالتهاب إندوميثاسين، وإجهاد الكبح الخافض للحرارة.
وأمكن التثبت أكثر من تأثير خلاصة عشبة الجرجير المضاد للتقرح بواسطة الفحص الهستولوجي لأنسجة المعدة.
ومن جانب آخر، استطاعت خلاصة عشبة الجرجير تجديد أو تعويض مخاط جدار المعدة، وكذلك الأمر بالنسبة لتعويض مستويات مركبات هيدريل الكبريت غير البروتيني والمالونديألدهايد التي انخفضت بشكل كبير في المرحلة السابقة على تعاطي خلاصة الجرجير.
وتوصل الباحثون إلى أن خلاصة عشبة الجرجير تمتلك خصائص ضد الإفراز (الضار) وواقية للخلايا، وأنشطة مضادة للتقرح، ورجحوا أن تأثير خلاصة العشبة يعود إلى نشاطها من خلال مركبات بروستَغْلندين (الوسيطة)، أو خصائصها المضادة للإفراز الحامضي المؤذي أو المضادة للأكسدة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)